Wednesday, August 17, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثاني



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية

إنطفأت أضواء ربط الأحزمة في الطائرة وبدأ الركاب بالتحرك من أماكنهم. فهاهم لديهم ساعتان تقريباً للوصول لفيينا. لقد تأخرت الطائرة بالإقلاع من مطار هيثرو والغالبية تشعر بالضيق من ذلك إلا أنه كان سعيداً. فوقت الإنتظار زاد من زمن إرتباطه بالإنترنت عن طريق خدمة البريتش تيليكوم اللاسلكية في المطار

بدأت عربات العشاء بالظهور تدريجياً في ممرات الطائرة، وبدا مستمتعاً بالأغاني التي يسمعها من جهاز الآي بود

"عفواً لم أسمعك" ينزل السماعتين من أذنيه ليعرف ماذا كانت تقول له المضيفة

"ما الذي تود أن تشربه مع وجبتك سيدي؟" تعيد السؤال مع إبتسامة

"ماء. فقط ماء" يرد عليها

يأتيه طبقه الخاص. طبق العشاء النباتي الذي طلبه مقدماً. لقد بدأ حماسه ليكون نباتياً منذ سنوات سبع ماضية. ولم يندم على قراره هذا قط

"هل أنت ذاهب للنمسا للعمل أم للمتعة؟" تسأله المرأة التي تجلس بجانبه بالإنجليزية مع لكنة ألمانية

"عفواً؟" يرفع السماعات فلم يسمع ما كانت تقوله بوضوح

"هل أنت في رحلة عمل أم متعة؟" تعيد السؤال

دوماً لابد وأن تجد بجانبك إمرأة كبيرة بالسن ومستوى الفضول عندها عالي

"عمل" يجيب باختصار محاولاً إحباط عزيمتها، يتمنى ذلك ولكن هيهات

"يا للأسف. فالنمسا جميلة في هذا الوقت من السنة" ترد عليه

"أصحيح؟" يرد باقتضاب ولكنه لا يريد أن يكون فظاً معها

"نعم ..." وتسهب بالحديث. يا إلهي ها قد بدأنا، لكم أكره ذلك

يتذكر الشخص الآسيوي بالسفارة النمساوية وكيف هو عكس هذه المرأة عندما كان يتحدث باقتضاب

"إملأ هذه الإستمارة. عد بها غداً" يحدثة باختصار

يخرج له رسالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويقدمها له دون أي كلمة. يرتبك الموظف بعض الشيء

"آه، إنتظر لحظة يا سيدي" يحدثه الموظف

يخرج موظف أوروبي من خلف المكاتب ويتجه نحوه

"السيد عبدالهادي، سامي عبدالهادي" يحدثه ماداً إليه يده

"أنا فرانز هاينكه، القنصل العام. لدي هنا فيزتك الخاصة للنمسا. لقد تم الأمر كله مع الوكالة. أتمنى لك إقامة سعيدة بالنمسا" يحدثه

"شكراً لك سيدي. أعتقد بأني سأستمتع بالإقامة هناك" يرد عليه مبتهجاً ويصافحه ويخرج

تضئ أضواء ربط الأحزمة مرة أخرى معلنة عن وصول الطائرة ودخولها مرحلة الهبوط

ينتهي من إجراءات المطار ويخرج من قاعة الجوازات. كل شيء مغلق تقرياً في صالة الوصول. يا إلهي، يحدث نفسه، لقد نسيت بأن اليوم يوم أحد حيث يغلق الجميع أبوابه عند الساعة العاشرة مساءاً. محلا الصرافة والنقليات بالمطار ليسا بإستثناء

لحسن الحظ وكعادته، فهو دوماً يحمل معه عملة البلد الذي ينوي الذهاب إليه ولا يعتمد على صرافة المطار

يخرج لطلب تاكسي حيث تكون مركونه بالدور

"سيسي هوتيل. شريفنغر شتراسه، المنطقة التاسعة عشرة من فضلك" يطلب منه

يهز السائق رأسه وينطلقون


إنتهى الجزء الثاني
ويتبع في الجزء القادم


2 Comments:

Blogger جنة الحواس said...

I hope that u have the time to post it on a daily basis

Waiting for more :)

12:23 AM  
Blogger esetch said...

Ms. B

I'll try my best, no promises though

8:43 PM  

Post a Comment

<< Home