Tuesday, May 31, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثالثة


حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل

جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً


تتراقص الفتيات مع الشباب على أنغام الأغاني بينما تدور الكؤوس المملوءة بالشراب فيما بينهم. يدخل سالم وبرفقته عبدالرزاق فيتوقف الجميع لتحيته بصوت عالي وكأنها مفاجأة له

"أهلاً عبدالرزاق، الحمد لله على السلامة ومبروك التخرج" يحييه أحد الشباب

يقوم سالم بتعريفه على بقية الحضور

وتبدأ الموسيقى مرة أخرى ويستمر الرقص واللهو

"من تلك؟" يسأل عبدالرزاق صديقه سالم

"آه، هذه جميلة الجميلات، دينا" يرد سالم

"كم هي جميلة" يحدق عبدالرزاق بها ولا يرغب برفع عينيه عنها

"وهي غالية جداً" يرد سالم وهو يعرف مسبقاً أن لا شيء يقف في طريق عبدالرزاق طالما أراد شيئاً "ولكن لا شيء يغلى على عبدالرزاق المغنم" يكمل

"نعم، لا شيء يغلى على عبدالرزاق المغنم. ولكن هل هي مرتبطة بأحد؟" يسأل عبدالرزاق

"لا ... " يجيبه سالم ويقطع عليهما الحديث رنين هاتف سالم ويجيب بعد رؤية إسم المتصل، "أهلاً حمني" يستخدم إسم الدلع لعبدالرحمن، إبن عم عبدالرزاق. "لا نحن بالشاليه وكل الأحباب مجتمعين حتى عبدالرزاق، ...، نلقاك" يستمر الحديث بينهما لدقائق ثم يغلق سالم الخط

"هذا إبن عمك" يحدثه سالم، "يريد أن يزورنا هنا" يكمل

"أرجو ألا يفضحنا" يقولها عبدالرزاق وبعض القلق ظاهر عليه

"لا عليك، هو زبون دائم معنا، وعلى فكرة عينه على دينا" يحاول سالم إثارته

"قل له بأنه تأخر، وعبدالرزاق قد وصل" ينهض عبدالرزاق ويتجه نحو دينا التي على ما يبدو كانت تنتظره

تهدأ الموسيقى ويخف الزوار، فمنهم من رحل، ومنهم من أنطلق للشاطئ أو ركوب البانشي، ومنهم من إنطلق للمخادع

"لقد رحل بصحبة دينا" يحدثه سالم، "أنا آسف ولكن كما تعرف ..." يسكت سالم

"لا عليك، الناس أحرار في إختيارهم" يرد عبدالرحمن بهدوء

في صباح اليوم التالي

تدخل السكرتيرة على بوعبدالرزاق ومعها البريد اليومي وأوراق للإعتماد

"هل وصل عبدالرزاق؟" يسأل بوعبدالرزاق

"لا يا سيدي" ترد وتلاحظ الضيق على وجهه

يقوم بوعبدالرزاق بمراجعة البريد والتوقيع على بعض الأوراق، "هللا طلبتي لي المنزل" يطلب من السكرتيره

"بأمرك" تخرج حاملة الأوراق وبعد دقائق يرن هاتفه لتبلغه بأن المنزل على الخط

"آلو" يحدث بوعبدالرزاق زوجته بدريه، ويأتي صوت زوجته على الطرف الآخر من الخط

"بالله عليك ماذا تريد من الصباح الباكر؟" تسأله وهي تتثاوب

"الساعة الآن التاسعة والنصف وتقولين من الصباح الباكر" يحدثها

"وهل طلبت المنزل لتحدثني بهذا الأمر الآن" ترد عليه

"إبنك لم يحضر للعمل إلى الآن، هللا أفقتيه من نومه وطلبت منه الحضور للشركة. المدراء يجب أن يكونوا على رأس أعمالهم من الساعة الثامنةوالآن الساعة تقترب من العاشرة وسيادته لم يشرفنا بعد" يحدثها بإنزعاج

"أوووه، ما أزعجك يا سعود. أهذا وقت عتاب وملامة، سيأتي للشركة، عاجلاً أم آجلاً. سأذهب لأوقظه من نومه، مع السلامة الآن" وتغلق الخط

"سيد سعود" يأتي صوت السكرتيرة على الإنتركم، "إجتماع الإدارة بعد دقائق في غرفة الإجتماعات" تنتطر رده

"حسنا، أبلغيهم بأني قادم" يرد عليها

وفي لبمنزل، تقوم بدرية متثاقلة من فراشها، وتتذمر من إيقاضها مبكراً وتنادي على الخادمة. "أفيقي بابا عبدالرزاق من النوم ليذهب إلى العمل" تطلب منها

"سيدتي، بابا عبدالرزاق لم ينم بفراشه البارحه" ترد الخادمه

"ماذا" ترد بدرية وتندفع دافعه بالخادمة جانباً متوجهه نحو جناح نوم عبدالرزاق. تفتح الباب وتنادي عليه ولكن لا يأتي أي جواب. بسرعه تندفع نحو الهاتف وتحاول طلب رقم هاتفه النقال، إلا أنها لم تحفظه إلى الأن فتسأل الخادمة بعصبية عن إبنتها نادية ومكان وجودها

تندفع بدرية إلى الطابق السفلي لترى نادية تأكل طعام الإفطار فتسألها بعصبية عن رقم هاتف عبدالرزاق

"أمي ماذا حصل" ترد وهي قلقة

"أعطني الرقم فحسب" تصرخ بدرية بوجه إبنتها

تطلب بدرية الرقم بعصبية. وبعد عدة رنات يأتي الصوت متثاقلاً من الطرف الآخر

"آآآآآآلووووو" يرد عبدالرزاق

"عبدالرزاق أين أن بالله عليك" تصرخ بدرية

"أميييي، ماذا حصل" يسألها

"أين أنت" تسأله

"أنا بالشاليه مع أصدقائي. لقد أخبرت أبي البارحة" يرد عليها

"ولكن لم تقل بأنك ستبيت عندهم. يا إلهي لا أستطيع الوقوف على رجلي من الرعب. حسبت بأن مكروها قد حصل لا سمح الله" تحدثه

"هوني عليك يا أمي، ماذا جرى؟" يسألها

تسكت لإلتقاط أنفاسها "إياك أن تعيد مثل هذا العمل مرة أخرى. الآن، لقد إتصل أبيك ويسأل عن عدم ذهابك للشركة" يحدثه

"أووووه يا أمي، لم يمض على عودتي إسبوع، ويريد أبي أن أبدأ العمل في الحال. ألا أستحق أجازة" يرد عبدالرزاق

"حسناً، حسنأً سأخبره بأنك في طريقك إليه" ترد أمه وتغلق الخط

"ستكذبين على أبي" تسألها نادية

"أسكتي أنت. ألا ترين حالة الرعب التي وضعني بها أخوك" تقولها وتصعد إلى غرفتها

في غرفة الإجتماعات

"لا يا بوعبداللطيف، آخر شحنة ستصل الإسبوع القادم، وبعدها نكون قد وفينا كافة إلتزاماتنا نحو العقد الحالي" يرد مدير العمليات بالشركة

"ماذا عن عقد الجيش البريطاني في البصرة؟" يسأل بوعبدالرزاق

"من خلال علاقاتنا معهم، أعطونا بعض التطمينات بأنهم قد وضعوا بعض المواصفات والشروط التي ستنطبق على عطائنا، ولكن" يسكت مدير المبيعات لبرهة

"ولكن ماذا؟" يسأله بوعبدالرزاق

"يريدون زيادة بالعمولة هذه المرة" يرد مدير المبيعات

"كم النسبة؟" يسأل بوعبداللطيف

"اربعة عشر بالمئة" يأتيه الجواب

يظهر بعض الضيق على وجوه الحضور. "ما رأي المالية؟" يوجه بوعبداللطيف السؤال لإبنه عبداللطيف، مدير المالية

"ما زالت النسبة في حدود المقبول. طالما هي أقل من الستة عشر بالمئة فلا بأس" يرد عبداللطيف

"هل سنوزعها نحن، أم سيتولون جانبهم ونتولى جانبنا كالعادة؟" يسأل بوعبدالرزاق

"هم لم يذكروا شيئاً بهذا الخصوص. أظن ستكون الأمر كالعادة ولكني سأسأل" يرد مدير المبيعات

"نعم إسألهم، فلا نريد مفاجآت" يحدثه بوعبداللطيف

"هل هناك بند آخر للنقاش؟" يسأل بوعبد الرزاق

"نعم، مبنى الشركة في المنطقة الحرة، بالشويخ، لقد إنتهينا من التشطيبات النهائية وسيكون جاهزاً للتسليم بعد شهرين بأقصى حد، أما باقي المباني في البلوكات الأخرى فستنتهي بعد فترة وجيزة. الآن، أما زلنا على خطتنا الأساسية من الإنتقال إلى هناك بعد الإستلام بشهر؟" يسأل بوعبداللطيف أخوه

"لا أرى أي شيء يمنعنا من ذلك" يرد بوعبدالرزاق

"حسناً إذاً، علينا التجهيز من الآن وطلب الأثاث والكماليات الأخرى" يحدثه بوعبداللطيف

"توكل على الله ولنسرع بالعمل ولننتهي منه" يرد بوعبدالرزاق

"على فكرة، أين عبدالرزاق، لقد ظننت بأنه سينضم لنا من اليوم" يسأله بوعبداللطيف

"هذا ما ظننته أنا أيضاً، ولكن يبدو بأنه إحترف حياة اللامبالاة ودلع أمه له" يرد

يحس بوعبداللطيف ببعض حسرة أخيه فيحاول قول شيء ولكنه يمتنع حرصاً على مشاعر أخيه "لا عليك، دعه لفترة، فلقد وصل للتو من الخارج ويحتاج لبعض الوقت للراحة" يحاول بوعبداللطيف التخفيف من أخيه

في مكان آخر، وفي جامعة الكويت بالشويخ بالتحديد، تمشي نادية مع صديقتها إلهام بين أروقة الكلية

"يا ربي ماذا أفعل؟" تحدث نادية صديقتها

"هوني عليك الغائب عذره معه" ترد إلهام

"أحاول، ومنذ الصباح الإتصال به، ولا يرد هاتفه. دائما الجهاز مغلق أو خارج نطاق التغطية" تحدثها نادية

"هذا دائماً الحال معه، فما الجديد" تضحك إلهام، "ها هو هناك" تؤشر بيدها

بمجر قدومه وبعد التحيات، تتركهم إلهام ليأخذوا راحتهم.

"أين كنت؟ لم أتوقف من طلب هاتفك، ودائماً، الجهاز مغلق أو خارج نطاق التغطية " تحدثه

"سيارتي لم تشتغل. حصل لها عطل. وهاتفي أغلقته. لا أريده أن يكون مقطوع من الخدمة بسبب المكالمات. لا مال لدي لدفع الفواتير" يرد وليد

"ولم لم تطلب مني لأسدد فاتورة هاتفك، فالبارحة سددت فواتيري" يحدثه

"أنا لا أعيش عالة على أحد، فما بالك بإمرأة" يرد ببعض البرود

"أأنا أحد يا وليد. أنت تعرف مدى حبي لك" ترد نادية

"وما فائدة الحب يا نادية والفارق بيني وبينك مثل ما تعرفين. إبنة المغنم وإبن الحافي، قصة سندريلا ولكن معكوسة" يرد وليد

"أنا لا يهمني كل هذا" ترد نادية

"نادية" يأتيها الصوت قوياً من خلفها، صوت عبدالرحمن إبن عمها مساعد

إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش

والمخرج بومريوم

Monday, May 30, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثانية


حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل

جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً

تدور بدرية وبصحبتها إبنة أخيها بوعبدالمحسن، ريم، بين الحضور من السيدات والآنسات، تتقبل التهاني بمناسبة تخرج عبدالرزاق. فلاشات كاميرات التصوير لا تنقطع لتحتفظ بالذكريات

القاعة الماسية في فندق الشيراتون ممتلئة بالنساء. الأضاءة تنعكس من على الحضور وتتلألأ رقاب الحاضرات من المجوهرات. تتعالى الأحاديث والضحكات والجو مفعم بالفرح

"أنظروا إلى زوجة عمكم " تحدثهم أمهم، "حفل إستقبال للرجال وآخر للنساء مع كافة الترتيبات وبطاقات الدعوة، علاوة على التصوير"تبتسم لولوه، زوجة مساعد وهي تقول ذلك "لا بد وأنها قد أعدت العدة لهذا الإستقبال قبل أشهر، يا ترى ماذا ستفعل في حال زواجة" تكمل

"يا إلهي، ستقيم الدنيا ولا تقعدها، لا أريد التفكير حتى في ذلك اليوم" ترد سميرة إبنتها الكبرى

"لعل ذاك اليوم أقرب مما تظنين" تومئ لولوه برأسها باتجاه بدرية وريم، تلتفت سميرة نحوهما ثم تبتسم لأمها

"وما السبب في مرافقة ريم لها؟ أين بنات عمي؟ لم لا يرافقنها" تسأل سامية، إبنتها الصغرى، وهي تلتفت يميناً وشمالاً باحثة عن بنات عمها

تحدق سميرة، بأمها ثم تضحكان. "ما المضحك في الأمر؟ لم الضحك؟" تسألهما سامية

"يا لك من ساذجة" ترد عليها أختها

"ماذا تعنين؟" ترد سامية

"حسناً كفى، لم لا تذهبين وتجلسين مع البنات" تطلب منها أمها

"حسناً، حسناً. أنت يا أمي دائماً تعاملينني وكأنني طفلة" تقوم سامية وترحل عن طاولتهن وهي تتذمر

"هل تظنين يا أمي بأن هذا هدفها؟" تسأل سميرة أمها وهي متشوقة لمعرفة الأخبار والنميمة

"أظن؟ بل أنا متأكدة من ذلك" ترد أمها وهي تضع إبتسامة على وجهها، وتفكر لنفسها، آهي يا سميرة لو تعلمين أسرار الماضي وحكاياته

وفي مكان آخر، يجتمع الرجال لنفس المناسبة، إلا أن طبيعة أحاديثهم مغايرة تماماً

"وهل تعتقد بأن السهم سيظل بنفس المستوى" يسأل الشاب الواقف بجانبه

"مستحيل" يرد عبداللطيف، "إن السعر مبالغ فيه جداً وسرعان ما سيهبط وبسرعة كما صعد" يرد بكل حماس

"المستشفى الصدري عليه إستقبال الكثير من الزبائن قريباً إذن" يقولها الرجل مبتسماً. يستأذن عبداللطيف للإختلاط ببقية الحضور

وفي مكان آخر من الإستقبال، "هيا يا عبدالرزاق ماذا قلت" يحدثه، صديقه سالم

"لا أستطيع الليلة، ربما الإسبوع القادم" يرد عبدالرزاق

"وهل سنعيش للإسبوع القادم، لن تكون هناك أي فرفشة مثل الليلة أطعني" يرد سالم

"حسناً سأحاول التخلص من موعدي مع أبي، ولكن أنا أول من يختار" يرد عبدالرزاق مبتسماً

"يا حبيبي، السهرة هذه الليلة على شرفك، ولك حرية الإختيار من تشاء ومتى تشاء. سننطلق للشاليه بعد الإنتهاء من هنا" يرد سالم

"حسناً ألقاء بعد الحفل" يرد عبدالرزاق

"لا تكثر من الأكل والعصائر، فالليلة الأطيب عندنا وخصوصاً عصائرنا" يضحك سالم ويترك عبدالرزاق لضيوفه

يتقدم بوعبداللطيف نحو بأخيه بوعبدالرزاق بعد أن رآه وحيداً. "يا بوعبدالرزاق مالي أراك على هذه الحالة. تبدو غير طبيعياً بعض الشيء وكأنك تعب" يسأله بوعبداللطيف

"صدقت يا أخي، أحس بتعب من عناء هذا اليوم" يرد بوعبدالرزاق

"لم لا تعود للمنزل، والبركة بالأولاد وأنا أيضاً موجود" يحدثه أخيه

"شكراً لك يا أخي. لا أعلم ما كنت سأفعله في هذه الدنيا من غيرك" يرد بوعبدالرزاق

"لا تقل هذا يا بوعبدالرزاق. أرجو من الله أن يطيل من عمرك ويحفظك لنا ذخراً" يرد بوعبداللطيف

"وجعلك سالماً يا أخي. أما عودتي للمنزل الآن، فسأفتح على نفسي أبواب جهنم، بدرية لن تتركني بحالي. وجودي هنا أفضل لي ولراحة بالي" يرد بوعبدالرزاق ضاحكاً

"على العموم، ألف مبروك على تخرج عبدالرزاق. وأخيراً سيشاركنا النضال" يقولها بوعبداللطيف مبتسماً

"علينا إيجاد الوظيفة المناسبة والموقع المناسب له بالشركة" يرد بوعبدالرزاق

"دعه يختار الوظيفة التي يريدها"

"لا. لأن أصرح بشيء لا تعرفه يا أخي، فعبدالرزاق مهمل طوال حياته، ربما دلالي الزائد له، جعله لا مبالي وإتكالياً، يطلب فيجد. هذا الشيء لا ينفع معنا. على الرغم من حبي له، إلا أنني لن أجازف بإعطائه صلاحيات تكون وبالاً علينا. السوق لن يرحمنا ولن يرحمه" يرد بوعبدالرزاق.

يلاحظ بوعبداللطيف بعض القلق والحسرة في نبرة أخيه. "لا عليك، غداً سيترك حياة الإتكال على الغير، وسيكون حريصاً على حلاله" يرد بوعبداللطيف محاولاً التخفيف على أخيه. "أنظر إلى عبداللطيف أين كان وأين أصبح، وقريباً سيكون أباً بإذن الله، فمن كان يصدق" يكمل بوعبداللطيف

"إني لأغبطك على أبنائك يا أخي. ليته يمتلك ربع ما لدى عبداللطيف. وإلا أيعقل أن يمضي عشر سنوات للحصول على شهادته الجامعية. ماذا كان يعمل طوال هذه الفترة عدا اللهو واللعب. كل همه صرف الأموال بلا حساب وكأنه يعتقد بأننا نضرب الأرض فتخرج لنا أموالاً. لم يعرف حياة الشقاء التي عشناها وكيف كنا نعمل مع والدنا رحمه الله في دكانه" يحدث أخيه بحسرة واضحة الآن

"هونها يا أخي، أنت تحمل الأمر أكثر مما يستحق، لا عليك دع الهموم ليوم آخر. هذه الليلة ليلة فرحة، هيا لا تفسدها على نفسك" يرد بوعبداللطيف

يدخل بوعبدالرزاق فراشه بينما بدرية ما تزال أمام مرآة التسريحة تمشط شعرها. "ماذا عن عبدالرزاق؟" تسأله

"ماذا تقصدين؟" يرد بوعبدالرزاق

"أعني وظيفته، ستعينه مديراً لأي قسم" يرد عليه

"مدير. أي مدير. هل تعتقدين بأني سأعينه مديراً من أول يوم" يرد عليها

"إذاً ما ستكون وظيفته يا نور عيني" تقولها متهكمة، "ليس بأقل من مدير، عبداللطيف ليس بأفضل منه" يكمل

"ليته كان مثل عبداللطيف" يقولها بتهكم

"هكذا أنت ترفع الآخرين على حساب إبنك الذي من لحمك ودمك" ترد غاضبة

"ما بالك أنت. هكذا أنت دائماً تندفعين بآرائك دون أي تخطيط. ألم يخطر ببالك بأنني أريد تدريبه أولاً كي يعرف كل صغيرة وكبيرة بالشركة، أم أجعله لقمة سائغة ويحطمه السوق" يرد عليها

"دع عنك كل هذا الكلام، عينه مديراً أولاً وكن معلمه في نفس الوقت فلا شيء يمنع. إنتهينا ولا كلام عندي غير ذلك" تصمت بدرية

يهز بوعبدالرزاق رأسه ويغطي رأسه باللحاف لينام


إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش

والمخرج بومريوم

Sunday, May 29, 2005

مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الأولى

حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل


جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً


"بدرية، يا بدرية. هيا بنا وإلا سوف نتأخر" يأتي صوت بوعبدالرزاق منادياً من صالون المنزل على زوجته

"مهلاً يا أبي. دعها تتهندم لإستقبال إبنها العائد من دراسته بالخارج" ترد إبنته نادية

"إنها دوما هكذا. هل يعقل أن نكون آخر الواصلين للمطار؟ لقد إتصل للتو عمك أبو عبداللطيف ليخبرني بإنطلاقهم نحو المطار. حتى أختك سعاد وزوجها قد سبقانا إلى هناك" يحدثها أبوها متضايقاً. "في بعض الأحيان أحس بأنها تتعمد التأخير لإستفزازي" يكمل

"أنا لم أراك بهذه الحالة من قبل يا أبي" تحدثه نادية

"هذه اللحظة التي كنت أنتظرها طوال حياتي. وأخيراً عاد أخيك. فحمداً لله" يرد بوعبدالرزاق

"أعرف شعورك يا أبي. فعشر سنوات مدة طويلة. إبن عمي، زوج أختنا، وأخي عبدالرزاق، قد سافرا معاً. أما عبداللطيف فقد عاد بشهادتة وهو يعمل معكم بالشركة منذ تخرجه" تسرد نادية

"لولا إلحاح إمك ما أرسلته للخارج. أنا أعرف قدراته وإمكانياته. كان عليه أن يظل بالكويت ويدرس بالجامعة. يا لضياع السنوات و ...، والأموال " يرد بوعبدالرزاق بحسرة

تسكت نادية، لمعرفتها بحقيقة أخيها ومدى إستهتاره طوال حياته. نعم أبي على حق، ولولا دلال أمي له، وموافقتها على ما يعمل لما وصل لهذا الحال من الإستهتار

يمضي بعض الوقت حتى بانت علامات الضيق على بوعبدالرزاق، فيلتفت نحو إبنته ويقول، "هللا صعدت وطلبت من أمك الإستعجال، عسى أن نلتقي بأخيك بالطريق" يقولها متهكماً

تضحك نادية وتهم لمناداة أمها، فإذا بصوت يأتي من ناحية السلالم، " ها قد نزلت. يا إلهي لا صبر لديك" تحدث بدرية زوجها

"وهل تركت في صبر ...، وأي صبر هذا وإبنك ستهبط طائرته بعد دقائق ونحن مازلنا هنا. هل تريدين من إبنك الرجوع للبيت راكباً سيارة الأجرة" يحدثها بوعبدالرزاق

"إبني أنا يركب سيارة الأجرة. إبن بدرية الطافي لن يركب إلا المرسيدس بنز وأحدث موديل. لا عشت لأرى ذاك اليوم" ترد أم عبدالرزاق بكل عنجهية وغرور

"يا إلهي سوف أجن، هيا بنا نتحرك بالله عليكم" تحاول نادية إستعجالهم ووقف المجادلة الطبيعية التي إعتادوا جميعاً عليها

يرن هاتف أم عبدالرزاق النقال بينما هم في الطريق للمطار، فتجيب

"آلوو" تقولها بطريقة غريبة، حيث تمد الواو. فإذا بأخيها بوعبدالمحسن بالطرف الآخر محدثاً

"أين أنتم يا أختي؟" يسألها

"نحن على وشك الوصول. دقائق وسوف نراك" ترد عليه

"تروني أين" يرد بسخرية، "لقد إنتظرتكم ، وعندما لم تظهروا، دخلت خوفاً من وصول الطائرة ولن يكون أحد بإستقبال عبدالرزاق، وعلى العموم الطائرة ستتأخر قرابة الساعة" يكمل بوعبدالمحسن

"حسناً نراك عندها" تغلق بدرية الخط وتبدو نرفزتها واضحة. "أرأيت، هذا أخي بوعبدالمحسن وهو بالداخل ويقول بأن الطائرة ستتأخر، فما فائدة كل ذاك الصراخ بالمنزل" تحدث زوجها

"بعد كل هذا العمر، إلى الآن لا أستطيع فهمك يا بدرية. ألست أنت من طلبت مني عدم التأخر في العمل عصر هذا اليوم؟ ألست أنت من كان يهاتفني كل دقيقة ويسألني أين أنا ويحثني على الرجوع" يرد بذهول

"لم أكن أعلم بأن الطائرة ستتأخر" ترد محاولة التبرير، "ثم إنك السبب" ترد عليه

تضحك نادية ملأ شدقيها وبوعبدالرزاق يبدو مندهشاً من كلامها، " وكيف أكون أنا السبب بالله عليك. هللا فسرتي لي ذلك؟" يحدثها

"ألم أقل لك إحجز له على البريطانية بدل الكويتية. ألا تعلم بأن الكويتية شعارها التأخير وبالتأني السلامة" تحدثه

"يا إلهي. أما قلت لك بأنني أستطيع الحجز على البريطانية إلا أنه سوف يضطر للبقاء بمطار هيثرو لثمان ساعات. فرفضت عندئذ وأقمت الدنيا ولم تقعديها بأن إبنك سيتعب من الرحلة" يرد منذهلاً

"ولم سمعت كلامي، كان الأجدى بك أن تعمل ما بصالحه وليس الموافقة على رأيي" ترد بعناد

ترتفع ضحكات نادية من الخلف ولا تستطيع التوقف من الضحك على منطق أمها

"أي رأي. لقد كان أمراً ملكياً" يرد بوعبدالرزاق

"حسناً حسناً، لننس هذا الموضوع الآن. ماذا فعلت اليوم بخصوص سيارة عبدالرزاق" تسأله

يتحين بوعبدالرزاق لمناوشة جديدة مع زوجتة التي لا تمل من إثارة مواضيع العراك بينهما

"لم يحدث شيء، ما زال الأمر على ما هو عليه" يرد بحذر

"ماذا تعني" وترتفع وتيرة صوتها مرة أخرى "أتقصد بأن سيارتة لن تكون جاهزة غداً لإستلامها" تسأله

"لم تصل السيارة كاملة حسب المواصفات المطلوبة. فما زالت المسجلة ليست كما يرغبها عبدالرزاق" يرد عليها

"ولم لم تتحدث مع المدير، ألم أقل لك بالتحدث معه مباشرة. كان يجب أن أخبر أخي بوعبدالمحسن، فهو يعرف كيف يتعامل معهم، أما أنت فلا طائلة منك" تحدثه بنرفزة

"وماذا كان سيفعل أخيك ما لم أفعله. لقد تحدث أخي أبوعبداللطيف مع مديرهم وكان الجواب نفسه. لقد تأخرت القطعة بالشحن. فطلب منا إستلام السيارة، على أن يتم تركيب القطعة بمجرد وصولها" يرد محاولاً إقناعها

"آآآه بوعبداللطيف. إذا أنت لم تستطع فعل شيء، فماذا سأسترجي من أخيك" ترد عليه

لا يعرف بوعبدالرزاق عن سر كراهية زوجته لأخيه سوى أنه تزوج بأخرى غير شقيقتها كما تمنت أو بالأحرى خططت، وهذا كان منذ زمن بعيد، إلا أنها لم تنس لأخيه مساعد فعلته تلك على الرغم من زواج إبنه الأكبر عبداللطيف من إبنتهما الكبرى سعاد

التعب يظهر على الوجوه إلا أن الحماس إزداد بعد النداء بهبوط الطائرة

"أين هم" تتحدث أم عبدالرزاق بعصبية

"أمي هللا هدأت قليلاً، الكل ينظر إليك" تحدثها إبنتها الكبرى

"لا علي بهم" تردها على إبنتها بجفاء. فهي لم تنس كيف أن إبنتها خالفت إرادتها وتزوجت إبن عمها ، على رغم محاولاتها الحثيثة لثنيها عن ذلك وبرغم كل المغريات التي عرضتها

تبتعد سعاد ويستقبلها زوجها محاولاً ترضيتها بعد سماعه لما دار بين الأم وإبنتها، زوجته، "لا عليك ولا يضيق صدرك" يحدثها عبداللطيف

"لا أعلم ما جريرتي سوى أني تزوجتك" تحدثه سعاد وتكاد العبرة تخنقها

"أنت تعلمين بأن الود مقطوع بين أمك وأمي. وخالتي أم عبدالرزاق أخذتنا جميعاً بتلك الجريرة ومن ضمنهم أبي، هيا لا عليك، اليوم يوم فرحة وليس حزن" يحدثها زوجها

"ها هو أخي" تصيح نادية وتندفع نحو أخيها



إلى اللقاء مع الحلقة القادمة

مع تحيات المؤلف إستش

والمخرج بومريوم