Wednesday, August 24, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الرابع



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


"آآآآه" يا للرائحة الزكية المنبعثة من هذه القهوة الساخنة. يحدث سامي نفسه. لقد زادت من إنتعاشي هذا الصباح مثلما فتحت عيوني تلك المياة الساخنة. يتحدث سامي عن الدوش الساخن هذا الصباح. الدوش الروتيني الذي إعتاد عليه

يضيف سامي الحليب للقهوة، ولكن على غير عادته، سيشربها بدون السكر. ففطيرة الدينش المحلاة تكفيه لتعويض السكر.

يغادر سامي مخبز ومقهى أنكور المقابل للفندق، بعد الإنتهاء من الفطور ويتجه خارجاً ويطلب سيارة أجرة

"شارع فاغرامرشتراسة، لو سمحت" يحدث سامي السائق الذي لا يبدو نمساوياً أو حتى أوروبياً، كأنه شرق أوسطي

"آه، أتريد أن تقصد أونو سيتي؟" يسأله السائق

"نعم" يرد سامي عارفاً بأن المجمع الإداري لمنظمات الأمم المتحدة، ومن ضمنها الوكالة الذرية للطاقة الذرية، تسمي أونو سيتي

"أنا إسمي بولنت مدرسغلو. إنني من تركيا. من أين أنت؟" يسأله السائق بإنجليزية ركيكة ولكن مفهومة. لقد كنت على حق، إنه شرق أوسطي

"أنا من الكويت" يجيب سامي بإقتضاب ولكن بلطافة

"آه، سأجد لك شريط أغنيات بالعربية" ويبحث السائق وبصوت مزعج بمجموعة أشرطته

"لا داعي لذلك. لا تزعج نفسك" يرد سامي. لم يحاول جميع سائقي التاكسي في العالم، ودون إستثناء تقريباً، مجاملة الركاب بإسماعهم بأشرطة أغاني من بلدهم أو بلهجتهم. وكأن الركاب لم يسأموا من سماعها في بلدانهم

"آه ها هو الشريط" ويصدع الستيريو بأعنية من أغاني أم كلثوم. يا إلهي أم كلثوم في هذا الوقت من الصباح

"أنا أأسف لسلوكنا هذا الطريق الوعر، ولكنه الأقصر. الآخر على الرغم من نعومته، إلا أنه أطول" يحدثه السائق

"لا يهم" يرد سامي

"أي مدخل تريد؟" يسأله السائق

"الرئيسي على ما أظن" يرد سامي

"هناك مدخل للموظفين العاملين، ولكن الرئيسي يكون حيث مبنى الأمن الرئيسي" يشرح بولنت السائق

"نعم هذا هو" متذكراً التعليمات التي أرسلت له

وبعد دقائق أخرى

"ها قد وصلنا. البوابة الرئيسية هي تلك" يشير السائق باتجاه مبنى في الواجهة

يقرأ سامي قيمة التعرفة وقبل أن يقول السائق إثنا عشر يور، يناوله خمسة عشر يورو

"إحتفظ بالباقي" يحدثه سامي

"شكراً لك سيدي، أتمنى لك يوماً سعيداً" ينطلق السائق، ويتجه سامي نحو البوابتين الزجاجيتين الدوارتين



إنتهى الجزء الرابع
ويتبع في الجزء القادم


2 Comments:

Blogger جنة الحواس said...

:)

12:48 PM  
Blogger Anti_Reason said...

So you’ve finally started the serialization! I’ll try to follow the installments regularly :-)

BTW, I’ve just read the comment you made at the first part, and I apologize for neglecting to reply to your emails :-(

6:35 PM  

Post a Comment

<< Home