Monday, September 26, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء السادس عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


"مرحباً روبي" يحييها سامي وهي تقترب منهما

"صباح الخير، هللا أحدثكما في مكتبي لبعض الوقت" تحدثهما روبي

وفي مكتبها، تحدثهما عن طبيعة عملهم في الوكالة خلال فترة التدريب والأعمال المطلوبة منهم، بالإضافة لما يتمتعون به من تأمين صحي. تسلمهم مفاتيح للخزائن المخصصة لهم والتي يمكنهم إستخدامها لأمتعتهم التي لا يودون إحضارها يومياً للمختبرات، علاوة على أمتعة السلامة وملابس المختبرات

تحدثهم عن فيينا وأساليب التنقل حولها، كما تخبرهم عن المعالم التي قد يودون مشاهدتها

"لا تفوتوا الفرصة للسياحة والإستمتاع بفيينا، والنمسا بشكل عام بلد جميل. ستقضون أوقاتاً جميلة في العطل القادمة" تسهب بالحديث

تسلمهم خرائط لفيينا وأوراقاً تحوي عناوين وأرقام هواتف مهمة. تنظر لسامي وتخبره عن وجود غرفة خاصة للعبادات،

"هذه الغرفة مخصصة كمصلى للمسلمين، يمكنك أخذ المفتاح إن ومتى شئت من كارين، موظفة الإستقبال، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية كإحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة تهتم بالعنصر الروحاني للعاملين بها " تحدثه مبتسمة، "هناك بالطبع العيادة الطبية، أنصحكم بفتح ملف طبي في أقرب فرصة" تكمل روبي، وقد لصقت الفكرة في رأس سامي

يسمعون طرقاً على الباب، يدخل البدين سوميرييه ويسلم روبي مغلفين صغيرين ويخرج دون أن يتكلم

تنظر روبي للمغلفين قبل أن تسلمهما إياها

"أثناء فترة تواجدكما هنا سيكون لكل منكما بريده الإليكتروني الخاص به. الرجاء الإطلاع على العنوان البريدي الخاص بكل منكما داخل المظروف وكلمة السر المرادفة للعنوان" تحدثهما

يفتح سامي المغلف ويقرأ العنوان البريدي الخاص به

sh2005@visitors.iaea.org


+++++

يندفع سامي بعد الإستئذان من إندرا للتوجه نحو المختبر. فلم يجد الحل بعد. يأخذ القلم ويتجه نحو اللوحة ويكتب الحل لأحجية إنزيو

"ماذا تفعل" تسأله إندرا بعد أن لحقت به

"السيد إنزيو بارلوتشي معتاد على وضع أحجية على اللوحة ليحلها الآخرين. وما كتبته هو حل هذه الأحجية" يرد سامي

تقرأ إندرا الأحجية وتمر لحظات حيث تستوعب الأحجية والحل

" وجودي دائما في النقاش
أنا لا يمكن أن أُرى، لا يمكن أُمَسّ
رغم بإنّني يمكن أن أوجد في كلّ الأشخاص
إلا أنني لا أُحَسّ
بالرغم في الموسيقى لدي أسلوبي الخاص
فما أنا؟

حلك مثالي. فعلاً الروح هو الجواب الأمثل. ولكن لم أفهم الأسلوب الموسيقي الخاص. ماذا يعني بذلك؟" تحدثه

"هناك نوع من الموسيقى يسمى موسيقى الروح، سوول ميوزك. هل أنت على معرفة به؟" يسألها
"لا" ترد عليه

"سأسمعك بعضاً منها ونحن في طريق العودة اليوم" يوعدها سامي

يعودان لغرفتهما، فيجدان سيدة متوسطة العمر بانتظارهما

"صباح الخير. أنا إليزابث زايلر" تحييهما

"أنا المسؤولة عن أساليب ضبط الجودة في الطرق المخبرية والحقلية. سأقدم لكم بعض المحاضرات عن الأساليب المتبعة من قبل الوكالة لضمان دقة التنقيب عن العينات الحقلية وإعدادها للفحص المعملي. لننتظر بقية الزملاء وتجمعهم ثم ننطلق للحقل" تحدثهم

يتجمع الزملاء في البيت الأخضر خارج المعامل

يتقدم نزار دعدوش من سامي ، "أنظر يا سامي إلى مصطفى شلبي. إنه يأكل الجزر الصغير وقد خبأه في جيبه" يقولها ضاحكاً

"مصطفي" يناديه سامي، "ما الحال معك وهذا الجزر؟" يسأله

"يا رجل، الجزر مفيد للصحة وخصوصاً النظر" يرد مصطفى

"ولكن يبدو بأن الجزر لم يفده. هللا نظرت يا نزار إلى سماكة نظارته" يضحكون

"حسناً، ليتجمع الجميع حولي" تحدثهم إليزابيث

تقدم إليزابيث الأداة الأولى لهم لأخذ العينات الطبقية، وهي عينات تؤخذ من نفس النقطة المراد فحصها ولكن على عدة طبقات يبلغ سماكة كل منها ٥ سنتيمترات، وتبدأ إليزابيث بالشرح

"الأداة من الحديد الصلب طولها حوالي خمسون سنتيمتر. مقطعها مربع ينقصه ضلعٌ رابع، وعرض كل ضلع عشرة سنتيمترات. قاع الأداة حاد تمهيداً لغرسها في الأرض، وقمتها مصممة لتركيب جزء اسطواني مهيأ لكي تضربه المطارق لدفع الأداة في الأرض

في الواجهة الطولية للأداة، وحيث يختفي السطح الرابع للمقطع المربع توجد نتوآت لكل خمس سنتيمترات مهيأة لتركيب جزئية تمهد إدخال الشبل الجارف الخاص بالأداة لأخذ قطعه نصف مكعبه من الرمل ذات مقاييس تساوي عشرة في عشرة في خمسة سنتيمترات" تشرح إليزابيث طريقه أخذ العينات" ينظرون بتمعن نحو الأدوات وتكمل هي بالشرح

"توضع الأداة عمودياً على الأرض، حيث الطرف المنتهي بالحواف الحادة يكون مواجهها للأرض، أما الطرف العلوي فتركب عليه الجزئية الأسطوانية. باستخدام مطرقة ضخمه ذات رأس بلاستيكي تبدأ بضرب الجزء الإسطواني بخفة في البداية لدفع الأداة داخل الرمل، وعندما تثبت جيداً ممكن الضرب بقوه لدفع الأداة كلياً حتى تصل النتوء الأول من قمة الأداة إلى مستوى سطح الرمل

عندئذ نبدأ بالحفر باستخدام شبلٍ كبير أمام الأداة وبحرص للتأكد من تناسق المكونات الرملية المحفوظة في الجوف. تأتي بعد ذلك عمليه أخذ العينات الفعلية، وتتم بتركيب جزئيه تمهيد إدخال الجاروف في كلٍ من النتوآت الخاصة بها، واستخدام الجاروف الخاص لقطع كميه من الرمل بالحجم المذكور سابقا (عشرة في عشرة في خمسة سنتيمترات). يتم وضع العينة المأخوذة فوراً في علبة حاوية بلاستيكية تغلق فوراً ويتم كتابه المعلومات المتعلقة بالمكان والعمق على الحاوية قبل إغلاقها بإحكام. يتم وزن العينة بميزان زنبركي اليكتروني خاص بالعمل الحقلي ويسجل هذا الوزن على الحاوية

تسجل جميع المعلومات في دفتر التدوين وبعدها يتم أخذ العينة الطبقية التالية من مستوى أدنى بنفس الطريقة. في النهاية تسجل البيانات المتعلقة بالموقع حسب جهاز تحديد الاحداثيات الجي بي أس ، وتؤخذ صور للمكان وأي ملاحظات أخري ضرورية ذات علاقة" تشرح إليزابيث بتأن

تشرح لهم إليزابيث إن هناك أداة أخرى شبيهة، إلا أنها مصممة لجرف طبقة سطحية ذات مساحة أكبر ولا يزيد عمقها عن خمسة سنتيمترات على الأكثر، وتستخدم لأخذ عينات من التربة ذات المستوى العالي من المحتوى الدبالي، أي المناطق الغنية بالنباتات، واستخدامها في المناطق الصحراوية غير وارد

أخيرا، تقدم لهم إليزابيث أداه أخذ العينات الرملية المحورية، وهي عينات أسطوانية الشكل مقطعها حوالي ثمانية سنتيمترات وطولها قد يبلغ ثلاثون سنتيمتراً أو أكثر. الهدف من هذه العينات هو أخذ مقطع طولي للتربة يحفظ التطور التاريخي للتربة في تلك المنطقة

"أداة أخذ العينة بسيطة للغاية، وتتكون من أسطوانة جوفاء طولها حوالي أربعون سنتيمترا وقطرها الداخلي ثمانية سنتيمترات. الطرف السفلي للأسطوانة ذو حواف حادة أيضاً لتسهيل عمليه الغرس في التربة. الطرف العلوي مصمم ليتكيف مع القطعة الأسطوانية المخصصة لاستقبال طرقات المطرقة أثناء الغرس. قريبا من الطرف العلوي توجد فتحتين يدخل منهما قضيب حديدي لإنتزاع الأداة المغروسة في التربة محملة بالعينة الترابية أسطوانية الشكل

توضع الأداة على سطح التربة بشكل عمودي وتستخدم المطرقة لغرسها كما هو الحال بالنسبة للأداة المستخدمة لغرس أداة أخذ العينات الطبقية. عند الإنتهاء من غرس الأداة للعمق المطلوب وهو حوالي الثلاثون سنتيمتراً، يرفع الجزء الأسطواني العلوي ويدخل القضيب الحديدي بين الفتحتين في الأعلى، وبالإمساك بشده بطرفي القضيب وبحركة دورانية بسيطة يتم انتشال الأداة من الأرض وبجوفها التربة المراد جمعها. قد يكون إنتزاع الأداة صعبا نتيجة لقساوة التربة في المكان المراد فحصه، وفي هذه الحالة يلزم الإستعانة بشخص آخر كل يمسك بطرف القضيب

لإستخراج العينة تنظف الأداة من الخارج بعناية ويمكن الاستعانة بمحارم مبلله لإزالة التربة العالقة، ثم تدخل الأداة بأكملها في أنبوب بلاستيكي مفتوح من الناحيتين، إلا أن طرفه السفلي يكون مغلقاً وملفوفاً بغلاف نايلوني، ومن الناحية الأخرى من الأداة يتم إدخال أسطوانة بلاستيكية قطرها مماثل لقطر الأداة الداخلي، وبعناية شديدة يتم دفع المحتويات الترابية إلى داخل الأنبوب البلاستيكي. عند الإنتهاء يغلق الطرف العلوي بإحكام ويغلف بالنايلون، توزن العينة ويتم تدوين بيانات العينة عليها وفي السجل، ويتحتم أيضاً تعليم الجزء العلوي من العينة" تشرح لهم

"إن الأداة الأسطوانية لن تنفع في المناطق الصحراوية ذات الطبيعة الرملية السائبة" يحدثها سامي

"هذا صحيح. ستتساقط العينة الترابية من داخل الأسطوانة فور إنتشالها من الأرض. فحبيبات الرمل غير متماسكة" ترد عليه

"فما العمل إذا؟" يسألها سامي

"الحرص في إختيار الموقع قدر الإمكان بحيث تكون التربة متماسكة، هذا هو الحل الوحيد حالياً" ترد علية إليزابيث

"وفي كل الحالات، يجب غسل الأدوات قبل إستخدامها لأخذ عينات أخرى بعناية، ولهذا يجب أخذ مياه نظيفة أو مياه مخلوطة بكحول الإيثانول أثناء العمل الحقلي في جمع العينات" تحذرهم بابتسامة

"والآن لنشكل فريقين من عدة أشخاص. خذوا حذركم، يجب أن يكون من ضمن الفريق المشكل، أحد ما لا يعمل بيديه مع الفريق بتاتاً وذلك تكون مهمته أخذ الملاحظات والقراءات واستخدام عداد الجايجر. بمعني هذا الشخص سيكون بمنأى عن التلوث وتعريض يديه للتربة والملوثات" تنهي إليزابيث حديثها

"هيا، هيا إلى العمل" تحدثهم إليزابيث

إنتهى الجزء السادس عشر
ويتبع في الجزء القادم


Saturday, September 24, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الخامس عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


جرس أحد الكنائس القريبة يقرع - إنها تمام الساعة السابعة صباحاً، ويا له من نهار شديد البرودة! الشمس ستشرق بعد حوالي ربع ساعة، وسامي يقف في الملتقى الخاص بالباص بصحبة الرجلين اللذان نزلا معه ليلة الأمس

سرعان ما يأتي الباص في الزمن المحدد. عدد الركاب قليل الآن، يختار سامي بعناية مقعداً له على الناحية اليمنى وراء المدخل الأوسط للباص ويضع حقيبته والكيس الذي كان يحمله بعناية علي المقعد المجاور. إنه يراهن على موقف كان يدور بخلده منذ الأمس

في السابعة والنصف يتوقف الباص عند محطة فورجارتنشتراسه، حيث العدد الأكبر من الموظفين ينتظر لركوب الباص. من النافذة يلمحها سامي، يبدو أنها ستكون ضمن آخر ممن سيدخلون الباص. يتأهب لها وحالما تدخل يومئ لها مبتسما إلى المقعد المجاور له وهو يأخذ حقيبته والكيس الورقي لتجلس بجواره، يبتسم له وتقبل العرض

"صباح الخير" يبدأ سامي الحديث معها

"إني آسف بخصوص البارحة، فلقد كان جلياً إنك متعبة ولم يكن علي أن أضايقك بأسئلتي" يحدثها وهي تنظر إليه بدهشة، فهو يعتذر لها عن تصرفها الجاف تجاهه ليلة الأمس

تبتسم له وتحاول أن تبدأ حديثها معه لتعتذر منه، إلا أنه يباغتها بتقديم وفتح الكيس الورقي الذي كان معه

"ما رأيك ببعض القهوة؟" يخرج سامي كيساً حرارياً من الكيس الورقي

"أرجو أن لا تكون قد بردت كثيراً، إلا أنها طيبة جداً" يتطاير شذى رائحة القهوة من الكوب

تضحك بمرح وتأخذ الكوب منه. يخرج سامي الكوب الخاص به من الكيس مع بعض أكياس السكر وعبوات الحليب ويقدما لها. ما أن تأخذ رشفة من القهوة حتى يخرج لها من الكيس لفافة

"ما رأيك ببعض المعجنات السكرية - الداينش ، إنه ليس إفطاراً كاملاً إلا أنها دافئة وشهية جداً" يحدثها

تضحك وهي تتناول القطعة التي قدمها إليها، "لم أكن أتوقع شيئا كهذا في الطريق للعمل" تقول له إندرا بابتسامة عذبة

"ما رأيك أن يكون هذا جدولنا من الآن وصاعداً ؟" يسألها

"ولكن سيكون الأمر مكلفاً ومتعباً لك" ترد عليه

"لا، ليس بشيء من هذا القبيل. سيكون من دواعي سروري" يرد عليها، حيث يبدو أن أولى خطوات مراهنته على كسب ودها قد نجحت

+++++

وبينما يسير الباص باتجاه مقر العمل، "كم أود بتدخين سيجارة" تطلق رغبتها

"ولكن هذا غير مسموح به في المركبات العمومية هنا" يرد عليها

"نعم أعلم ذلك. كذلك الحال في بلدي" تقول له مبتسمة. يبتسم لها بالمقابل
مركزاً ناظريه على شفتيها ورصة أسنانها البيضاء ، أيعقل أن تكون مثل هذه الأسنان المثالية لمدخنه؟ يسأل سامي نفسه

"بالمناسبة، أعتقد أنك كنت مسجلة للذهاب للمختبرات على متن الحافلة بالأمس" يحدثها سامي

"هذا صيح، ولكن نظراً لتأخر طائرتي بالوصول لفيينا فقد فاتتني الحافلة. ولكن لحسن الحظ فإن السيد ماركوف، المسؤول عن مختبرات الكيمياء البيئية كان متواجداً لدى السيدة آن تايلر بمكاتب الأونو سيتي وعرض علي أن يقلني معه، حيث أنه كان يستخدم سيارته الخاصة" تشرح له

ماركوف الروسي الجنسية، يفكر سامي متذكراً أن بلد إندرا، لاتفيا، كانت جزءاً من الإتحاد السوفيتي السابق

+++++


يصل الباص للمعامل الساعة الثامنة والنصف، وبعد أن يقوم الجميع بالمرور أولاً عبر بوابة الأمن ثم الركوب مرة أخري للوصول لمبنى المعامل، حيث يقوم الجميع بتسجيل الدخول

ينتظر سامي أن تسجل إندرا حضورها قبل أن يقوم بالمثل، ثم يتجهان إلى لوحة الكافيتيريا حيِث تعلق قائمة الغداء لهذا اليوم

"مارأيك؟، آعتقد أني سأطلب الطبق الأول المحتوي على اللحم" تحدثه إندرا

"سأطلب الوجبة الثانية الخالية من اللحوم" يرد عليها

"إنه طبق نباتي!!!" تحدثه باستغراب

"بالضبط، فأنا نباتي" يرد عليها

"حقا؟" تستغرب إندرا من رده

"أهذا الشيء لأسباب تتعلق بمعتقداتك الدينية؟" تسأله

"لا، إني فقط أفضل البساطة في العيش، إلا إنني لست بناسك" تتبادل معه الإبتسامة

يدخلان مكتب المتدربين ويضعان أمتعتهما على الطاولات التي خصصت لهم. تحتفظ إندرا بمعطفها

"كم أود تصفح الإنترنت وقراءة بريدي الإلكتروني، إلا أنني أود التدخين أولاً، لذا سأخرج للخارج كما تنص التعليمات" تحدثه إندرا

"إني أحتاج لإجراء مكالمة تليفونية" يجيبها سامي، "سأستخدم هاتفي النقال، هل تمانعين أن أرافقكي؟" يسألها

تهز رأسها مبتسمة بالموافقة

في الخارج تشعل إندرا سيجارة بينما يخرج سامي هاتفه النقال الذي وضع عليه بطاقة الإتصال المحلية. سيخصص هذا التليفون للمكالمات المحلية، أما جهازه الأصلي فلإستقبال الرسائل والمكالمات المهمة
يضغط الأرقام من البطاقة التي أخرجها من محفظته،رقم المنطقة ١ ثم ٤٠٥٥٦٤٦

"بوتسشافت فون كوو وييت. سابين إشبرخن. في كان إش إهينن هيلفن؟ سفارة دولة الكويت، سابين تتكلم، كيف لي أن أخدمك؟" يأتي الصوت من على الطرف الآخر

"مرحباً" يحيي سامي السيدة المتحدثة معه

"آه أنا آسفة" تعتذر منه وتبدأ بالحديث بإستخدام العربية

"أنا إسمي سامي عبدالهادي، مواطن كويتي في رحلة علمية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يقدم سامي نفسه لها

"آه السيد سامي، إن إسمك أمامي. فنحن بالسفارة قد بلغنا بقدومك. هللا أعطيتني عنوانك المحلي ومعلومات عن كيفية الإتصال بك" تحدثه السيدة سابين بلهجة لبنانية

يجيبها بالتفصيل

"هل يوجد بفيينا كويتيين؟" يسألها سامي

"عدا أفراد الطاقم الدبلوماسي والعاملين بمنظمه الأوبك ومنظمات الأمم المتحدة والذين يبلغ عددهم حوالي خمسة عشر شخصاً، فإن فيينا تخلو من الكويتيين، خصوصا في هذا الوقت

هناك على أي حال الدكتور مصطفى، وهو أخصائي بالأشعة الطبية، إنه مقيم ويعمل بفيينا منذ سنوات" ، تصمت قليلاً ثم تضيف ضاحكة، "وهناك أيضاً السيد إيه آر!" تكمل

"من؟" يسألها

تخبر بإسمه "إنه كثير التجوال ولكني أعتقد إنك ستتعرف عليه، ربما في حفل العيد الوطني. ...، آه فعلاً، سأعمل على إرسال دعوة لك لحضور الحفل السنوي" تحدثه سابين وهي لا تزال تضحك

"أووه، حفل خاص بالعيدين الوطني وعيد التحرير، إنهما قادمان بعد أسابيع قليلة. ينظر لإندرا وهي تنهي سيجارتها

"هل يمكنني اصطحاب ضيف معي للحفل؟" يسأل سامي سابـين



إنتهى الجزء الخامس عشر
ويتبع في الجزء القادم

Wednesday, September 21, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الرابع عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



يغلق سامي باب غرفته ويضع حقيبته على الطاولة. الغرفة عبارة عن شقة فندقية صغيرة، لكنها مريحة ومجهزة بمطبخ صغير. قبل أن يدخل إلى السكن قام بإمضاء بعض الوقت في إستكشاف المنطقة من حوله

بجوار السكن يوجد سوقين مركزيين، يقرر بأنه سيتسوق منهما حاجياته. هناك أيضاً محل من سلسلة محلات نيدرماير المتخصصة بالإلكترونيات، تشبه إلى حد ما محلات الراديوشاك في الولايات المتحدة

قد تلزمني بعض مستلزمات الكمبيوتر من هناك، يحدث سامي نفسه. كل المحلات كانت مغلقة، فالساعة قد جاوزت السابعة والنصف. سيكون هناك متسعاً من الوقت غداً عندما يعود للسكن حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً

لقد كان يوماً طويلاً، ولا يوجد ما يقوم به حتى وقت العشاء. يوجد مقّهى صغير مقابل المسكن يبدو أنه يقدم أيضاً بعض المأكولات الخفيفة، يفكر وهو يفتح حقيبته ويخرج جهاز الكمبيوتر المحمول. لقد إشترى بطاقه الإنترنت اللاسلكي من موظفة الإستقبال لتوه، ولديه الآن بعض الوقت يقضيه في تصفح الأخبار والمنتديات وخصوصاً عالم المدونات الذي أصبح مدمناً عليه، بالإضافه إلى الإتصال بإستخدام برامج المحادثة. يقوم بتركيب كاميرا الآي سايت ويوصلها ويبدأ بتشغيل الجهاز

+++++

بعد عدة ساعات وفي مياه الخليج

الزروق المطاطي يشق طريقه في ظلام الليل. الزورق ومن يمتطيه يكتسون السواد

"وي آر أون ذ رانديفو سبوت سير. نحن على نقطة الإلتقاء سيدي" يحدث رئيسه

لقد شارفوا على النقطة الموعودة على حدود المياة الإقليمية. الموقع يوضحه جهاز تحديد الإحداثيات، وحالما تم الوصول للنقطة تم تشغيل جهاز التقصي العامل بالموجات فوق الصوتية. الميكروفون المغمور تحت الماء يستمع للإشارة التي يبثها المصدر المغمور تحت الماء

"أوكي سارجنت. حسناً يا رقيب" يجيب القائد النقيب مايكل مولتا

"حسناً يا سادة، إستعدوا للغطس" يأمرهم النقيب

"يا رقيب أورايلي، أعطني حالة الرادار" يطلب منه

"لا يوجد أي إتصال على الرادار سيدي، كل شيء تمام" يأتيه الرد

"حسناً يا سادة، شغلوا الأجهزة وإبدءوا غطسكم، وصيداً موفقاً" يحدثهم

بدلة الغوص تحتوي على أجهزة كانت إلى زمن قريب تنتمي لروايات الخيال العلمي. تحت الماء يستخدم الغاطس جهاز الإستدلال للوصول إلى العبوات التي تحمل كل منها جهازاً صغيراً يبث الذبذبات الفوقصوتية. كما أن قناعه مزود بإمكانية الرؤية في الظلام الدامس تحت الماء ، بل إن جهاز التنفس لا يصدر عنه أية فقاقيع قد تكشف أمره للمراقبين على السطح

سرعان ما تمكن أحدهم من تحديد العبوة الأولى ، يقوم بربطها بالخيط الموصول بالزورق. يقوم بالصعود للإعلى لإبطال مصدر البث في العبوة ومتابعة البحث عن العبوات الأخرى

يتابع النقيب مولتا العملية. يحاول إظهار رباط جأشه أمام طاقم الزورق، إلا أنه بداخله قد وصل ذروة توتره

قد يبدو الأمر في غايه السهولة، وإن كل ما عليهم هو الإلتزام بشروط التخفي، إلا أن أنكشاف أمرهم قد يؤدي الى مشكلة في المحافل الدولية، لذلك تم انتقاء الفريق بحذر وبدقة لهذه المهمة، فهم النخبة . والتخطيط تم على أعلى المستويات


إنهم حتى لا يسألون عن محتوى هذه العبوات التي يقومون بإنتشالها، كل ما يعنيهم هو إنجاز المهمة التي بعثوا من أجلها
بعد إستكمالهم جمع العبوات يعودون إلى حيث أتوا. والسفينه ستبحر في وسط الخليج بعيداً عن المياه الإقليمية لأي من الدول المطلة عليه

خلال أقل من أربعة وعشرون ساعة، ستكون العبوات تحت تصرف المختصين في المختبرات لفحصها

+++++

الوقت متأخر في فيينا. يتأمل الكأس وهو ممسكاً به فيتجرع محتواه برشفة واحدة، بينما يمسك بصورتها. ترسل الفودكا رعشة دافئة في جسده، ويتذكر الماضي. كم هي مؤلمة هذه الزيارات اليومية

كانت كالزهرة اليانعة وها هي تذبل أمامه. كان يأمل وإياها ببناء مستقبل لهما في الغرب والنمسا كانت المحطة الأولى في دربهما ولكن يد الأقدار إمتدت لها وله وعرقلت المسيرة. لم يعد يقوى على رؤيتها ممدة على الفراش تعاني من آلام المرض. لم يعد يحتمل بالرغم من شجاعتها، رؤيتها تموت رويداً رويداً. لعل الموت راحة لها ولكنه لا يحتمل فراقها. يا إلهي ما سأفعل من دونها، لا ، الدنيا لا تطاق وهي غير متواجدة فيه، يحدث نفسه

يقطع رنين الهاتف حبل أفكاره ويجيب

"هل أتممت مهمتك؟" يسأله من على الطرف الآخر

"نعم" يجيب بهدوء

"جيد. عمل جيد" يرد الصوت من على الطرف الآخر

"ماذا عن الدفعة المقررة لي؟" يسأله

"ستستلمها قريباً، بنفس الطريقة السابقة" يجيب الصوت ويغلق الخط

"إنتظر ...." يرد بسرعة ولكن ...، آه كم أكره ما يحدث لي، يحدث نفسه. ولكني بحاجة للمال، علاج كاترجينا مكلف

آه يا عزيزتي لو تعلمين ما فعلته من أجلك. لقد بعت روحي للشيطان من أجل الأموال لعلاجك

اللعنة عليهم، إني أكرههم، و أكره نفسي

إنتهى الجزء الرابع عشر
ويتبع في الجزء القادم


Monday, September 19, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثالث عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



مختبر الغاما خالٍ وسيكون هكذا لفترة من الوقت. كل ما يحتاج إليه هو بضع دقائق

يخرج من جيبه ورقه تحتوي على أرقام متسلسلة، ومن حقيبته علبة معدنية صغيره. باستخدام القائمة المكتوبة يبحث عن مجموعه من أواني الفحص المغلقة. يضعها أمامه ويقوم بفتح العلبة المعدنية ويخرج منها لفة يقوم بفردها بعناية أمامه.
اللفة تحتوي على مجموعه من الحقن الصغيرة، كل منها يحمل رقماً تسلسلياً.
يأتي بإناء الفحص الأول على قائمته. الإناء المعروف بالمارينيللي بيكر والمصنوع من البلاستيك وهو ذو سعه ٢٥٠ مليلتراً، الغطاء العلوي يحتوي على المعلومات الخاصة بالعينة وهو محكم الإغلاق بشريط لاصق يدور حول الطرف العلوي للإناء

يقوم بحرص برفع جزءٍ من الشريط اللاصق بحيث يمكنه رفع الغطاء قليلا، ثم يأخذ الحقنة الصغيرة الأولى ويدخل طرف الإبرة لداخل الإناء ويفرغ محتويات الحقنة بداخله. يقوم بإحكام إغلاق الغطاء وتحكيم الشريط اللاصق حوله مرة أخرى

يعاود فعل الكره مع مجموعه الآنية الأخرى. خلال دقائق كان عمله قد إنتهى

+++++

"كلا حقيقة، صديقتي السابقة كانت موديلاً" يردد يولا، وهم مازالوا يتحدثون عن إندرا

"نعم، كما أن زوجتي كلوديا شيفر، لا، لا، لا، بل سيندي كراوفورد" يرد كيم مازحاً، وهم يهمون بالدخول لمختبر الألفا

"يا إلهي، ها نحن مرة أخرى" يحدثهم كيم بعد أن رأى لوحة الكتابة البيضاء والمكتوب عليها

"ما الأمر؟" يسأل سامي

"يقوم إينـزيو بارلوتشي بين فترة وأخرى بكتابة إحدى الأحجيات على اللوحة ليجيب عليها أحدنا" يرد يولا

"وهل يجيب أحدكم؟" يسأله سامي

"بين الحين والآخر. إينـزيو بارلوتشي يأخذ فرحته من العملية وخصوصاً عند عدم قدرتنا على الحل، ...، الوغد الإيطالي" يرد يولا

" وجودي دائما في النقاش
أنا لا يمكن أن أُرى، لا يمكن أُمَسّ
رغم بإنّني يمكن أن أوجد في كلّ الأشخاص
إلا أنني لا أُحَسّ
بالرغم في الموسيقى لدي أسلوبي الخاص
فما أنا؟" تنتهي الأحجية

"هذه صعبة" يحدثهم يولا

"كل شيء يبدو صعباً في بدايته" يرد نزار

وبينما هم يتحدثون يقبل شخص ويلصق ورقة بالقرب من الطابعة، يذهب نحوها نزار

"ما هذا الشيء؟" يقولها سامي بتهكم

"بالضبط!!!" يعقب يولا متهكماً

"ذاك السيد هيربرت سومرييه، مسئول تكنولوجيا المعلومات في المختبرات" يرد كيم

"نعم ويقوم بجولته الإسبوعية لأخبارنا أي الطابعات التي تستهلك الورق الأكثر. وخمن من أكثر إستهلاكاً؟" يجيب يولا ويضحك

هيربرت سومرييه هو نموذج مثالي لمحترفي الكمبيوتر. الجسد السمين المترهل والشعر الدهني الطويل، الغير مغسول، والنظارة والعديد من الأقلام في جيب الصدر لقميصه الباهت اللون. لم تخطئ هوليوود عندما عرضتهم بهذا الشكل بالأفلام. بالإضافة لكل ذلك، فقد كان كان يتنفس بثقل وكأنه مصاب بالربو، من السجائر على ما يبدو

+++++

"آه السيد سامي" يأتيه الصوت من الخلف، ويلتفت سامي نحو السيدة الصغيرة الحجم

"لقد خمنت إنك السيد سامي. الحقيقة لقد عرفتك من صورك. مرحباً بك، انا روبي دسوزا وأنا المسؤلة عن شؤون المتدربين" تحدثه وتقدم له بطاقتها

"إن إحتجت لأي مساعدة فما عليك سوى الإتصال بي. هل إستطعت الوصول للفندق بسهولة، وهل تجده مريحاً؟" تسأله بسرعه ويجيبها سامي بالإيجاب

"حسناً جداً، للعودة هذه الليلة يجب أن تصعد للباص رقم ٢ والخاص بنقل موظفي المعامل من وإلى فيينا والذي يجب عليك أن تستقله في رحلاتك اليومية إبتداءً من يوم غد، وهو نفس الباص الذي أستقله أنا في طريق العودة

عليك بالجلوس على مقربة مني لأعلمك بالمحطة التي يتوجب عليك النزول بها، ومن ثم عليك أن تأخذ الباص العمومي رقم ٣٩أ أو الترام رقم ١٩ ليأخذك إلى مقربة من فندق سيسي حيث تقيم، علماً بأن المسافة بسيطة تستطيع قطعها ماشياً إن أحببت. وتذكر أن باص المختبر سيقلك من نفس المكان غداً وكل يوم عند الساعة السابعة وخمسة دقائق صباحاً، فأرجو أن تحرص على إنتظاره في ذلك الوقت" تشرح له وتبتسم

لقد أعجب سامي بتلك السيدة وفعاليتها في العمل

+++++

إقتربت الساعة من السادسة مساءً، وبدأ الموظفون يتجهون إلى جهاز الإنصراف لتسجيل الخروج. يقضى سامي وقته بالتجول سريعاً بأرجاء المختبرات ومقابلة أناس لم يتمكن من حفظ أسماء أغلبهم، لكن الأيام القادمة كفيلة بتغيير ذلك

يتجه سامي نحو الباص بعد تسجيل خروجه، الشمس قد غربت من حوالي ساعة والجو آخذ في البرودة القارصة. يستقل الباص ويجد روبي جالسة في أحد المقاعد الأماميه وبجانبها سيدة أخرى، إبتسمت له وأشارت عليه أن يجلس خلفها فإختار مقعداً بجوار النافذة على الناحية اليمنى من الباص

تقدمت إندرا عبر ممر الباص وتوقفت عنده، تحدثها روبي وتشير عليها بالجلوس بالقرب من سامي

"هل هذا المقعد مأخوذ؟" تسأله

"لا" يجيب ويرفع حقيبتة من المقعد كي تجلس

إنطلق الباص إلى البوابة الرئيسية، حيث توقف لينزل الجميع للمرور عبر البوابات الأمنية. شعر سامي بالضيق من عمليات الدخول والخروج من أماكن دافئة إلى الصقيع في الخارج، إلا أنه سرعان ما إستقل مكانه بالباص، وسرعان ما رجعت جارته للجلوس بجانبه. انطلقت الحافلة في الظلام الذي لم تقطعه بالبداية إلا أضواء المنازل وسط الحقول. كانت روبي أمامه تحاور جارتها. أخذ سامي ينظر لخارج الحافلة وهو يستمع بالموسيقى عبر الآي بود

يرفع سامي السماعات من أذنيه، "هل هذه المرة الأولى لك بفيينا؟" يسألها، محاولاً البدء في حديث ودي معها

"نعم" ترد باقتضاب

يشعر سامي بأنها لا ترغب بالحديث معه. يا للأسف فقد كان قد بدأ يشعر بالمودة نحوها، أرجو أنها ليست ممن كونّ إنطباع سابق عن العرب. يتركها سامي ولا يحدثها ويعود للإستماع للموسيقى مرة أخرى

الوقت يمضي ويبدو أن الباص قد أتخذ طريقاً مغايراً بعض الشيء عن الطريق الذي سلكته الحافلة صباحاً، إلا أن وبعد مضي الوقت وبعد ظهور بوادر المدينة، توقف الباص عند إشارة ضوئية إستدار بعدها يساراً ثم توقف وفتحت الأبواب

"إنتبهي يا عزيزتي، محطتك ستكون الآتية" تحدث روبي إندرا بعد أن إلتفتت لها

"حسناً. شكراً" ترد عليها

شاهد سامي أن أغلب الركاب قد نزلوا عند هذه المحطة مثل السيد سومرييه وميريك، إلا أن روبى ما تزال جالسة

إستمر الباص بالسير والتوقف عند المحطات واحدة تلو الأخرى، إلى أن التفتت إليه روبي وأوصته بالنزول بالمحطة القادمة. يجمع سامي أمتعته ويهم بالنزول بعد أن حياها مبتسماً، ويلاحظ أن راكبين آخرين قد نزلا معه، أولهم شخص آسيوي إتجه لموقف الترام والآخر كان رجلاً بمنتصف العمر إتجه لموقف الباص. إختار سامي أن ينتظر الباص، فهو يمر بشكل أكثر دوريه من الترام حسب ما قرأه من الجدول المعلق عند موقف الإنتظار

سرعان ما جاء الباص المطلوب فإستقله ووجد أنه نصف خالٍ، إلا أنه آثر الوقوف بجوار الباب لنظراً لقرب المسافة كما أخبرته روبي ، وفي المره الثانية التي توقف بها الباص قام بالنزول منه، وفعلا كان أمام مقر سكنه. شكراً يا روبي، يحدث نفسه، لم يخطئوا عندما جعلوكي المسؤولة عن شؤون المتدربين



إنتهى الجزء الثالث عشر
ويتبع في الجزء القادم

Sunday, September 18, 2005

إلى السلاح يا رفاق


آنه: آلوووو، بوصلوح عندك سلاح

بوصلوح: أي سلاح يبه، بتودينا بداهيه، إش صاير

آنه: لا بس دقت الساعة، أبي كلاش رشاش أو أي شي حتى لو فرد صغير

بوصلوح: لا يبا آنه إنسان مسالم، دور عند غيري

يرن الهاتف

آنه: آلوووو، فهيد عندك سلاح

فهد: إستش، إشقالولك عني، إش تبي السلاح فيه

آنه: خلصني عندك ولا لإ

فهد: لا ما عندي، دق على بوصلوح

آنه: دقيت ما عنده

فهد: وبوطروق

يرن الهاتف

آنه: آلوووو، بوطروق عندك سلاح

بوطروق: سلمته من زمان

آنه: وليه إنتو ما يعتمد عليكم موليه

بالديوانية

بوصلوح وفهيد وبوطروق: تعال قول لنا إشصاير اليوم تدور سلاح

آنه: أبد وآنه مار صوب الجامعة بالشويخ وله لافتات أشكال وأرناق

سنعود، حتماً سنعود

يا معقل الأسود

بالنباطة والمقلاع سنحطم كل الأعداء

وقائمة الأحرار

والإئتلاف الحاكم

والمناضلون

والمرابطون

آنه قلت خلاص صارت، في غزو ثاني لا سمح الله

حرب ولا كإنه إنتخابات كليات

Saturday, September 17, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثاني عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



"لا هناك عدة موديلات منه. فهذا هو الآي بود الأصلي، وهناك الآي بود الميني، أما الآي بود فوتو فهو مزود بشاشة ملونه لعرض الصور. وسيصدر خلال أيام قريبة الآي بود شافيل، وهو نسخة مصغرة أكثر ولكن بدون أجزاء متحركة أو شاشة عرض وقد قررت الحصول على واحد" يشرح سامي

"يبدو لي بأنك تعرف هذه الأجهزة جيداً" يحدثه كيم

"أنا آخذ موسيقاي بجدية" يجيب سامي

ويدخل يولا فجأة ويبدو متلهفاً، "عم تتحدثان؟" يسألهما

"لا شيء حقيقةً. يحدثني سامي عن أجهزة الآي بود" يرد كيم

"بما أنه لا شيء، إذاً لا تفوتوا اللحظة، تعالوا وانظروا لشيء ستتحدثون عنه لفترة طويلة" يحدثهم يولا مبتسماً

"ماذا تعني؟" يسأله كيم

"لدينا زميلة جديدة إنضمت لقسم الجاما" يرد

يهرع كيم بالوقوف، "هيا يا سامي، لا تجلس هكذا" يحث كيم سامي على مرافقتهم

+++++

في الكافيتيريا

يتجمع معظم العاملين في قسم الفيزياء والكيمياء في الكافيتيريا حيث يقدمها لهم ميريك بيوسكي رئيس مختبرات الجاما

"الجميع، أعرفكم بالآنسة إندرا كيرسيك من لاتفيا، حيث ستنضم لنا في مختبرات الجاما. الرجاء عرفوا أنفسكم لها" يحدثهم ميريك

"يولا بينيدكت باحث من وحدة الكيمياء" يحييها يولا أولاً كعادته

"سونيل ماليكارجن زميل من وحدة الكيمياء ... مصطفى شلبي زميل من وحدة الكيمياء البيئية ... روزا لوبز زميلة من ضبط الجودة ... نزار دعدوش ... القادري جاطو ... سيتا أميتاباهات ... سامي هادي زميل من وحدة الكيمياء" يحيونها

بينما تتم تحيتها من الآخرين

"ظننت بأن مهمة إستقبال الزملاء وتعريفهم بالآخرين مناطة بك" يوشوش كيم بإذن يولا

"هذا ما ظننته. ولكن يبدو لي بأن إستقبال وتعريف الجنس الناعم بالآخرين مهمة يتنافس عليها رؤساء الوحدات. أنظر إلى إينـزيو، يبدو بأنه يتحسر كونها ليست في وحدتنا" يبتسم يولا

"أظنني أتفهم موقفه. أنظر إليها حرياً بها أن تكون عارضة أزياء. ماذا تفعل هنا؟ ...، ماذا تعرف عنها؟" يحدثه كيم

"كل ما قالته روبي أنها ترأس إدارة ضبط الجودة في معهد أبحاث في بلدها" يرد يولا

"فما الذي تفعله في مختبر الجاما إذاً؟" يسأل كيم باستغراب

"يبدو أنها واحدة ممن يردن إثبات شيء" يجيب يولا

"أياً كان، يبدو أنه سيكون شتاءً ساخناً وممتعاً هذه السنه" يقولها ويبتسمان

+++++

"غود مورننغ جنتلمن. صباح الخير يا سادة" يحييهم الرئيس

"صباح الخير سيدي الرئيس" يحيونه

يؤشر لهم الرئيس بالجلوس، ويجلس هو في صدر المكتب البيضاوي. هذا المكتب الذي شهد العديد من اللقاءات الصباحية المماثلة

"حسناً يا سادة، ماذا لديكم لي هذا الصباح؟" يسألهم الرئيس

"في الكويت سيدي الرئيس، هناك جهود حثيثة من قبل الحكومة الكويتية لإعادة الأمور لنصابها بعد الحوادث الإرهابية، ونحن نتعاون معهم" يشرح هادلي

"جيد. الكويت بوابتنا للعراق يا سادة. لا نريد لهذا الباب أن يغلق في وجوهنا. هذا الباب يجب أن يظل مفتوحاً على الدوام مهما كانت التكلفة" يرد الرئيس الأميريكي

"نعم سيدي الرئيس" يجيبون

"ماذا بعد؟"

أخذ الحوار يدور حول العديد من قضايا الأمن الوطني. وقد تحدث العديد تباعاً في مواضيع شتى

"وماذا عن الإيرانيين؟" يسأل الرئيس الأميريكي

"هم ما زالوا متصلبين في قضية تخصيب اليورانيوم" يجيب ستيف هادلي مستشار الأمن القومي، خلف كوندليسا رايس، المستشارة السابقة التي تبوأت منصب وزيرة الخارجية

"حسناً، لنـزيد الطرق إذاً. إذا كانوا يعتقدون بأنهم مسيطرون ولهم اليد الطولى في هذا الأمر، فليفكروا ثانية" يرد الرئيس حانقاً

"سيدي الرئيس. الأمر في غاية الحساسية. كما تعلم عبر قنوات غير رسمية، إستطاع أصدقاءنا الأوروبيون إقناع الإيرانيين بالسيطرة على ذاك الفتى المدعو مرتضى الصدر. وقد يريد الإيرانيون المقابل. هم يعتقدون بأنهم إستحقوا ذلك" يرد هادلي

"هم يستحقون لا شيء. أما بخصوص علاقتهم بالأوروبيين، فعلينا جعل الأوروبيين من يصطدم بهم، ونبقى نحن خلف الكواليس نحرك الأمور. عليك التأكد من هذا يا ستيف" يرد الرئيس

"سأبدأ بهذا الأمر في الحال" يرد هادلي

"يا سادة، سأكون واضحاً جداً. الولايات المتحدة الأميريكية لن تتهاون مع أي دولة عاصية شريرة، فما بالكم بدولة الشر كله. يا سادة، أريد ضربهم حيث يؤلمهم" ينهي الرئيس الإجتماع


إنتهى الجزء الثاني عشر
ويتبع في الجزء القادم

Wednesday, September 14, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الحادي عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية

توقفت الحافلة قبل الدخول عبر بوابة المنشأة، ويشير السائق للركاب بالخروج من الحافلة والدخول إلى المبنى الزجاجي المجاور للبوابة. لابد أنه مقر الأمن للمكان، يفكر سامي الذي فتح باب الحافلة وجر ظهر الكرسي لمساعدة الركاب في المقعد الخلفي على النزول، كما فتح الباب الأمامي للسيدة الجالسة قرب السائق

"شكراً" تشكره السيدة

"على الرحب والسعة" يرد سامي

يتوجه سامي بناظره نحو السائق، "هل علي أخذ حقيبتي معي؟" يسأله سامي

"لا. إتركها هنا. سوف آخذكم مرة أخرى بعد مروركم عبر بوابة الأمن بالداخل" يرد السائق

داخل مبنى الأمن، يختار سامي أن يكون خلف الرجلان الآسيويان أمام النافذة الزجاجية لموظفة الأمن. أما المرأة فقد اتجهت مباشرة إلى بوابة دوارة تشبه مثيلاتها في محطات مترو الأنفاق في بعض الدول ومرت من خلالها بعد أن إستخدمت بطاقة أخرجتها من الجعبة التي تحتوي على بطاقة الهوية

خلف البوابة كان يقف رجل طويل من رجال الأمن. كان الرجل يرتدي سترة حامية - كيفلار - فوق زيه الأزرق، وكان يحمل بين يديه بندقية أوتوماتيكية مزودة بمنظار تليسكوبي، بالإضافة للسلاح الناري المربوط بحزامه. كانت عينا رجل الأمن تراقب الداخلين بنظرة شديدة الصرامة. الإجراءات الأمنية شديدة هنا، وهذا الرجل يبدو وكأنه لا يعرف معنى المزاح، فكر سامي

سرعان ما جاء دور سامي للتحدث مع موظفة الأمن، فناولها بطاقة الهوية مبتسماً

"أنا زميل جديد ..." يحدثها سامي

"عفواً، بيغ جو" تنادي موظفة الأمن على زميلها، "لدينا زميل جديد إنضم للوكالة" تحدثه بصوت مرتفع بعض الشيء

لم يستطع سامي منع نفسه من مقارن بيغ جو ورأسه المحلوق بالممثل تيلي سافالاس الشهير بكوجاك. يقترب منها جوزيف هاغنهوفر، الشهير بين زملائه ببيغ جو ويحدثها. ويلقط سامي إسم آن تايلر

أخذت تضرب على لوحة المفاتيح، ثم ناولت سامي بطاقة هويته بالإضافة للبطاقة الأمنية

"حسناً هذا بطاقة دخول مؤقتة تم تسجيلها بإسمك، لثلاث أيام على أن يتم إصدار بطاقة أخرى دائم لك من المركز الرئيسي وأقترح بأن تضعهما معاً في الجعبة الخاصة لهما والتي تعلقها على صدرك

يومياً، وعند نزولك من الحافلة، تأتي لهذا المبنى، تمرره عبر بوابات الأمن هناك كالآخرين، لتعبر للداخل ثم تركب الحافلة نفسها التي بدورها ستتوجه بالركاب نحو المختبرات" تشرح له

"وبعد إصدار البطاقة الدائمة؟" يسأله سامي

"عليك بإعادة هذا الكارت لنا، ... أرجو منك التوقيع على هذا النموذج وإقرار الموافقة" تحدثة

"أي موافقة؟" يسأله سامي

"تحتوي البطاقات الأمنية هذه، والتي يجب تعليقها دوما مع بطاقة الهوية المصدرة لك، تحتوي على ذاكرة ذكية نستطيع من خلالها تعقب حركاتك اليومية في المختبرات. وهذا النموذج هو إقرار بموافقتك على ذلك. أي السماح لنا بالمتابعة" ترد الموظفة

"وإذا لم أوافق؟" يسألها سامي مع إبتسامه

"عندها لن يسمح لك بالدخول" ترد بإبتسامة أيضاً

"أعتقد بأنه علي الموافقة إذاً" يوقع سامي على الموافقة

"شكراً لك سيدتي" يحييها سامي ويرحل متجها نحو بوابات العبور

بعد المرور إتجه سامي نحو باب الخروج من مبنى الأمن الزجاجي، ماراً برجل الأمن الواقف. هز سامي رأسه بتحية سريعة وإبتسامه لرجل الأمن الذي كان يرمقه بنظره حازمه دون أن يرد عليه

في الخارج كانت الحافلة تنتظره بعد أن صعد الجميع إلى مقاعدهم، فجلس على كرسيه لتنطلق الحافلة للأمام في طريق مستقيم

شاهد سامي على يمينه مجموعة من المباني يقع خلفها مبنى إسطواني تعلوه شبه قبة تعرف عليه سامي في الحال. إنه مفاعل ذري. تذكر سامي بسرعة بعض المعلومات عن سياسة النمسا بخصوص الطاقة الذرية. على اليسار مجموعه أخرى من المباني لا يتعدى إرتفاعها الدور الأول. الحافلة تمضي مسرعة نحو مبنى أزرق اللون وغريب التصميم لتمر تحته، يلمح سامي بعض السيارات الواقفة، مكتوب على أحداها - وكالة الفضاء النمساوية. هل للنمسا وكالة فضاء؟ سؤال راوده بسرعة

تتجه الحافلة نحو مبنى أفقي أبيض اللون ذو طابق أرضي، خلفه لا يبدو شيء إلا مساحات خضراء. أخيراً توقفت الحافلة أمام المدخل الرئيسي للمبنى، الذي يوجد على يمينه شعار هائل عبارة عن تصوير لذره تدور حولها أربعة اليكترونات فوق غصني زيتون إنه شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد إستغرقت الرحلة من بوابة الأمن حتى المدخل أقل من دقيقة، إلا أنها أظهرت الحجم الشاسع لأراضي مركز الأبحاث النمساوي

يخرج الجميع من الحافلة. يفتح السائق الباب الخلفي ليناول السيدة أوارقها ويخرج الصندوق المعدني الخاص به. يتجه الجميع لبوابة المبنى التي تتطلب تمرير بطاقه الهويه لفتحها. في الداخل تتجه المرأه مباشرة لحال سبيلها، بينما يتجه الرجلان الآسيويان إلى شباك الإستعلامات على اليسار. ينتظر سامي دوره بالتمعن في الصندوق الزجاجي العمودي الواقع على يمينه والمحتوي على بعض أدوات وأقنعه السلامة الخاصة بالعمل. ما أن أنهى الرجلان عملهما حتى إقترب من الشباك وعرف نفسه لموظفة الإستقبال التي تجيبه مبتسمة وتتصل بمسؤوله فوراً

يقف سامي على يمين مدخل مكتب الإستعلامات، حيث يوجد باب مكتبة المركز، معلقة بجانبه خريطة هائلة للعالم. أخذ سامي يدرس الخريطة، ليكتشف أن الغرابة بها هي أن تسمية الدول هي حسب لفظ أهل الدول لأساميها. فاليابان تسمى نيبون والهند معلمة بهارات ومصر مكتوبة بإسمها وحينما بدأ يحدد الكويت، سمع صوتاً خلفه

"سيد سامي؟" يناديه الصوت

يلتفت ليرى شخصاً أوروبياً طويلاً بمرافقه شخص آسيوي
"أنا يولا بنديكت، وهذا السيد كيم" يقدمان يديهما نحوه لتحيته

"مرحباً بك في مختبرات سايبرزدورف، أتمنى أن رحلتك كانت مريحة. ما رأيك بتناول الغداء والتعرف على الزملاء الآخرين؟" يحدثه يولا


إنتهى الجزء الحادي عشر
ويتبع في الجزء القادم

Sunday, September 11, 2005

للذكور فقط


تحذير : يحتوي هذا البوست على فقرات لأحداث قد لا يتقبلها الجميع، لذا إن كنت تعتقد بأي مرحلة من مراحل القراءة بأنها غير مقبولة أو غير مستساغة أو مهينة لك، يرجى التوقف، ولك الشكر مقدماً على الزيارة

هذا البوست، وإن كان دراسة غير علمية لمعرفة بعض المعلومات من باب الفضول لا غير، فإني أتمنى أن يجيب المشارك بكل صدق

الرجاء الإجابة على أكبر قدر من الأسئلة. واترك الأسئلة التى لا تنطبق عليك. ومرة أخرى المشاركة للذكور ولكن لا مانع من التعليقات النسائية

+++++

يقوم طيران الإمارات بعرض إعلاني تلفزيون تنطوي تحت فكرة "متى كان آخر مرة عملت شيئاً للمرة الأولى". إعلان ظريف فألهمني للأسئلة التالية

هل كنت تحب التلصق والإستماع لسوالف النساء عندما كنت صغيراً؟

هل كنت تحب تصفح صفحات الملابس الداخلية النسائية في كاتلوجات الملابس مثل كويلا؟

هل كنت تتساءل عن لون ملابس بعض الفتيات الداخلية؟

هل إستطعت رؤية فتاة بملابسها الداخلية – دون أن تدري أو حتى بمعرفتها؟

هل مارست العادة السرية؟ ومتى (أذكر العمر لو سمحت) ؟ – يالا شباب عن الكذب

من كانت فتاة أحلامك في ذاك الوقت؟

هل إحتفظت بمجلات وأفلام خلاعية؟ أما زلت تحتفظ بمجلات وأفلام خلاعية؟

متى تحرشت بأول فتاة؟ وأين؟ - يمكنك ذكر المنطقة أو المكان بالتحديد

هل كان الرد إيجابياً أو سلبياً؟

أما زلت تذكر أسمها؟ - يمكنك ذكر الإسم أو الحرف الأول إن أردت

متى وأين كانت قبلتك الجنسية الأولى؟ مع من؟ - يمكنك ذكر الإسم أو الحرف الأول إن أردت

متى مارست الحب (الجنس) لأول مرة؟ وأين؟ ومع من؟ - يمكنك ذكر الإسم أو الحرف الأول إن أردت

ودمتم سالمين

Saturday, September 10, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء العاشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية

"سايبرزدورف " يصيح أحدهم

يرفع سامي عيناه عن المجلة التي كان يقرأها ليرى رجلا يمسك بصندوق معدني كبير يقف بجوار دكة التذكارات

لابد أنه سائق الحافلة. يفكر سامي لنفسه. يقوم سامي بوضع المجلة داخل حقيبته وينهض من الأريكة التي كان يجلس عليها. على الأريكة المقابلة له ينهض رجلان آسيويان كانا يتبادلان الحديث بلغتهم، وعلى الأريكة الأخرى تقف إمرأة أوروبية، لا بأس على جمالها، تحمل حقيبة جلدية كبيرة بالإضافة إلى ملفات تضعها تحت إبطها. يشير لهم السائق إلى السلم المتحرك المجاور لمدخل المبنى الرئيسي والمتجه للسرداب

يبدو إننا أربعة متجهين إلى مقر المختبرات في سايبرزدورف. يفكر سامي، ولكن سجل الحافلة كان يحتوي على خمسه أسماء؟ يبدو أن أحدهم سيتخلف عن الحافلة، فالسائق ينظر لساعته، ثم يهز رأسه ويشير لهم بالمضي قدماً نحو السرداب حيث كراج السيارات بالمبنى، ويلحقهم حاملاً الصندوق الذي يبدو وكأنه يحتوي المراسلات والبريد المتجه للمختبرات

كانت الحافلة عبارة عن فان من طراز فولكس فاجن سعه ثمانية ركاب. يفتح السائق الباب الخلفي ليضع الصندوق المعدني ويدعو الركاب إلى وضع أمتعتهم في الخلف. المرأة تستجيب وتضع ملفاتها بجوار الصندوق، بينما يبتسم له سامي ويشير إلى أنه يود الاحتفاظ بحقيبته معه، يهز السائق رأسه مبتسما دون كلام - يبدوا أنه معتاد على نقل الزوار ممن لا يتكلمون الألمانية

يفتح السائق الباب الأمامي للمرأة لتجلس جواره، ثم يفتح باب القمارة للمقاعد الخلفية. الرجلان الآسيويان آثرا الجلوس على المقعد الخلفي، بينما جلس سامي وحيدا على المقعد الأوسط

ينطلق السائق نحو بوابة الكراج، وينتظر حتى يفتح الحارس البوابة بعد التأكد من السيارة لتنطلق السيارة في شوارع فيينا

+++++

سرعان ما تركت الحافلة المدينة والآن تسير وسط ما يمكن وصفه بالمنطقة الصناعية

يتذكر سامي وصف موقع سايبرزدورف، وهو ينصت للموسيقى من جهاز الآي بود. إن المختبرات تقع جنوبي شرق فيينا ضمن مركز الأبحاث النمساوي. خارج النافذة يرى سامي إعمال طرق، يبدو أنهم سينشئون دواراً كبيراً هنا أو ربما لتقاطع بين جسرين، يضحك في نفسه وهو يتذكر أعمال الطرق بالكويت ويتساءل عن المدة التي سينتهي بها هذا المشروع

في هذا الوقت تدخل الحافلة إلى منطقه أكثر هدواً، يبدو إنها قرية في منتصف الطريق. يسند ظهره للخلف وهو يستمتع بمنظر المباني الهادئة

+++++

"الو؟" يرد على الهاتف

"مرحبا يولا" تحدثه روبي دسوزا، الفيلبينية المقيمة بالنمسا منذ فترة طويلة والعاملة في مختبرات الوكالة في سايبرزدورف ، من الطرف الآخر

"أهلا روبي، كيف حالك؟" يرد عليها يولا بنديكت الباحث في المختبر الكيميائي

"بخير. وصلني إتصال من المقر الرئيسي ولدي أخبار جيدة وأخرى سيئة، أيهما تفضل أولا؟"

هذا هو إسلوبها دوما! "ما الأخبار الجيدة؟" يرد عليها يولا

"أحد الزملاء في طريقه لسايبرزدورف الآن، وسيصل بالوقت المعتاد. حوالي الثانية عشرة وربع ظهراً، منتصف فتره الغداء" تحدثه روبي

"والأخبار السيئه؟" يسألها

"هناك من تخلف عن الحضور. ربما لإزدحام حركة الطيران. سوف نعرف غداً على الأرجح" تجيب

"آه، كنت أتمنى أن يأتي الاثنان معا لنعرفهم على الطاقم والمختبرات اليوم لنباشر العمل غداً، فدوام يوم الإثنين طويل عادةً ويمكننا استغلاله لهذا الغرض!" يشرح لها

"حسناً يا روبي، لا توجد مشكلة. سأعرف الزميل على الطاقم، ويمكنك تأجيل المحاضرة التعريفية إلى الغد إن لم يكن لديك مانع؟" يرد عليها

"آه، لا مشكلة هنا، هذا ما كنت ساقترحه عليك فعلاً" ترد روبي

"حسناً إذاً، آراك غداً يا روبي" يقفل يولا الهاتف

تباً! يحدث يولا نفسه. هذا سيؤخرني بعض الشيء، وجدولي مزدحم خصوصاً مع المسؤليات الأخرى. يفكر يولا وهو يهم بالوقوف من مكتبه وينظر سريعاً إلى الساعة. وقت الغداء قد حان على كل حال

+++++

"المعتاد سيد بارلوتشي؟" يسأله الطباخ في الكافيتيريا

"نعم، رقم واحد يا يولي" يرد علية إينـزيو

يقوم يولي هاكل بإعداد الطبق الذي يحتوي على اللحم لإينـزيو. لا زالت الكافتريا خالية بعض الشيء، إلا أنها سرعان ما ستمتلئ، فدوام يوم الإثنين الطويل لا يسمح للأغلبية بالإستعاضة عن وجبه الغداء بمأكولات خفيفة

"ثلاث يوروات وخمسة وأربعين سنتاً رجاءً، سيد بارلوتشي" يطلب من

يدفع إينـزيو ثمن الوجبه ويحمل صينيته لطاولته المعتاده بقرب النافذة الخلفية للكافيتيريا، ليصادف بطريقه يولا الذي دخل لتوه للكافيتيريا

"مرحبا إينـزيو" يباشره يولا بالحديث

"أحتاج للتحدث معك بخصوص الزملاء الجدد" يغمز له إينـزيو مبتسماً مشيراً له لأن يأتي للجلوس معه بعد أخذ وجبته

"المعتاد سيد يولا؟" ينادي يولي من خلف منضدة البوفيه

"نعم رجاءً يا يولي، كما أني أود ببعض السلطه" يرد يولا

يتذكر فجأه الزميل الجديد، "آه، لقد نسيت، إسمع يا يولي، أتساءل إن كان بالإمكان إضافة وجبة؟ فلدينا زميل زائر سيأتي بالحافلة بعد قليل ولقد نسيت إضافة الطلب على قائمة الوجبات صباحاً" يحدثه

"لا مشكلة في ذلك، هل يفضل الوجبة الأولى أم الثانية" يرد عليه

"لا أعلم في الحقيقه ..." لماذا لم أسأل روبي أي من الزملاء في الطريق الآن، يفكر في نفسه

"لا توجد مشكلة إن كان يفضل الوجبة رقم إثنان، وإلا عليه أن يكتفي بالسلطات والحلوى، أو أعد له شطيرة سريعة، يجيبه يولي

في محاولة لتوفير النفقات، تقوم الكافيتيريا بأخذ الطلبات من العاملين مقدماً وإعداد ما يكفي بما يتناسب مع هذه الرغبات

+++++

الحافلة منطلقة وسط حقول زراعيه جرداء. يتساءل سامي في نفسه عن المنتجات التي تزرع في هذه الحقول. كانت الأرض منبسطة بالكامل، إلا من بعض المنازل المتفرقة وسط الحقول. في الأفق تبدو سلسلة من الجبال تكسوها الثلوج

على الرغم من برودة الجو، إلا أن الأرض كانت خالية من الثلوج، أليس هذا غريباً في هذا الوقت من السنة. لقد علم مبكراً ذلك اليوم إن الشتاء كان معتدلاً تلك السنة، إلا أن المرء سرعان ما يمكن أن يتغير. يا لها من منطقة هادئة، إلا إن جمالها لا يقارن بمناطق أخرى من النمسا، لا بد له أن يخصص بعض الوقت لزيارتها أيام العطل

بدا على يسار السيارة سلسلة من الأشجار الكثيفة المنسقة، وسرعان ما بدأت الحافلة بالتباطؤ والالتفاف يساراً بشكل فجائي ليرى سامي إن الأشجار كانت تشكل سوراً طبيعياً يخفي المنشأة التي هم على وشك الدخول إليها، فأمام الحافلة الآن بوابة أمن عليها حراسة شديدة


إنتهى الجزء العاشر
ويتبع في الجزء القادم


Monday, September 05, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء التاسع



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


في الروتاندا وبعد الإنتهاء من المعاملات المالية لدى البنك والتي، مع إستغراب سامي، لم تأخذ أكثر من خمس دقائق لفتح حساب جديد وصرف الشيك. لقد وعدوه بأن بطاقة السحب الآلي ستكون جاهزة بعد عشرة أيام

يتجول سامي في الطابق الأرضي للروتاندا حيث أعلام الدول المنتسبة للأمم المتحدة معلق وتتدلى من السقف المرتفع، وبعد أن إشترى التذاكر الشهرية الكاملة لوسائل المواصلات لمنطقة فيينا و بطاقة الهاتف يقوم بإلتقاط بعض الصور بواسطة كاميرته

يتجه سامي مرة أخرى نحو المبنى باء المتصل بالروتاندا بممر ويبدأ بإستكشاف المكان

يشاهد مجموعة من الأعلام للدول الأعضاء في الوكالة معلقة على الحائط تختلف عن الأعلام المعلقة بسقف الروتاندا. يبحث عن علم الكويت حتى وجده. وبالقرب مباشرة يوجد هدية من المملكة المغربية للوكالة بمناسبة يوبيل أربعون عاماً على إنشاء الوكالة وهي عبارة عن نموذج تراثي لسبيل ماء حائطي مصمم بالفسيفساء وخط فوقه بالخط المغاربي الشهير، ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وكذلك وجعلنا من الماء كل شيء حي

"آه عفواً، هل يوجد أحد على دكة التذكارات" يسأل أحد الأشخاص ويشير بيده نحو الدكة

"لا، لن تجد أحداً في هذه الأشهر. فالمتطوعون عادة ما يأخذون إجازتهم من البيع في هذه الأشهر" يرد عليه

"متطوعون!!!" سامي مستغرباً

"نعم فالبائعون هم عادةً من المتطوعين وأغلبهم من موظفي الوكالة المتقاعدين" يرد ويمشي مبتعداً

يكمل سامي تجواله ويلفت نظره نموذج لسفينة تبدو كالبوم. فيندفع باتجاهها

نعم إنه نموذج لبوم كويتي وقد حفر على اللوحة "سفينة إبحار تقليدية إستعملت في النقل البحري الجوّال والغوص على اللؤلؤ. وتعتبر جزء من تاريخ الكويت ومطبوع على شعار الدولة. صنع باليد في دولة الكويت"

ثم ذكر إسم الصانع، عبدالله محمد الأستاد. وكالهدية المغربية، أهديت للوكالة بمناسبة مرور أربعون عاماً على إنشائها

يلفت إنتباه سامي ثلاث قطع فنية منحوتة بمواجهة البوم. إمرأتان وطفلين ورجل في إحدى هذه القطع. والثانية إمرأة ورجل يمارسان الحب، والأخيرة ثلاث نساء وبجوارهن جرة

يا ترى كيف سيكون الوضع لو عرضت هذه القطع في الكويت. لأقام الإسلاميون الدنيا ولم يقعدوها بسبب المنحوتات تكوينية وكون الأشخاص المنحوتين عراة. يبتسم سامي من الفكرة

يشاهد سامي النافورة المتوقفة عن العمل التي مر بها قبل دخوله المبنى من خلال النافذة المقابلة لمجسم البوم. يا ترى، يحدث نفسه، كيف هي هذه النافورة. لكم أود رؤية المياه تنطلق بها. ولكن يبدو بأنهم يغلقونها بالشتاء. يلاحظ سامي بعض المجسمات الأخرى في الساحة بالقرب من النافورة. سأزورها بمجرد إنتهائي من المبني، يقول لنفسه ويكمل تجواله

يمر وينظر بنظرة خاطفة على كابينة أجهزة الوكالة التي تستخدمها في تجاربها سواءاً ميدانياً أو بالمختبرات

"آه مسلة حمورابي" يقولها بصوت مسموع بعض الشيء

يقترب سامي من المسلة وهي عبارة عن نسخة من المسلة الأصلية التي تحتوي قوانين حمورابي، مهداة من العراق للوكالة بمناسبة مرور خمس وثلاثون عاماً على إنشاء الوكالة. بجانب المسلة تمثال من الصلصال لرجل محارب بالحجم الطبيعي كالذي مجد مدفوناً في قبر أحد ملوك الصين. يبدو بأنه نسخة مهداة من الصين للوكالة أيضاً

يخرج سامي إلى ساحة النافورة. يجد على اليمين منحوتة مسماة الناس، عبارة عن بعض الحزم المترابطة. ماذا كان يريد الفنان من هذه المنحوتة؟ لا أعلم ، يحدث سامي نفسه

يتوجه سامي إلى الناحية الأخرى، ليجد منحوتة ترمز لأمراة تخرج من قالب. خلف التمثال مباشرة توجد حديقة صغيرة تحتوي على أزهار. لقد تم تهجين هذا النوع من الأزهار وسميت زهرة كورت فالدهايم، بإسم الأمين العام السابق للأمم المتحدة النمساوي الجنسية

يعجب سامي بالجرس الكبير المعلق من الصواري الخشبية والذي يطلق عليه السرداق الياباني. ذ جابانيز بافاليون. هدية اليابان للأونو سيتي

ينظر سامي لساعته، آه ما زال أمامه متسع من الوقت ولكن الجو بارد بالخارج، فيقرر الدخول للمبنى لينتظر مضي الوقت ليستقل الحافلة المنطلقة إلى المكان الذي سوف يتمر فيه الأيام القادمة


إنتهى الجزء التاسع
ويتبع في الجزء القادم


Saturday, September 03, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثامن



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


يدخل سامي المبني باء بعد تخطيه النافورة الرئيسية في ساحة مدينة فيينا الدولية أو كما يطلق عليها أهل المدينة، أونو سيتي، حيث تجمعات الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة

يجد المصاعد بمواجهة الباب ويتجه إليها مباشرة وينتظر مع من ينتظر قدوم المصعد

"الطابق الحادي عشر من فضلك" يحدث الشخص الذي تولى مهمة الضغط على أزرار الطوابق بعد دخول الجميع المصعد

وبعد دقائق، يخرج من المصعد بعد فتح الباب عند الطابق الحادي عشر

"عفواً" يتحدث مع أحدهم، "أين أجد آن تايلر من فضلك؟" يسأل أحدهم

"مباشرة إلى الأمام. مكتب إثنان وسبعون على ما أظن" يجيبه

"شكراً لك" يرد سامي ويتجه إلى أين أشار له الرجل

يطرق على باب المكتب الذي كان مفتوحاً

"السيدة آن تايلر؟" يسألها سامي

"نعم، وأنت؟" تسأله بدورها مع إبتسامة

"إسمي سامي عبدالهادي ..." تقاطعه دون أن يكمل

"آه زميلنا من الكويت. إنك مبكراً بعض الشيء. تفضل بالجلوس" تؤشر بيدها نحو الكرسي ، يستغرب سامي من ربطها السريع بين إسمه والكويت. يبدو أنها تتمتع بذاكرة قوية

"حسناً، لن أأخرك، بادئ ذي بدء، أرجو منك التوقيع على هذه الأوراق المتعلقة بإستلام مهامك، وكذلك هذه الورقة، ورقة التعهد بحفظ السرية" تنظر إليه مبتسمة

"ماذا يحدث إذا أفشيت الأسرار والمعلومات؟ هل ستقتلوني رمياً بالرصاص؟" يسألها وهو يرد الأبتسامة بأخرى

"آه ليس من هذا القبيل بالضبط، سوف نجرعك السم أولاً، ثم نطلق عليك النار، وأخيراً نرميك أمام شاحنة مندفعة من إحدى الجسور" تطلق قهقهة مرتفعة ولكن جميلة

ترفع الهاتف وتطلب رقماً داخلياً

"غيرترود عزيزتي، هللا أحضرت الشيك الخاص بالسيد سامي عبدالهادي من فضلك. شكراً" وتغلق الهاتف

"ستستلم الشيك لمخصصاتك المالية الكاملة لمدة بقاءك معنا. يمكنك صرف الشيك بعد نزولك من المبنى. يوجد فرع لبنك النمسا الأول في الطابق الأول من المبنى الذي يصل مباني الأونو سيتي بعضها ببعض، والمسمى بالروتاندا" تشرح له

"ولكن حقيقة لا بد لي أن أشير لسيرتك الذاتية المذهلة. فهي توضح بأنك عملت في عدة مجالات كيميائية بالإضافة لمعرفتك بتخصاصات أخرى كالرياضيات والفيزياء. يجب عليك العمل معنا كمستشار حين إنتهائك من تدريبك. ...، ولكن ما أعجبني فيك على المستوى الشخصي، هو هوايتك وأعني التصوير. لقد تحدثت عن هوايتك بإسهاب في سيرتك" تحدثه

"حقيقة ...، أنا أحب التـ ..." وفجأة يعطس سامي، يبدو بأنه قد أخذ البرد من الجو

"غزنتهايت" ترد آن عفوياً

ينظر لها سامي مستغرباً

"آه عفواً، باركك الله. هكذا يقولون بالألمانية لتشميت العاطس" تشرح له بعد أن رأت الإستغراب على وجهه

"آه، شكراً لك. علي تذكر الكلمة. كيف تلفظينها من فضلك؟" يسألها

"غاااا زيييينت هااااايت" تلفظها له ببطء

"كما كنت أقول. إنني أحب التصوير منذ نعومة أظفاري. ولا يمكنني التجول لأي مكان دون أن أحمل كاميرا معي" يرد سامي

"هل تحمل واحدة الآن؟" تسأله

"نعم" ويخرج كاميرته من الحقيبة التي يحملها

"هل أستطيع أخذ صورة لك؟ ... للذكرى" يسألها

"بالطبع" وتبتسم له ويأخذ صورة لها

"بالمناسبة، لقد سجلت إسمك لدى مكتب المعلومات بالطابق الأرضي كي تكون على الرحلة المتوجهة إلى مختبرات الوكالة في سايبرزدورف. ستنطلق الحافلة الساعة الحادية عشر والنصف تقريباً. ستنطلق من السرداب" تحدثه آن

"وكم تستغرق الرحلة؟" يسألها

"خمسون دقيقة تقريباً" ترد عليه

يطبق الصمت بعض الشيء في المكتب

"هل لديك أية أسئلة؟" تسأله

"لا" يجيبها

"حسناً، أتمنى لك إقامة طيبة، وحظاً موفقاً" تمد يدها وتحييه ويهم بالخروج

"آه كدت أنسى. إذا كنت ترغب بشراء التذاكر الشهرية الكاملة لوسائل المواصلات أو بطاقات الهاتف، فيمكنك الحصول عليها من كشك الجرائد بالروتاندا" تحدثه

"شكراً لك، سأفعل" يخرج سامي ويتجه نحو المصعد من حيث أتى



إنتهى الجزء الثامن
ويتبع في الجزء القادم