رواية الدانوب الأحمر – الجزء الحادي عشر
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
توقفت الحافلة قبل الدخول عبر بوابة المنشأة، ويشير السائق للركاب بالخروج من الحافلة والدخول إلى المبنى الزجاجي المجاور للبوابة. لابد أنه مقر الأمن للمكان، يفكر سامي الذي فتح باب الحافلة وجر ظهر الكرسي لمساعدة الركاب في المقعد الخلفي على النزول، كما فتح الباب الأمامي للسيدة الجالسة قرب السائق
"شكراً" تشكره السيدة
"على الرحب والسعة" يرد سامي
يتوجه سامي بناظره نحو السائق، "هل علي أخذ حقيبتي معي؟" يسأله سامي
"لا. إتركها هنا. سوف آخذكم مرة أخرى بعد مروركم عبر بوابة الأمن بالداخل" يرد السائق
داخل مبنى الأمن، يختار سامي أن يكون خلف الرجلان الآسيويان أمام النافذة الزجاجية لموظفة الأمن. أما المرأة فقد اتجهت مباشرة إلى بوابة دوارة تشبه مثيلاتها في محطات مترو الأنفاق في بعض الدول ومرت من خلالها بعد أن إستخدمت بطاقة أخرجتها من الجعبة التي تحتوي على بطاقة الهوية
خلف البوابة كان يقف رجل طويل من رجال الأمن. كان الرجل يرتدي سترة حامية - كيفلار - فوق زيه الأزرق، وكان يحمل بين يديه بندقية أوتوماتيكية مزودة بمنظار تليسكوبي، بالإضافة للسلاح الناري المربوط بحزامه. كانت عينا رجل الأمن تراقب الداخلين بنظرة شديدة الصرامة. الإجراءات الأمنية شديدة هنا، وهذا الرجل يبدو وكأنه لا يعرف معنى المزاح، فكر سامي
سرعان ما جاء دور سامي للتحدث مع موظفة الأمن، فناولها بطاقة الهوية مبتسماً
"أنا زميل جديد ..." يحدثها سامي
"عفواً، بيغ جو" تنادي موظفة الأمن على زميلها، "لدينا زميل جديد إنضم للوكالة" تحدثه بصوت مرتفع بعض الشيء
لم يستطع سامي منع نفسه من مقارن بيغ جو ورأسه المحلوق بالممثل تيلي سافالاس الشهير بكوجاك. يقترب منها جوزيف هاغنهوفر، الشهير بين زملائه ببيغ جو ويحدثها. ويلقط سامي إسم آن تايلر
أخذت تضرب على لوحة المفاتيح، ثم ناولت سامي بطاقة هويته بالإضافة للبطاقة الأمنية
"حسناً هذا بطاقة دخول مؤقتة تم تسجيلها بإسمك، لثلاث أيام على أن يتم إصدار بطاقة أخرى دائم لك من المركز الرئيسي وأقترح بأن تضعهما معاً في الجعبة الخاصة لهما والتي تعلقها على صدرك
يومياً، وعند نزولك من الحافلة، تأتي لهذا المبنى، تمرره عبر بوابات الأمن هناك كالآخرين، لتعبر للداخل ثم تركب الحافلة نفسها التي بدورها ستتوجه بالركاب نحو المختبرات" تشرح له
"وبعد إصدار البطاقة الدائمة؟" يسأله سامي
"عليك بإعادة هذا الكارت لنا، ... أرجو منك التوقيع على هذا النموذج وإقرار الموافقة" تحدثة
"أي موافقة؟" يسأله سامي
"تحتوي البطاقات الأمنية هذه، والتي يجب تعليقها دوما مع بطاقة الهوية المصدرة لك، تحتوي على ذاكرة ذكية نستطيع من خلالها تعقب حركاتك اليومية في المختبرات. وهذا النموذج هو إقرار بموافقتك على ذلك. أي السماح لنا بالمتابعة" ترد الموظفة
"وإذا لم أوافق؟" يسألها سامي مع إبتسامه
"عندها لن يسمح لك بالدخول" ترد بإبتسامة أيضاً
"أعتقد بأنه علي الموافقة إذاً" يوقع سامي على الموافقة
"شكراً لك سيدتي" يحييها سامي ويرحل متجها نحو بوابات العبور
بعد المرور إتجه سامي نحو باب الخروج من مبنى الأمن الزجاجي، ماراً برجل الأمن الواقف. هز سامي رأسه بتحية سريعة وإبتسامه لرجل الأمن الذي كان يرمقه بنظره حازمه دون أن يرد عليه
في الخارج كانت الحافلة تنتظره بعد أن صعد الجميع إلى مقاعدهم، فجلس على كرسيه لتنطلق الحافلة للأمام في طريق مستقيم
شاهد سامي على يمينه مجموعة من المباني يقع خلفها مبنى إسطواني تعلوه شبه قبة تعرف عليه سامي في الحال. إنه مفاعل ذري. تذكر سامي بسرعة بعض المعلومات عن سياسة النمسا بخصوص الطاقة الذرية. على اليسار مجموعه أخرى من المباني لا يتعدى إرتفاعها الدور الأول. الحافلة تمضي مسرعة نحو مبنى أزرق اللون وغريب التصميم لتمر تحته، يلمح سامي بعض السيارات الواقفة، مكتوب على أحداها - وكالة الفضاء النمساوية. هل للنمسا وكالة فضاء؟ سؤال راوده بسرعة
تتجه الحافلة نحو مبنى أفقي أبيض اللون ذو طابق أرضي، خلفه لا يبدو شيء إلا مساحات خضراء. أخيراً توقفت الحافلة أمام المدخل الرئيسي للمبنى، الذي يوجد على يمينه شعار هائل عبارة عن تصوير لذره تدور حولها أربعة اليكترونات فوق غصني زيتون إنه شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد إستغرقت الرحلة من بوابة الأمن حتى المدخل أقل من دقيقة، إلا أنها أظهرت الحجم الشاسع لأراضي مركز الأبحاث النمساوي
يخرج الجميع من الحافلة. يفتح السائق الباب الخلفي ليناول السيدة أوارقها ويخرج الصندوق المعدني الخاص به. يتجه الجميع لبوابة المبنى التي تتطلب تمرير بطاقه الهويه لفتحها. في الداخل تتجه المرأه مباشرة لحال سبيلها، بينما يتجه الرجلان الآسيويان إلى شباك الإستعلامات على اليسار. ينتظر سامي دوره بالتمعن في الصندوق الزجاجي العمودي الواقع على يمينه والمحتوي على بعض أدوات وأقنعه السلامة الخاصة بالعمل. ما أن أنهى الرجلان عملهما حتى إقترب من الشباك وعرف نفسه لموظفة الإستقبال التي تجيبه مبتسمة وتتصل بمسؤوله فوراً
يقف سامي على يمين مدخل مكتب الإستعلامات، حيث يوجد باب مكتبة المركز، معلقة بجانبه خريطة هائلة للعالم. أخذ سامي يدرس الخريطة، ليكتشف أن الغرابة بها هي أن تسمية الدول هي حسب لفظ أهل الدول لأساميها. فاليابان تسمى نيبون والهند معلمة بهارات ومصر مكتوبة بإسمها وحينما بدأ يحدد الكويت، سمع صوتاً خلفه
"سيد سامي؟" يناديه الصوت
يلتفت ليرى شخصاً أوروبياً طويلاً بمرافقه شخص آسيوي
"أنا يولا بنديكت، وهذا السيد كيم" يقدمان يديهما نحوه لتحيته
"مرحباً بك في مختبرات سايبرزدورف، أتمنى أن رحلتك كانت مريحة. ما رأيك بتناول الغداء والتعرف على الزملاء الآخرين؟" يحدثه يولا
إنتهى الجزء الحادي عشر
ويتبع في الجزء القادم
2 Comments:
لاحظت شي وايد يوزعون ابتسامات على بعض .. مثل ربعنا بالضبط
الوكالة الدولية مليانة من كلل الملل والنحل وأغلبهم من العالم الثالث ودول أوروبا الشرقية
طباعهم متشابههة بدرجة ما توصف
Post a Comment
<< Home