رواية الدانوب الأحمر – الجزء السادس
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
في مختبرات الوكالة في سايبرزدورف
"بونجورنووو، صباح الخير" يحييهم إينـزيو بارلوتشي، رئيس قسم الكيمياء كعادته بالإيطالية
"صباح الخير" يأتيه الرد من الحضور المجتمعين للإجتماع الصباحي اليومي
"حسناً. ماذا لدينا اليوم؟" يسألهم إينـزيو
"لقد بدأنا بالمجموعة الأولى من العينات الجمعة الفائتة، نحن ما زلنا ننتظر النتائج" يحدثه كيم بلهجتة المكسرة للإنجليزية بينما يستمع الباقون
"وماذا عن السجل؟" يسأله إينـزيو
"كالعادة، بدأنا بسجل جديد، ولقد إنتهيت للتو من تسجيل القراءات" يرد كيم
"شكراً يا كيم. دقيق كعادتك. من المهم أخذ القراءات مبكراً وقبل كل شيء" يحدثهم إينـزيو
"هل نتوقع عينات أخرى. أقصد مجموعة جديدة غير التي بحوزتنا الآن؟" يسأل سونيل ماليكارجان
"الأجواء غير طبيعية هذه الأيام. ربما يحدث إنفراج بالمحادثات ويقبل الإيرانيون بالعمل مع الوكالة والسماح بأخذ عينات جديدة" يرد إينـزيو
"ظننت أن مصدر العينات يجب أن يكون سرياً وغير معلوم للعاملين هنا" يحدثهم سونيل مبتسماً
يضحكون جميعاً. فالكل يعلم بأنه وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة لإخفاء مصادر العينات إلا أن الجميع يعلم مصدرها
+++++
وفي مكان آخر من العالم، وبالتحديد في مياه الخليج
"إمروز خيلي آجزا بيديم. لقد تعبنا اليوم كثيراً" يحدث عباس إبنه الذي يتولى قيادة المركب
"بلي. نعم" يرد إبنه مجيد
لقد شارف اليوم على الإنتهاء. كانت فكرة التأجيل تدور بخلد عباس. ولكنه تعود عدم الراحة حتى أنهاء ما بدأ
كان عباس شكوهي متكئاً على طرف مركبه الصغير بجانب السلال التي تحتوي على حصيلة اليوم من الأسماك. أخذ ينظر للأسماك التي ظهر بعضاً من خلال أكوام الثلج ، وكأن أعينها تنظر إليه بحقد وغضب
"راسيديم؟ هل وصلنا؟ يسأله إبنه
"نا، كمي ديقاي. كلا، بعد قليل" يرد عباس
لقد ترك القياده لإبنه مجيد، بينما تولى هو توجيهه مستعيناً بجهاز تحديد
الاحداثيات الـ جي بي أس
لكم هو مذهل هذا الجهاز ،يفكر عباس لنفسه، بينما مجيد ما زال منهمكاً بقيادة المركب. لقد توارثت حرفتي أباً عن جد ، وأسلافي كانوا يتعرفون على مناطق الصيد بالخبرة كما كنت أفعل حتى بضع سنوات خلت، عندما بدأ بإستخدام هذه الأجهزه في الإنتشار
مع الأسف وبحكم أن دولته من الدول التي يمنع تصدير التكنولوجيا إليها، فإنه لم يتمكن من شراء الجهاز من السوق المحلي بسبب جشع التجار الذين يستوردون مثل هذه الأجهزة من الدول الأخرى في الخليج، ويبيعونها بثمن فاحش بالسوق السوداء
إلا أنه كان محظوظاً. يفكر وترتسم الإبتسامة على وجهه. فلقد إشترى الجهاز من أسواق دبي خلال تجواله هناك وبثمن جيد نسبياً، والآن يستطيع الإبحار إلى مناطق الصيد التي تكثر فيها الإسماك بسهوله ويسر ودون الخوف من الضياع وسط البحر
"على فكرة، ماذا ستقول لحرس الثورة عندما يجدون هذا الجهاز معك بعيداً عن القارب؟" يسأله إبنه
"أنا أعرف بأن الحكومة تنظر بعين الشك إلى من يستخدم مثل هذه الأجهزه وخصوصاً، بالقرب من الأماكن الحساسة. إلا أنه وبحكم حرفتنا نستطيع إستخدامه بشكل آمناً. وإذا تم ضبطه معي بعيداً عن البحر أستطيع التعذر بأنني أحمله معي حفاظاً عليه من السرقة، خصوصاً وأن حجمه صغير ويسهل سرقته" يرد عباس على إستفسار إبنه مجيد
يتذكر عباس كيف يستخدم الجهاز لتحديد نقطة على الشاطيء خلسة ويقوم بتعليم النقطة في الجهاز بحفظ إحداثياتها. وعادة ما تكون قريبة من المكان الذي أوصي بالتنقيب بالقرب منه. وبعدها يقوم عند غروب ذلك اليوم بالتظاهر بأنه يصلح مركبه أو أنه يعد وجبة سريعة على الشاطئ، ويغتنم الفرصه لأخذ عينات من تربة الشاطيء بإستخدام عدد من إسطوانات تشبه معلبات الصفيح يقوم بغرسها في الأرض ثم إنتزاعها محملة بالتربة. يكرر العمليه من عدة نقاط ، ثم يقوم هو وإبنه بترقيم العلب حسبما تم توصيته. ثم يضع العلب ومحتواها في أكياس نايلون محكمه ثم يقومان بوضعها في كيس نايلون مثل تلك المخصصة للقمامة، ولا ينسون وضع بعض المهملات معها للتموية في حال تفتيشهم من قبل خفر السواحل
"لماذا يطلبون منا مثل هذه العينات؟ وماهو هدفهم؟" يسأله مجيد
"كل هذه الاسئلة كانت تدور في رأسي وخصوصاً في البداية، إلا أنها لا تهمني كثيراً الآن، فهم يدفعون لنا بسخاء مقابل ما نفعله، وهذا هو المهم" يرد عباس
"وما الفائدة يا أبي ونحن ندخر الأموال ولا نصرفها" يحدثه مجيد
"هم على حق فيما قالوه. لا يجب أن يظهر أو يبدو علينا آثار الثراء المفاجئ كي لا نجذب أنظار وشكوك من حولنا، الأمر الذي قد يسترعي إنتباه السلطات. إن إتبعنا التعليمات بدقة سيستمر هذا المصدر من الدخل ولن تنقطع الدفعات الماليه التي نحصل عليها من صديقنا الذي ألتقي معه أثناء زياراتي الشهريه لدبي. الأموال المدخرة ستكون عوناً لنا في المستقبل. نستطيع إستثمارها بقارب أكبر" يرد عباس على إبنه
"وهل تعتقد بأن هناك آخرون يقومون بما نقوم به؟" يسأله مجيد
"لا شك في ذلك، بل ربما يكونون أشخاص ممن نعرفهم شخصياً" يرد عباس مقتناً بما يقوله
"هل وصلنا؟" يسأله مجيد وقد بدأ الملل يتسرب له، كمثل كل مرة عندما يصل لحدود المياه الإقليمية
"إصطبر قليلاً قريبا سينتهي كل شيً. لم يبق سوى القليل" يرد عباس محدقاً بالجهاز
إنتهى الجزء السادس
ويتبع في الجزء القادم
2 Comments:
hmmmm....O...K...
بديت أفهم أشويه...حلو
بعد بعد باقي شوية حلقات والفكرة تكون واضحة
والتشويق راح يبدا
Post a Comment
<< Home