Saturday, April 30, 2005

رواية فسيفساء – الجزء الخامس عشر والأخير


الزمان : الثلاثاء – 8 / فبراير / 2005 – الساعة الثامنة صباحاًً

المكان : مطار الكويت الدولي

تنتهي كيت من إجراءات حجز المقعد وتحمل حقيبتها متوجهه نحو مقهى ستاربكس في صالة المسافرين

تطلب قهوة اللاتية. تسرح بتفكيرها في أمور عدة. بكل شيء ولا شيء. ولقاء البارحة الأخير مع بومريوم. يا إلهي ما أصابني البارحة. تحدث نفسها. لقد كانت دموعي تنهمر من حرقة الفراق.

وبينها هي في أحلام يقظتها، يأتيها الصوت، " المعذرة، هل هذا المقعد مأخوذ"

"يا إلهي، تي جيه" ترد بفرح شديد

"هل تفاجأتي؟ أظننتي بأني سأفوت وداعك؟" يبتسم لها بومريوم

"لقد إعتقدت بأن البارحة كانت ليلة الوداع. لم أتصور بأنك ستحضر بعد أن قلت بأنك ستكون مشغولاً بالعمل" ترد عليه

"لقد أردت أن أعمل لك مفاجأة" يقول لها، "هل نجحت" يسالها

تهز رأسها مبتسمة

"هذه لك" يهديها بومريوم علبة كبيرة وثقيلة بعض الشيء

"ما هذا؟ أأستطيع فتحها؟" تطلب كيت

"ليس الآن، وأنت عل متن الطائرة ربما" يرد بومريوم

"أنت مفسد البهجة" تضحك كيت

"على فكرة، لقد إتصل بي المقدم خالد محمود، أتذكرينه" يسألها وتهز رأسها موافقه "يقول بأنهم قد قبضوا على أشخاص في الأحداث الأخيرة، ومن التحقيقات تبين أن أحدهم من أطلق النار علينا تلك الليلة"

تنتبه كيت أكثر، "وماذا ايضاً" تسأله

"يا لسخريات القدر، يبدو بان حبي للقهوة قد أوقع بنا"

"ماذا تعني؟" تسأله كيت

"إتضح لهم من التحقيقات بأن الهجوم علينا كان محض صدفة" يرد بومريوم، ويكمل "لقد شاهدونا بالصدفة بالمقهى تلك الليلة وظلوا يتابعوننا، حتى حصل ما حصل"

"ألم أقل لك بان شرب القهوة مضر بصحتك" تضحك كيت

يعلن جهاز المناداة عن قيام الرحلة رقم 112 . رحلة كيت

وأمام بوابة الدخول تحتضن كيت بومريوم ثم تقبله قبلة تطول بعض الشيء.

تتجه الكثير من العيون نحوهم. فمن نظرات إستهجان وأخرى إعجاب وغيرها من الإستغراب. لكن الأمر لا يهم

"كما إتفقنا، دعني أرتب أموري، وسنرى أين ستقودنا الأقدار" تحدثه كيت

"طبيعي أنها لن تقودنا نحو ستاربكس الفحاحيل" يرد عليها مبتسماً

تنطلق كيت نحو المدخل ملوحة بيدها تودعه

في الطائرة وأثناء الرحلة، تتذكر هديته لها، فتقف وتجلبها من الخزانة المعلقة فوق رأسها

يصحب الهدية بطاقة تبدأ كيت بقراءتها

دعيني أتنفس أعباق أنسامك العذبة

تلك الهائمة من فاه المحبة

دعيني أمتع ناظري بجمالك كل يوم

حبك اشعل رغباتي بأن تتجدد حياتي من جديد

أعطيني يديك، واحتضني روحي

لعلي أستقبلها وأعيش من جديد

إصرخي باسمي الخلود ، فخسرانها لن يعود

يالها من كلمات عذبة، كلمات حب بين عاشقين. ولكنا في حقيقة الأمر كلمات إخناتون للرب آتون، وبفضل سرمديتها إستخدمها المحبون للتعبير عن عشقهم لمحبيهم

تفتح العلبة بسرعة الطفل الملهوف على هديتة وفجأة، تضحك كيت ملأ شدقيها ويسمع من بالطائرة ضحكها

تتجه أنظار الركاب من حولها باستغراب نحوها وعيونهم تمتلأ بالفضول، يسرع أحد المضيفين نحوها للإستفسار أو من باب الفضول، فإذا به يشاهد لوحة ببرواز.

تصميم يغلب عليه اللون الأزرق عليه شعار الأمم المتحدة وبعض الكتابات العربية وأخرى تبدو غريبة مع أنها أحرف لاتينية ويتوسط التصميم، شكل إسلامي.



إنتــهــــى


Thursday, April 28, 2005

رواية فسيفساء – الجزء الرابع عشر قبل الأخير


الزمان : الأحد – 16 / يناير / 2005 – الساعة الخامسة صباحاًً

المكان : شقة بومريوم الخاصة

يشهق بومريوم شهقة عظيمة وينهض مفزوعاً من فراشة على صوت هاتف الشقة. البرودة لم تمنعه من التعرق بغزارة من هول الكابوس

يا إلهي، ما أبشع الكابوس، لا يمكن أن يحصل هذا لي، يحدث نفسه بينما الهاتف مستمر في رنينه

"آلو" يرد بومريوم على الهاتف

"آسفه هل أيقظتك، ...، هل أنت بخير" تسأله

بينما هو يصر على سؤالها "هل أنت بخير!!!" ويكررها مراراً

"لم أستطع النوم. ظللت أتقلب بفرشي. أغفو قليلاً، ثم أصحوا. لا أدري ما أصابني، ماذا عنك؟" تساله كيت

"هذا طبيعي" يحاول بومريوم تهدئتها بينما تنفسه العميق يكشف حالته، هو يعلم بأنه من داخله في حاله حطام، "إنها الصدمة من الحدث. لقد أيقظني رنين الهاتف من حلم مزعج" ويروي لها ما رآه في حلمه

"لقد أخبرني مندوب السفارة بأنهم يستطيعون أن يرسلوا من قد يساعدني لتخطي الأمر. أظنهم كانوا يقصدون أحد المختصين النفسانيين. لا أعلم إن كان يعمل بالسفارة أم لا. ولكن على الأرجح أنه يعمل مع القوات في الكويت أو العراق. يبدو بأنك بحاجه له أكثر مني" ترد كيت

يطول الصمت

"كيت ..." يحاول بومريوم محادثتها

"لا يا تي جيه. دعني أحدثك أولاً" تقاطعه كيت

"عندما أتيت للكويت، إعتبرت الأمر مجرد متعة وإجازة لي، زيارة لأختي

ولكن نحن لا نعرف ما تخبئه الأقدار لنا

فجأة ظهر ذاك الشاب في حياتي وأخذ لباب عقلي، لقد عرفت شباناً غيره طوال حياتي، ولكن هذا أحسسني بأني إمرأة. أخذني إلى عوالم لم أحلم في يوم من الأيام بأني سأكتشفها.

يا له من إحساس، لم أشعر به من قبل، لا أريده أن يختفي والبارحة، يا إلهي كدت افقد كل شيء بما في ذلك حياتي

"كيت إنني أشعر بالسوء مما حصل" يرد بومريوم

"لا يا تي جيه. لم يكن هذا مقصدي إطلاقاً" تجيب كيت، "لقد كان من سوء حظنا لا أكثر.

مقصدي هو فقدانك. لم أكن أتصور مدى إرتباطي بك حتى تلك اللحظة"

"كيت أنا ...." يرتبك بومريوم

"أرجوك يا عزيزي، لا تقل شيئاً. أنا آسفه، لا أعلم ما أصابني. لآ أريدك أن تظن ولو للحظة واحدة بأنني أحاول ربطك بي. يعلم الله بأنني لم أكن أريد أن أضعك في هذا الموقف المحرج.

إنها أمنياتي وأحلامي أنا. ولكني أعلم مدى صعوبة تحقيق ما أتمناه"

ويستمر الحديث بينهما، ويتحول نحو حديث حميمي أكثر وأكثر، وتطلق رغبتها وحسرتها أخيراً

"آآآآه يا تي جيه، لكم أحبك"

إنتهى الجزء الرابع عشر

ويتبع في الجزء القادم

Wednesday, April 27, 2005

والناجح يرفع إيدوه - أحاديث من الصليبخات


السيد جانديف كتب عن المدارس في مدونة ساحة الصفاة، تحت إسم مدرستي ما أحلاها، فذكرني بسالفة أيام الثانوية

السالفة بصراحة آنه ماني فخور فيها، ولكن أيام زمان ما كنا نفكر مثل الحين، عالعموم

كنا في الصف الرابع ثانوي وكان مدرس الأحياء، أهو المدرس الأول. كان يدرس صفنا والصف إللي يمنا. طبعا كلنا صفين علمي

المهم، بالإختبار الأول، كل الشباب إمزفتين، إلا ما ندر. أستادنا كان شديد، قبل الأمتحان وأثناءه يدور على الطاولات ومراقب جيد. هذا عدا إنه قبل الإمتحان يغير أماكن الطلبة، يعني كولمبو، فيك خير حاول تغش

المهم، وبعد التحري، إكتشف الشباب بأن الأستاد ما يغير الإمتحان. نفس الإمتحات للصفين، حلو

الإمتحان الثاني قرب. إتفق بعض الشباب من صفنا مع الربع في الصف الثاني إنهم يسربونه لنا. حصتهم قبل الفرصة، وإحنا بعدها. وفعلا ما قصروا الربع

الشباب يابوا لي الإمتحان عشان أحله لهم. ما في داعي اقول إني كنت شاطر وخصوصاً بالأحياء. المراد حليته لهم وقلت لهم إشناوين تسوون.

الجواب كالعادة، تبرشم والله يخلي الطاولة. قلت لهم ماكو فايدة، راح يطيح عليكم الأستاد وثاني شي أهو يغير الأماكن فما راح تستفيدون شي. طيب شنو الحل

إمتحنا، وثاني حصة ياي المدرس وهو مصدوم. كل الصف العلامة الكاملة

قعد يقول، آنه أدري إنكم غاشين. أولا لأن كلكم فاشلين، وثانياً كلكم كاتبين نفس الكلام وهذا مو معقول. وقال آنه ما أقدر ألغي الإمتحان لأن ما عندي عذر بس أبي اعرف إشلون سويتوها

طبعاً ما قلنا له. وبصراحة الفكرة كانت بسيطة

من عادة الأستاد إنه يقرق بالصف. عمره ما إستخدم السبورة ولا حتى يمسحها حتى وقت الحصة أو قبل الإمتحان

فلما حليت الإمتحان قلت للشباب عن الفكرة وفعلا، كتبنا الحل كله على السبورة وجدام عينه.

أهو ما إنتبه.

مشكلته عدل، وإلا إشرايكم

رواية فسيفساء – الجزء الثالث عشر


الزمان : الأحد – 16 / يناير / 2005 – الساعة الثانية فجراً

المكان : شقة بومريوم الخاصة

يدخل بومريوم الشقة ,والتعب قد أضناه، يضئ الكثير من الشموع العطرية التي تهدئ النفس والروح في بعض الأحيان. آه كم أصبحت روحه متعبة الليلة.

ما كنت لأغفر لنفسي لو كان قد حدث لها شيئاً، يحدث نفسه، يا إلهي كيت. كم أنا آسف.

أيعقل أن ذاك الوجه الملائكي يمتلأ خدوشاً. ولكن ما ذلك مقارنة بخدوش، بل جروح النفس. لا أظن بأنها سوف تنسى حادثة الليلة. يا إلهي، لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من الموت.

على الرغم من محاولتها طمأنتي، إلا أنني أعلم، بأنها كانت مفزوعة لدرجة لا تقاس، بل هي تشغل نفسها بي لتنسى رعبها

ينغمس بومريوم بالماء في حوض الجاكوزي، محاولا الإسترخاء ولو لفترة قصيرة. يا له من علاج فعال ولو لحين.

ما الذي حصل بالضبط، وكيف إستطاعوا الوصول لنا. يا إلهي ماذا عن بقية الأصدقاء.

يهب بومريوم مذعوراً، ويرتبط بشبكة الإنترنت في محاولة الإتصال المباشر بالأصدقاء وتحذيرهم.

لا أحد يرد. آه هذا طبيعي. لا أظن بأن أحداً منهم على الشبكة في هذه اللحظة والوقت

"بومريوم، ألا تزال مشغولاً بأمر المواقع" يأتيه الرد من فورزا

يشرح بومريوم لفورزا ما حصل الليلة

"يا إلهي، أنا غير مصدق" يرد فورزا، "ما العمل الآن"

"لم يطلبوا من بأمن الدولة أسماءكم، وقد قلت لهم بأني لا أعرفكم شخصياً" يرد بومريوم

"إذا كيف عرفوا بالأمر؟" يسأل فورزا

"لا أعلم، ربما كانوا يراقبون مواقعهم ولديهم برامج متابعة الزوار. أو ربما نحن نحمل الأمر أكثر مما يستحق، قد يكون أننا كنا في المكان والزمان الغير مناسبين، لا أكثر ولا أقل" يحدثه بومريوم، "على العموم الحذر مهم، ويجب علي تحذير الجميع"

"دع الأمر لي، خذ قسطاً من الراحة الآن، فالإثارة لابد وأن أخذت منك مأخذها، تصبح على خير" يرد فورزا

يتوجه بو مريوم نحو الفراش ويغط على غير عادته، بنوم عميق وبسرعه

الطرق على الباب الذي يتزايد مع ضوضاء جرس الشقة شكلا نشازاً مزعجاً

يسرع بومريوم من فراشه نحو الباب ودون النظر بالعين السحرية يفتح الباب فتقذف كيت إلى الداخل والرعب ظاهراً عليها ، فيحاول سؤالها عن معنى تواجدها هنا في هذا الوقت، إلا أن اللحظات قليلة، فيدخل خلفها ثلاث رجال ملتحين بالزي المدني، وبيد كل منهم رشاش كلاشنيكوف ويصوبونهم نحوهما

"من أنتم؟ ما معنى هذا؟" يسألهم بومريوم، وهو يسحب كيت خلفه ويتراجع للوراء

"أسكت" يصرخ أحدهم، ويبدو وكأنه قائدهم، "يا كافر"

وتنطلق طلقات الرصاص وتبدأ بلمس اللحم البشري بينما صرخات كيت تضمحل

إنتهى الجزء الثالث عشر

ويتبع في الجزء القادم

Tuesday, April 26, 2005

رواية فسيفساء – الجزء الثاني عشر


الزمان : الأحد – 16 / يناير / 2005 – الساعة الواحدة فجراً

المكان : أحد شوارع الكويت

تتلألأ أضواء وفلاشات سيارات الأمن مختلطة بأضواء الإسعاف الخضراء مشكلة لوحة سيريالية في السماء.

كيت في حالة رعب وهستيريا كاملة غير مستوعبة الحدث، بينما بومريوم بقربها يحاول مواساتها وتهدئتها. لولا تصرف بو مريوم السريع لكانت الرصاصات قد إخترقت الأجساد.

لحسن الحظ الأصابات لم تكن بليغة على الرغم من الإصطدام القوي بالحاجز الإسمنتي على الطريق. ولكن هناك بعض الجروح الطفيفة من تطاير الزجاج

يقترب المقدم خالد من بومريوم، ويأخذة بعيداً عن الأضواء وفلاشات الصحافة

"حسناً ماذا حدث" يسأله المقدم

"لا أعلم، وكأن الحدث قد غاب عن ذاكرتي" يرد عليه بومريوم

"هذا يحدث في كثير من الأحيان بسبب الصدمة، ولكن حاول فإن لم تستطع فإنك بلا شك ستتذكر ولو بعد حين" يرد المقدم خالد

""كنا قد خرجنا للتو من مقهى ستاربكس بالفحاحيل، كنت موجها نفسي نحوها، فلم أنتبه للطريق بصراحة. إلا أن المنظر شدني، سيارة شيفروليه بيضاء إقتربت، وإذا بمدافع رشاشة توجه نحونا، ويبدأ العزف المرعب بأنغام الطلقات" يسرد بومريوم

يبتسم المقدم محاولاً طمأنته

"أمن المعقول بأن قد علموا بأمري بهذه السرعة؟ يا حضرة المقدم، أنتم الوحيدون الذين تعلمون بأمري وبشخصيتي الحقيقية" يحدثه بومريوم

"ما تلمح له غير معقول يا عزيزي" يرد المقدم مدافعاً

"ولكنه غير مستحيل" يرد بومريوم غاضباً

"لابد وأن الأمر فيه منحى آخر، لا بد من وجود تفسير آخر" يقول المقدم

"كل هذا لا يهمني. لقد كدنا نفقد حياتنا يا حضرة المقدم" يرد بومريوم

"سنعمل على توفير الحماية والحراسة لكما من هذه اللحظة" وبينما المقدم يحدث بومريوم، تقترب سيارة تحمل الأرقام الدبلوماسية وتندفع أخت كيت منها نحوها يتبعا زوجها.

تصل سيارة اللواء بوعبدالرحمن ويتجه المقدم نحوه محيياً ويقوم بسرد الأحداث له بينما ينطلقان نحو كيت للإطمئنان عليها ويشير المقدم لبومريوم للإقتراب

يقوم بومريوم وكيت بشر الأحداث للواء مع طاقم السفارة، إلا أن فكر بومريوم يشرد بعيداً ويتوه في خضم الأحداث. ففكره أولا متعلق بكيت، ويلوم نفسه لما حصل لها. وفي نفس الوقت يحاول معرفة الخطأ الذي وقعوا وكيفيه وصولهم له

أيعقل أن يكون هناك تسريب للأخبار من داخل الجهاز الأمني. يحاول بومريوم طرد هذه الفكرة من راسه. إذا أي الخطأ الذي وقعنا به، يسأل نفسه

يشعر بومريوم بوجود سائل دافئ على جبهته فيتحسس، فإذا هي دماء. يبدو بأن المسعف لم يضمد الجرح بشكل طيب. كل شيء يسير من سيء للأسوأ

يتحين بومريوم فرصة إنشغال أختها مع طاقم السفارة فيقترب منها

"كيت، أنا آسف جداً" يقولها بومريوم بكل صدق وألم في قلبه

تلمه كيت بدون أي إعتبار لأحد وتقول، "يا عزيزي، الذنب ليس ذنبك بتاتاً. لا عليك ولكني أنا آسفه فأختي مصرة أن أرحل معها الآن لمنزلها. هي لا تعرف تفاصيل الأحداث فلم أخبرها بشيء البته. سوف أتصل بك" وترحل

إنتهى الجزء الثاني عشر

ويتبع في الجزء القادم

Monday, April 25, 2005

رواية فسيفساء – الجزء الحادي عشر


الزمان : السبت – 15 / يناير / 2005 – الساعة العاشرة مساءاً

المكان : مقهى ستاربكس الفحاحيل

"أنت مدمن للقهوة، يا إلهي، لا أستطيع عد عدد المرات التي تشربها" تحدثه كيت

"نعم أعترف بذلك" يرد بومريوم، "ولكن قهوة اليوم تختلف، فهي قهوة إحتفال"

"أتقصد أحداث اليوم، في تلك المنطقة، ما أسمها؟" تسأله كيت

"أم الهيمان، هي قريبة من هنا هل تودين زيارتها؟" يحدثها مبتسماً

ترمقه وكأنها تقول له، أتمزح معي، فيضحك

"هل يوجد ستاربكس هناك ؟" ترد مبتسمة

يضحك بومريوم "في واقع الأمر إنها منطقة قبلية أكثر، والقهوة العربية الشقراء متوفرة على مدار الساعة في كل بيت تقريباً"

يشرح لها بعض عادات أبناء القبائل وكيف أن القهوة العربية هي رمز الضيافة لديهم، ويستمر الحديث بينهما حول القهوة فكأنما نسوا ما قاموا به ومساهمتهم بأحداث اليوم

"ستاربكس مجمع شيخه ممتاز" يحدثها بومريوم، " إنه هادئ على عكس المقاهي الأخرى, أغلب رواده من الطلبه ولديه مكان جميل في خارجه


أما كوستا كوفى لدى معرض يوريكا السالميه، فأتركه عادة ليوم الخميس"

"ولم؟" تسأله

"إنه يوم التسوق في السالمية، وعادة ما يكون غير مزدحم" يرد عليها ويكمل،

"ستاربكس مستشفى هادى، اذا كنت راغباً لقهوة ولكن بسرعه وخصوصا وأنا في طريقي للعمل

أما صباحاً فأحب الذهاب كوستا المركز العلمى، أو التواجد هنا

و طبعا الالذ القهوه الارتيريه أو الَجََبنَه، تلك التي شربناها لدى صديقي أبوعبيدة"

"يا إلهي ، أنت لديك خطة شاملة لشرب القهوة" تبتسم

في طريق العودة وهما يركبان سيارته، أو كريمر كما يسميها، تقترب عقارب الساعة إلى منتصف الليل، يقطع بومريوم الشارع بهدوء، وهو يحدث كيت بأمور كثيرة، وفي اللحظة نفسها يشاهد ما لا يستطيع تصديقه

"أخفضي رأسك يا كيت" يصرخ بومريوم ويدفع برأس كيت إلى الأسفل وينزل رأسه بنفس الوقت ويضغط على الفرامل

فإذا بوابل من الرصاص المندفع يتراشق عليهم محطماً زجاج السيارة من كل جانب، ويعلو صراخ كيت غير مصدقة ما يجري

تصطدم السيارة الحاجز الإسمنتي بسرعة تدور السيارة عدة دورات بسبب عدم السيطرة عليها، وأخيراً تقف السيارة، بينما تنطلق سيارة المهاجمين وتتوارى عن الأنظار

إنتهى الجزء الحادي عشر

ويتبع في الجزء القادم

Sunday, April 24, 2005

عشاق


تحذير : يحتوي هذا البوست على فقرات لأحداث قد لا يتقبلها الجميع، لذا إن كنت تعتقد بأي مرحلة من مراحل القراءة بأنها غير مقبولة أو غير مستساغة أو مهينة لك، يرجى التوقف، ولك الشكر مقدماً على الزيارة

القلوب تتسارع ضرباتها، وكأنها ترقص التانغو على موسيقى غجرية لاتينية

تتخدر الأنامل من الإثارة. أم هو الخوف. الخوف من المغامرة وألاّ مألوف. أم هو الخوف من المجهول وما سيصبح عليه الغد

ولكن الأكيد هو إستغلال الفرصة. فمثلها لن يتكرر. لقد طال الإنتظار واشتعلت المشاعر وتأججت نيران الرغبة. ما أطول الإنتظار وما أروع نهايته

إنها لحظة التعرف على تضاريس الأرواح قبل الأجساد. ما أجمل الروحين حينما يلتقيان وما أروعهما بعد تلاقي الأجساد. ما أجمله من شعور عندما تمر الأنامل على مواقع لم تكتشف في الأجساد. ما أطيب تلاقي الشفتين، وما ألذ إختلاط رحيق الأفواه

هي، ما زالت العيون تلاحقها أينما حلت. لطالما كانت مرادهم. تفترسها النظرات بل وتكاد تنهش لحمها. بل هي تشعر إنغراس الأنياب بجسدها. ولكن لا يهم. هذا اقصى ما سيصلون إليه

وهي لطالما عزفت عن الآخرين. لا كرها، ولكن لا تعرف لذلك سبباً. لا يهم، إنها إنتظرت وستنتظر وإن طال الإنتظار

في ذاك العالم الخفي عن الفضول، عادة ما تلتقي الأعين أولاً. ثم تتناقل الرغبات بإيحاءات تفسر الرغبات. وأخيراً تصرخ الهمسات. يعاونهم من قد مر بالتجربة. الرغبة في إنشاء الرابط تزداد في هذا العالم

الليلة الموعودة. لقد تبرع أحد الأصدقاء بمكان اللقاء. يجب أن تسجل تلك الليلة في ذاكرة حياتهما. يا لها من ليلة. فلتعاد الكرة تلو الكرة. ولكن هيهات

ما أزعجها من طقوس. أينبغي أن تتكرر في كل مرة. لم، هذا هو السؤال

يتنظران في صالة المطار قبل حاجز الأمن. على أكتافهما حقيبتين صغيرتين. متاع من الدنيا ولا شيء أكثر. تركا كل شيء. العيش معاً أقصى أمنياتهما

النداء الأخير للرحلة

إنها لحظة الحقيقة واتخاذ القرار

تنهمر دموعها. لم علي ترك وطني والهجرة لأكسب حريتي. حريتي في إتخاذ قراراتي ورغباتي. أنا لم أفعل ما يستحق الهجرة. أأجرمت عندما أحببت

هدئي من روعك يا حبيبتي. لا لست مجبورة على السفر. نحن لا نهرب. بل نرحل لمكان نكون به أحراراً أكثر. أي قرار تتخذينه، أنا أوافقك عليه

لا أريد الرحيل. أريد العودة لمنزلي

تأتي موظفة الطيران وتحدثهما.

أيتها السيدتان، إنه النداء الأخير

الأولى تبكي، فترد عليها الثانية، نأسف للإزعاج، فقد غيرنا رأينا. لن نرحل

رواية فسيفساء – الجزء العاشر


الزمان : الأربعاء – 12 / يناير / 2005 – الساعة الثانية بعد الظهر

المكان : الشرق، الإدارة العامة لأمن الدولة

يشرح بومريوم وقائع الأحداث وتطورها. وكيف ربط بين كتيب المعرض مع الأحداث والوقائع. ثم إنتقل لشرح نظام التشفير ونوعية كل على حدة مروراً بطريقة فك الشيفرة وكيفية عمل برامج فك التشفير التي طورها فورزا وأخيراً الكم الهائل من المعلومات التي ظهرت.

يسكت بومريوم وينتظر أي أسئلة منهم. يبدو له بأنهم يحاولون إستيعاب الصدمة وما عرفوه للتو. نفس الإحساس الذي مر به في السويعات الماضية

"هل هناك لآخرين على علم بما حدثتنا به" يكسر المقدم خالد الصمت المطبق على الجميع

"نعم في حقيقة الأمر هناك من شارك بالموضوع" يرد بومريوم، "فمنهم من وضع نظريات التشفير ومنهم من طور برامج فك الشيفرة، ولكن في حقيقة الأمر لا أعرف من هم شخصياً"

يبدو الإستغراب على وجوههم. ويلاحظ بومريوم ذلك

"دعوني أشرح لكم" يتابع بومريوم ويبدأ في شرح عالم المدونات وطرق العمل فيها ببعض الحماس

تزداد الحيرة على ما يبدو، لدى الضباط، ويحس بومريوم بذلك

"أخي العزيز" يتحدث رجل باللباس المدني، ويبدو لبومريوم بأنه الأعلى مكانة بين الضباط، "دعني أولاً أن أهنئكم جميعا على الحس الوطني الراقي. وأود أن أمد شكري لزملائك الذين شاركوك في التوصل لهذه المعلومات القيمة

وأرجو ألا تفسر سؤال المقدم خالد تفسيراً خاطئاً، فعلى الرغم من حاجتنا لكل معلومة ومساندة من أبناء الوطن، إلا أننا حريصون في الوقت ذاته على سلامتهم

ولأبين مقصدي أكثر، سؤالي لك، هل تعتقد بأن أصحاب هذه المواقع، كما سميتها، يعلمون أو سيعلمون بطريقة ما من إستطاع إختراق مواقعهم، أي هل ستكون هويتكم مكشوفة لهم"

"لمعرفة هوياتنا جميعا من قبل أصحاب المواقع، عليهم أن يقوموا بعدة عمليات ولابد لهم من تعاون من قبل مقدمي خدمة الإنترنت في الكويت، أو المؤسسات التي ينطلق منها زوار الموقع

المواقع يمكن لها إكتشاف من قد زارها من مستخدمي الإنترنت، وذلك عبر تسجيل رقم الإنترنت الفريد من نوعه للزائر ومن ثمه لابد من مراجعه قواعد البيانات لمعرفة المؤسسة التي تملك الرقم. وكل هذا يسير، إلا أن الصعوبة تكمن بمعرفة المعلومات من المؤسسة التي تملك الرقم. وحسب علمي فالمؤسسات ومنها موفري الخدمة، لا يكشفون هذه المعلومات لأحد إلا للسلطات"

"أو عبر الواسطة" يرد أحد الضباط

"حسنا" يتحدث الرجل موجها كلامه للضباط، "لنعمل على الإتصال بموفري خدمة الإنترنت ليحرصوا على سرية المعلومات لديهم، وكذلك لوضع مراقبة على المواقع لمعرفة من يزورها من الكويت"

يخرج بومريوم من أمن الدولة وهم يحس بنشوة جميلة

إنتهى الجزء العاشر

ويتبع في الجزء القادم

Saturday, April 23, 2005

رواية فسيفساء – الجزء التاسع


الزمان : الأربعاء – 12 / يناير / 2005 – الساعة الواحدة ظهراً

المكان : شقة بومريوم الخاصة

"يبدو لي بأن الأصدقاء قد إنغمسوا بالأحداث ولا يستطيعون الإنتظار" يحدثهم فورزا

"يكفينا إنتظاراً إثنا عشر ساعة من الفجر، فورزا هات ما عندك" يرد كيو

"لقد إنتهيت من تطوير البرنامج للموقع الأول. ثم كنت على إتصال ببومريوم فأخبرني عن نقاشكم الآحق واستطعت من تطوير برنامج آخر حسب ما توصلتوا له من أفكار. لقد صدمت مما رأيت. يا إلهي معلومات يشيب لها الرأس. معلومات على هذا القدر من الأهمية، تكتب بهذه البساطة. ألم يأخذوا بحسبانهم بأن الموقع قد يتم إختراقه وفك شيفرته" يحدثهم فورزا ويكمل ،فيما هو يقوم بإرسال النسخ التي فك شيفرتها لهم

"على أي حال، إنظروا ماذا إكتشفنا

الموقع الأول عبارة عن صفحة تعليمات ، يبدو لي بأن أي شخص منهم يزور الموقع الأول، وبعد فك الشيفرة، ينتقل إلى الموقع الذي يحتاجه أو الذي تم توجيهه له"

"كصفحة فهرس أو المحتويات" يشاركهم بومريوم

"تماماً. أنظر إلى الأسماء" يرد فورزا

"نعم ، أنظروا، فلدينا أبو ناصر وأبو حيان وأبو عمر السعودي، , وأيضا أبو براء القندهاري" يشاركهم أنتي ريزن

"وكأننا نعيش في يثرب أيام الجاهلية، ويحكم ..." يحاول زيدون التلطيف

"في المواقع الأخرى تعليمات واضحة لكل شخص

أنظروا معي للموقع الثالث وما المكتوب فيه إلى المدعو أبا أنس

عليك مهمة جبارة وهي إعداد الجيل الجديد من المجاهدين. وموقعك كإمام للمسجد يهيئك بالإلتقاء بالنشء الغض الطري وتشكيلة حسب رغبتنا، فعليك يا أخي، بعرض أقراص الإعدامات للكفرة عليهم لتقوية اعصابهم ولتهيئتهم للمستقبل" تشارك نانو وتكمل ، "يا إلهي، لا أستطيع أن أصدق ما أقرأ"

"أنظروا لهذا الموقع، إنه موقع إرشادات لمواقع الأسلحة مع تحديد للمواقع باستخدام إحداثيات الطول والعرض" يقول كيو

"إنها إحداثيات الجي بي أس" يرد أنتي ريزن

"سيقومون بأعمال تخريبية بالبلد مع تحديد أسماء المشاركين بالعمليات وطرق الإتصال بهم" يشارك بومريوم وهو غير مصدق

"هناك معلومات لمواقعهم" يحدثهم زيدون، "أم الهيمان، أبوحليفة، جابر العلي، وحتى السالمية"

"هذه المعلومات في غاية الخطورة. ماذا سنفعل بها؟" تسالهم نانو

يسود الهدوء للحظات بينهم

"علينا الإتصال بأمن الدولة في الحال مع شرح الوضع بكاملة" يقطع زيدون السكون

"نعم، وأنا أؤيد الفكرة" يسانده كيو

"ماذا عن الباقين من الأصدقاء، هل أنتم مع هذا الرأي" يسألهم بومريوم

تأتيه الإجابات بالموافقة

"سأتصل بالمقدم خالد حالاً"

يلتقط بومريوم الهاتف وبيده بطاقة عمل المقدم خالد محمود.

"هل ستتصل بالشرطة؟" تسأله كيت

"نعم، ما إكتشفناه في غاية الخطورة، ولا يحتمل التأخير" يرد عليها

"ماذا ستقول له؟" تسأل

"كل شيء يا عزيزتي، كل شيء"

إنتهى الجزء التاسع

ويتبع في الجزء القادم