Monday, September 19, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثالث عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



مختبر الغاما خالٍ وسيكون هكذا لفترة من الوقت. كل ما يحتاج إليه هو بضع دقائق

يخرج من جيبه ورقه تحتوي على أرقام متسلسلة، ومن حقيبته علبة معدنية صغيره. باستخدام القائمة المكتوبة يبحث عن مجموعه من أواني الفحص المغلقة. يضعها أمامه ويقوم بفتح العلبة المعدنية ويخرج منها لفة يقوم بفردها بعناية أمامه.
اللفة تحتوي على مجموعه من الحقن الصغيرة، كل منها يحمل رقماً تسلسلياً.
يأتي بإناء الفحص الأول على قائمته. الإناء المعروف بالمارينيللي بيكر والمصنوع من البلاستيك وهو ذو سعه ٢٥٠ مليلتراً، الغطاء العلوي يحتوي على المعلومات الخاصة بالعينة وهو محكم الإغلاق بشريط لاصق يدور حول الطرف العلوي للإناء

يقوم بحرص برفع جزءٍ من الشريط اللاصق بحيث يمكنه رفع الغطاء قليلا، ثم يأخذ الحقنة الصغيرة الأولى ويدخل طرف الإبرة لداخل الإناء ويفرغ محتويات الحقنة بداخله. يقوم بإحكام إغلاق الغطاء وتحكيم الشريط اللاصق حوله مرة أخرى

يعاود فعل الكره مع مجموعه الآنية الأخرى. خلال دقائق كان عمله قد إنتهى

+++++

"كلا حقيقة، صديقتي السابقة كانت موديلاً" يردد يولا، وهم مازالوا يتحدثون عن إندرا

"نعم، كما أن زوجتي كلوديا شيفر، لا، لا، لا، بل سيندي كراوفورد" يرد كيم مازحاً، وهم يهمون بالدخول لمختبر الألفا

"يا إلهي، ها نحن مرة أخرى" يحدثهم كيم بعد أن رأى لوحة الكتابة البيضاء والمكتوب عليها

"ما الأمر؟" يسأل سامي

"يقوم إينـزيو بارلوتشي بين فترة وأخرى بكتابة إحدى الأحجيات على اللوحة ليجيب عليها أحدنا" يرد يولا

"وهل يجيب أحدكم؟" يسأله سامي

"بين الحين والآخر. إينـزيو بارلوتشي يأخذ فرحته من العملية وخصوصاً عند عدم قدرتنا على الحل، ...، الوغد الإيطالي" يرد يولا

" وجودي دائما في النقاش
أنا لا يمكن أن أُرى، لا يمكن أُمَسّ
رغم بإنّني يمكن أن أوجد في كلّ الأشخاص
إلا أنني لا أُحَسّ
بالرغم في الموسيقى لدي أسلوبي الخاص
فما أنا؟" تنتهي الأحجية

"هذه صعبة" يحدثهم يولا

"كل شيء يبدو صعباً في بدايته" يرد نزار

وبينما هم يتحدثون يقبل شخص ويلصق ورقة بالقرب من الطابعة، يذهب نحوها نزار

"ما هذا الشيء؟" يقولها سامي بتهكم

"بالضبط!!!" يعقب يولا متهكماً

"ذاك السيد هيربرت سومرييه، مسئول تكنولوجيا المعلومات في المختبرات" يرد كيم

"نعم ويقوم بجولته الإسبوعية لأخبارنا أي الطابعات التي تستهلك الورق الأكثر. وخمن من أكثر إستهلاكاً؟" يجيب يولا ويضحك

هيربرت سومرييه هو نموذج مثالي لمحترفي الكمبيوتر. الجسد السمين المترهل والشعر الدهني الطويل، الغير مغسول، والنظارة والعديد من الأقلام في جيب الصدر لقميصه الباهت اللون. لم تخطئ هوليوود عندما عرضتهم بهذا الشكل بالأفلام. بالإضافة لكل ذلك، فقد كان كان يتنفس بثقل وكأنه مصاب بالربو، من السجائر على ما يبدو

+++++

"آه السيد سامي" يأتيه الصوت من الخلف، ويلتفت سامي نحو السيدة الصغيرة الحجم

"لقد خمنت إنك السيد سامي. الحقيقة لقد عرفتك من صورك. مرحباً بك، انا روبي دسوزا وأنا المسؤلة عن شؤون المتدربين" تحدثه وتقدم له بطاقتها

"إن إحتجت لأي مساعدة فما عليك سوى الإتصال بي. هل إستطعت الوصول للفندق بسهولة، وهل تجده مريحاً؟" تسأله بسرعه ويجيبها سامي بالإيجاب

"حسناً جداً، للعودة هذه الليلة يجب أن تصعد للباص رقم ٢ والخاص بنقل موظفي المعامل من وإلى فيينا والذي يجب عليك أن تستقله في رحلاتك اليومية إبتداءً من يوم غد، وهو نفس الباص الذي أستقله أنا في طريق العودة

عليك بالجلوس على مقربة مني لأعلمك بالمحطة التي يتوجب عليك النزول بها، ومن ثم عليك أن تأخذ الباص العمومي رقم ٣٩أ أو الترام رقم ١٩ ليأخذك إلى مقربة من فندق سيسي حيث تقيم، علماً بأن المسافة بسيطة تستطيع قطعها ماشياً إن أحببت. وتذكر أن باص المختبر سيقلك من نفس المكان غداً وكل يوم عند الساعة السابعة وخمسة دقائق صباحاً، فأرجو أن تحرص على إنتظاره في ذلك الوقت" تشرح له وتبتسم

لقد أعجب سامي بتلك السيدة وفعاليتها في العمل

+++++

إقتربت الساعة من السادسة مساءً، وبدأ الموظفون يتجهون إلى جهاز الإنصراف لتسجيل الخروج. يقضى سامي وقته بالتجول سريعاً بأرجاء المختبرات ومقابلة أناس لم يتمكن من حفظ أسماء أغلبهم، لكن الأيام القادمة كفيلة بتغيير ذلك

يتجه سامي نحو الباص بعد تسجيل خروجه، الشمس قد غربت من حوالي ساعة والجو آخذ في البرودة القارصة. يستقل الباص ويجد روبي جالسة في أحد المقاعد الأماميه وبجانبها سيدة أخرى، إبتسمت له وأشارت عليه أن يجلس خلفها فإختار مقعداً بجوار النافذة على الناحية اليمنى من الباص

تقدمت إندرا عبر ممر الباص وتوقفت عنده، تحدثها روبي وتشير عليها بالجلوس بالقرب من سامي

"هل هذا المقعد مأخوذ؟" تسأله

"لا" يجيب ويرفع حقيبتة من المقعد كي تجلس

إنطلق الباص إلى البوابة الرئيسية، حيث توقف لينزل الجميع للمرور عبر البوابات الأمنية. شعر سامي بالضيق من عمليات الدخول والخروج من أماكن دافئة إلى الصقيع في الخارج، إلا أنه سرعان ما إستقل مكانه بالباص، وسرعان ما رجعت جارته للجلوس بجانبه. انطلقت الحافلة في الظلام الذي لم تقطعه بالبداية إلا أضواء المنازل وسط الحقول. كانت روبي أمامه تحاور جارتها. أخذ سامي ينظر لخارج الحافلة وهو يستمع بالموسيقى عبر الآي بود

يرفع سامي السماعات من أذنيه، "هل هذه المرة الأولى لك بفيينا؟" يسألها، محاولاً البدء في حديث ودي معها

"نعم" ترد باقتضاب

يشعر سامي بأنها لا ترغب بالحديث معه. يا للأسف فقد كان قد بدأ يشعر بالمودة نحوها، أرجو أنها ليست ممن كونّ إنطباع سابق عن العرب. يتركها سامي ولا يحدثها ويعود للإستماع للموسيقى مرة أخرى

الوقت يمضي ويبدو أن الباص قد أتخذ طريقاً مغايراً بعض الشيء عن الطريق الذي سلكته الحافلة صباحاً، إلا أن وبعد مضي الوقت وبعد ظهور بوادر المدينة، توقف الباص عند إشارة ضوئية إستدار بعدها يساراً ثم توقف وفتحت الأبواب

"إنتبهي يا عزيزتي، محطتك ستكون الآتية" تحدث روبي إندرا بعد أن إلتفتت لها

"حسناً. شكراً" ترد عليها

شاهد سامي أن أغلب الركاب قد نزلوا عند هذه المحطة مثل السيد سومرييه وميريك، إلا أن روبى ما تزال جالسة

إستمر الباص بالسير والتوقف عند المحطات واحدة تلو الأخرى، إلى أن التفتت إليه روبي وأوصته بالنزول بالمحطة القادمة. يجمع سامي أمتعته ويهم بالنزول بعد أن حياها مبتسماً، ويلاحظ أن راكبين آخرين قد نزلا معه، أولهم شخص آسيوي إتجه لموقف الترام والآخر كان رجلاً بمنتصف العمر إتجه لموقف الباص. إختار سامي أن ينتظر الباص، فهو يمر بشكل أكثر دوريه من الترام حسب ما قرأه من الجدول المعلق عند موقف الإنتظار

سرعان ما جاء الباص المطلوب فإستقله ووجد أنه نصف خالٍ، إلا أنه آثر الوقوف بجوار الباب لنظراً لقرب المسافة كما أخبرته روبي ، وفي المره الثانية التي توقف بها الباص قام بالنزول منه، وفعلا كان أمام مقر سكنه. شكراً يا روبي، يحدث نفسه، لم يخطئوا عندما جعلوكي المسؤولة عن شؤون المتدربين



إنتهى الجزء الثالث عشر
ويتبع في الجزء القادم

2 Comments:

Blogger الأجنحة المتكسرة said...

Man you love details!

keep it going ;)

11:13 PM  
Blogger جنة الحواس said...

ya7leel Ruby ..yat ebwagt-ha :p

2:55 AM  

Post a Comment

<< Home