Saturday, December 24, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الخامس والثلاثون



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



"ولكن ألا يعتبر التصوير الإعتيادي بإستخدام الأفلام شبه منقرض؟" تسأل إندرا

"الوقت لايزال مبكرا لإعتبار إنقراض التصوير الإعتيادي يا إندرا" يرد سامي، "للتصوير الرقمي مزايا كثيرة، إلا أنه لازالت هناك عقبة، فلازال التصوير الإعتيادي متميزا بأصغر قدر من التفاصيل الممكن تسجيلها على الفيلم" يكمل

كانا في القطار شبه منفردين في تلك الساعة المبكرة من الصباح في طريقهما إلى محطة ألت إرلا حيث الميعاد مع السيدة زايلر. قرر سامي أن يقضي هذا الوقت في أخذ بعض الصور بإستخدام إحدى الكاميرات التي بجعبته

"ولكن كاميرتي الرقمية سهلة الإستخدام، وهي أوتوماتيكية بالكامل" تحدثه وتريه كامرتها

"نعم ياعزيزتي، ...، ولكنها ذات طاقة 5 ميغا بيكسل فقط، بينما الفيلم التقليدي يمكنه تسجيل ستة مرات هذا القدر على الأقل من التفاصيل علي فيلم الـ 35 ميليمتراً. كما أن التصوير الأوتوماتيكي يحرم المصور من إبراز مهاراته الفنية، عكس هذه الكاميرا. ولربما كانت زيارتنا ستشمل أماكن لا يسمح فيها بإستخدام الفلاش، لهذا زودت الكاميرا بفيلم لإلتقاط الشرائح ذو حساسية عالية" يناولها الكاميرا

"بما أنك تتحدث عن التصوير الإعتيادي بهذا الشغف، فسأخمن بأن هذه الكاميرا جيدة" تبتسم

يغير تعابير وجهه ليبدو كالمصدوم

"إنها كاميرا من إنتاج أعرق شركات التصوير الفوتوغرافي. شركة لايكا الشهيرة. التي أنتجت أولى كاميرات الـ 35 ميليمتر. هذه الكاميرا هي الـ إم-7 وتتميز بخاصية إختيار فتحة العدسة فقط بينما ستختار الكاميرا مدة التعريض المناسبة لهذه الفتحة. أحمل معي كاميرا أخرى شبيهة وجهاز لقياس الضوء فلم لا تستخدميها؟ وسأعلمك على طريقة التعامل معها. كل ما عليك هو ضبط البعد البؤري للعدسة، ...، هكذا، وهي بالمناسبة عدسة التراي-إلمار التي توفر ثلاثة أبعاد بؤرية، 28 و 35 و 50 ميليمترات ليمكنك إختيار البعد المناسب لكل من الصور التي ستلتقطينها" يشرح

"الأمر يبدو معقداً تعلق إندرا

يضحك سامي، "لا تفكري بسلبية يا إندرا، الأمر سهل للغاية وبعد بضعة صور ستنسين أنك تستعملين كاميرا إعتيادية. بالمناسبة محل التصوير بقرب مسكني يقدم قرصاً مدمجاً بالإضافة للشرائح المظهرة، وبهذا يكون الأمر وكإنك قد إستخدمت كامرتك الرقمية في إلتقاط الصور" يرد

تتناول إندرا الكاميرا وترفعها لعينها وهي تتمرن على ضبط البعد البؤري

"إنها ثقيلة جداً وأكثر مما كنت أتصور" تعلق إندرا

"تذكري إنها أداة ميكانيكية بشكل شبه كلي" يضحك سامي

"حسناً، الخطوة التالية هي ما يعرف بالتعبير الصوري، أي الناحية الفنية في وضع ما يراد تصويره داخل إطار الصورة، ولربما كانت أهم القواعد في هذا المجال هي القاعدة المعروفة بقاعدة التثليث، ..." يكمل شرحه بينما يكمل القطار تنقله من محطة لأخرى

+++++

"... وعلى الرغم من أن مهمتي لن تبدأ رسمياً إلا يوم غدٍ، فقد قمت ببعض الخطوات للتعرف على كيفية التقدم في مهمتي بأكثر كفاءة ممكنة.

وفي الختام، تحياتي لك." وينتهي من الطباعة

يعاود هنري ستيفنسن قراءة الرسالة الإلكترونية التي كان على وشك إرسالها إلى رئيسه في العمل في مختبرات سانديا

كان جالساً في بهو فندقه وجهازه المحمول على الطاولة أمامه. لقد إنتهى من إفطاره قبل قليل وقرر أن يبعث رسالته هذه قبل أن يفكر جدوله اليومي، ففيينا كغيرها من المدن في دول أوروبا التي قام بزيارتها كئيبة وخصوصا أيام أيام العطل، يفكر مع نفسه

بعد أن تأكد من رسالته يضغط زر الإرسال. يعاود فتح الرسالة ويقوم بنسخها، ثم يفتح رسالة جديدة ويلصق ما قام بنسخه ويقوم ببعض التعديلات وزيادة بعض التفاصيل

في خانة المرسل إليه، يقوم بإدخال إسم ستيف هادلي

+++++

"حسناً، حسناً. أيمكنني أن أسترعي إنتباه الجميع؟ توجه إليزابيث الكلام لحشد المتدربين وبصحبتهم روبي المجتمعين بالقرب من مدخل محطة ألت إرلا

"لدينا سيارتان، سأقود الأولى بينما سيقود يولا السيارة الثانية. الفتيات سيأتين معي، بينما الشباب سيستقلون السيارة مع يولا. وبهذا سيكون عندكم متسع من الوقت للحديث عن كرة القدم!" تكمل حديثها نحو يولا

"بينما تتحدثون أنتم عن ماذا، التسوق مثلاً" يشعر سامي بشيء من الضيق وهو يرى إندرا توجه نحوه تحية بأصابعها وهي تنظر إليه بطرف عينيها متوجهة للسيارة التي ستقودها إليزابيث، بصحبة الفتيات الأخريات لينا وروزا وسيتا تصحبهم روبي. يأخذ سامي الكرسي بالمقعد الأخير ويجلس بجواره عبدو أمودا.ينطلق يولا بالسيارة لاحقاً سيارة إليزابيث

"أرجو أن ل اتسرع ليزا بالقيادة كعادتها، فالرحلة لمدينة ميلك ستستغرق حوالي الساعة" يقول لهم يولا

حتى هنا في النمسا أقع ضحية لمنع الإختلاط. يفكر سامي مع نفسه وهو يسند ظهره مسترخياً على الكرسي




إنتهى الجزء الخامس والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم

4 Comments:

Blogger الأجنحة المتكسرة said...

حلوة منع الإختلاط :)

11:32 PM  
Blogger esetch said...

أجنحة

الغريب بأن كلما صارت مجاميع كبيرة، كلما أصبح عدم الإختلاط واضح ولا شعورياً نشوف البنات بصوب والصبيان بصوب

8:52 AM  
Blogger q80_demon said...

This comment has been removed by a blog administrator.

12:59 PM  
Blogger q80_demon said...

zwehveمسكين سامي -علىطريقة برنامج »إفتح ياسمسم« - وده يخلاله الجو، بس مو حاصل له مع الأسف
:-((
ييلا، البركه في عبدو أمودا يسولف وياه ، خو كلها ساعة زمن
:-//
إنزين، عن منو بيتكلون ويسولفون على كرة القدم؟،

1:13 PM  

Post a Comment

<< Home