رواية الدانوب الأحمر – الجزء الرابع عشر
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
يغلق سامي باب غرفته ويضع حقيبته على الطاولة. الغرفة عبارة عن شقة فندقية صغيرة، لكنها مريحة ومجهزة بمطبخ صغير. قبل أن يدخل إلى السكن قام بإمضاء بعض الوقت في إستكشاف المنطقة من حوله
بجوار السكن يوجد سوقين مركزيين، يقرر بأنه سيتسوق منهما حاجياته. هناك أيضاً محل من سلسلة محلات نيدرماير المتخصصة بالإلكترونيات، تشبه إلى حد ما محلات الراديوشاك في الولايات المتحدة
قد تلزمني بعض مستلزمات الكمبيوتر من هناك، يحدث سامي نفسه. كل المحلات كانت مغلقة، فالساعة قد جاوزت السابعة والنصف. سيكون هناك متسعاً من الوقت غداً عندما يعود للسكن حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً
لقد كان يوماً طويلاً، ولا يوجد ما يقوم به حتى وقت العشاء. يوجد مقّهى صغير مقابل المسكن يبدو أنه يقدم أيضاً بعض المأكولات الخفيفة، يفكر وهو يفتح حقيبته ويخرج جهاز الكمبيوتر المحمول. لقد إشترى بطاقه الإنترنت اللاسلكي من موظفة الإستقبال لتوه، ولديه الآن بعض الوقت يقضيه في تصفح الأخبار والمنتديات وخصوصاً عالم المدونات الذي أصبح مدمناً عليه، بالإضافه إلى الإتصال بإستخدام برامج المحادثة. يقوم بتركيب كاميرا الآي سايت ويوصلها ويبدأ بتشغيل الجهاز
+++++
بعد عدة ساعات وفي مياه الخليج
الزروق المطاطي يشق طريقه في ظلام الليل. الزورق ومن يمتطيه يكتسون السواد
"وي آر أون ذ رانديفو سبوت سير. نحن على نقطة الإلتقاء سيدي" يحدث رئيسه
لقد شارفوا على النقطة الموعودة على حدود المياة الإقليمية. الموقع يوضحه جهاز تحديد الإحداثيات، وحالما تم الوصول للنقطة تم تشغيل جهاز التقصي العامل بالموجات فوق الصوتية. الميكروفون المغمور تحت الماء يستمع للإشارة التي يبثها المصدر المغمور تحت الماء
"أوكي سارجنت. حسناً يا رقيب" يجيب القائد النقيب مايكل مولتا
"حسناً يا سادة، إستعدوا للغطس" يأمرهم النقيب
"يا رقيب أورايلي، أعطني حالة الرادار" يطلب منه
"لا يوجد أي إتصال على الرادار سيدي، كل شيء تمام" يأتيه الرد
"حسناً يا سادة، شغلوا الأجهزة وإبدءوا غطسكم، وصيداً موفقاً" يحدثهم
بدلة الغوص تحتوي على أجهزة كانت إلى زمن قريب تنتمي لروايات الخيال العلمي. تحت الماء يستخدم الغاطس جهاز الإستدلال للوصول إلى العبوات التي تحمل كل منها جهازاً صغيراً يبث الذبذبات الفوقصوتية. كما أن قناعه مزود بإمكانية الرؤية في الظلام الدامس تحت الماء ، بل إن جهاز التنفس لا يصدر عنه أية فقاقيع قد تكشف أمره للمراقبين على السطح
سرعان ما تمكن أحدهم من تحديد العبوة الأولى ، يقوم بربطها بالخيط الموصول بالزورق. يقوم بالصعود للإعلى لإبطال مصدر البث في العبوة ومتابعة البحث عن العبوات الأخرى
يتابع النقيب مولتا العملية. يحاول إظهار رباط جأشه أمام طاقم الزورق، إلا أنه بداخله قد وصل ذروة توتره
قد يبدو الأمر في غايه السهولة، وإن كل ما عليهم هو الإلتزام بشروط التخفي، إلا أن أنكشاف أمرهم قد يؤدي الى مشكلة في المحافل الدولية، لذلك تم انتقاء الفريق بحذر وبدقة لهذه المهمة، فهم النخبة . والتخطيط تم على أعلى المستويات
إنهم حتى لا يسألون عن محتوى هذه العبوات التي يقومون بإنتشالها، كل ما يعنيهم هو إنجاز المهمة التي بعثوا من أجلها
بعد إستكمالهم جمع العبوات يعودون إلى حيث أتوا. والسفينه ستبحر في وسط الخليج بعيداً عن المياه الإقليمية لأي من الدول المطلة عليه
خلال أقل من أربعة وعشرون ساعة، ستكون العبوات تحت تصرف المختصين في المختبرات لفحصها
+++++
الوقت متأخر في فيينا. يتأمل الكأس وهو ممسكاً به فيتجرع محتواه برشفة واحدة، بينما يمسك بصورتها. ترسل الفودكا رعشة دافئة في جسده، ويتذكر الماضي. كم هي مؤلمة هذه الزيارات اليومية
كانت كالزهرة اليانعة وها هي تذبل أمامه. كان يأمل وإياها ببناء مستقبل لهما في الغرب والنمسا كانت المحطة الأولى في دربهما ولكن يد الأقدار إمتدت لها وله وعرقلت المسيرة. لم يعد يقوى على رؤيتها ممدة على الفراش تعاني من آلام المرض. لم يعد يحتمل بالرغم من شجاعتها، رؤيتها تموت رويداً رويداً. لعل الموت راحة لها ولكنه لا يحتمل فراقها. يا إلهي ما سأفعل من دونها، لا ، الدنيا لا تطاق وهي غير متواجدة فيه، يحدث نفسه
يقطع رنين الهاتف حبل أفكاره ويجيب
"هل أتممت مهمتك؟" يسأله من على الطرف الآخر
"نعم" يجيب بهدوء
"جيد. عمل جيد" يرد الصوت من على الطرف الآخر
"ماذا عن الدفعة المقررة لي؟" يسأله
"ستستلمها قريباً، بنفس الطريقة السابقة" يجيب الصوت ويغلق الخط
"إنتظر ...." يرد بسرعة ولكن ...، آه كم أكره ما يحدث لي، يحدث نفسه. ولكني بحاجة للمال، علاج كاترجينا مكلف
آه يا عزيزتي لو تعلمين ما فعلته من أجلك. لقد بعت روحي للشيطان من أجل الأموال لعلاجك
اللعنة عليهم، إني أكرههم، و أكره نفسي
إنتهى الجزء الرابع عشر
ويتبع في الجزء القادم
0 Comments:
Post a Comment
<< Home