مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثانية والعشرون
حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل
جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً
في منزل بوعبدالرزاق
"نادية إياك والتهور" تحدثها أختها
"لم أعد أحتمل المزيد. إنها حياتي ويريدون أن يديروها لي" ترد نادية
"كلنا عانينا من عناد أمي" تحاول سعاد إقناعها بالهدوء
يأتي صوت دخول أمهم بدرية مع عبدالرزاق إلى المنزل، فتهرع نادية إلى الطابق الأرضي للحديث معها وتتبعها أختها في محاولة اللحاق بها
تستغرب بدرية من حالة نادية، "ما الأمر؟ ما بكم؟" تسألهم أمهم
"لا شيء يا أمي، لا شيء" تجيب سعاد
"لا بل هناك شيء. أمي أنا أريد الحديث معك على إنفراد" تطلب منها نادية
"نادية، أرجوك" تتوسل بها سعاد
"ما الأمر؟ تكلمي؟" يصرخ بها عبدالرزاق مرتاباً
"أنا أريد أمي على إنفراد" ترد نادية
"لا يوجد شيء نخفيه عن أخيك، فهيا تكلمي" تطلب منها أمها
"حسناً. ...، زميلي بالجامعة، وليد قد تخرج إمتياز مع مرتبة الشرف وسوف يبتعث لإستكمال دراسته بالخارج. وأمه ترغب بزيارتنا لخطبتي منكم إليه" تقولها بكل صمود
"ماذا !!!!" تصيح بها بدرية
"أما زلت على علاقة بهذا الحقير؟" يقولها عبدالرزاق ويندفع نحو أخته نادية
يضرب عبدالرزاق أخته نادية بكفه على وجهها ويشدها من شعرها فيسقطان أرضاً. يكمل عبدالرزاق هجومه على نادية باللكمات على وجهها بينما تحاول بدرية وسعاد كف يدي عبدالرزاق عنها والصراخ يعلو من الأفواه. فها هي نادية تستغيث بأمها وأختها وأمها تصيح بعبدالرزاق ليكف عما يفعله. وفي الأثناءا تحاول سعاد فك قبضتي عبدالرزاق من رقبة أختها التي تكاد تختنق وهي تصيح منادية أمها للمساعدة، أما عبدالرزاق فقد أطبق على رقبة أخته محاولاً خنقها وهو يشتمها في نفس الوقت
وبإعجوبة، تفلت نادية من قبضة عبدالرزاق وتحاول الفكاك من الموقف وبينما هي مندفعة يلحق بها عبدالرزاق فيختل توازنها بعد أن يدفعها عبدالرزاق
يسود الهدوء وتطغى السكينة بصالة المنزل، بينما يتلألأ الزجاج المتناثر على أرضية الصالة ويبدو الزجاج وكأنه ألماس لامع على أرضية مرجانية مخملية جراء إنسياب دم نادية الأحمر القاني
+++++
في المستشفى
تتجمع الأسرة خارج غرفة العمليات. الوجوم بادي على الوجوه والدموع قد جفت من عيني سعاد وأمها. عبدالرزاق يبدو متوتراً لما سيؤول إليه الأمر
يخرج الطبيب الجراح من بوابة غرفة العمليات فيندفع إليه الجميع مستفسرين وتتوالى الأسئلة جميعها في نفس الوقت
"الحمد لله جرت الأمور بكل يسر داخل غرفة العمليات ولم تحدث أي مضاعفات" يحدثهم فيتنفسون الصعداء
"خلال دقائق قليلة سوف يتم أخذها لغرفة العناية المركزة لتبقى تحت المراقبة للأربع والعشرون ساعة القادمة. ...، من ولي أمرها؟" يسألهم الطبيب الجراح
"أنا عمها، وهذا خالها وهذه هي أمها" يجيب بوعبداللطيف مؤشراً على بدرية وبوعبدالمحسن
"أريد التحدث إليكم على إنفراد قليلاً" يحدثهم الطبيب
"خيراً ما الأمر يا سيدي؟" يسأل بوعبداللطيف
"لا أخفي عليكم، الإصابة كانت خطيرة. لقد فقدت الكثير من الدم الأمر الذي إضطرنا لإعطائها ثلاثة أكياس من الدم. إنها إعجوبة بأن نجت من الأمر. ولكن هذا ليس المهم. ما يقلقني هو الإرتجاج في الرأس من جراء السقوط، ولكن الأيام هي من ستخبرنا عن تطور الحالة، وإن شاء الله ألا تكون خطيرة. ولكن الأمر المهم هو جروح الوجة واليدين. نظراً لعمق الجروح فإنها ستترك ندوب دائمة في مواقع الجروح وخصوصاً الوجه. كنت آمل أن تكون الجروح سطحية لمعالجتها تجميلياً ولكن يبدو لي بأن هذا الأمل بعيد المراد بعد رؤيتي للجروح" يختم الطبيب حديثه بينما تنتحب بدرية مما سمعته
"ما الأمر يا عمي؟ ما الأمر يا أمي؟ ماذا حصل لنادية" تصيح سعاد وهي قريبة من الهستيريا
"لا شيء يا إبنتي هدئي من روعك فنادية بخير، صدقيني" يرد بوعبداللطيف
"فلم أراد الطبيب الإنفراد بكم، ولم أمي تنتحب. ... نادية، نادية" تبدأ سعاد بالصراخ وتندفع نحو غرفة العمليات، بينما يلحق بها الآخرون لمنعها
+++++
في غرفة العناية المركزة
ترقد نادية بلا وعي من جراء تخدير العملية بينما الآلات الطبية تعمل وتصدر أصوات، وحولها أمها وأختها سعاد. فقد خرج للتو عمها لمتابعة التحقيق الذي يجريه محقق وزارة الداخلية مع أخيها
"إياك أن تذكري شيئاً للمحقق. كما إتفقنا ما تم كان قضاء وقدر. لقد كانت نادية وأخيها يتمازحان وكان يلحق بها فزلقت من الأرضية وسقطت على الطاولة الزجاجية. هذا كل ما تم" تشرح لها أمها
"أمي كيف يطاوعك قلبك أن تقولي هذا؟" تسأل سعاد وهي تبكي
"إصمتي وإخفضي صوتك لكي لا يسمعنا أحد. أتحسبين بأني سعيدة بما حصل؟ وما الفائدة إذا أدخلت إبني الوحيد السجن؟ أستقوم نادية من فراشها بدون أي خدش. ما حصل قد حصل ولا يمكن إرجاع الزمن للوراء" ترد بدرية على إبنتها
"ونادية المسكينة؟ من سيدفع ثمن تشوه وجهها الجميل؟" تسأل سعاد بعصبية
"قلت لك إخفضي صوتك لكي لا يسمعنا أحد. سنعالجها بالجراحات البلاستيكية ومهما كلف الثمن" ترد بدرية
"لقد قال الطبيب بأنه لا فائدة من هذه الجراحات، فالندوب ستظل وإلى الأبد" ترد سعاد وتنهمر دموعها
"وما أدراه هذا الطبيب. سنعالجها وستعود أجمل مما كانت" ترد بدرية
"أتحاولين أن تواسيني يا أمي. ويا ترى من سيعالج جروحات قلبها؟" تسأل سعاد
"أوووه، كفي عن الفلسفة. وكما ذكرت لك. الأمر كان لهواً وما حصل قضاء وقدر. وإياك أن تفشي هذا الأمر، فوالله سأتبرأ منك إلى يوم الدين، فلا أنت بإبنتي ولا أعرفك بعدها أبداً" تقولها وتخرج من الغرفة، فتجهش سعاد بالبكاء
+++++
في غرفة المحقق
"وكما ذكر الجميع، فالأمر لم يعدو سوى مزاح بين الأخوة أدى وللأسف لمأساة" يحدث بوعبداللطيف المحقق الذي يمعن النظر إليه
وبعد لحظات من الهدوء "أنا لآ أستطيع بالبت بأي شيء. سيتم تحويل الملف بأكمله لإدارة التحقيقات للإنتهاء من الموضوع، هذا بعد أن تستعيد الفتاه وعيها من العملية وبعد حديثها عن الموضوع. ولكن دعني أكون صريحاً معك بعض يا سيدي
أنت لم تكن معهم وقت وقوع الحادثة لذا فلم تشهد الواقعة. ولكن تفاصيل تقرير الطبيب المعالج بالطوارئ يؤكد حدوث كدمات بالوجه وفي أماكن متفرقة من الجسم مما يؤكد حدوث إعتداء على الفتاة. أما من قبل من، فلا أعرف. وإذا أكدت ...، آآآه، أسمها نادية أليس كذلك؟ فإذا أكدت نادية كلام أمها وإخوتها فسوف يقفل التحقيق. أما وإن قالت بكلام آخر، فالوضع سيتغير بكامله" يحدث المحقق بوعبداللطيف
إلى اللقاء مع الحلقة القادمة
مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم
0 Comments:
Post a Comment
<< Home