Saturday, July 30, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الرابعة والعشرون



حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل


جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً


في الشركة

"المشكلة بأن أبي يرفض فكرة الأسهم بكاملها" يحدثه عبداللطيف

"أبي من الجيل القديم الذي لم يتعود هذا النوع من التجارة ولا تنس بأنه قد عاشر أزمة المناخ وتداعياتها. فالمناخ وعلى الرغم، من عدم إشتراكهما، أقصد عمي وأبي فيه، إلا أنهما قد إستوعبا الدرس جيداً" يرد عليه أخوه عبدالرحمن

"المناخ كان حالة إستثنائية. والظروف الحالية تختلف عن ظروف المناخ، الآن القوانين تراقب السوق وكل حركة فيه" يجيب عبداللطيف

"فما العمل إذاً؟" يسأله أخوه

"سوق الأسهم عبارة عن مجازفة. نستطيع المجازفة على فترات متباعدة ولكن يشترط رأس المال الكبير، بمعنى أصح، على الطريقة الأميريكية، غو تو ذ كيل. أنا وزوجتي نستطيع تدبر مبلغ لا يستهان به أريد ضعف المبلغ الذي معنا. لدي أخبار موثوقة عن إحدى الشركات، قد تعرفها هي نفس الشركة التي يساهم فيها عبدالرزاق بأمواله" يسهب عبداللطيف

"قد أستطيع تدبير بعض المال لك ولكن يجب أن تخبرني أكثر" يرد عبدالرحمن

"إسمع لدي المعلومة الأكيدة من أحبائنا بالسوق، الشركة حالياً أسهمها مرتفعة وهي لديها خلافات مالية تعاقدية والأمر بيد القضاء. لقد أقدمت الشركة بمجازفة كبرى لتخسر القضية فى الدرجة الأولى، الحكم سيصدر في الأيام القليلة القادمة، وهي سوف تستأنف الحكم بالطبع، عندئذ ستخرج ما بجعبتها من مستندات لتعزيز موقفها" يشرح عبداللطيف

"هذه لعبة قانونية لها مخاطرها ولكن قل لي لم تفعل الشركة هذا الشيء" يرد عبدالرحمن مبتسماً وهو المحامي الدارس للقانون

"لا يهم، المهم بأن الأسعار سوف تهبط وتصبح أرخص مما هي عليه الآن" يرد عبداللطيف

"يا إلهي، لهذا السبب يريدون أن يخسروا الدرجة الأولى، أنظركيف يتلاعبون بالسوق" يحدثه عبدالرحمن

"بالضبط وعلينا إستغلال هذه الفرصة السانحة. لقد تعمد الشركة خسران القضية بالدرجة الأولى كي تهبط الأسعار. عندها يقوم الملاك وبعض المتنفذين بالشراء وبأسعار أرخص من السعر الحالي للسهم. ولكن أنظر للمفاجأة. أأنت مستعد؟ سوف تفوز الشركة بعقد من الجيش الأميريكي بالعراق بما يقارب المليار دولار. هذا الخبر مؤكد من مصدري من داخل الشركة. سوف تصعد قيمة السهم إلى السماء، وهذه هي ضربتنا" يختم عبداللطيف حديثة ويراقب الإنبهار في عيني أخيه

"أمتأكد أنت يا عبداللطيف؟" يسأل عبدالرحمن وقد أغرته الفكرة

"كل التأكيد، وإلا ما جازفت بأموالي وأموال زوجتي. آآآآه لو إستطعت جمع مبالغ إضافية" يقولها عبداللطيف متحسراً

"كم تحتاج؟" يسأله أخوه

"مليون دينار على الأقل" يجيبه

"يا إلهي. هذا مبلغ لا يستهان به. كم لديك الآن؟" يسأله عبدالرحمن

"مليون ونصف المليون دينار. المليون لزوجتي" يرد عبداللطيف

"ومن أين لزوجتك هذا المبلغ؟" يسأل عبدالرحمن أخيه محدقاً في عينه وهو ينتظر الإجابة

+++++

في منزل بوعبدالرزاق وبعد ولوج بدرية وعبدالرزاق إلى البيت

"وماذا تريديني أن أفعل لها؟" يحدث عبدالرزاق ببعض العصبية

"مهما كانت فهي إبنة خالك. ولا أريد الضيق لخالك فهي بالنهاية إبنته" ترد بدرية

"لقد تعبت من الإلحاح، كلما رأتني تثير هذا الموضوع أمامي. لقد أخذت موعداً لزيارة الطبيب الفلاني والطبيبة الفلانية والمستشفى الفلاني حتى تعبت. أطفال الأنابيب، أطفال الأنابيب، أطفال الأنابيب. لقد كرهت الأطفال" يرد عبدالرزاق

"بل أطفال الأنابيب وأطفال الأنابيب وأطفال الأنابيب، حتي ترزق بالطفل الذي نرجوه. عبدالرزاق حبيبـي، يا قرة عيني أنت إبني الوحيد. إن لم تكن ترغب برؤية أبنائك فإني لشوق لذلك. صدقني سوف تتغير حياتنا بعدما ترزق بالأولاد. أنت وحيد وليس من معين لك. لقد كان قدرك وقدري ألا يكون لك عضيد يسندك. ألا ترى أبناء عمك، عبداللطيف وعبدالرحمن" تحدثها وهي تكاد تبكي

"لا أريد سماع سيرتهم يا أمي، أرجوك" يرد عبدالرزاق

"لذا إسمع كلامي. أبناؤك هم بالنهاية من سيقف بجانب، وأقصد الصبيان وليس البنات. فالبنات لأزواجهن، وها هي أختك سعاد خير مثال" ترد بدرية

"حسناً، حسناً، ولكن لتكف ريم عن إزعاجي هكذا. أريد بعض الراحة خلال الأيام القادمة. يجب أن يكون تركيزي على السوق. كأن شيء مهم سيحدث إلا أن الجميع لا يعرف ما الأمر" يرد

"وماذا يقول خالك؟" ترد بدرية

"حتى خالي لا يعلم، ولكنه يوافقني على إحساسي" يرد عبدالرزاق

تقوم بدرية من مكانها وتنادي على الخادمة

"حضري الغداء بسرعة، ونادي على نادية لتنـزل"

"ماما، لقد خرجت نادية قبل مجيئك" ترد الخادمة

"خرجت؟ وأين ذهبت ألم تقل؟" تسألها بدرية

"لا يا ماما، ولكنها خرجت وبيدها حقيبة سفر" ترد الخادمة

"ماذاااااا؟" تصرخ بدرية وتندفع يلحقها عبدالرزاق إلى غرفة نادية

في غرفة نادية، تلاحظ بدرية إختفاء ملابس نادية من الدولاب وإذا بها تجد ورقة بخط نادية تقرأها بسرعة

"يا إلهى لم يحدث لي كل هذا؟ ماذا عملت لأستحق هذا العذاب؟" تنتحب بدرية

يقرأ عبدالرزاق ما كتبته نادية

"إليكم جميعاً ...

لقد بعتموني جميعاً وبثمن بخس إرضاءاً وحرصاً على أخي عبدالرزاق. هذا الأخ الذي لم تأخذه الرحمة ولا الشفقة بي فشوه روحي قبل جسدي

وها أنا أعلنها لكم جميعاً، قراراً واتخذته. سوف أتزوج ممن أحب. إشتراني بعد أن بعتموني وسوف أرحل معه إلى الخارج لإستكمال دراستنا

نادية"

"سوق أقتلها" يندفع عبدالرزاق من الغرفة وهو يحاول الإتصال بنادية

"عبدالرزاق، عبدالرزاق، إنتظر" تصيح خلفه بدرية في محاولة تهدئته

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم

Tuesday, July 26, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثالثة والعشرون



حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل


جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً

في منزل بوعبدالرزاق

"إصعدي إليها وكلميها. فها هي ومنذ ذلك اليوم المشؤوم لا تنبت ببنت شفة إلا ما يسر" ترد أمها

"ولكن إلى متى هذا الحال؟" تسألها إبنتها سعاد

"يكفي يا سعاد. فلم أعد أحتمل الهموم. فها هو أخيك وهموم عدم إنجابه مسيطرة على تفكيري. كل محاولات أطفال الأنابيب تفشل. والآن وجه أختك المشوه يعصر قلبي كلما رأيتها" ترد بدرية بقهر

"وماذا أخبركم طبيب الجراحة التجميلية آخر مرة" تسأل سعاد

"قال هذا آخر ما يستطيع فعله. ولا فائدة ترجى من أي محاولة أخرى" ترد بدرية ويسود الهدوء

تقوم سعاد بالصعود لغرفة نادية

+++++

في غرفة نادية

"مرحباً نادية" تقولها سعاد والإبتسامة مرسومة على محياها

ولكن نادية لا ترد

"نادية إلى متى هذا السكوت والوجوم؟" تسألها أختها

"إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا" ترد نادية باقتضاب

"يا نادية، ونعم بالله ولكن لا تقولي هذا الكلام. الحياة ما زالت أمامك" ترد سعاد بعطف

"أية حياة. لقد تخليتم عني جميعاً. حتى أنت يا سعاد لم تقولي الحقيقة" ترد نادية بحنق

"وماذا كان بوسعي أن أفعل. أنت تعلمين لو كنا قد قلنا الحقيقة لكانت مصيبتنا أعظم" ترد سعاد

"نعم مصيبتنا في أخينا. أما نادية فلا أهمية لها" ترد أختها

"يا نادية، يا حبيبتي. أنت مازلت بجمالك ..." تحاول سعاد مواساتها

"إياك يا سعاد، إياك والمجاملة. أهذا وجه أستطيع أن أقابل به الناس بعد أن شوهه أخي" ترد نادية بغضب

"أخينا. سامحه الله. كل مصائبنا من فعل يديه. لم يكفه بأنه كان السبب بانفصال أبي عن عمي من الشركة ، بل يريد التدخل بكل صغيرة وكبيرة بحياتنا دون أي إعتبار لمشاعرنا" ترد سعاد

"وما سبب تنمر أخينا، أليست أمي؟ هي السبب في كل المصائب. لم ترحم أبينا أثناء حياته، أما نحن فلا وجود لدينا أمام أخينا. فهو الآمر والناهي في هذا المنزل
ألم تسألوا أنفسكم عن سبب رفضه بزواجي ممن يهواه قلبي؟ الإنسان الذي مازال متمسكاً بي على الرغم مما حصل لي. أكان يريد هو وأمي أن أرتكب الخطيئة وأمرغ أسمي وأسمائكم جميعاً بالوحل وأترككم أمام الأمر الواقع

ألا تقولين لي أين أموالنا. أم إنه ضحك علينا ببعض الألوف أول الأمر وها نحن الآن لا نرى شيئاً آخر" ترد نادية

"يقول عبداللطيف بأن أوضاع الأسهم لا تسر. والأسعار في هبوط مستمر مسببة الخسائر للجميع" تحدثها سعاد

"يا عزيزتي، ما نترجى من شخص قضى عشر سنوات للحصول على شهادته الجامعية. ألا تقارنين بينه وبين إبن عمنا زوجك" ترد نادية

"وماذا عسانا أن نفعل؟" تسأل نادية غير منتظرة جواباً

"أنا لا أعرف عنك، أما أنا فقد قررت ما سأفعله" ترد نادية بكل حزم كمن إتخذ قراره

+++++

في الشركة

"لهذا لا أريد المجازفة بسوق الأسهم" يحدث بوعبداللطيف إبنه عبداللطيف

"ولكن يا أبي، السوق يعاني من الكساد كأي سوق آخر" يرد عبداللطيف

"يا بني، أنا قد أستطيع المجازفة بأموالي الشخصية، ولكن حين يتعلق الأمر بأموالكم المستقبلية وأموال عمتك، تعتريني رعشة هلع" يرد بوعبداللطيف

يسكت عبداللطيف ولا يرد

"عبداللطيف يا بني، أوعدني بأنك لن تجازف أنت أيضاً من بعدي" يطلب منه أبيه

"أبي، الصحة وطول العمر لك" يرد عبداللطيف

"بني أرجوك. الأعمار بيد الله وأنت على علم بوصيتي التي شهدت عليها. لقد شاورت عمتك طيبة بالموضوع وتوصلنا لقرار بأنك الأصلح لإدارة الشركة سواء من بعدي أو عند تقاعدي، فأوعدني بألا تجازف بسوق الأوراق المالية بالشركة وأموالها، أوعدني" يلح بوعبداللطيف على إبنه

"أوعدك يا أبي، أوعدك. أنا لن أقوم بأي عمل لا يرضيك" يقولها عبداللطيف بكل صدق

"بارك الله فيك يا بني" يرد بوعبداللطيف

+++++

"ولكن ما تطلبه خطير" يرد سالم على محدثه بالهاتف

"لا يهمك، لا تنسى بأنها قد طمعت بالزواج منه رغبة برفع مستواها المادي أيضاً" يرد الصوت

"ولكن، ...." يتردد سالم

"إسمع يا سالم، الأمر مثير لنا جميعاً ولكن هذا آخر طلب سأطلبه منك وسينتهي الأمر بالنسبة لنا جميعاً كما كنت تلح علي من قبل" يقول له الصوت

"لا أعرف، ربما سترفض" يرد سالم

"هي، وكما أخبرتني من قبل، لا تعلم بأمر عقمه" يحدثه

"لذا أنا خائف. إني أخاف أن يتهور" يرد سالم

"هو لا يعرف الرحمة، أريد أن أوتر نفسيته لمرحلة الجنون" يرد الصوت

"يا إلهي، ألهذه الدرجة تحقد عليه؟" يسأله سالم

"وأكثر، عليه أن يدفع ثمن ما فعل غالياً. المهم هو إقناع دينا بما أخبرتك به. وهذه المرة الحلاوة ستكون كبيرة" يرد الصوت من الهاتف

يعرف بأن نقطة ضعف سالم. المال ولطالما كان ضعيفاً أمام المال

"كما ترغب، أرجو أن تقتنع دينا" يرد سالم وهو يفكر بكيفية إقناع دينا بالأمر

+++++

في منزل بوعبدالرزاق

"لقد وثقنا بك وبقراراتك" ترد أمه بعصبية

"السوق بأكمله يعاني يا أمي ونحن لسنا بإستثناء" يرد صارخاً محاولاً التبرير

"أنا لا يهمني السوق بشيء. أموالنا كلها بإدارتك وعليك معرفة تحقيق الأرباح وليس التأسي" ترد بدرية

"هذه كانت مشورة خالي" يرد عليها

"وما كان رأيك أنت، فأنت المتعلم الواعي، وتذكر بأن بالنهاية الأموال أموالنا وليس أموال خالك. فنحن من سيكون الخاسر الأكبر" ترد بدرية

"على العموم، لقد بدأ السوق ينتعش منذ يوم أمس، والأسهم بدأت بالإرتفاع. أدعو الله ألا تحدث نكسة فيهتز السوق مرة أخرى" يرد عبدالرزاق

"نعم، وليكن بمعلومك، بأن الأموال النقدية التي تركها أبوك لنا قربت على النفاذ" تقولها وتتركه بحيرته


إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم

Monday, July 25, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثانية والعشرون



حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل


جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً

في منزل بوعبدالرزاق

"نادية إياك والتهور" تحدثها أختها

"لم أعد أحتمل المزيد. إنها حياتي ويريدون أن يديروها لي" ترد نادية

"كلنا عانينا من عناد أمي" تحاول سعاد إقناعها بالهدوء

يأتي صوت دخول أمهم بدرية مع عبدالرزاق إلى المنزل، فتهرع نادية إلى الطابق الأرضي للحديث معها وتتبعها أختها في محاولة اللحاق بها

تستغرب بدرية من حالة نادية، "ما الأمر؟ ما بكم؟" تسألهم أمهم

"لا شيء يا أمي، لا شيء" تجيب سعاد

"لا بل هناك شيء. أمي أنا أريد الحديث معك على إنفراد" تطلب منها نادية

"نادية، أرجوك" تتوسل بها سعاد

"ما الأمر؟ تكلمي؟" يصرخ بها عبدالرزاق مرتاباً

"أنا أريد أمي على إنفراد" ترد نادية

"لا يوجد شيء نخفيه عن أخيك، فهيا تكلمي" تطلب منها أمها

"حسناً. ...، زميلي بالجامعة، وليد قد تخرج إمتياز مع مرتبة الشرف وسوف يبتعث لإستكمال دراسته بالخارج. وأمه ترغب بزيارتنا لخطبتي منكم إليه" تقولها بكل صمود

"ماذا !!!!" تصيح بها بدرية

"أما زلت على علاقة بهذا الحقير؟" يقولها عبدالرزاق ويندفع نحو أخته نادية

يضرب عبدالرزاق أخته نادية بكفه على وجهها ويشدها من شعرها فيسقطان أرضاً. يكمل عبدالرزاق هجومه على نادية باللكمات على وجهها بينما تحاول بدرية وسعاد كف يدي عبدالرزاق عنها والصراخ يعلو من الأفواه. فها هي نادية تستغيث بأمها وأختها وأمها تصيح بعبدالرزاق ليكف عما يفعله. وفي الأثناءا تحاول سعاد فك قبضتي عبدالرزاق من رقبة أختها التي تكاد تختنق وهي تصيح منادية أمها للمساعدة، أما عبدالرزاق فقد أطبق على رقبة أخته محاولاً خنقها وهو يشتمها في نفس الوقت

وبإعجوبة، تفلت نادية من قبضة عبدالرزاق وتحاول الفكاك من الموقف وبينما هي مندفعة يلحق بها عبدالرزاق فيختل توازنها بعد أن يدفعها عبدالرزاق

يسود الهدوء وتطغى السكينة بصالة المنزل، بينما يتلألأ الزجاج المتناثر على أرضية الصالة ويبدو الزجاج وكأنه ألماس لامع على أرضية مرجانية مخملية جراء إنسياب دم نادية الأحمر القاني

+++++

في المستشفى

تتجمع الأسرة خارج غرفة العمليات. الوجوم بادي على الوجوه والدموع قد جفت من عيني سعاد وأمها. عبدالرزاق يبدو متوتراً لما سيؤول إليه الأمر

يخرج الطبيب الجراح من بوابة غرفة العمليات فيندفع إليه الجميع مستفسرين وتتوالى الأسئلة جميعها في نفس الوقت

"الحمد لله جرت الأمور بكل يسر داخل غرفة العمليات ولم تحدث أي مضاعفات" يحدثهم فيتنفسون الصعداء

"خلال دقائق قليلة سوف يتم أخذها لغرفة العناية المركزة لتبقى تحت المراقبة للأربع والعشرون ساعة القادمة. ...، من ولي أمرها؟" يسألهم الطبيب الجراح

"أنا عمها، وهذا خالها وهذه هي أمها" يجيب بوعبداللطيف مؤشراً على بدرية وبوعبدالمحسن

"أريد التحدث إليكم على إنفراد قليلاً" يحدثهم الطبيب

"خيراً ما الأمر يا سيدي؟" يسأل بوعبداللطيف

"لا أخفي عليكم، الإصابة كانت خطيرة. لقد فقدت الكثير من الدم الأمر الذي إضطرنا لإعطائها ثلاثة أكياس من الدم. إنها إعجوبة بأن نجت من الأمر. ولكن هذا ليس المهم. ما يقلقني هو الإرتجاج في الرأس من جراء السقوط، ولكن الأيام هي من ستخبرنا عن تطور الحالة، وإن شاء الله ألا تكون خطيرة. ولكن الأمر المهم هو جروح الوجة واليدين. نظراً لعمق الجروح فإنها ستترك ندوب دائمة في مواقع الجروح وخصوصاً الوجه. كنت آمل أن تكون الجروح سطحية لمعالجتها تجميلياً ولكن يبدو لي بأن هذا الأمل بعيد المراد بعد رؤيتي للجروح" يختم الطبيب حديثه بينما تنتحب بدرية مما سمعته

"ما الأمر يا عمي؟ ما الأمر يا أمي؟ ماذا حصل لنادية" تصيح سعاد وهي قريبة من الهستيريا

"لا شيء يا إبنتي هدئي من روعك فنادية بخير، صدقيني" يرد بوعبداللطيف

"فلم أراد الطبيب الإنفراد بكم، ولم أمي تنتحب. ... نادية، نادية" تبدأ سعاد بالصراخ وتندفع نحو غرفة العمليات، بينما يلحق بها الآخرون لمنعها

+++++

في غرفة العناية المركزة

ترقد نادية بلا وعي من جراء تخدير العملية بينما الآلات الطبية تعمل وتصدر أصوات، وحولها أمها وأختها سعاد. فقد خرج للتو عمها لمتابعة التحقيق الذي يجريه محقق وزارة الداخلية مع أخيها

"إياك أن تذكري شيئاً للمحقق. كما إتفقنا ما تم كان قضاء وقدر. لقد كانت نادية وأخيها يتمازحان وكان يلحق بها فزلقت من الأرضية وسقطت على الطاولة الزجاجية. هذا كل ما تم" تشرح لها أمها

"أمي كيف يطاوعك قلبك أن تقولي هذا؟" تسأل سعاد وهي تبكي

"إصمتي وإخفضي صوتك لكي لا يسمعنا أحد. أتحسبين بأني سعيدة بما حصل؟ وما الفائدة إذا أدخلت إبني الوحيد السجن؟ أستقوم نادية من فراشها بدون أي خدش. ما حصل قد حصل ولا يمكن إرجاع الزمن للوراء" ترد بدرية على إبنتها

"ونادية المسكينة؟ من سيدفع ثمن تشوه وجهها الجميل؟" تسأل سعاد بعصبية

"قلت لك إخفضي صوتك لكي لا يسمعنا أحد. سنعالجها بالجراحات البلاستيكية ومهما كلف الثمن" ترد بدرية

"لقد قال الطبيب بأنه لا فائدة من هذه الجراحات، فالندوب ستظل وإلى الأبد" ترد سعاد وتنهمر دموعها

"وما أدراه هذا الطبيب. سنعالجها وستعود أجمل مما كانت" ترد بدرية

"أتحاولين أن تواسيني يا أمي. ويا ترى من سيعالج جروحات قلبها؟" تسأل سعاد

"أوووه، كفي عن الفلسفة. وكما ذكرت لك. الأمر كان لهواً وما حصل قضاء وقدر. وإياك أن تفشي هذا الأمر، فوالله سأتبرأ منك إلى يوم الدين، فلا أنت بإبنتي ولا أعرفك بعدها أبداً" تقولها وتخرج من الغرفة، فتجهش سعاد بالبكاء

+++++

في غرفة المحقق

"وكما ذكر الجميع، فالأمر لم يعدو سوى مزاح بين الأخوة أدى وللأسف لمأساة" يحدث بوعبداللطيف المحقق الذي يمعن النظر إليه

وبعد لحظات من الهدوء "أنا لآ أستطيع بالبت بأي شيء. سيتم تحويل الملف بأكمله لإدارة التحقيقات للإنتهاء من الموضوع، هذا بعد أن تستعيد الفتاه وعيها من العملية وبعد حديثها عن الموضوع. ولكن دعني أكون صريحاً معك بعض يا سيدي

أنت لم تكن معهم وقت وقوع الحادثة لذا فلم تشهد الواقعة. ولكن تفاصيل تقرير الطبيب المعالج بالطوارئ يؤكد حدوث كدمات بالوجه وفي أماكن متفرقة من الجسم مما يؤكد حدوث إعتداء على الفتاة. أما من قبل من، فلا أعرف. وإذا أكدت ...، آآآه، أسمها نادية أليس كذلك؟ فإذا أكدت نادية كلام أمها وإخوتها فسوف يقفل التحقيق. أما وإن قالت بكلام آخر، فالوضع سيتغير بكامله" يحدث المحقق بوعبداللطيف


إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم

Saturday, July 23, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الحادية والعشرون



حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل


جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً


في الشركة

"أبوعبداللطيف، يوجد شاب يريد مقابلتك إسمه عبدالمحسن الطافي" تحدثه السكرتيرة على الإنتركم

"عبدالمحسن الطافي !!!، ... ، دعيه يدخل" يرد بوعبداللطيف مستغرباً من قدوم عبدالمحسن

"السلام عليكم" يدخل عبدالمحسن

"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" يستقبله بوعبداللطيف بكل ترحاب ويدعوه للجلوس، ويطلب شراب الضيافة

"كيف حالك يا بني؟ وكيف حال الأهل؟ وما أخبار أبيك؟" يسأله بوعبداللطيف مجاملاً

"كلنا بخير يا عم" يجيب عبدالمحسن

"خيراً يا بني؟ هل أنتم بخير؟" يسأله بوعبداللطيف بنبرة الإستفهام

"بخير يا عمي، في الحقيقة أنا هنا لموضوع يخصني شخصياً" يدر عبدالمحسن

"خيراً ما الأمر؟" يستفهم بوعبداللطيف

"عمي سأدخل بالموضوع مباشرة. بصراحة أنا أريد يد إبنتك سامية للزواج" يقولها بسرعة وهو قلق من ردة فعل بوعبداللطيف الذي ظل محدقاً في وجهه دون أن ينبت بكلمة

"أنا أعرف يا عمي بأن سامية هي الصغرى، ولكن ثق بأنها ستكون بالحفظ والصون ..." يحدثه عبدالمحسن

"أين أبيك؟ ولم هو ليس معك فيطلب يد سامية نيابة عنك؟" يسأل بوعبداللطيف ببعض الحزم

"في الحقيقة ..." لقد أمضى عبدالمحسن الساعات وهو يتدرب على ما سيقوله لسؤال كهذا ولكن في هذه اللحظة، أختفت الكلمات

"هو لا يعلم بمجيئك أليس كذلك؟" يجيب بوعبداللطيف عنه مبتسماً مما أراح عبدالمحسن بعض الشيء

"إسمع يا بني. إنت كأحد أبنائي وسيكون لي الشرف بزواجك من إبنتي. أي أب يتمنى نسب كهذا، ولكن الأصول" يحدثه بوعبداللطيف ويفكر عبدالمحسن لنفسه، نعم الأصول تقتضي بوجود أبي، "تقول بل تحتم أن يأتي أبيك معك ويطلب إبنتي لإبنه، ألا توافقني الرأي؟" يسأله بوعبداللطيف

"نعم معك حق يا عمي، ولكن كما تعرف فالظروف صعبت من الوضع بعض الشيء. لقد أردت معرفة رأيك أولاً قبل إخبار أبي. فلم أرد إحراجه إن رفضت عند لقائه" يرد عبدالمحسن الذي يرى إبتسامة بوعبداللطيف

"ونعم الإبن أنت يا عبدالمحسن. الإبن الذي يحرص على الحفاظ على كرامة أبيه لجدير بإبنتي. مبدئياً لست أمانع زواجك بإبنتي. دع أمك تزورنا كما تنص الأصول ولنأخذ موافقة سامية. عندئذ لكل حادث حديث وسيزيدني شرفاً زيارتكم، أنت وأبيك" يرد بوعبداللطيف

"شكراً، شكراً لك يا عمي" يقف عبدالمحسن ويقبل رأس بوعبداللطيف غير مصدق لما سمعه

"سلم على أبيك كثيراً وقل له بأن بوعبداللطيف أخذ بخاطره عليه لإنقطاعه عنا" يحدثه بوعبداللطيف وهو يودعه

وفي الأثناء يدخل عبداللطيف الذي يسلم عليه عبدالمحسن بحرارة

"ما شأن عبدالمحسن يا أبي؟" يسأل عبداللطيف

"جاء ليخطب أختك سامية" يرد عليه أبيه

"يا إلهي وكيف يجرؤ على ذلك؟" يسأل عبداللطيف مستغرباً

"ولم لا يجرؤ؟ بل لقد أعجبتني جرأته الأمر الذي جعلني أوافق مبدئياً" يرد بوعبداللطيف بهدوء

"ماذا؟؟؟؟" يقولها عبداللطيف مستغرباً

"ولم تبدو مستغرباً. الشاب الذي يتحدى أهله ووضعهم معنا ليأتي لخطبة إبنتنا هو الشاب الجدير بها. بل هو الشاب المتمسك بها برغم الظروف" يرد عليه أبيه

"لن يوافق أبيه وأمه" يحدثه عبداللطيف

"أما أمه فهي إمرأة طيبة تسير بأهواء أبيه. أما أبيه، فأنا أعرف جاسم عز المعرفة، سيبعث بزوجته لزيارتنا، وإذا وافقت سامية، سيزورنا الأسبوع القادم بنفسه، أتريد أن تراهن؟" يقولها مبتسماً كأنه على علم بشيء لا يعلمه إبنه

+++++

في منزل بوعبدالمحسن

"لا، لا، مستحيل. هل جننت يا ولد؟" يرد بوعبدالمحسن بعنف

"أبي أرجوك. دعنا نتناقش بالأمر" يرد عبدالمحسن متوسلاً أبيه

"هذا الأمر لا يحتمل النقاش. ماذا تريدني أن أقول لعمتك بدرية؟ أضع يدي بمن تظنهم أعداءها. لا مستحيل" يرد بوعبدالمحسن

"أبي، لقد علمتنا بلا شيء إسمه مستحيل. بل لقد علمتنا بأن كل شيء قابل للمناقشة والمساومة. فاستمع إلي، إن لم يعجبك كلامي، فلن أخالفك بعدها. إستمع إلي فقط" يحدثه عبدالمحسن بكل هدوء محاولاً الإستحواذ على تفكيره

"حسناً هات ما عندك" يرد بوعبدالمحسن

"أولاً وقبل كل شيء أنا أحب سامية وأرغب فعلاً بالزواج منها. ولكن هذا لا يمنع من الإستفادة من هذا الزواج" يحدث عبدالمحسن أبيه وهو يعرف طريقة الإغراء وفتح شهيته

"ماذا تعني؟" يسأله أبيه

"أبي أنا أعلم بأنك قد خسرت الكثير من أموالك بالسوق. ولكن هذه هي التجارة، ربح وخسارة. ولكن يعجبني فيك إستغلالك للأوضاع من حولك والإستفادة منها" يستشعر عبدالمحسن إهتمام أبيه

"وما أدراك؟ من أخبرك ..." يرد بوعبدالمحسن ويقاطعه إبنه

"أبي هذا لا يهم. المهم كما قلت إستغلال الأوضاع لصالحنا. سأسألك ولكن لا تجيب. ألم يكن زواج ريم أختي من عبدالرزاق فرصة ومصلحة لنا جميعاً للإستفادة من موقف عمتي بدرية وأبناءها المادي؟ فلم لا نستغل نفس الفكرة بالدخول لمنزل بوعبداللطيف مع العلم بأن إبنته ساميه هي المدللة لديه" يحدثه عبدالمحسن وينتظر لحظات لتستقر الفكرة بذهن أبيه

"بزواجي من إبنتهم سأكون مطلع، ليس على كل شيء، ولكن على كمية لا يستهان بها من المعلومات نستطيع إستغلالها لصالحنا. والأمر المهم بالموضوع، لم نضع بيضنا في سلة واحدة كما يقولون، لنعمل على جميع الجبهات" يكمل عبدالمحسن

"بل أنا أقترح أن يتقرب أخي ناصر للطيفة إبنه طيبة المغنم وبذلك نكون قد توزعنا على كل الجبهات ولا تنسى بأن لطيفة وأخيها مشاري سيرثون كل أملاك أمهم عدا ما ورثوه من أبيهم. ومشاري كما تعلم مريض ومعاق، لذا سيكون الحل والربط بالنهاية بيد من سيتزوج لطيفة" ينتهي عبدالمحسن من حديثه وكله أمل بإقتناع أبيه بما قاله

يصمت بوعبدالمحسن طويلاً ولا يقاطعه إبنه. يالها من أفكار! كيف فاتتني؟ ولم لم أفكر بها؟ يسأل بوعبدالمحسن نفسه

"يا لك من داهية. أهي حقيقة ما تفكر به أم إنك تقولها لأوافق على زواجك؟" يسأله بوعبدالمحسن مغتبطاً

"صدقني يا أبي. التحالفات الإستراتيجية هي الطريقة الوحيدة لبقائنا" يرد عبدالمحسن الآن بكل ثقه

"أنا أتفق معك بما تقوله، ولكن المشكلة الآن كيف نتفادى غضب وخصام عمتك" يقولها بوعبدالمحسن مفكراً


إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم

Thursday, July 21, 2005

ليش البخل؟


كعادتي، يوم الخميس لمشاوير البنك ومتابعة الحسابات وكاراجات شويخ

رايح اليوم للوطني الرئيسي.
ما يبط كبدك إلا هالعالم. سيارة شاريها بالشي الفلاني موقفها بالشمس. يعني عيزان تدخلها مواقف الميدان المسقفة ولا خايف تدفع ربع دينار

إستنتاجي، ما تعب بفلوس السيارة

Tuesday, July 19, 2005

رطوبة

لا تعليق، ما لي خلق

Monday, July 18, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة العشرون



حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل


جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً


في منزل بوعبدالرزاق

"مستحيل، لا، لا أصدق" ترد بدرية بذهول

"لقد أخذتها أمها لأكثر من إستشاري أمراض نساء وولادة، وكلهم أكدوا على أنها بخير وتستطيع الإنجاب وهم بدورهم يريدون من عبدالرزاق أن يكشف بدوره. أنا لا أقول بأنه لا ينجب كل ما في الأمر هو الذهاب للكشف ليس إلا. ولكنه رافض للفكرة" يحدثها بوعبدالمحسن

"طبعاً يرفض. إبني سليم ولا يعاني ..." ترد بدرية ويقاطعها أخيها

"بدرية، هذا أنا من يحدثك وقد آثرت أن أحدثك بنفسي على أن تحدثك ريم أو أمها. فاتركي العاطفة جانباً ولنتحدث حديث الصراحة. أن كانت هناك مشكلة، فلنلحق بحلها الآن وأبناءنا شباب قبل فوات الأوان" يرد بوعبدالمحسن بحزم

تسكت بدرية وهي على علم بأن أخيها على حق

"بدرية إسمعي لي. عبدالرزاق إبني. وأنا أنتظر اليوم الذي أرى فيه أبنائه. لذا لا بد من أن نتصرف بسرعة قبل أن نندم" يحدثها بعاطفة وهدوء

"أخاف أن يعاند عبدالرزاق" تقول له بدرية

"لذا أنا أحدثك. نأخذه بالحكمة والهدوء، وهنا يكون دورك أن تكلميه بالوقت المناسب ليأخذ الأمر بروية ويوافق على إجراء الفحوصات اللآزمة" يحدثها أخيها

+++++

في منزل طيبة المغنم

"وما دخلك أنت بالموضوع؟" تحدثة طيبة أخته

"لا أعلم، أحس بأنهم يحملوني الذنب" يرد بوعبداللطيف

"ذنبك أنت؟ وكيف؟ هل نسيت بدرية حياة البذخ التي كانت تعيشها، أم ترف أبناءها وخصوصاً إبنها المدلل؟" ترد طيبة

"أو تعتقدين بأني لم أقل لها ذلك؟ بل قلت أكثر من ذلك. المحير بالأمر إختفاء المبلغ، وهو ليس بالهين. صدقيني أنا لم ألم بدرية لحظتها، لا بل لقد جن جنوني أنا" يرد بوعبدالمحسن

"هل إستدان أخي من غيرنا؟" تسأل طيبة

"لا أظن ذلك. لقد كنت موضع سر أخي. لم يخف عني شيئاً يوماً من الأيام. ولكن هذا الأمر لم يطلعني عليه" يرد بحيرة


"أنا شعوري يقول بأن أخينا المرحوم قد أعطى الأموال لشخص ما. فمن المستحيل أن يختفي مبلغ كهذا ولا يعلم أحد عنه" ترد طيبة

"ومن يكون هذا الشخص؟" يسألها بحيرة

"الأيام ستكشف لنا ماذا كان يدور بخلد أخينا يرحمه الله، أنا متأكدة" ترد عليه طيبة

+++++

في مساء تلك الليلة

"عبدالرزاق ما بك؟ أنت لست الشخص الذي أعرفه وخصوصاً في الفترة الأخيرة" تحدثه دينا

ينظر إليها ولا يحدثها بل فكره يأخذه بعيداً جداً.

"دعيني الآن. إن بالي مشغول بالإستثمارات" يحدثها بنرفزة. تتركه وترحل إلى داخل الشاليه

ماذا تريدين أن أقول لك؟ يحدث نفسه. أأقول بأن العلاج لم يعد ينفع. من مصلحتي معك بألا نرزق بأطفال عندئذ تكون الكارثة. فزواجي منك بالنهاية سري ونحن جميعاً نعلم بأننا سنتطلق في يوم من الأيام. أما زواجي من إبنة خالي فهو مغاير. ولابد وأن نرزق بطفل. ولدي إحساس بأن ريم ولاشك قد علمت بعجزي إلا أنها لم تنطق بكلمة إلى الآن. آآآه هذا آخر ما أريده الآن. أطفال ومشاكلهم. ولكن يجب وضع حد للموضوع، فما العمل وماذا عساني أن أعمل. يغرق عبدالرزاق في همومه أكثر فأكثر

+++++

في إحدى الشقق بالمدينة وبعد عدة أيام

"أمتأكد أنت من هذا الخبر؟" يسأله

"بالطبع إني متأكد. لقد أكده لي بنفسه. فقد كان متضايقاً وأخذ ينفس عما يكبته بصدره لي" يرد سالم

"وهل تعلم زوجتاه؟" يسأله

"لا، لا تعلمان. على الأقل هذا ما يظنه" يرد عليه

"وماذا كان شعوره عندما علم بالأمر؟" يسأله

"وكيف تظن كان شعوره؟ لقد كان منهاراً. لقد أخبره الطبيب بوجود أمل مع العلاج ولكنه وبعد عدة أشهر، أخبره الطبيب بأن العلاج غير نافع. الحل الذي أمامه هو أطفال الأنابيب ومع ذلك فالطبيب غير واثق من نجاح ذلك مئة بالمئة" يشرح سالم

"ولم أخفيت عني كل هذا؟" يقولها ببعض الإبتهاج

"كل شيء يحتاج للوقت المناسب والـ ....، والمكافأة المناسبة" يرد سالم مبتسماً

"غداً ستأخذ مكافأتك من 100 دينار" يحدثه

"فقط. خبر مثل هذا يستحق على الأقل 200 دينار" يرد سالم

"لا تطمع. إذا إستمريت على هذا الحال، ستأخذ بالنهاية ما يسرك"

"بالمناسبة، ما أخبار دينا؟" يسأله

"لقد ملت من معاشرته. هي تريد حريتها" يرد

"قل لها بأن تصبر قليلاً. زواجها تم بالسر لذا تستطيع التخلص من الأمر وقتما شاءت. فلتنتظر قليلاً. إذا أقنعتها بذلك لك مني الحلاوة" يطلب منه

"لا تقلق سأقنعها" يرد سالم مفكراً بالمبلغ

+++++

بعد ظهر اليوم التالي، منزل بوعبدالرزاق

"أمي، أمي" ينادي عبدالرزاق بصوت مرتفع

"بدرية، بدرية" ينادي بوعبدالمحسن معه

"خيراً خيراً ما الأمر؟" تسألهم

"كل الخير ، كل الخير" يقولها عبدالرزاق ويرمي رزم الأموال على الطاولة

"ما هذا؟" تسأل بدرية وهي مبتهجة

"هذا نصيبنا من مشاركتنا في إحدى المحافظ المالية" يرد بوعبدالمحسن

"بسنا فلوس، بسنا فلوس" يقولها عبدالرزاق فرحاً ومقلداً طريقة الممثل سعد الفرج في المسلسل المحلي درب الزلق

"هذا أول الغيث، والقادم أحلى. وغداً ننسى فلا نأسى على ماض تولى" يقولها بوعبدالمحسن وهو يضحك مقتبساً أغنية أم كلثوم

"ليت عمك وأبنائه يرون ما أرى" تقولها بلذة

"عمي وأبناؤه؟ دعي عمي وأبنائه يبيعون علب التونة والبازلاء" يقولها عبدالرزاق ويضحك الجميع


إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم

Sunday, July 17, 2005

إش تبي تقول



الناس لها طبايع مختلفة. ولكن إحنا بالكويت عندنا طبايع عجيبة. التفلسف الزايد عندنا ماله حد. المشكلة إننا نفتخر بأشياء تافهة ومالها معنى. يعني على قولة بومريوم نفتخر وايد بالسنوبلور

آنه أتفهم والله لما صباحي يلزق الوسم مال الصباحيين على سيارتة. الحبيب يبي يقول آنه صباحي ولا تحاجوني

الثاني تارس الجامة الورانية لزقات وفنايل صغيرة مالت ريال مدريد، ما عليه أهو راقي بناديه إللي يشجعه

الثالث، يتفشخر إنه يشتغل بالكي أوه سي، شركة النفط، يعني شوفوني يالطايحيين الحظ آنه عندي واسطة واشتغل بمكان ما يقبلون إلا الواسطات، آمنا بالله

لكن الحبيب إللي واقف بسوق شرق وراز سيارته يمكن من الساعة ثمان الصبح عشان يوقف بهالمكان وحاط خوذة عسكرية ورا عشان الكل يشوفها، إنت إشتبي تقول، رجاءً فهموني إش يبي يقول هالحبيب

Saturday, July 16, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة التاسعة عشر


حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل

جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً

في منزل بوعبدالرزاق

"ألم أقل لك، بالكلمة الطيبة الهادئة نستطيع كسب البنات في صفنا" يحدثها أخيها بوعبدالمحسن

"لقد أقنعت نادية بلحظات. مشكلتي كانت مع سعاد، ولكن الحمد لله، إستطعت أخيراً مع بعض العناء، بإقناعها" ترد بدرية

"لا تنسين بأنك كنت حادة معها. سعاد ليست كنادية. هناك إعتبارات مثل كونها الكبيرة، والمتزوجة وبالتأكيد تأثير زوجها عليها حتى بشكل غير مباشر" يحدثها

"على العموم ها نحن قد أتممنا ما أردناه، وإن كنت ما زلت غير مصدقة أمر إختفاء المليونين. هناك أمر مريب بالأمر. كلما فكرت بالموضوع يؤلمني قلبي على ضياعهم، بل تكاد روحي أن تخرج من جسدي" تحدثة بدرية بحسرة

"والله لا ألومك، فالمال عديل الروح. ولكن لن يهدأ لي بال حتى أعرف مصير المليونين. وها أنا أسأل مرة أخرى كل من له صلة بالموضوع" يرد

"أنا ما زلت عند رأيي بأن المبلغ بحوزة مساعد" ترد ويكاد الغضب يقفز من عينيها

"وكيف نثبت ذلك؟" يسأل بوعبدالمحسن

"ألا نستطيع إدراجه بالحديث بواسطة أحد الموالين لنا بالشركة؟" ترد وكأنها تفكر بمكر

"الموالين لنا. أين هم؟ لقد إستغنى بوعبداللطيف عن كل من عيناهم بالشركة وآخرين كنت أظن بأنه لا يعرف عنهم شيئاً" يرد بوعبدالمحسن بحسرة

"لا يعرف عنهم!، هذا أمكر الناس لا تفوته فائته. لم تظن بأنني كنت أريده زوجاً لأختنا خلود. آه لو هذا الأمر كان قد تم" ترد بدرية بحسرة

"سأجد طريقة لمعرفة ما يدور برأس مساعد، ولكن دعينا لا نشغل بالنا بهذا الأمر الآن. ...، دعيني أحدثك بأمر يشغلني ولا أعرف كيف أقوله" يحدثها أخيها

"ما الأمر" تسأل بتلهف

"إنه بخصوص عبدالرزاق" يرد بوعبدالمحسن والقلق ظاهر عليه

+++++

في الشركة

"لم يدخر عبدالرزاق وبوعبدالمحسن الوقت. مصادري تقول لي بأنهما قد وزعا أغلب الأموال على الأسهم الذهبية المرتفعة" يحدث عبداللطيف أبيه

"ألا يعتبر هذا مخاطرة؟" يستفسر عبدالرحمن المتواجد معهم

"المخاطرة في مقابل الربح" يرد عبداللطيف

"كيف؟ أسمعت شيئاً؟" يسأله أبيه

"إشاعات. أنت تعلم كيف تلعب دور مهم، هذه الإشاعات. ولكن الإشاعة الكبرى، تقول بأن الشركة التي يراهنون عليها قد كسبت عقداً ضخماً من قوات التحالف بالعراق، وها هي أسهمها ترتفع تدريجياً وبثبات" يرد عبداللطيف

"ما السقف المتوقع للسهم؟" يسأل بوعبداللطيف

"لقد بلغ اليوم أعلى من الثلاثة دنانير بقليل، ومن المتوقع أن يصل إلى ستة دنانير" يجيب عبداللطيف

"أي أن أموال عبدالرزاق ستتضاعف" يحدثه عبدالرحمن

"بل هي أمواله وباقي الورثة من ضمنهم زوجتي" يرد عبداللطيف

"وكيف سمحت لها بالمشاركة؟" يسأل عبدالرحمن مستغرباً

"هي أموالها ولا أريد التدخل بشؤونها" يرد عبداللطيف

"أجل ولكن كان يجب عليك شرح المخاطر وخصوصاً مع أخيها وخالها اللذان يديران هذه الأموال" يرد عبدالرحمن

"قد فعلت بالحقيقة. لقد شرحت لها الفوائد والمخاطر وتركت لها حرية الإختيار" يجيب عبداللطيف

"حسناً فعلت. هذا للأفضل، حتى لا تتهمنا بدرية في نهاية الأمر بأننا نحرض إبنتها ضدها" يضيف بوعبداللطيف

+++++

في إحدى المقاهي الراقية

"أنت فقط إبدي رغبتك، ودع الأمر لي" تتوسل به نادية

"قلت لا، لا أستطيع. لا أريد أن أقدم على عمل سأندم عليه لاحقاً كوني تسرعت في إتخاذ القرار" يرد عليها وليد

"أإرتبطك بي قرار متسرع؟" تسأله بضيق

"لا ليس هذا، ولكن فتح الموضوع مع أهلك هو التسرع بعينه. لدي فكرة إن إستطعت تنفيذها كونت لنفسي رأس مال مقبول، عندئذ أستطيع التقدم لخطبتك من أهلك" يرد عليها

"المال، المال. أهذا كل ما يهمك؟" تقولها بعصبية بعض الشيء

"لا، بل ربما كل ما يهم أهلك، وخصوصاً أمك بعد كل ما سمعته منك" يرد وليد

"أنا سأعطيك المال" ترد بكل ثقة، بينما يقهقه وليد ويحاول إخفاء ذلك

"هل الأمر مضحك لهذه الدرجة؟" تسأله بجدية بعض الشيء

"إنظري لنفسي، بل إسمعي لما تقولين. هل بدأت بتفريق ميراثك منذ اللحظة التي إستلمتيه. ثم ألم تقولي بأنك قد وكلت أخيك بالتصرف بالميراث بالتجارة. فمن أين لك لتعطيني المال؟" يرد عليها

"إنني إحتفظت ببعض المال لنفسي. سأعطيك مئة ألف دينار" يقولها له بوجه يبدو عليه الجدية

"ماذا؟" يسألها غير مصدق ما يسمع

+++++

في مقهى راقي آخر وفي نفس الوقت

"يجب ألا نتسرع" تحدثه سامية

"وإلى متى إنتظارنا يا سامية؟" يسألها عبدالمحسن

"إلى حين. لندع الأمور تهدأ قليلاً. خصوصاً بعد موضوع التركة وما صاحب الأمر من قلاقل" تجيب سامية

"وما دخلنا بالأمر؟" يرد عبدالمحسن

"ما دخلنا؟ نحن أبناءهم والمشكلة بينهم. حسناً، حسناً، نحن لسنا معنيين مباشرة، ولكن بدرية هي عمتك بالنهاية وأبيك لن يزعلها بالموافقة" ترد عليه

"أتركي أبي علي، واتركي عمتي لأبي فهو سيعلم كيف يقنعها خصوصاً بعد رفض نادية لموضوع الزواج الذي أصبح لصالحنا"

"ماذا ستفعل بالضبط؟" تسأله

"لا عليك فقط أتركي الأمر لي" يرد بكل ثقه وكأنه قد وجد الوسيلة

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش

والمخرج بومريوم

Wednesday, July 13, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثامنة عشر


حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل

جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً

" مساعد أنا لم أرد التحدث أمام الغرباء بهذا الشأن. ولكني لا أصدق مسألة المديونيات ووصولات الأمانة تلك" تحدث بدرية بوعبداللطيف بحدة

"سواء صدقتي أم لم تصدق فالأمر لا يعنيني. هذا الأمر تم بأشهر، قبل وفاة المرحوم وكل شيء مسجل وموثق رسمياً وإياك أن تظني ولو للحظة واحدة بأني سأستولي على ما ليس حقي أو آكل الباطل، فما بالك إن كان الأمر يخص المرحوم أخي وأمواله" يرد بوعبداللطيف بحزم

"لا يا بوعبداللطيف، بدرية لا تقصد هذا مطلقاً" يتحدث بوعبدالمحسن محاولاً التخفيف من الأمر، "كل ما في الأمر بأن الموضوع فاجأنا ليس إلا، أليس كذلك يا بدرية" يكمل

"فاجأكم؟ فاجأكم؟ ولم يا بوعبدالمحسن؟ لقد كان كل شيء واضح وضوح الشمس؟ البذخ اليومي. الحفلات الشهرية. الملابس وحضور الأعراس الإسبوعية. المجوهرات والحلي. السفرات الموسمية. التحف. المنزل وديكوراته وأثاثه وغيرهم وغيرهم. ألا يحتاج كل ذلك إلى أموال" يرد بوعبداللطيف

"ولكن هذه الأموال من نصيب أبي بالشركة" يرد عبدالرزاق مسانداً أمه

"آه نعم نصيب أبيك بالشركة. أي شركة؟ شركتنا. والله هذه مصيبة، إن كنت أنت يا عبدالرزاق وقد إطلعت على الموقف المالي للشركة منذ التحرير وحتى الآن، تقول هذا القول. إذاً فيجب ألا ألوم أمك

أما قرأت التقارير؟ أما راجعت الإيرادات وخسائرنا في السنوات السابقة. ألم تستنتج أنه لولا الحرب بالعراق والنشاط الإقتصادي الذي إنتعش بالبلد، لما إستطعنا مواجهة الخسائر المتراكمة. وأنت، أنسيت السنوات العشر التي قضيتها بالخارج ومصاريفك وطلبات الأموال التي كانت لا تنتهي. لقد كان أبيك رحمه الله يسجل كل مصاريفك. وفي أحد الأيام التي خلت، أراني ما كنت تصرفه

أو نسيتم تغيير السيارات سنوياً وكأنكم تغيرون ملابسكم، ألا يكلف هذا مالاً؟ أم حسبتم بأن الشركة دائماً رابحة وكبقرة حلوب" يفيض بوعبداللطيف بما عنده وفي قلبه

يسود الهدوء بعض الشيء

"حسناً، فأين المليونان المتبقيان من بيع السهم؟" تسأل بدرية

"وما أدراني أنا. للأسف هذا ما لم يخبرني به أخي. هذا الشيء علمه عند الله. لقد أخذ أخي سره معه" يرد بوعبداللطيف بكل برود

"مستحيل. أضاعت أموالنا بهذه السهولة" تصرخ بدرية غير مصدقة بل أصيبت بحالة هستيرية

"هدئي نفسك يا بدرية ودعينا نفكر بالعمل" يطلب منها بوعبدالمحسن

"أي هدوء، أي هدوء. لقد ضيعنا سعود ورحل وترك لنا الهم والشماتة. أنت السبب يا مساعد. لن أسامحك أبداً أنت وأختك. لن أسامحكما" تقولها غاضبة

"لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى هذا الأمر تريدين أن تلقي تبعاته علينا؟" يقولها بوعبداللطيف هازاً رأسه بينما عبدالرزاق في حالة ذهول، أما الأخوات سعاد ونادية فهما لا تتحركان وكأن أحدهما قد رمى رقية سحرية عليهما

"نعم أنت السبب. لولا مطالبتك له بأموال تدعيها لما حدث الذي حدث" ترد بعصبية

"ولولا مطالبتكم أنتم بفض الشركة، لما حصل الذي حصل، ولربما كان أخي بيننا الآن. ...، أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، كفر بعد إيمان" يستغفر بوعبداللطيف ربه

"دع عنك هذا، أنا أريد المليونيين" تطلب منه

"إبحثي عنهما بنفسك. إسمعوا آخر شيء مني بهذا الخصوص. لقد أردت يا عبدالرزاق بحل الشركة وأنا متمسك بشركتنا. أنا وعمتك مستعدان بإعطائكم نصيبكم، أي الثلاث ملايين دينار مقابل سهم والدكم بالشركة" يحدثهم عمهم

"ومن أين لك هذا المبلغ؟" تسأله بدرية بعصبية

"هذا شأني أنا وليس شأنك. ...، ولكن إن كنت تريدين معرفة الأمر فهو نصيب أبناء طيبة أختي، ميراثهم من أبيهم" يرد بوعبداللطيف

"لا لن نبيع، بل سنبيع حصتنا بالسوق وبالمزاد" ترد بدرية بعصبية

"قولي ما شئتي. ولكن الأصول والقانون معنا. نحن الشركاء الأساسيين والمؤسسين لذا لنا الحق الأول بالشراء. فكروا بالأمر. ... عقِّل أختك يا بوعبدالمحسن" يقولها ويهم بالخروج

"هو السبب في كل مصائبنا. ما من شك لدي. بل أنا متأكدة بأن سعود قد ترك الأموال عنده وقد سرقها ولا يريد إعادتها" تهلوس بدرية

"أمي!!! ماذا تقولين. إن عمي ليس بلص ولم يكن في يوم من الأيام خائناً لأبي فهذا ليس من شيمه" ترد نادية

"أسكتي أنت وما أدراك به، أين ذهبت الأموال إذاً؟ أيختفي مليونان هكذا فجأة. أبيك ما كان يقوم بأي عمل إلا واستشار أخيه. هو يعلم بمكان هذه الأموال إحساسي يقول لي ذلك" ترد بدرية

"يجوز بأنه قد أعطاهما لشخص أمانه وهو لا يعلم بوفاة أبي" ترد نادية في محاولة تفسير الأمر

"أبعد كل هذه الشهور ولا يعلم أحد بوفاة أبيك؟" ترد بدرية بعصبية

"أمي. لم المنزل ليس من ضمن التركة" تسأل سعاد

"آه، لقد أزعجتينا بالمنزل. المنزل المنزل، ألم تتعبي؟" ترد عليها بدرية

"المنزل قد حول بإسمي وقد رهن مقابل مبلغ من المال" يرد عبدالرزاق نيابة أمه

"ماذا تعني؟ ولم حول بإسمك؟ ومن حوله" تسأل سعاد

"لقد حولته أنا بحسب الوكالة التي كانت بحوزتي" يرد عبدالرزاق

"أي وكالة؟ ولم لا نعلم عنها شيئاً؟ ثم أين هي الأموال؟" تسأل سعاد بحدة

"سعاد ما بك؟ لقد أعطاني أبي وكالة أثناء مرضه للتصرف. أما الأموال فقد إشترينا بهم أسهم" يرد عليها ببعض الإرتباك وينظر لأمه طالباً منها نجدته في هذا الموقف

"سعاد يا إبنتي، سوق الأسهم هو أفضل خيار أمامنا لتنمية أموالنا" يحاول خالها لملمة الموضوع

"نعم المستقبل بسوق الأسهم" ترد بدرية

"ومنذ متى أصبحت يا أمي خبيرة بالسوق وبالأسهم" ترد سعاد

"أتتهكمين علي؟" ترد بدرية بحزم

"سعاد يا إبنتي. هذا الأمر سابق لأوانه. أنا متأكد بأننا لنا جلسة أخرى عندما تهدأ الأعصاب" يحاول بوعبدالمحسن تلطيف الأمر أكثر

"أنا أعصابي هادئة يا خالي. ولكني أريد أن أعرف مصير نصيبي من الورث" ترد سعاد

"أتخونين أخيك. إنني على علم بكل التفاصيل فلا داعي لهذه الأسئلة" ترد بدرية

"عفواً أمي، إنك للتو خونتي عمي مساعد. والدنيا حياة وممات. وأنا أسأل عن حقي لا أكثر" ترد سعاد

"يا لوقاحتك" تصرخ بها أمها، "لقد أصبحتي من حزبهم بعد زواجك بابن عمك" تلطمها أمها لطمة قوية

"بدرية!!!" يصيح بوعبدالمحسن، "أمي!!!" تصيح نادية

"عبدالرزاق" تحدث سعاد أخيها وهي رابطة الجأش، "رجاءً أنا أريد نصيبي من الأسهم، نقداً لو سمحت" تقولها سعاد وترحل

"أخرجي من بيتي. أنت لست بإبنتي. إذهبي إليهم ولا تعودي" تصرخ بها بدرية وتلحق بها أختها

"سعاد أرجوك لا ترحلي" تتوسل بها نادية

"أتركيني يا نادية. لقد صمتُّ كثيراً، حتى أنت. وها هم يخططون دون علمنا ومشورتنا. لقد أصبحت أمي تابع مخلص لخالي وعبدالرزاق تابعاً بدوره لها. سيجلبون الدمار علينا وها هو أول الغيث، عندما إتهمت أمي عمي بسرقة أموالنا وهو لم يفعل" تقول ذلك وهي تبكي

"يا سعاد تقبلي ما حدث من أمي، فأنت تعرفين عصبيتها" تحاول نادية التخفيف عليها

"أو تظنين بأنني أبكي من ضربها لي. آه يا حبيبتي. أنا أبكي لما آل إليه حالنا بعد أبي، وأبكي عما سيؤول له الوضع بالمستقبل" تقولها وترحل

وفي الأثناء، في المنزل

"هداك الله يا أختي، دائماً عصبية. نحن بحاجة لسعاد وأموالها في مشروعاتنا المقبلة" يحدثها أخيها

"أي مشروعات والأموال قد ضاعت" ترد بدرية

"لا لم تضيع. وكما قالت نادية يجوز بأن الأموال أمانة عند أحدهم فلا يجب أن نيأس. ثم إنني سأحدث بوعبداللطيف لرفع المبلغ الذي سيدفعه لعل وعسى يوافق" يرد عليها

"لن تحصل منه على فلس زائد" ترد عليه

"ليكن، ولكن يجب ألا تتوقف مشاريعنا وعلينا السيطرة على نصيب سعاد قبل أن يسيطر عليه عمها عن طريق زوجها" يرد بوعبدالمحسن

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش

والمخرج بومريوم

Tuesday, July 12, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة السابعة عشر


حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل

جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً

"جزاك الله خير" يرد بوعبداللطيف تلقائياً دون تفكير بسبب تكراره للجملة خلال أيام العزاء الماضية

إنه آخر يوم في العزاء وقد قل المعزين عن اليومين الأوليين

"هل ستذهب لمنزل عمي يا أبي بعد العزاء؟" يسأله عبداللطيف

"لا لن أذهب، أنسيت بأن زوجة عمك هي بالعدة الشرعية. ثم من هناك لأذهب إليه بعد عمك" يرد عليه أبيه

+++++

في إحدى العيادات

"ليس هناك طريقة مثلى أستطيع أن أوضح لك النتائج" يحدثه الطبيب المعالج، بينما تتغير ملامح عبدالرزاق من قول الطبيب، "لذا سأحدثك مباشرة. سيد عبدالرزاق أنت تعاني من ضعف شديد بالحيوانات المنوية. النسبة الحية في مجموعات الفحص تقل عن عشرون بالمئة، وهي نسبة نقدرها بالضعيفة" يكمل الطبيب

"ما سبب هذا الضعف ، وما الحل ؟" يسأل عبدالرزاق وقد بدا الضيق والذهول عليه

"هناك عدة عوامل، منها الوراثية، ومنها طبية، بل حتى الملابس الداخلية الضيقة لها تأثير على خصيتي الرجل وبالتالي على إنتاج الحيوانات المنوية" يرد الدكتور، "أما بخصوص الحل وأنا أعني الإخصاب فهناك عدة حلول. أنا أقترح أن نبدأ أولاً بالعلاج الطبي لعلاج مسألة الإخصاب على أن نعمل الفحوصات الدورية لنتابع النسبة بإنتظام" يكمل

"وما طول فترة العلاج هذه؟" يسأل عبدالرزاق

"طول الفترة تتفاوت من شخص لآخر ولكن أقل شيء تحتاج إلى ستة أشهر" يرد الطبيب

"ستة أشهر؟" يقولها عبدالرزاق متفاجئاً

يستشعر الطبيب ما يدور بخلد عبدالرزاق فيقول له "سيد عبدالرزاق، حالتك الطبية ليست شيئاً لتخجل منها. ولكني أحس بأنك كذلك. علاوة على ذلك فحالتك تحتاج لتفهم من الطرف الآخر، وأقصد زوجتك. سوف تأتي أيام معينة ستمتنع بها عن ممارسة الجنس. وعلى حرمك تفهم هذا الأمر" يحاول الطبيب شرح الوضع وضرورة مشاركة زوجة عبدالرزاق بالأمر. وتلك هي مشكلة عبدالرزاق ، أيهما ستتفهم، ريم أم دينا

يصمت عبدالرزاق لبرهة "وإذا لم ينجح العلاج، فما العمل عندئذ؟" يسأله عبدالرزاق

"هناك الإخصاب الإصطناعي" يرد الطبيب

"تقصد طفل الأنابيب!" يرد عبدالرزاق

"نعم" يجيب الطبيب، يكمل الطبيب في شرح الموضوع بتفاصيل أكثر لعبدالرزاق الذي يزداد قلقه مع كل ثانية تمر

يخرج عبدالرزاق من عيادة الطبيب وقد ساءت حالته النفسية مما سمع. لم أكن بحاجة لهذا الآن، يحدث نفسه. ها قد وصلت لمبتغاي مع عمي بالشركة وأخيراً سأنال فرصتي للتحكم وأكون ثروتي فأفاجأ بهذا. ولكن لم القلق؟ لقد قال الطبيب بأن الحالة يمكن علاجها وهناك دوما أطفال الأنابيب، فلم الخوف والفزع؟ ولكن إن يفلح الأمر، فما العمل؟ يا إلهي يجب أن يفلح الأمر، لابد أن أفعل المستحيل ليفلح الأمر. لكن على ريم وأهلي ألا يعلموا بالأمر، ليس الآن على الأقل. لن يتفهموا الموضوع بل ستتغير نظرتهم لي. وماذا عن دينا؟ يجب عليها ألا تعلم هي الأخرى. ولكني يجب أن أخبر أحدهم أكاد أجن. نعم لن يتفهم هذا الأمر سوى سالم

+++++

بعد إنقضاء العدة ومرور عدة أيام بعدها وفي منزل بوعبدالرزاق

تجتمع الأسرة مرة أخرى بدرية وعبدالرزاق وسعاد ونادية بالإضافة لبوعبدالمحسن خالهم. ينتظرون قدوم عمهم بوعبداللطيف والمحامي

تقفز القلوب بداخلهم مع سماع صوت جرس المنزل، ويدخل بوعبداللطيف مع محامي الشركة وبعد التحية يجلسون

"سأدخل في الموضوع مباشرةً إذا سمحتم لي" يحدثهم المحامي، "لدي آخر وصية موثقة بالشهود للمرحوم سعود المغنم، رحمة الله عليه ويوصي فيها بتخصيص ثلث أمواله للخيرات والصدقات ويحدد الأمانة العامة للأوقاف القيم على الثلث مع إعطاء الحق لأخيه السيد مساعد المغنم بالموافقة المبدئية على أوجه الصرف

أما باقي التركة، أي الثلثين، فقد وصى بأن توزع بين المستحقين من الورثة الشرعيين حسب الشرع. وبعد إعلان الوراثة وعمل حصر الورثة فإن الورثة الشرعيين هم الآتي، زوجتة بدرية الطافي وأبنائه، عبدالرزاق المغنم، سعاد المغنم ونادية المغنم

أما بخصوص الميراث فهو كالآتي، نصيبه بشركة المغنم للتجارة العامة والمقاولات وتعادل ثلاثة ملايين دينار"

تحدق بدرية بإبنها وأخيها

"ثلاثة ملايين، نصيب والدي بالشركة يساوي سهمين من أصل خمسة أسهم، أي ما يقارب الستة ملايين" يحتج عبدالرزاق واقفاً

"نعم يا أستاذ عبدالرزاق ولكن دعني أكمل وعندها ستعلم كل شيء" يرد المحامي

"إهدأ وإجلس يا عبدالرزاق ودع الأستاذ المحامي يكمل لكي نفهم" يطلب منه خاله بوعبدالمحسن

"شكراً" يقولها المحامي، "هناك ثلاثة حسابات شخصية تحتوي على مبلغ مئة وإثنا عشر ألف دينار مجتمعة، وقد تم إخطار البنوك بأمر الوراثة

هناك شقة بلندن وأخرى بلبنان ولكن لا يمكن التصرف بهما كون المرحوم قد إشتراهما عن طريق الشركة وقد أخبرت السيد عبداللطيف بالأمر الذي أكد لي بأنهما ملك للمرحوم وإن كانتا مسجلتان بإسم الشركة

وأخيراً هناك عدة سيارات وعددها سبعة بالتحديد مسجلة باسم المرحوم وأظنها معظمها سياراتكم الشخصية، نستطيع تقديرها وخصم قيمتها كل من حصته

أظنكم الآن ترغبون بمعرفة أمر الشركة. حسناً لقد قام السيد .... المرحوم سعود بالتنازل عن سهم واحد من نصيبه بالشركة مقابل ديون ووصولات أمانة تساوي مليون دينار تقريباً يملكانها وقد إستلم مبلغ وقدره مليونين دينار نقداً من السيد مساعد المغنم وأخته السيدة طيبة المغنم نظير باقي قيمة هذا السهم وبالتالي فإن نصيبه بالشركة أصبح يساوي ثلاثة ملايين دينار تقريباً" يكمل المحامي حديثه

"ماذا متى وكيف تم هذا الأمر؟ هو لم يخبرني بذلك. وأين باقي المبالغ الأخرى، أقصد المليونين الباقيين؟" تسأله بدرية وقد ثارت ثائرتها

"سيدتي، هذا هو الأمر المحير. لقد بحثت الأمر مع جميع من كان لهم الإرتباط بالموضوع بمن فيهم السائق، قد تذكرين إنني إستدعيته لأحدثه. ولكنه قد قال لي بأنه في ذلك اليوم كان قد صرفه المرحوم وعاد للمنزل ، أعني السائق. لذا لا نعرف حقيقة أين ذهب المرحوم. لقد بحثنا في خزنته الخاصة بالشركة فلا أثر للأموال وكذلك سألنا البنوك وتم التصريح لي بتفتيش صناديق الأمانة لديهم ولكن دون جدوى. لا يوجد أثر للمليونين دينار" يرد المحامي

يسود السكون بعض الشيء، وكأنه هدوء قبل العاصفة

"وماذا عن المنزل هذا؟ إنك لم تأت على ذكره" تسأل سعاد المحامي

"ربما يرغب السيد عبدالرزاق الإجابة على هذا السؤال" يحدثها المحامي

"عبدالرزاق ما الأمر؟" تسأل سعاد، وتتبادل النظرات بين عبدالرزاق وأمه وخاله بوعبدالمحسن

"إنتظري ليس الآن" ترد عليها بدرية، "شكراً لك يا سيدي وسنكون على إتصال معك لتخليص باقي الإجراءات لاحقاً" تحدث بدرية المحامي ، يقوم المحامي ويودعهم

"أمي، ما موضوع المنزل؟" تسألها سعاد

"ليس الآن. الموضوع الأهم هو مسألة الشركة والأموال المفقودة. مساعد أنا لم أرد التحدث أمام الغرباء بهذا الشأن. ولكني لا أصدق مسألة المديونيات ووصولات الأمانة تلك" تحدث بدرية بوعبداللطيف بحدة

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش

والمخرج بومريوم