Wednesday, August 31, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء السابع



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


في مطار ريغا، تعلن الإذاعة الداخلية عن قيام الرحلة المتوجهة نحو فيينا

"لا أعلم سبب إصرارك على الذهاب فأنت لست بحاجة لهذا الأمر" تسألها أختها

"لقد تحدثنا بهذا الأمر من قبل ومراراً. منذ كنت صغيرة والكل من حولي يكيل المديح لجمالي. كنت دوماً المتفوقة في دراستي ولكن هذا لم يكن يهم. جمالي طغى على ثقافتي وقدراتي العلمية. لكم كرهت وما زلت أكره هذا. أنت لا تعلمين كم هذا يحزنني" ترد عليها

"ها نحن نبدأ ثانيةً. عملي كل حياتي، أريد التفوق بحياتي، ....، لقد سمعت هذا من قبل. يا عزيزتي بخصوص جمالك، فقد وهبت جمالاً تحسدين عليه، ولا ضير من إستخدامه لصالحك

قلة من هم رافقوك من الرجال. وبعد فترة وجيزة إنفصلت عنهم، بل هم إنفصلوا عنك لإبتعادك عنهم. حجتك دوماً كانت عملك. سيأتي ذلك اليوم عنما تلتفتين يميناً ويساراً ولا تجدي أحداً حولك. ستكونين وحيدة" ترد عليها

"أنت ستكونين هناك، ويكفيني هذا" تصطنع الزعل وهي ترد ثم تحتضنها

"إذهبي، إذهبي قبل أن تقلع الطائرة بدونك، واتصلي، ... يومياً. وابتسمي في الوجوه قليلاً" تلمها أختها وتحدق بها مبتسمة مصطنعة حركة بحواجبها

"لا تبدئي معي" تحدثها

"ماذا؟ ، أنا لم أقل شيئاً" ترد أختها

"أنا أعرف ما تعنينه بحركة حاجبك" ترد

"وما العيب في التعرف على أحدهم هناك" تحدثها في حين تبتعد أختها عنها

تلوح لها وهي تهم في الدخول في منطقة الجوازات

"لا تنس الإتصال" تصرخ أختها

+++++

ينظر عباس مجدداً إلى جهاز الإحداثيات، لقد شارفوا على حدود المياه الإقليمية، والنقطة المتفق عليها لإلقاء الحمولة

"هل ترى أحداً بالجوار" يسأل عباس إبنه مجيد، بعد أن وصلا إلى نقطة الإلقاء

"لا، نحن بأمان. لننه هذا الأمر بسرعة قبل أن يقترب أحدهم" يرد مجيد بعد أن يضع المنظار المكبر جانباً

"هيا بسرعة لنفك الكولمان" يطلب عباس من إبنه

يقوم مجيد إلى الزمزمية، حافظة الماء، الكبيرة أو كما هو متعارف عليه لدى الإيرانيين بالكولمان. والسبب لذلك أن أول حافظة الماء إنتشرت بإيران كانت من ماركة كولمان الأميريكية الشهيرة

إلا أنهما لايريدان الشرب الآن. بينما يحمل مجيد الزمزميه بإحكام يقوم والده بفك الجزء السفلي منها، لقد كانت تبدو كأي زمزمية، ومنظرها الخارجي الذي يحمل آثار الزمن لا يبعث على الريـبة. إلا أن الجزء السفلي ينفك ليظهر مخبئاً صغيراً يحتوي على عده لفائف كل منها بحجم علبه مشروبات صغيرة. يقومان بإخراج أكياس العينات من كيس القمامة، وربط كل كيس بالحلقة المتصلة بكل من اللفائف وبعد التأكد من إحكام الربط يقوم مجيد بجر خيط صغير في الطرف الآخر من اللفيفة فتنفجر كبسولة من الغاز المضغوط نافخة اللفافة إلى بالون بحجم كرة البحر من النوع الكبير

"بسرعة يا مجيد. هيا لنلق الحمولة بالبحر" يحثه والده

"إني أعمل بأقصي ما أستطيع" يرد عليه

وفوراً يقوم الإثنان معاً بإلقاء الحمولة إلى البحر. البالون سيحمل الأكياس ولكنه سيكون مغموراً تحت سطح البحر ببضعه أمتار

كررا العملية مع الأكياس الأربعة وإنتهى الأمر خلال دقائق معدودة، وقاما بعدها بإعادة تركيب الزمزمية، وإعادة ترتيب الأوضاع على القارب

بينما يبدآن رحله العودة، تدور الأفكار في رأسهما

"كيف سيستدلون على ما رميناه في وسط البحر؟" يسأل مجيد

"وما أدراني! لا يهمني حتى. كل ما يهمني الآن وأتطلع إليه هو رحلتي القادمة للساحل الغربي من الخليج حينما يتم الدفع لنا بسخاء" يرد عباس


إنتهى الجزء السابع
ويتبع في الجزء القادم


5 Comments:

Blogger جنة الحواس said...

I liked this part ..

It sounds that the beautiful business woman waraha shay .. SUSPENSE ..

12:19 PM  
Blogger esetch said...

;)

2:51 PM  
Blogger الأجنحة المتكسرة said...

أول مره أتابع لك روايه .... مشوقة وبانتظار باقي الأجزاء

10:39 PM  
Blogger esetch said...

عزيزتي ذات الأجنحة المتكسرة

مرحباً بك في أحلامي

إن أعجبك حلمي فعودي

10:44 AM  
Blogger الأجنحة المتكسرة said...

.... بالتأكيد سأعود

على فكرة ذهبت للأرشيف لأقرأ بعض ما كتبت .. الغريبة دمعت عيناي من الضحك على ذكرياتك لتي أرجو أن لا تنتهي بقدر ما دمعت عيناي على ... أماني

11:14 AM  

Post a Comment

<< Home