Wednesday, December 28, 2005
رواية الدانوب الأحمر – الجزء السابع والثلاثون
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
الساعة تقترب من الخامسة مساءاً، والشمس تقترب من الغروب. تتوقف السيارتان في مواقف المجمع القريب من محطة ألت إرلا ويترجل الجميع ويتبعون إليزابيث نحو أحد المداخل. المجمع السكني ذو مظهر مختلف عن المجمعات الشققية الأخرى الواقعة في فيينا، فضخامته ولونه الرمادي الداكن كانا يعطيان شعور بالكآبة، كما أن المدخل كان يؤدي إلى متاهة من الممرات الأخرى قبل الوصول إلى المصاعد التي تتناوب المجموعة في إستعمالها للوصول لشقة إليزابيث في الطابق الثالث. عند الوصول للشقة فوجيء سامي بصغر حجمها، فقد إكتضت بعدد الزوار المتواجدين فيها
"هناك أماكن كافية لكل منكم لأن يعلق معطفه ويترك أمتعته، سواءاً عند المدخل أو الممر الملاصق له. أرجو من الكل أن يأخذ راحته، لقد أعددت كل شيء للعشاء باكراً، وليس هناك من شيء إلا تسخين الطعام وإعداد السلطة وقلي السمكة المخصصة للعشاء" تخاطبهم إليزابيث
تتجه إندرا لإليزابيث "سيدة زايلر، أود أن أشاركك في إعداد العشاء" تحدثها
"ناديني بإليزابيث ، أو ليزا يا عزيزتي، وعلى الرغم من أنه باستطاعتي العمل بمفردي إلا أنه من دواعي سروري أن تشاركيني العمل بالمطبخ" ترد عليها
ترغب الفتيات الأخريات في مشاركتهما والتوجه للمطبخ
"لا داعي لأن تتعبوا أنفسكن، علاوة على أن المطبخ صغير على أية حال" تخاطبهن ليزا مبتسمة
"سنتشارك جميعاً على مراحل إذاً" ترد عليها روزا لوبيز ضاحكةً
"كما تشائين يا عزيزتي، هل لك بأن تساعديني إذا بإحضار المكونات من الثلاجة؟ ستجدينها في الخارج في البلكونة" تطلب منها إليزابيث
تسترعي العبارة الأخيرة إنتباه سامي، فيبدو أن المطبخ صغير جداً لدرجة أنه لا مكان للثلاجة بداخله. يتذكر ضاحكاً مقطع من مسرحية كوميدية لعادل إمام!
"سأعد القهوة وآتي ببعض المشروبات لكم. يمكنكم التفرج على التلفزيون أو الإستماع للموسيقى، فلدي بعض التسجيلات المختلفة لعدد من المطربين بعدة لغات" تحدث إليزابيث الرجال من الرفقة
يتجه سامي ليعاين جهاز الستيريو، ثم يوجه حديثه لإليزابيث، "إن سمحت لي يا ليزا، ما رأيك بأن أشغل بعض التسجيلات من جهاز الآي-بود عبر الجهاز، فلدي الآلاف من التسجيلات المختلفة والتي تشمل أنماط موسيقية عديدة وبلغات عدة" ويخرج جهازه من حقيبته
"بالتأكيد يا سامي، ولكن كيف ستوصل الآي-بود بالستيريو؟" تسأله
يبتسم سامي وهو يفتح حقيبته، "لدي ما يفي بالغرض" يقول ذلك ويخرج سلك خاص يقوم بتثبيته بالستيريو
يقترب منه مصطفى شلبي "أحقيقة أن هناك آلاف من المقطوعات الموسيقية بهذا الجهاز؟" يستفسر مصطفى
"نعم" يرد سامي
"حقا؟ هل لديك أغاني مصرية ..." يسأله
قبل أن يكمل مصطفى كلامه يضغط سامي على عجلة الجهاز فتنطلق من السماعات مطلع أغنية "على قد الشوق" لعبد الحليم حافظ
يلتفت للمجموعة الذين إستوقفهم النمط الموسيقي الذي كان غريبا عنهم، "أتمنى أن تعجكم الأغنية الأولى، وسأترك مصطفى يحدثكم عن كلماتها ومغنيها الراحل" يحدثهم
يبتسم لمصطفى ويتجه نحو المطبخ، حيث الفتيات كن مشغولات بتجهيز العشاء
"عفواً يا ليزا، أيمكنني إستخدام دورة المياه؟" يسألها
"بالتأكيد ياعزيزي سامي، ستجدها بآخر الممر" تحدثه وهي ترتدي المريلة ومنهمكة بتقطيع الخضار للسلطة
"شكرا لك!" يشكرها
+++++
يخرج سامي من الحمام، فيلمح مجموعة من البراويز على الحائط المقابل تحتوي على مجموعة من الصور. يتجه نحو الحائط و يبدأ بتفحص الصور
بعض الصور كانت باللونين الأبيض والأسود وأخرى كانت بالألوان. أغلب الصور كانت تضم إليزابيث، والتي بدت بمراحل مختلفة من حياتها. بعض الصور القديمة كانت تبدو قديمة، ولأشخاص خمن أن يكونوا أفراد من عائلة إليزابيث ووالديها. إسترعى إنتباهه ببعض الصور التي كانت إليزابيث تبدو فيها وجود فتاه بمراحل عمرية مختلفة. لاحظ أن الفتاة تحمل كثيرا من سمات إليزابيث. يتتبع الصور ويلاحظ أن أخر صورة تجمع الفتاة مع إليزابيث كانت الفتاة تبدو فيها بسن المراهقة، ولكن إليزابيث كانت تبدو أصغر سناً من الوقت الحاضر. هناك صور أخرى للفتاة بعمر متقدم، كانت تبدو فيها منفردة
من تكون هذه الفتاة؟ ولماذا لا توجد صور حديثة لها مع إليزابيث؟ يتساءل مع نفسه
"يبدو أنك من محبي الوحده!" يأته الصوت من الخلف
يلتفت سامي فيري يولا واقفا خلفه، فيبتسم له، "إني آسف، فقد كنت على وشك أن أنظم إليكم" يرد عليه
يقترب منه يولا ويقف على يساره ويبدأ بتأمل الصور معه
"هل لي بأن أسألك شيئاً؟" يبادره سامي وهو يشير للصور
"بالتأكيد" يرد عليه يولا
"هذه الفتاة التي تشارك إليزابيث ببعض الصور، أهي إبنتها؟" يسأله ويهز يولا رأسه بالإيجاب
"وأين هي الآن؟" يسأله
يهز يولا رأسه، "إنها قصة طويلة" يرد عليه يولا بلهجة تخلو من الحماس، "كما إني لم أقابلها قط، فقد كان ذلك منذ فترة طويلة وقبل أن آتي للعمل بالوكالة وأتعرف على ليزا" يضيف
يعاود سامي النظر للصور. يركز على الصورة التي تبدو فيها الفتاة بعمر متقدم. كانت تحمل الكثير من ملامح والدتها. يحاول ذهنياً تخمين الزمن الذي أخذت فيه تلك الصورة
في الخلفية يصدح صوت خوليو إغليسياس بالغناء. فلقد وضع الآي-بود على وضعية الإنتقاء العشوائي للموسيقى
"أعتقد أنه علينا معاودة مشاركة الزملاء" يحدثه يولا
"فعلاً، بالطبع" يرد عليه سامي
+++++
على العشاء، فضل سامي تناول الخضروات مع السلطة حيث أنه لا يحب تناول السمك، وداعبته ليزا بأنه يضيع متعة عظيمة في قراره هذا. أثناء العشاء كان الحديث يدور حول مواضيع شتى، وإن كان أغلبها يتعلق بالمتدربين وكيف يقضون أوقاتهم في فيينا. كان سامي جالساً على الطاولة المكتضة مقابلا إندرا، التي لم تنفك عن مبادلته النظرات طوال الليلة
بعد العشاء، قام البعض برفع الأطباق و بسرعة أحضرت القهوة وكعكة كان يولا قد جلبها معه منذ الصباح
"أنتم على وشك التمتع بتراث نمساوي عريق، وهذه فرصة لمن لم يتذوق هذا النوع من الكعك إلى الآن، فهي ألذ كعكة شوكولاته على الإطلاق" تحدثهم ليزا وهي تضع الكعكة على الطاولة
يعود تاريخ الساخرتورته إلى الثلاثينات من القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من إختلاف طرق تصنيعها، إلا أنها تتكون من طبقات من الكعك الإسفنجي المحلى بالشكولاته، بينها طبقات غنية من حلوى مربى المشمش، وتغطي الكعكة طبقة سميكة من الشكولاته الغنية
تبدأ ليزا بقطع وتقديم قطع الكعكة، وتضيف لكل منها بعض من الكريما المخفوقة. وبالفعل أبدى الجميع إعجابهم بلذة وحلاوة الكعكة
"إن تجولتم بفيينا ستجدون الكثير من المقاهي والمخابز التي تقدم هذا النوع من الكعك، والبعض منهم يقدمها بعلب فاخرة تشبة علب المجوهرات" يعلق يولا
"ينظر سامي نحو المائدة لإندرا وهي تتناول القهوة. يوميء لها بإشارة تفهم معناها بالحال، في المرة القادمة عندما نذهب للتجول بمقاهي المدينة، علينا أن نتناول هذا النوع من الكعك
+++++
بنهاية الليلة يودع الجميع إليزابيث ويولا على الرحلة الممتعة، ويعرض يولا عليهم توصيلهم بالسارة إلى مقار سكنهم، فيقبل البعض دعوته
يرافق سامي إندرا إلى محطة القطار
"ولكن لا داعي لأن تتعب نفسك، سأنزل في محطة ترايسنغاسه بينما تكمل أنت طريقك" تحدثه إندرا
"لا مشكلة على الإطلاق يا إندرا، سأرافقك لمحل سكناك ثم أعود لأخذ القطار لسكني" يرد عليها
كان القطار شبه خالي، فجلسا في المقاعد الوسطى التي كان يفضلها سامي لبعدها عن المقاعد التي تقع في أطراف العربات، حيث أن تلك المقاعد مخصصة للركاب الذين يصطحبون كلابهم معهم
تفتح إندرا حقيبتها لتخرج الكاميرا التي أعطاها إياها صباحاً وتردها له
"شكراً لك يا سامي، ولكن كل ما أتمناه أن تكون الصور التي إلتقطتها جيدة" تبتسم
"إني واثق بأنها ستكون كذلك يا إندرا. سآخذ الأفلام التي إلتقطناها لمحل التصوير المجاور من مسكني بعد يوم غد، فيوم الإثنين طويل ولا مجال للتسوق بعد عودتنا من المختبرات" يرد سامي
قبل أن تغلق إندرا حقيبتها، تخرج كاميرتها الرقمية "أتعلم، بعد هذه الأيام معاً، فإلى الآن ليس لدي صورة لك! أيمكنني على الأقل أن ألتقط لك صورة الآن؟" تخاطبه
"بكل تأكيد!" يقوم من مكانه بجوارها ويجلس على المقعد المقابل ليتسنى لها إلتقاط الصورة
"والآن إعطيني الكاميرا لأخذ صورة لك هنا!" تمد له يدها ويأخذ الكاميرا منها، يبدأ بالتعرف على طريقة عملها قبل أن يرفعها أمامه ليأخذ الصورة
"إبتسمي!" يقول لها قبل أن يضغط الزر ليشتعل الفلاش. ينظر للصورة المأخوذة، فيكتشف أنها عيناها كانتا شبه مغمضتين
"إني أسف يا إندرا، على أخذ الصورة مرة أخري لأنك لم تكوني متأهبة تماما. دعيني أمحي هذه الصورة أولاً. فعلى الأقل هذه أحدى محاسن التصوير الرقمي" يبدأ بالضغط على أزرة الكاميرا بحثا عن قائمة إمكانية المسح، ثم يبحث عن الصورة الأخيرة إلا أنه قد بدأ بصور قديمة. أخذ بالضغط السريع ليصل للصورة الأخيرة إلا أنه قد لاحظ شيئا إسترعى إنتباهه
الأمر قد إستغرق فترة لا تتعدى الثانية، إلا أن ما رآه كان كافيا. ولكن لماذا أخذت مثل هذه الصور؟ وما القصد؟ أفكار بدأت تشغل فكره
يتمالك نفسه من أن يظهر أي ردة فعل على ما رآه. فيتظاهر بأنه يواجه صعوبة في التعرف على طريقة عمل الكاميرا
"إنني لست ملماً بكيفية عمل هذه الكاميرا يا إندرا، فكيف يمكنني محو آخر صورة؟" يتقدم نحوها ويناولها الكاميرا، فتضحك "لا داعي لأن تمحوها، سأقوم بمحوها بعد أن أنزلها لجهاز الكمبيوتر" ترد عليه
يهز رأسه بالإيجاب فيلتقط لها صورة أخرى. إلا أن السؤال لازال يدور في رأسه. يعاود الجلوس بجوارها
"حسناً، ما رأيك بأن نأخذ صورة أخرى، ولكن هذه المرة نظهر فيها كلانا؟" يقترب منها حتى يلتصق كتفيهما معا وهو يحمل الكاميرا على أقصى إمتداد ليده ليأخذ الصورة. يعاينا الصورة فتعجبهما
ينطلق القطار في طريقه
+++++
" ها قد وصلنا لمسكني. ...، لقد كان يوماً ممتعاً، بل عطلة نهاية إسبوع رائعة لم أكن أتخيلها" تحدثه
"نعم، لقد إستمتعت بها وخصوصاَ بصحبتك" يرد وهو يهز رأسه موافقاً
"حسناً إذا، هل تود أن تصعد معي، أستطيع أن أعد لك مشروبا ساخنا قبل أن تتوجه لمسكنك؟" تحدثه
ينظر لساعته قبل أن يرد، "شكراً لك يا إندرا، ولكن على الذهاب الآن لأتمكن لي الإستيقاظ باكراً. لكني أعدك بتلبية دعوتك في المرة القادمة!" يرد
"حسناً إذا، طابت ليلتك وسأراك غداً" تقول له بشيء من خيبة الأمل
"خلال بضعة ساعات سنلتقي مرة أخرى يا إندرا. طابت ليلتك الآن" يرد مبتسماً
تلتفت لتفتح الباب، فيبدأ سامي بالتوجه ثانية نحو محطة القطار . يمشي بعض الخطوات
"سامي!" يسمع صوتها خلفه، فيستدير لها
تقترب من بخطى سريعة حتى تقف أمامه، تنظر إليه ملياً قبل أن تخاطبه
"لقد كان فعلا أسبوعاً ممتعاً" تقترب منه وتطبع قبلة على خده
"لقد كانت أيام سعيدة بالنسبة لي أيضا يا إندرا!" يجيبها وهو يمسح بيده على وجهها
يا إلهي لكم أبدو واضحة. تحدث إندرا نفسها. وكأنني فتاة مراهقة تواقة لفقدان عذريتها. لا أصدق ما يجري، أنا فعلاً استطيع الوقوع في حبه، ولكن هل يميل نحوي كما أميل نحوه؟ لم لم يرغب بالصعود معي؟ يا إلهي ما هذه الحيرة
تهز رأسها والذى كان يشع بإبتسامتها العذبة على رده، قبل أن تتوجه لباب السكن. تلتفت إليه مرة أخيرة فيحييها بيده، قبل أن تدخل ويغلق الباب خلفها
يعاود السير إلي المحطة، وبباله يعاود السؤال، ما هي الغاية من تلك الصور؟
يبدأ بالصفير وهو يفكر. كان يصفر نغمة فيلم الرجل الثالث
*** نهاية الأسبوع الأول ***
إنتهى الجزء السابع والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم قريباً
Tuesday, December 27, 2005
أميرة حبي أنا
هذا البوست مكرس للعزيزة نانو، وهي عارفة السبب
حبيب شريته لأمر مفعول
مزيون وتارس لحمه سباني
لين خزني صرت أنا مخبول
نظراته تسحر وبحبه بلاني
بتقاطيع جسمه البال مشغول
يوم شفته ضربني الهوى وجاني
ناطر ذاك اليوم مسدح بالطول
يوم أهجم عليه وأمسح الصواني
يا خروف الأضحى سكيني مسلول
سكين شديد ما له مثيل بهالزماني
وسلامتكم
على فكرة نانو تروحين وتردين بالسلامة
Monday, December 26, 2005
رواية الدانوب الأحمر – الجزء السادس والثلاثون
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
الرّبُّ راعيَ فلا يُعوِزُني شيءٌ
في مَراعِ خضُرٍ يُريحُني
ومياهًا هادِئةً يُورِدُني
يُنعِشُ نفْسي، يَهدِيني سُبُلَ الحَقِّ
مِنْ أجلِ اَسمِهِ لو سِرتُ في وادي ظِلِّ الموتِ
لا أخافُ شَرُا، لأنَّكَ أنتَ معي
عَصاكَ وعُكازُكَ هُما يُعَزِّيانِني
تُهَيِّئْ قُدَّامي مائِدةً تُجاهَ خصومي
وتدهَنُ بالطِّيبِ رأسي، وكأسي رَويَّةٌ
الخيرُ والرَّحمةُ يَتبعانِني كُلَ أيّامِ حياتي
وأسكنُ في بَيتِ الرّبِّ إلى مدَى الأيّامِ
يستند الرجل على كرسيه المجاور للسرير، يغلق الكتاب المقدس وهو ينظر لزوجته. كان مديراً ظهره للباب، فلا يشعر بالدكتور هاوس الذي كان واقفاً خلفه متكئاً على عكازه وهو يستمع إليه وهو يقرأ من كتاب المزامير. يفكر في التحدث إليه، إلا أنه شعر بأن الرجل يحتاج للخلوة مع أفكاره وزوجته، ينصرف بهدوء
+++++
يعود تاريخ الدير إلى القرن الحادي عشر، وخلال تاريخه الطويل تعرض للعديد من عمليات التوسعة، لعل أبرزها كان في القرن الثامن عشر عندما تمت إضافة النمط الباروكي إليه. تعلو الدير قبة عظيمة يتقدمها برجين بكل منهما ساعة
كانت المجموعة تنصت إلى المرشدة السياحية التي كانت تبدأ تعليقها بالألمانية، ثم تتبعها بالأنجليزية وأخيراً بالإيطالية لكون جمع السياح ينتمي لعدة جنسيات من ضمنهم مجموعة المتدربين بالوكالة. كانوا يتنقلون بين ردهات الدير أولها كان بداية بغرفة تحتوي على تماثيل مذهبة للمسيح ومريم العذراء ويوسف الأرمثي. يبع ذلك حجرة تحوي أيقونات وملابس تعود لعدد من الرهبان والملوك الذين بسطوا رعايتهم على الدير الذي كان يقطنه على مر القرون نساك البندكتين
تشير لهم المرشدة إلى نظام ميكانيكي قديم
"ما تروه هنا هو نظام الأقفال الذي كانوا يحمون به غلق المدخل الرئيسي للدير، وإن أحب أحدكم تجربته وإختبار القوة اللازمة لتحريكه، فعلى الرحب والسعة!" تحدثهم المرشدة السياحية
يتقدم دعدوش ويحاول تحريك القفل ولكن بلا جدوى، "لا بد أن النساك كانوا يتمتعون بقوة شديدة تلك الأيام!" يعلق
تشير إندرا لسامي بإتجاه طرف أخر من القاعة، حيث كان هناك صندوق كبير وقديم تم تغطية أعلاه بالزجاج، وخصص لجمع التبرعات من السياح. يعاين سامي محتويات الصندوق والتي كانت عبارة عن أوراق مالية من دول عده، فيبتسم ويخرج محفظته بحثاً عن أوراق عملة كويتية ليلقيها بالصندوق
بغرفة أخرى تشير المرشدة إلى الزجاج الملون على النوافذ، وتعلمهم بأن الزجاج في أحد الأطراف يقارب عمره على الألف سنة، أما على الطرف الآخر فهو أكثر حداثة و يعود إلى قرنين من الزمان
يواصلون تقدمهم إلى حيث الكنيسة التابعة للدير، والتي كانت متخمة برسوم الفرسكو البديعة على السقف والتماثيل المذهبة، أبرزها تمثالين للقديسين بول وبيتر مصوراً إياهما وهما يودع أحدهما الآخر قبل إعدامهما، ويعلو التمثالين تاج هائل يماثل الثريا. قرب ختام الجولة، تقودهم المرشدة إلى المكتبة الضخمة، فيلاحظ سامي وجود كرة تشبه الكرة الأرضية في أحد الزوايا، يتقدم منها ليكتشف أنها كرة سماوية فيخرج منظاره الصغير لتفحص سطحها فيفاجأ بأنها تحتوي على كتابات بخط عربي
خلف المكتبة كانت هناك الغرف التي يستخدمها النساك للداسة وخط المخطوطات. على مدى القرون، كان نساك البندكتين يعدون أنفسهم من المؤرخين، ولازال عدد منهم يقطنون الدير ويمارسون دراساتهم وتوفير خبراتهم ومخطوطاتهم للدارسين حتى الزمن الحاضر
"حسناً، قبل أن نعاود التنقل بالسيارة إلى وجهتنا القادمة، أنصح الجميع بالتوجه لدورات المياه" تقول لهم إليزابيث بعد نهاية الجولة
+++++
كانت المحطة القادمة في جولة المتدربين هي زيارة لأطلال قلعة أغستين، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر والتي دمرت بالقرن السادس عشر إبان الحروب مع الأتراك
"أنصح الجميع بمحاولة الصعود للقمة للإستمتاع بالمنظر من الأعلى. الصعود يتطلب تسلق ما يعادل ٧٠٠ درجة، يمكنكم خلالها التوقف للإستراحة في بعض الأماكن المخصصة لذلك، ولكن عليكم توخي الحذر فالثلوج قد تجعل الدرجات زلقة. أولائك الذين لايرغبون بالصعود بإستطاعتهم الإنتظار في المقهى القريب، حيث سنلتقي ونتناول المشروبات أو وجبة سريعة لمن يبغي ذلك قبل الرجوع لفيينا" توجه إليزابيث التعليمات لهم
يقرر سامي الصعود وترافقه إندرا. وكما أوصتهم إليزابيث التي كانت تتقدم المجموعة فإن الصعود كان يتطلب الحرص بسبب الثلوج المتجمعة على الدرجات
"تذكروا أن الهبوط سيكون أسهل، إذ أننا سنأخذ طريقا آخر للنزول" تحثهم إليزابيث على التقدم
سرعان ما يصل الجميع للقمة، حيث وجدوا أنفسهم أمام منظر خلاب للدانوب متعرجاً بين التلال. أمسك سامي بيد إندرا وقادها لنقطة بعيدة عن باقي المجموعة ليتأملا المنظر بعيداً عن المقاطعة
"أليس المنظر بغاية الجمال" يقول لها وهو يلتقط صور لها وللمناظر البديعة حولهم
"نعم، كم أود قضاء وقت أكثر لننتظر غروب الشمس كما كان الأمر بالأمس" ترد عليه وهي تلتقط الصور بالكاميرا التي أعطاها إياها ذلك الصباح
"ماذا تفعلان هنا وحديكما؟" يوجه لهما القادري جاطو الحديث، "تعالا فإننا نود أخذ صور جماعية للمجموعة" ييطلب منهما
يتوجهان لحيث تجمع باقي الزملاء بمقربة من الحافة، فيوجه لهم يولا الحديث، "حسناً، أرجوا أن يكون الجميع بغاية الحرص ولا يعود أحد بخطواته للوراء. سأبدأ أولاً ثم أنضم للمجموعة فيتقدم كل من يود أخذ صورة للمجموعة، على أن نتشارك فيما بعد بالصور الملتقطة" يحدثهم
+++++
"عملية النزول فعلاً سهلة" تعلق إندرا
"نعم، ولكننا نسير بسرعة أكثر مما يجب عليه أن نتقدم" يرد سامي
"لا تقلق، فإننا لم نسقط في النهر من علو مثلاً ..." قبل أن تنهي إندرا حديثها، تتعثر قدمها فتحاول الحفاظ على إتزانها. يسرع سامي فيمسك بيدها اليمنى، فتقوم إندرا بمد يدها اليسرى بإتجاه الأرض لتحمي نفسها منالسقوط كليا"
تصرخ من الألم عندما تسقط على يدها فينحني سامي بقربها ويسألها بقلق، "يا إلهي، أأنت بخير؟" يأخذ بيدها ويعاينها
"إني بخير، إلا أنني قد سقطت على غصن جاف على ما أعتقد، فجرحت طرف راحة يدي" ترد عليه ونبرة ألم بصوتها
"هل أنتما بخير؟" يأتيهما صوت إليزابيث
يعاين سامي راحة يد إندرا الناعمة، تبدو سليمة إلا من بعض الجروح الخفيفة. يمسح يدها فتطلق صرخة خفيفة
"ما الأمر؟" يسرع بسؤالها
"شعرت بألم خفيف عندما مسحت على يدي، أظن أن هناك شظية من الغصن قد إنغرست بيدي" ترد
بلا تردد يسأل سامي إليزابيث أن تأتيه ببعض الثلج النظيف من الأرض القريبة من طريق النزول بينما يمد يده لخلف حزامه، حيث يخرج سكين الجيش السويسرية التي يحملها معه دائماً من قرابها
"لا تقلقي يا إندرا، فأنت بخير وهذا لن يؤلمك" يوجه حديثه لها بعد أن ضغط بالثلج على راحة يدها
"حسنا، لنرى أين تلك الشظية" يقول لها وهو يعاين مكان الجرح بإستخدام العدسة المكبرة الصغيرة التي أخرجها من السكين. بالمعاينة يكتشف فعلاً وجود قطعة صغيرة من الخشب مغروسة بالجلد، فيقوم بإخراج الملقط الصغير من السكين، ويشير لإندرا أن تضغط بيدها الأخري بالقرب من مكان الشظية
بإستخدام العدسة والملقط يقوم سامي بإنتزاع الشظية بسرعة من يدها، ثم يمسح على راحتها ويسألها، "أتشتعرن بخير الآن؟ هل تحسين بأي شظايا أخرى؟" تهز رأسها بالنفي
تناولها إليزابيث محرماً مبللاً معطراً
"خذي هذا يا عزيزتي، وإمسحي يدك حتى نصل للسيارة. فسرعان ما سنصل للأسفل، وحينها سأعطيك ضماداً طبياً من علبة الإسعافات الأولية بالسيارة" يقف سامي ويمد لها بيده ليساعدها على النهوض
"أأنت على ما يرام الآن؟" يسألها، فتهز رأسها إلا أنه لا يقتنع، "حسناً إذا، دعيني أمسك بيدك باقي الطريق، ولنسر بحرص معا" يحدثها، فتنظر إلية مبتسمة، وتهز رأسها بالإيجاب
إنتهى الجزء السادس والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم
Saturday, December 24, 2005
رواية الدانوب الأحمر – الجزء الخامس والثلاثون
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
"ولكن ألا يعتبر التصوير الإعتيادي بإستخدام الأفلام شبه منقرض؟" تسأل إندرا
"الوقت لايزال مبكرا لإعتبار إنقراض التصوير الإعتيادي يا إندرا" يرد سامي، "للتصوير الرقمي مزايا كثيرة، إلا أنه لازالت هناك عقبة، فلازال التصوير الإعتيادي متميزا بأصغر قدر من التفاصيل الممكن تسجيلها على الفيلم" يكمل
كانا في القطار شبه منفردين في تلك الساعة المبكرة من الصباح في طريقهما إلى محطة ألت إرلا حيث الميعاد مع السيدة زايلر. قرر سامي أن يقضي هذا الوقت في أخذ بعض الصور بإستخدام إحدى الكاميرات التي بجعبته
"ولكن كاميرتي الرقمية سهلة الإستخدام، وهي أوتوماتيكية بالكامل" تحدثه وتريه كامرتها
"نعم ياعزيزتي، ...، ولكنها ذات طاقة 5 ميغا بيكسل فقط، بينما الفيلم التقليدي يمكنه تسجيل ستة مرات هذا القدر على الأقل من التفاصيل علي فيلم الـ 35 ميليمتراً. كما أن التصوير الأوتوماتيكي يحرم المصور من إبراز مهاراته الفنية، عكس هذه الكاميرا. ولربما كانت زيارتنا ستشمل أماكن لا يسمح فيها بإستخدام الفلاش، لهذا زودت الكاميرا بفيلم لإلتقاط الشرائح ذو حساسية عالية" يناولها الكاميرا
"بما أنك تتحدث عن التصوير الإعتيادي بهذا الشغف، فسأخمن بأن هذه الكاميرا جيدة" تبتسم
يغير تعابير وجهه ليبدو كالمصدوم
"إنها كاميرا من إنتاج أعرق شركات التصوير الفوتوغرافي. شركة لايكا الشهيرة. التي أنتجت أولى كاميرات الـ 35 ميليمتر. هذه الكاميرا هي الـ إم-7 وتتميز بخاصية إختيار فتحة العدسة فقط بينما ستختار الكاميرا مدة التعريض المناسبة لهذه الفتحة. أحمل معي كاميرا أخرى شبيهة وجهاز لقياس الضوء فلم لا تستخدميها؟ وسأعلمك على طريقة التعامل معها. كل ما عليك هو ضبط البعد البؤري للعدسة، ...، هكذا، وهي بالمناسبة عدسة التراي-إلمار التي توفر ثلاثة أبعاد بؤرية، 28 و 35 و 50 ميليمترات ليمكنك إختيار البعد المناسب لكل من الصور التي ستلتقطينها" يشرح
"الأمر يبدو معقداً تعلق إندرا
يضحك سامي، "لا تفكري بسلبية يا إندرا، الأمر سهل للغاية وبعد بضعة صور ستنسين أنك تستعملين كاميرا إعتيادية. بالمناسبة محل التصوير بقرب مسكني يقدم قرصاً مدمجاً بالإضافة للشرائح المظهرة، وبهذا يكون الأمر وكإنك قد إستخدمت كامرتك الرقمية في إلتقاط الصور" يرد
تتناول إندرا الكاميرا وترفعها لعينها وهي تتمرن على ضبط البعد البؤري
"إنها ثقيلة جداً وأكثر مما كنت أتصور" تعلق إندرا
"تذكري إنها أداة ميكانيكية بشكل شبه كلي" يضحك سامي
"حسناً، الخطوة التالية هي ما يعرف بالتعبير الصوري، أي الناحية الفنية في وضع ما يراد تصويره داخل إطار الصورة، ولربما كانت أهم القواعد في هذا المجال هي القاعدة المعروفة بقاعدة التثليث، ..." يكمل شرحه بينما يكمل القطار تنقله من محطة لأخرى
+++++
"... وعلى الرغم من أن مهمتي لن تبدأ رسمياً إلا يوم غدٍ، فقد قمت ببعض الخطوات للتعرف على كيفية التقدم في مهمتي بأكثر كفاءة ممكنة.
وفي الختام، تحياتي لك." وينتهي من الطباعة
يعاود هنري ستيفنسن قراءة الرسالة الإلكترونية التي كان على وشك إرسالها إلى رئيسه في العمل في مختبرات سانديا
كان جالساً في بهو فندقه وجهازه المحمول على الطاولة أمامه. لقد إنتهى من إفطاره قبل قليل وقرر أن يبعث رسالته هذه قبل أن يفكر جدوله اليومي، ففيينا كغيرها من المدن في دول أوروبا التي قام بزيارتها كئيبة وخصوصا أيام أيام العطل، يفكر مع نفسه
بعد أن تأكد من رسالته يضغط زر الإرسال. يعاود فتح الرسالة ويقوم بنسخها، ثم يفتح رسالة جديدة ويلصق ما قام بنسخه ويقوم ببعض التعديلات وزيادة بعض التفاصيل
في خانة المرسل إليه، يقوم بإدخال إسم ستيف هادلي
+++++
"حسناً، حسناً. أيمكنني أن أسترعي إنتباه الجميع؟ توجه إليزابيث الكلام لحشد المتدربين وبصحبتهم روبي المجتمعين بالقرب من مدخل محطة ألت إرلا
"لدينا سيارتان، سأقود الأولى بينما سيقود يولا السيارة الثانية. الفتيات سيأتين معي، بينما الشباب سيستقلون السيارة مع يولا. وبهذا سيكون عندكم متسع من الوقت للحديث عن كرة القدم!" تكمل حديثها نحو يولا
"بينما تتحدثون أنتم عن ماذا، التسوق مثلاً" يشعر سامي بشيء من الضيق وهو يرى إندرا توجه نحوه تحية بأصابعها وهي تنظر إليه بطرف عينيها متوجهة للسيارة التي ستقودها إليزابيث، بصحبة الفتيات الأخريات لينا وروزا وسيتا تصحبهم روبي. يأخذ سامي الكرسي بالمقعد الأخير ويجلس بجواره عبدو أمودا.ينطلق يولا بالسيارة لاحقاً سيارة إليزابيث
"أرجو أن ل اتسرع ليزا بالقيادة كعادتها، فالرحلة لمدينة ميلك ستستغرق حوالي الساعة" يقول لهم يولا
حتى هنا في النمسا أقع ضحية لمنع الإختلاط. يفكر سامي مع نفسه وهو يسند ظهره مسترخياً على الكرسي
إنتهى الجزء الخامس والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم
Monday, December 19, 2005
ويانا الدور
ولكن ما باليد حيلة، العزيز كيوأيتي ديمن حط تاغ علينا
هذا الديسك توب
Sunday, December 18, 2005
ودي ودي بس
بومريوم الله يسلمه كتب مرة عن الوسم وياب طاري الوسم الصباحي
كثير من آل الصباح الكرام قاموا يحطون على سياييرهم الوسم الخاص فيهم، كيفهم
الوسم على بورش كايين عادي
الوسم على مرسيدس إس إل، ممكن
الوسم على إكس فايف، ليش لأ
الوسم على ميتسوبيشي غالنت،.....، ودي أصدق بس قوية قوية قوية
Saturday, December 17, 2005
رواية الدانوب الأحمر – الجزء الرابع والثلاثون
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
"ها، وأخيراً قررت شراء الفيلا" تجيبه بمرح
"لم يكن القرار سهلاً، وكما تعلمين، فإن تأمين الموارد المالية كان العقبة في طريقي" يرد عليها
"وهل أمنتها الآن؟" تسأله مع بعض الفضول
"نعم يا كارميلا. إنني على وشك الإنتهاء من مشروع سيأمن لي كل المبلغ" يرد عليها
"أتمنى لك كل الحظ. هل تريد مني إرسال كافة المعلومات لك مباشرة أم لمحاميك؟"
"لا إرسليها لي على نفس العنوان السابق. وكما أخبرتك سابقاً، أريد الموضوع أن يظل بيننا لبعض الوقت" يطلب منها
"سيكون هذا صعباً. وخصوصاً لفيلا من تصميم مايلو لامباردي" ترد عليه
"لنحاول على أي حال. سأحول لك الدفعة الأولى من المبلغ الإسبوع القادم، سأتصل بك قبل التحويل" يحدثها
"حسناً، سأعمل على أوراق البيع حالاً، ...، مع السلامة" تنهي سمسارة العقار المكالمة
+++++
يتوقف القطار عند محطة كايسرمولن، ويعلن المذياع أنها محطة مركز فيينا العالمي.
كانت العربة مزدحمة بعض الشيء، إلا أنهما لم يهتما كثيراً، فالمسافة بين محطة البراتيرشتيرن وهذة المحطة محطتان فقط، ولم يمانعا في إمضاء الدقائق القليلة وقوفاً
"لقد كان فعلاً يوماً ممتعاً، من القصور والحدائق الجميلة، إلى المتحف ثم الدولاب والمناظر البديعة للمدينة" تحدثه إندرا
"ولكننا لم ننته بعد يا إندرا" يجيبها سامي وهو يلحق بها خارج القطار. ينظر لساعته التي شارفت على السادسة و النصف مساءاً
يتركان المحطة إلى هواء المساء البارد، لا تزال بقايا أشعة الشمس ظاهرة في السماء الخالية من الغيوم. يعبران الشارع بإتجاه مركز فيينا العالمي أو الأونو سيتي. على الرغم من وجود باص متخصص لوجهتهم القادمة إلا إنهما قد آثرا السير على الأقدام
"أظن أننا كمتدربين لوكالة الطاقة الدولية يمكننا دخول المركز في كل الأيام بإستثناء أيام العطل، إلا إذا كنا بصحبة أحد العاملين بالوكالة" تعلق إندرا ويجيبها سامي بالإيجاب
يتخطيان بوابة الأمن متجهين شمالاً عبر عتبات مدرجة، على يسارهم كان مبني ناطحة سحاب هائلة يسبقها أحد أفرع بنك النمسا الأول، أما على اليمين فهناك مبنى ذو تصميم فريد، فقد كان أسود اللون ذو نوافذ دائرية صغيرة. ما أن يتعدانه إلى الخلف حتى يشاهدا مجموعة من الأجراس المعلقة بهيكل معدني، فالمبنى كان عبارة عن كنيسة ذات تصميم حديث
يتابعان السير سريعاً، على يمينهم مدخل لمبنى المركز النمساوي الذي يتقدمه مدخل ذو مظلة وضعت قبالته ثلاثة جلاميد صخرية هائلة. المركز معروف عنه إقامة الحفلات والعروض الموسيقية طوال العام. إسترعى إنتباهه إعلان للمطرب رود ستيوارت سيقام في شهر يونيو سيفوتنا هذا العرض، يعلق بسخرية
قبلتهما تكون بإتجاه مجمع سكني هائل حيث كان هناك ممر أدى لمجموعة من السلالم التي تخطوها لتصبح أمامهم حديقة هائلة بدت موحشة بعض الشيء في ظلام المساء، إلا أنها لم تكن خالية من المشاة الذي كان بعضهم يتمشى بصحبة كلابهم
يكملان سيرهم حيث الهدف الذي أتيا من أجله والذي كان قائما أمامهم. أغلب أشجار الحديقة كانت جرداء يغطيها الجليد، إلا أن هناك قطع من الأرض كانت تخلوا من الثلوج ويبدو من خلالها العشب. يتابعان السير والحديث أثناء السير السريع بهذا الجو البارد. كانا مستمتعين بصحبة كلا منهم للآخر في هذا المكان الذي يتميز بالبداعة كغيره من الأماكن التي زاروها هذا اليوم
يلمح سامي بوسط الحديقة ما بدا له كسقالة ضخمة يتوسطها صليب هائل، ومن بعيد بدت ناطحة السحاب المتاخمة لمجمع الميلينيوم سيتي الذي زاروه قبل يومين. إلا أن المبنى الذي كانا يتقدمان منه قد طغى على كل ما حولهم من من معالم. يمران بمقربة من نصب تتقدمها لوحة عليها كتابة يابانية قبل أن يصلا للمدخل. يتوقفا برهة لينظرا للأعلى
"ياله من برج شاهق" تعلق إندرا
"نعم، وهو يماثل برج للإتصالات في بلدي" يرد سامي وهو يفتح الباب لها ويتبعها بالدخول متذكراً برج التحرير بالكويت
يتقدم سامي لشباك التذاكر ويشتري تذكرتين للدخول، بلغت التعرفة عشرة يوروات وستين سنتاً. يعبران من البوابة الإلكترونية حيث إستوقفهما المصور عارضا أخذ صورهما
"هنا أيضا؟" تسأله إندرا وهي تشير للكيس الذي تحمله والذي كان يحوي الصورة التي إلتقطاها معا في الدولاب
"ولم لا، إنها للذكرى" يشير سامي للمصور إنه يريد نسختين من الصورة. يعبران الممر إلى حيث مدخل المصعد الآلي و ينتظران دورهما للصعود
في هذه الأثناء يعاينان اللوحة المقابلة للمصعد والتي تحتوي على نبذة عن البرج.
برج الدوناوتورم، أي برج الدانوب، قد تم بناؤه في أواسط الستينات من القرن العشرين إبان الإحتفالات بمعرض فيينا العالمي للمزروعات عام 1964 ويقع بوسط حديقة الدانوب. يبلغ أقصى إرتفاع للبرج 252 متراً عن سطح الأرض. إرتفاع شرفة الرصد هو 150 متراً، أما المطعم العلوي فهو على إرتفاع 170 متراً عن سطح الأرض. هذا يقل بقليل عن إرتفاع أعلى برج من أبراج الكويت، يتذكر سامي
يصل المصعد ويشير لها سامي بالدخول أولاً حيث يحييهم موظف المصعد، وما أن يضغط عل زر الصعود حتى يطفيء الأنوار ويشير لهم بالنظر للأعلى. كانت هناك نافذة أعلى العربة بدت من خلالها أسلاك المصعد الممتدة خلال النفق العلوي. بأعلى العربة كانت لوحة إلكترونية تعرض المسافة المقطوعة والسرعة اللحظية للمصعد. خلال نصف دقيقة توقف المصعد وفتح باب العربة من الناحية الأخرى المقابلة للباب الذي دخلا منه
يخرجان من عربة المصعد إلى بهو غرفة البرج حيث كان بعض الجمهور متجمعين حول النوافذ الصغيرة لرؤية المدينة. تشير إندرا إلى لوحات التوجيه
"هناك درج للنزول إلى شرفة البرج يا سامي" تحدثه
ينزلان الدرج جيث كان البهو الدائري والنوافذ الكبيرة تكشف المنظر الخارجي. يشير سامي لها بإتجاه مدخل الشرفة
"أتودين بالخروج لرؤية المدينة بالهواء الطلق؟" يحدثها
"بالطبع، فالمنظر يبدو خلاباً جداً" تجيبه وصوتها لا يخلو من الترقب المرح
ما أن خرجا للشرفة حتى تفاجآ بالريح الشديدة التي كانت تهب عليهم عبر الحاجز المعدني الذي كان يغطي الشرفة كليا. أخذا بالسير حول الشرفة الدائرية، و أخرج سام منظاره الثانوي إستعداداً لرصد معالم المدينة
حتى في ظلام المساء بدت المدينة غاية في الجمال تحت السماء الصافية. أنوار المدينة من هذا العلو كانت تبرق كعدد لا متناهي من الدرر، إلا أنه لم يكن من الصعب التعرف على معالم المدينة المغطاة بالثلوج. فتحتهم كانت حديقة الدانوب، وقريباً من ناحية الجنوب كانت الأونوسيتي. عبر الدانوب كان معلم آخر للمدينة، فببساطة تمكنا من رؤية الدولاب حيث كانا قبل ساعة مضت. وبدا واضحاً أيضا الدخان الأبيض المتصاعد من قمة فوهة مدخنة محطة الطاقة في شبيتيلاو
هناك بالطبع نهر الدانوب بقنواته المتعددة، والجسور العديدة التي كانت تعبرها. أثناء تمعنهم بأحد الجسور بناحية الشمال، كان هناك قطار يعبر الجسر متباطئاً إستعداداً للتوقف في المحطة القادمة. أخذ سامي المنظار لرؤية القطار والمحطة عن كثب، إلا أن المبنى القريب من المحطة قد جذب إنتباهه. فمباشرة قرب المحطة كان هناك مسجد كبير متميز بقبته ومنارته. يراجع سامي خريطته ليتعرف على المسجد، فيكتشف أنه المركز الإسلامي المتاخم لمحطة نيودوناو، أي على بعد محطة واحدة من محطة هاندلسكي حيث مجمع الميلينيوم سيتي
يقضيان بعض الوقت في التمتع بمناظر المدينة الخلابة، قبل أن يعاودا الدخول للبرج
"بما أنه يوم السبت وعطلة نهاية الأسبوع، فقد قمت مسبقاً بحجز مكان لنا في المقهى" يقول لها وهما يصعدان الدرج الدائري للأعلى
"ها، لا أصدق إنك قد خططت مسبقا لهذا أيضا!" تجيبة إندرا
"يا عزيزتي، إن وقتنا في العطل محدود وعلينا إغتنام كل فترة فيه مهما قصرت. لهذا فالتخطيط المسبق مهم جداً" يرد عليها
يتقدمان للمدخل حيث تحييهما المضيفة وتشير لهما لأحد الطاولات مناولة إياهما قائمة الطعام. كمثل العديد من الأبراج حول العالم كان المطعم يدور ببطء شديد ليعطي الزبائن مشهدا كليا للمدينة
ينظر سامي للقائمة قبل أن يختار فطيرة الجبنة البيضاء مع القهوة
"لدينا متسع من الوقت" يقول لها وهو يعاين ساعته
"وماذا خططت لنا بعد العشاء؟" تسأله
"الحقيقة حاولت أن أجد حجزاً لأحد العروض الموسيقية اليوم، إلا أنه لم يكن هناك شيء ملائم لهذه الليلة. فما رأيك بالذهاب للسينما الليلة لنشاهد فيلم الملاح، الآفييتور، لمارتن سكورسيزي؟"
"فكرة صائبة" تجيبه إندرا، "كما أنه ينبغي علينا الإستعداد للغد، فكما تذكر هناك دعوة ليزا لنا للفسحة والعشاء بمنزلها" تكمل
"أنت على حق، أعتقد بأن غداً سيكون يوماً حافلاً" يرد سامي وهو يتوق ليوم غد
إنتهى الجزء الرابع والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم
Wednesday, December 14, 2005
أفيدونا وحياة والديكم
تخيلوا معاي الموقف
مسؤولك مهمل مسئولياته، ومعاند الإدارة، والإدارة حاطة إكس كبير على القسم
إذا رحت تشتكي وتبي الشغل يمشي، المسؤول يقول إنت تشتكي علي
إذا سكت، الإدارة تحط على الكل أكثر وأكثر
إذا الأدارة عطتك أمر مباشر بعمل ما وقمت تقوم بالعمل مباشرة معاها، يقعد يقول إنتوا مهمشيني وتتلقون أوامر منهم . إذا رحت له وتقول له نبي الشي الفلاني، يقول لنا ليش ما تروحون لهم وتتعاملون معاهم مباشرة
شالحل؟ أفيدونا
Tuesday, December 13, 2005
رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثالث والثلاثون
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
"ما الذي أستطيع تقديمه لك اليوم؟" بدت في صوته نبرة الضيق، فقد كان هذا اليوم الذي يقضيه مع إبنه كلاوس
"هذا الأحمق، أريد معرفة كل شيء عن حياته. ماذا يفعل و أين يذهب ومع من يقضي أوقاته" يسأله أناتولي
"أتعني الأحمر؟" يأتيه السؤال مستفسراً
"نعم، أعني الأحمر" يفكر ثم يرد سريعا، "والأزرق كذلك. كل شيء وأنا أعني ذلك" يرد
"سيكون العمل متعباً، ولكن لك ماتريد يا أناتولي. ...، متى تريد ذلك؟" يرد عليه
"بالأمس، إذا فهمت قصدي" يرد عليه
+++++
يترجلان من القطار و سامي ينظر لساعته
"علينا الإسراع يا إندرا إن أردنا الإستمتاع بالمنظر وقت غروب الشمس" يتركان محطة براتيرشتيرن، ويحاولان تفادي أعمال الحفر حول الموقع وينتظران مرور الترام
"على الأقل أننا لن نضيع، فالهدف واضح أمامنا وكل ما علينا هو الوصول إليه. هناك نفق هناك يا عزيزتي أعتقد أنه يؤدي الموقع" يحدثها سامي
يعبران النفق وسرعان ما كانا على الطريق إلى هدفهم حيث يصادفان مبنى أحمر دائري تعدياه ليصلا لمدخل المبنى. يتقدم سامي لنافذة التذاكر ويطلب شراء تذكرتين
"خمسة عشر يورو رجاءاً يا سيدي" تقول له الموظفة من خلف النافذة الزجاجية
"بالتأكيد" يقدم لها سامي المبلغ وهو يناول إندرا مطوية باللغة الإنجليزية تناولها من أمام الشباك
يتجهان نحو اليمين حيث بوابة الدخول الإلكترونية، يعطي سامي إندرا تذكرتها فتمررها تحت كاشف ضوئي، فتفتح لها البوابة وتدخل غرفة شبه مظلمة ويتبعها سامي
الغرفة كانت عبارة عن معرض صغير دائري الشكل يحتوي على أكشاك عرض. توجه إندرا حديثها له و هي تقرأ محتويات المطوية
"إن هذا مدهش، فهذه الأكشاك عبارة عن عربات الدولاب الثلاثون الأصلية" تحدثه
تم تشييد دولاب فيينا، الفيرس ويل، أواخر القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1897، ضمن إحتفالات النمسا باليوبيل الذهبي لتولي القيصر فرانز جوزيف مقاليد الحكم من قبل المصمم الإنجليزي والتر باسيت. وقد كان يعد الدولاب من روائع زمانه وعلماً بارزاً في زمانه. وقد تعرض الدولاب للكثير من الأضرار إبان الحرب العالمية الثانية . و بعد الحرب تم ترميم الدولاب و أستبدلت العربات القديمة بأخرى حديثة عددها 15 و ذات سعة أكبر
سقف القاعة كان مغطى برسومات تصور شخصيات و أحداث من تاريخ فيينا، أما الأكشاك فقد كانت تحتوي على مجسمات توضح الحياة في فيينا منذ القدم، ومراحل تطور منطقة الرايزنراد الترفيهية حيث أنشيء الدولاب
"الإسم الروماني الذي أشتق منه إسم فيينا وكذلك الدانوب هو فيندونوبا، و كانت مقر لحصن أنشأه الرومان لحماية الإمبراطورية من القبائل الجرمانية البربرية من ناحية الشمال" تحدثه إندرا وهي تقرأ من كتب الزيارة
وبينما كانوا يتطلعون للمعروضات بدأت القاعة بالدوران وفتحت كوة بالسقف لتبدو من فوقهم العجلة الضخمة
"علينا الإسراع يا عزيزتي، نحن في سباق مع الشمس" يحدثها سامي، آملاً أن تكون حساباته دقيقة
"حسناً" ترد عليه وهما يتجهان حيث البوابة للمخرج من القاعة، إلا أنه قبلها إستوقفتهم فتاة مبتسمة
"ما رأيكم بصورة تذكارية؟" تسألهم
"بالتأكيد، لم لا. ما تقولين يا إندرا؟" يرد سامي وينظر بإتجاه إندرا
"لا مانع لدي، شريطة أن تجمعنا الصورة معاً، ترد علية ضاحكة" ترد ضاحكة
تشير لهما الفتاة بأن يستندا على ما يشبه النافذة وتعطيهما تعليمات قبل أن تأخذ لهما عدة صور. يمسك سامي بيد إندرا ويضع يده الأخرى على مقدمة النافذة
"حسناً، سأريكم الصور التي إلتقطتها لكما لتختارا ماتفضلانه منها" تشير إليهما بالتوجه لشاشة الكمبيوتر الذي بدأ بعرض الصور الملتقطة. يتشاور الإثنان قبل أن يشيرا للصورة التي إختاراها
"أود شراء نسختين من الصور رجاءاً" يطلب سامي
"بالتأكيد يا سيدي، ستكونان جاهزتان وأنتما في طريقكما للخروج بعد نزولكما، بعد أن تمرا على معرض التذكارات" ترد عليه الموظفة وتسلم له وصلا
يخرجان من الباب ويمرران بطاقتيهما مرة أخرى على بوابة إلكترونية ليدخلا إلى عتبة الإنتظار. يشير لهما الموظف المسؤول بالإنتظار لوصول العربة التي وصلت سريعاً، ولحسن حظهما كانا الراكبين الوحيدين بها
بعد إغلاق الباب بدأ الدولاب بالحركة قبل التوقف في المرحلة الأولى من المراحل الثمانية التي يقوم بها قبل أن تعود العربة للأرض. يتفحصان جدران العربة الخشبية المغطاة بتواقيع من مختلف اللغات خطها بعض زوار الدولاب الذي يبلغ عددهم نحو ثلاثة أرباع المليون سنوياً تقريباً، ومن ضمنها اللغة العربية
يهز سامي رأسه بشيء من الضيق من الكتابات الحائطية، فمثل هذه الأعمال تعد تخريباً للمعلم
"بالمناسبة، ما الذي قصدته بأننا سنزور أحد المعالم السينمائية الشهيرة؟" تسأله إندرا
يلتفت إليها، "أسبق لك مشاهدة فيلم الرجل الثالث للمخرج البريطاني كارول رييد؟" يسألها
"كلا، سمعت عنه و لكني لم أشاهده" ترد
"إنه أحد روائع السينما ياعزيزتي، لربما كان من أروع الأفلام التي أنتجتها السينما البريطانية على الإطلاق، وبالتأكيد هو أشهر فيلم تم تصويره بفيينا على الإطلاق رغم أنه تم ذلك بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب" يحدثها سامي
"البطل، أو بالأحرى ند-البطل أو ما يسمى البطل المضاد،كشخصية ماكبيث مثلاً ، أدى دوره الممثل والمخرج الأمريكي الشهير أورسون ويلز
ومن مميزات الفيلمن أن الشخصية تظهر لأول مرة بعد إنقضاء منتصف الفيلم تقريباً
شخصية لايم معقدة ويتميز بالميكيافيلية، وحينما يقابل صديقة مارتين الذي مثل دوره الممثل جوزيف كوتون، كان ذلك في هذا الدولاب الذي نمتطيه الآن، ومن يعلم لربما كانت بنفس العربة هذه
تقدم شخصية البطل، لايم تفسيراً لأعماله عندما يشرح لصديقه، بأنه ولثلاثون عاماً قاست إيطاليا تحت حكم عائلة البورجا، الحروب والرعب والقتل وسفك الدماء، إلا أنهم قدموا للعالم مايكل أنجيلو وليوناردو دافينشي وعصر النهضة
أما في سويسرا حيث كانوا يتمتعون بالحب الأخوي و 500 سنة من القيم الديموقراطية والسلام، فكل عطائهم للبشرية يتمثل بساعة الوقواق، الكوكو كلوك" يشرح سامي لإندرا
"الشريط الموسيقي للفيلم كان ساحراً وتم أدائه على آلة الزثير والتي تشبة القانون الشرقية، ذكريني لاحقاً لأريك صور للآلتين" يبدأ سامي بالصفير بنغمة موسيقى الفيلم عندما بدأت العربة بالحركة والإرتفاع للأعلى
في الأسفل بدأت بوادر المعالم الحيطة بهم، كان أبرزها مبنى قبة النجوم، وعلى الناحية الأخرى كانت مراجيح مدينة للملاهي كانت مغلقة بهذا الوقت من العام
"يبدو أنهم لا يستعملون كل عربات الدولاب للركاب، فبعضها خالٍ لا أثر لركاب بها" تعلق إندرا
يخرج سامي المنظار الصغير الذي يحتفظ به دائماً في حقيبته وينظر للعربات الأخرى قبل أن يناولها إياه
يبدو أن بعض العربات مخصص لحجوزات المناسبات الخاصة، فهي تحتوي على طاولات تماثل الطاولات الصغيرة بالمقاهي
سرعان ما تصل العربة إلى القمة التي يبلغ إرتفاعها 60 متراً عن الأرض. حولهم بدت معالم المدينة البديعة، وتسهيلاً للتعرف عليها كانت الحواف العليا للنوافذ تحتوي على صور بانورامية للمدينة مع دليل بمعالمها الرئيسية. الشمس مالت الآن وعلى وشك الغروب، وضيائها الذهبية تنير المدينة وتضفي على معالمها المغطاة بالجليد الأبيض رونقاً ناعماً يعطي الإنطباع بالدفىء
"ياله من منظر ساحر خلاب!" تقول إندرا وهي تعاين معالم المدينة بالمنظار ونبرة صوتها مليئة بنشوي الإنبهار من جمال المدينة
يبتسم سامي، فقد أتقن إختيار الزمان المناسب لمعاينة المدينة بصحبة زميلته الحسناء التي زادها حسناً السعادة الطفولية التي كانت تشع منها في تلك اللحظات
إنتهى الجزء الثالث والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم
Sunday, December 11, 2005
ها بو علي
الدنيا تتغير. بالأمس القريب نسمع ونقرأ شباب لاحقين بنات بالمجمعات وغصب طيب لازم البنت تتعرف على الولد، لا ويعتدي عليها، وطق إذا ما وافقت تتعرف عليه وتاخذ رقمه
غير شغله
أتذكر أيامنا، القلب يرقع ومن عقب المدرسة مجابلين باب بيتهم يا الله تتكرم علينا بنظره من ورا الباب، وإذا حصلنا إبتسامه ويييه، الصبح شارين الفرش ومغتسلين
الأمور تتغير وهذي سنة الحياة. بس أعتذر عن الديباجة الطويلة
صاحبنا وبحكم ظروف الزمن طور من سيارته وشرا له فلكس غولف كشف بيضه، حتى قبل لا تصير السالفة موضة
وذاك اليوم، ها بوعلى، على نفس موعدنا
لا لا، آنه مشغول هاليوم. من الظهر ما راح أكون بالبيت
آه، إشلون مو من عوايده ... أفكر
التلفون يرن، وصاحبي الثاني يرد
بوعلى عنده صيده، اقول له
من صجك؟ إشدراك
عندي إحساس، كل المؤشرات تقول هالشي
قز بالشوارع بالظهرية، وحر موت
رحنا صوب بيت صاحبته اليديدة، ماكو شي، ماله حس ولا خبر
إشلون ألحين، تراك غلطان يقول لي صاحبي
لأ ماني غلطان، أهو صاير له إسبوع مو على بعضه، طلعاته بروحه، كياس هدايا بسيارته
وبالصدفة، والله بالصدفه، وإذا حسينوه ومعاه وحده ويمر علينا بالجهة الثانية
صدناه، إلحق ولا تلحق، وله وين رايح الملعون، إشوي إشوي وراح صافط ورا الحديقة بمنطقة الشعب، صوب قاعة مراد بهبهاني ألحين، وحدر الفي الظلال
لحقه، خلك وراه، أقول لصاحبي
يا معود خله بحاله ولا تخرب عليه
ليش يكذب علينا، كان قال الصج
المهم النحاسة الكويتية الشهيرة إشتغلت
بكل هداوه يينا من وراه، وله سيارته ما فيها أحد ، ها، إشلون جذي
لا سيارته قاعده تهتز، حلو
وفجاة ومن غير مقدمات، حتى صاحبي تفاجأ
ضغطت على هرن الكابرس، لا وصاحبي مركب هرن تريلات مالوت السعودية، يمكن قعدنا الشعب بكبرها
وله صاحبنا وصديقته يفزون من السيارة
الدشداشه مبطله، ويهه متروس حمرة، راسه طق بالتنته، البنت حالتها حاله
طبعاً حسينوه، شهر معصب، وعلى قولته، صايرلي شهر أحاول أقنع فيها تطلع وياي، يا كلاب، وبثانيتين خربتو كل شي
Tuesday, December 06, 2005
الوداع ، الوداع ، الوداع
إذا كان السبب تقني، فالمعذرة، أما لو كان شخصي، فنحن نقدر كل حبيب وظروفه
أما إذا كان السبب الإقط أو اليقط، فآنه أتضامن مع بومريوم
فمني لكم وداع حار والأبيات التالية مني لبومريوم
يا حيف على بومريوم يوم هد البلوغ وراح
ونيس بسوالفه يوم يكتب القلم ويدور الراح
ليت الزمن ما دار والوقت ما راح
وقت ما سمعنا الخبر كرهنا هاليوم
الوقت فينا وقف من ذاك اليوم
إرجع ولا تغيب عنا يا بومريوم
بردتك يرد النسم والبال في راح
الوداع
Monday, December 05, 2005
رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثاني والثلاثون
هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية
"أناتولي؟ المعذرة على إتصالي بوقت باكر، ولكن لدي بعض التعليمات من أعلى المستويات أحببت أن أعلمك عنها قبل سفري إلى دبي" يحدثه الصوت
"بالطبع يا بوبوف" يرد أناتولي و هو يعلم أن المقصود بأعلى المستويات هو الزعيم بنفسه
"لقد تباحثنا في الإجتماع الأخير حول المسألة النمساوية برمتها حقيقةً، لديك الضوء الأخضر لإسكات ذلك الجشع بأية إسلوب تراه مناسب شريطة ألا يثير الشبهات حول عملياتنا" يحدثه بوبوف
"تقصد الأحمر؟ لك ما تريد" يرد أناتولي و نبرة الرضا تغمر حديثه، لم أستسيغ ذلك الوغد قط
"أرجو أن تفهمني جيداً يا أناتولي، لا مكان لوجود أية علامات إستفهام حول العملية، و أنا أقصد جميع الأطراف المشاركة" يحذره بوبوف بجدية
"حسناً، فهمت ما تقصد. الأحمر والأزرق معاً" يرد أناتولي
"بالضبط، أترك لك خيارات إنهاء إتصالاتنا معهم" يرد ويغلق الهاتف
+++++
"ماذا أعددت لنا اليوم؟" تسأله إندرا وهما في طريقهما لمحطة القطار
"نهار هذا السبت شتوي جميل جداً على الرغم من برودته الشديدة. لقد أعددت برنامجاً سياحياً متكاملاً يغطي اليوم بأكمله" يرد سامي
"حسناً، سنري" تجيبه إندرا ضاحكةً. "لا أدري من أين سمعت بأن فيينا مدينة بنيت حول مجموعة من المتاحف" تكمل
"في محطتنا الأولي سنتعرف على بعض من تاريخ النمسا، ولابد لنا أن نستقل خط قطار (U-4)" يحدثها سامي
+++++
يغادران محطة شونبرون، و يعاين سامي خريطته
"هناك العديد من الأماكن السياحية القريبة منا الآن. هناك المتحف التقني وحديقة الحيوان والبيت الأخضر ودار سينما الآي-ماكس التي أظن أنها تعرض الأفلام بالألمانية. جميع هذه الأماكن جديرة بالزيارة، ولكن اليوم سنزور قصر شونبرون والحدائق المحيطة به" يحدثها سامي مغتبطاً
سرعان ما يصلان لبوابة مدخل القصر ليجدا ساحة كبيرة تحيط بها مبان من ثلاث جهات وتوجد بعض النوافير المغطاة بالثلوج
"أتصور هذا المكان أيام الربيع حيث الأشجار الخضراء و الزهور تغطي المكان بأكمله" تعلق إندرا
"المكان الآن جميل جداً وهو مغطى بالثلوج" يجيبها سامي
"آه، نسيت أنك من المعجبين بكآبة الشتاء!" تجيبه إندرا بمداعبة
يسيران نحو الكشك الواقع أمام الواجهة الرئيسية حيث مبنى القصر الذي كان يتميز كمباني المدينة الأخري بالتصميم المعماري البديع
يشتري سامي تذكرتان للدخول و يمضيان إلى داخل القصر
"أظن أن التصوير ممنوع في الداخل، ما رأيك أن نسلم حقائبنا ومعاطفنا لقسم الأمانات، حيث سنتمكن من التجول براحة أكثر" يحدثها سامي
"لا مشكلة لدي، أنا أحتفظ بمقتنياتي الثمينة في جيبي على أية حال" ترد
"لا أعتقد أن قصر أباطرة النمسا سابقاً سيكون معرضاً للسرقة ونحن نتجول بداخله يا عزيزتي، يرد عليها ضاحكا
بعد أن يسلما مقتنياتهما لموظفة قسم الأمانات يستأجران سماعتين لسرد معالم القصر التي سيمران عليها
كان قصر الشونبرون هو المسكن الصيفي لقياصرة النمسا، ومسقط رأس العديد منهم ومن بناتهم ممن تزوجوا من ملوك و أمراء أوروبا
أخذا يتجولان في غرف القصر وهم يستمعان للتعليقات على كل من غرفه. في هذا القصر وضعت ماريا تيريزا أبنائها التي كانت أشهرهن، إبنتها الحادية عشر، ماري أنطوانيت، ملكة فرنسا التي قطع رأسها إبان الثورة الفرنسية
"أتعلم يا سامي أنه لا يوجد دليل تاريخي يثبت أن ماري أنطوانيت قد ذكرت المقولة الشهيرة التي تنسب إليها عادة، حيث قالت دعهم يأكلون الكعك" تحدثه إندرا
"أهذا صحيح؟" يرد سامي و هو يحاول تذكر دروسه في التاريخ أيام صباه
"على الرغم من كونها ملكة متعجرفة، إلا أنها لم تكن بهذا القدر من الخلو بشخصيتها. في أواخر أيام حكمه، حاول الملك لويس السادس الفرار معها من فرنسا إلى النمسا لطلب المعونة من عائلتها وأخيها الملك ليوبولد وشن الحرب ضد الثوريين، إلا أنه تم إيقافهم قبل أن يصلوا للحدود و إرجعهم الثوار لباريس، حيث حوكم الملك وأعدم بالمقصلة. لقد أوغل الثوريون بعدها في إذلالها حتى أنه حين أعدمت أخذوها للمقصلة على عربة مكشوفة لكي يتم للحشود المنتظرة إذلالها لآخر لحظات حياتها. لم يكتف الثوريون بذلك و إنما تركوا إبنها الصغير يتعرض للإهمال حتي مات بعدها بحوالي العامين" تسرد إندرا مع بعض التعاطف
يمضيان الوقت في التجول بغرف القصر، حتى يأتيان لغرفة ذكر المعلق أنها الغرفة الشخصية للقيصر فرانز جوزيف
"أتعلم أنه آخر قياصرة النمسا وقد كان أيضا ملك هنغاريا؟" يومئ سامي برأسه
"في عهده تم ما عرف بالتنازل الهنغاري وأصبحت هناك مملكتين مزدوجتين لما كان يعرف بالإمبراطورية الأستراهنغارية. وهو أيضا الملك الذي تحالف مع المانيا أو بالأحرى بروسيا، وعلى أثر هذا التحالف وجه الإنذار الشهير لصربيا عام 1918 ، الأمر الذي جر العالم للحرب العالمية الأولى" تسرد
ينظر إليها سامي مبتسماً، فقد أعجبته معرفتها بهذه الحيثيات من التاريخ
"على الرغم من أنه كان يتمتع بشخصية جذابة، وكان يعشق زوجته الملكة إليزابيث، والتي كانت تربطه معها صلة قرابة، إلا أنه كان صارماً مع أفراد أسرته وبالأخص إبنه الأمير رودولف، الأمر الذي دفع الإبن في النهاية للإنتحار بمشاركة عشيقته في نزل في إحدى الغابات المحيطة بفيينا، بعدما رفض مباركة زواجهما" تكمل السرد
"أعتقد أني على علم بهذا الحدث، أتذكر أني شاهدت فيلماً سينمائياً قام فيه الممثل عمر الشريف بتمثيل دور الأمير، وقامت بدور العشيقه الممثلة الفرنسية الجميلة كاثرين دينوف
"الفيلم هو مايرلينج" تضحك إندرا، "وقد مثل فيه دور فرانز جوزيف جيمس مايسون، أما الملكة إليزابيث، أو سيسي كما كانت تسمى، فقد قامت بدورها إفا غاردنر" تكمل إندرا
"لا داعي لأن أنصت إلى جهاز السرد الإلكتروني وأنت معي!" يضحك سامي ، "بالمناسبة، الآن عرفت معنى إسم مكان إقامتي، فندق سيسي، لا بد أنه قد سمي على إسم الملكة" يكمل
"تزوجها فرانز جوزيف عن حب وكانت فعلاً من أجمل أميرات أوروبا. كان يعشقها، رغم غرابة أطوارها، عشقاً حرياً به أن يسجل في سجل العاشقين، والمشاكل التي كانت تتسبب بها أحياناً مع نبلاء النمسا
لقد كانت تبالغ في إفراطها على المحافظة على جمالها وقوامها، وحين أغتيلت في سويسرا أواخر القرن التاسع عشر كان حزن القيصر عليها شديداً لم يفارقه طوال ما يقارب من العقدين حتى وفاته أيام الحرب العالمية الأولى، التي تحولت النمسا عقبها إلى جمهورية" تحدثه إندرا
"الغرفة لا تماثل ما بمخيلتي لملك، إنها تبدو صغيرة متواضعة. أنظري هناك إلى إحدى أطراف الغرفة ، هناك سرير صغير يقابله كرسي، ومنضدة تعلوها أدوات الحلاقة. مكتب صغير يجري فيه الملك أمور يومه على ما أعتقد، وقد ترك على منضدته ما يماثل الصحيفة اليومية" يحدثها سامي
يأتان على قاعة كبيرة ذكر المعلق نبذة عنها، و كيف أن موزارت ذو الستة أعوام قام فيها بإستعراض مقدرته الفذه بالعزف أمام الإمبراطور. كما أن قصر الشونبرون كان المحل الذي إلتقى فيه الرئيس الأمريكي جون كينيدي مع العاهل السوفييتي خروتشوف عام ١٩٦١. أثناء ذلك اللقاء كان كينيدي يقضي الساعات الطوال في التحدث مع نظيره السوفييتي و بما أنه كان يعاني من آلام في ظهره ألزمت أطبائه بحقنه بالكورتيزون والمسكنات التي كان يتلاشى مفعولها مع الوقت. الأمر الذي كان يجعل بوادر الرهاق تبدو على الرئيس الأمريكي، مما جعل خروتشوف يقر بعد عودته لموسكو أن الولايات الأمريكية يحكمها رجل ضعيف. هذا الإعتقاد جر السوفييت إلى محاولات لتحقيق بعض الإنتصارات في المواجهة الباردة مع الغرب مواجهات مع الغرب، إنتهت إلى إقامة حائط برلين، والمواجة التي أوشكت بجر العالم للحرب عبدما حاول السوفييت نصب صواريخ ملغمة برؤوس نووية في كوبا
"بغض النظر عن البلاد التي أتينا منها، فلا مفر لنا من التاريخ. يعلق سامي وهما يغادران القصر. يتجولان في الحدائق الخلفية متجهين نحو تل يعلوه ما بدا لهم نصب كبير. على يمينهم كان مدخل لحديقة الحيوان، وعلى مقربة منه متاهة خضراء
"كم أود الدخول للمتاهه" يقول سامي
"إنها مغلقة" ترد إندرا وهما يقتربان من اللوحة المعلقة
"آه ستكون مغلقة حتى شهر أبريل". يقول لها سامي و هو يتذكر متاهات شبيهه شاهدها في أماكن أخرى من أوروبا وعلى الأخص ببلجيكا
"هيا يا سامي، علينا أن نعتلي التل" تحدثه إندرا وهي تشعل سيجارتها
كانت الرحلة نحو أعلى التل مضنية بسبب الثلوج الكثيفة المتراكمة، إلا أنهما كانا مستمتعين بصحبة كل منهما للآخر و يتبادلان أطراف الحديث
ما أن وصلا للقمة حتى وجدا نفسيهما أمام بركة صغيرة متجمدة، أمام محطة إستراحة تم تحويلها لمقهى
"هل تودين بالإستراحة هنا؟" يحدثها سامي
"ولماذا؟ الوقت لم يتجاوز الظهر و أنا لست بمتعبة. لاتقل أن السير قد أضناك؟" تقول له بسخريتها المعتادة
"أهذا جزائي لأني أريد راحتك؟ حسناً إذاً، لنأخذ الطريق الأسهل في الخروج من منطقة القصر. يقول لها و هو يتفحص الخريطة
"لنبحث عن مكان نتناول فيه غداءاً سريعاً، ثم علينا العودة لمحطة القطار للتوجه لزيارتنا التالية" يحدثها
+++++
كانت محطتهم التاليه هو متحف الألبيرتينا العريق الذي مر عليه سامي أثناء تجواله بوسط المدينة منذ أيام. هذه الأيام كان المتحف يحتوي على ثلاثة معارض رئيسية. أولها و أكبرها هو معرض لأعمال الفنان مارك شاغال المتعلقة بشخصيات وأحداث إستوحاها من أسفار الإنجيل
المعرض الثاني كان للمصور الأمريكي ويليم إيجلستون الذي أشتهر بتصوير الحاجيات الإعتيادية بألوان فاقعه فذة
أما المعرض الثالث فكان لفان البوب أليكس كاتز والذي تقارن أعماله بعملاق فن البوب أندي وارهول
إحدى قاعات المتحف كانت تضم تماثيل تصور إله الفنون أبوللو مع بنات أفكاره التسعة، كليو (ملهمة التاريخ)، كاليوبي (الشعر الملحمي)، إراتو (الشعر العاطفي)، يوتيربي (النثر)، ميلبوميني (التراجيديا)، بوليهيمنيا (الشعر المقدس)، ثاليا (الكوميديا)، تيربسيكوري (الرقص) و أخيرا يورانيا التي يتوقف سامي عندها طويلا
"ما الأمر؟ ماالذي إستوقفك أمام هذا التمثال؟" تسأله إندرا
يبتسم سامي، "كم آتمنى لو أن أحد أصدقائي في الكويت كان معنا الآن. ياللأسف، فإني لا أستطيع إلتقاط صورة للتمثال. التصوير ممنوع داخل المتحف وكمثل زيارتهم للقصر سلموا أمتعتهم لقسم الأمانات" و يجيبها
"وماذا عن هذا الصديق؟ وما علاقته بهذا التمثال بالضبط؟" تسأله
"صديقي من هواة الفلك، وهذا التمثال ليورانيا، ملهمة علم الفلك الذي كان يعتبر فناً في القدم" يحيبها ضاحكاً
+++++
بعد أن تناولا المشروبات في مقهى المتحف. لا زال هناك ساعة قبل غروب الشمس
"حسناً، و ماذا عن الآن؟" تسأل إندرا
"لقد أوسعنا مداركنا بالأمور التاريخية والفنية، ما رأيك الآن أن نوسع ثقافتنا السينمائية؟ يجيبها سامي
"أتقصد متحف الأفلام المجاور لنا؟" تسأله
"لا يا عزيزتي. سنذهب لإحدى المعالم الخالدة في تاريخ السينما!" يرد عليها بإبتسامة
إنتهى الجزء الثاني والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم