مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الرابعة والعشرون
حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل
جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً
في الشركة
"المشكلة بأن أبي يرفض فكرة الأسهم بكاملها" يحدثه عبداللطيف
"أبي من الجيل القديم الذي لم يتعود هذا النوع من التجارة ولا تنس بأنه قد عاشر أزمة المناخ وتداعياتها. فالمناخ وعلى الرغم، من عدم إشتراكهما، أقصد عمي وأبي فيه، إلا أنهما قد إستوعبا الدرس جيداً" يرد عليه أخوه عبدالرحمن
"المناخ كان حالة إستثنائية. والظروف الحالية تختلف عن ظروف المناخ، الآن القوانين تراقب السوق وكل حركة فيه" يجيب عبداللطيف
"فما العمل إذاً؟" يسأله أخوه
"سوق الأسهم عبارة عن مجازفة. نستطيع المجازفة على فترات متباعدة ولكن يشترط رأس المال الكبير، بمعنى أصح، على الطريقة الأميريكية، غو تو ذ كيل. أنا وزوجتي نستطيع تدبر مبلغ لا يستهان به أريد ضعف المبلغ الذي معنا. لدي أخبار موثوقة عن إحدى الشركات، قد تعرفها هي نفس الشركة التي يساهم فيها عبدالرزاق بأمواله" يسهب عبداللطيف
"قد أستطيع تدبير بعض المال لك ولكن يجب أن تخبرني أكثر" يرد عبدالرحمن
"إسمع لدي المعلومة الأكيدة من أحبائنا بالسوق، الشركة حالياً أسهمها مرتفعة وهي لديها خلافات مالية تعاقدية والأمر بيد القضاء. لقد أقدمت الشركة بمجازفة كبرى لتخسر القضية فى الدرجة الأولى، الحكم سيصدر في الأيام القليلة القادمة، وهي سوف تستأنف الحكم بالطبع، عندئذ ستخرج ما بجعبتها من مستندات لتعزيز موقفها" يشرح عبداللطيف
"هذه لعبة قانونية لها مخاطرها ولكن قل لي لم تفعل الشركة هذا الشيء" يرد عبدالرحمن مبتسماً وهو المحامي الدارس للقانون
"لا يهم، المهم بأن الأسعار سوف تهبط وتصبح أرخص مما هي عليه الآن" يرد عبداللطيف
"يا إلهي، لهذا السبب يريدون أن يخسروا الدرجة الأولى، أنظركيف يتلاعبون بالسوق" يحدثه عبدالرحمن
"بالضبط وعلينا إستغلال هذه الفرصة السانحة. لقد تعمد الشركة خسران القضية بالدرجة الأولى كي تهبط الأسعار. عندها يقوم الملاك وبعض المتنفذين بالشراء وبأسعار أرخص من السعر الحالي للسهم. ولكن أنظر للمفاجأة. أأنت مستعد؟ سوف تفوز الشركة بعقد من الجيش الأميريكي بالعراق بما يقارب المليار دولار. هذا الخبر مؤكد من مصدري من داخل الشركة. سوف تصعد قيمة السهم إلى السماء، وهذه هي ضربتنا" يختم عبداللطيف حديثة ويراقب الإنبهار في عيني أخيه
"أمتأكد أنت يا عبداللطيف؟" يسأل عبدالرحمن وقد أغرته الفكرة
"كل التأكيد، وإلا ما جازفت بأموالي وأموال زوجتي. آآآآه لو إستطعت جمع مبالغ إضافية" يقولها عبداللطيف متحسراً
"كم تحتاج؟" يسأله أخوه
"مليون دينار على الأقل" يجيبه
"يا إلهي. هذا مبلغ لا يستهان به. كم لديك الآن؟" يسأله عبدالرحمن
"مليون ونصف المليون دينار. المليون لزوجتي" يرد عبداللطيف
"ومن أين لزوجتك هذا المبلغ؟" يسأل عبدالرحمن أخيه محدقاً في عينه وهو ينتظر الإجابة
+++++
في منزل بوعبدالرزاق وبعد ولوج بدرية وعبدالرزاق إلى البيت
"وماذا تريديني أن أفعل لها؟" يحدث عبدالرزاق ببعض العصبية
"مهما كانت فهي إبنة خالك. ولا أريد الضيق لخالك فهي بالنهاية إبنته" ترد بدرية
"لقد تعبت من الإلحاح، كلما رأتني تثير هذا الموضوع أمامي. لقد أخذت موعداً لزيارة الطبيب الفلاني والطبيبة الفلانية والمستشفى الفلاني حتى تعبت. أطفال الأنابيب، أطفال الأنابيب، أطفال الأنابيب. لقد كرهت الأطفال" يرد عبدالرزاق
"بل أطفال الأنابيب وأطفال الأنابيب وأطفال الأنابيب، حتي ترزق بالطفل الذي نرجوه. عبدالرزاق حبيبـي، يا قرة عيني أنت إبني الوحيد. إن لم تكن ترغب برؤية أبنائك فإني لشوق لذلك. صدقني سوف تتغير حياتنا بعدما ترزق بالأولاد. أنت وحيد وليس من معين لك. لقد كان قدرك وقدري ألا يكون لك عضيد يسندك. ألا ترى أبناء عمك، عبداللطيف وعبدالرحمن" تحدثها وهي تكاد تبكي
"لا أريد سماع سيرتهم يا أمي، أرجوك" يرد عبدالرزاق
"لذا إسمع كلامي. أبناؤك هم بالنهاية من سيقف بجانب، وأقصد الصبيان وليس البنات. فالبنات لأزواجهن، وها هي أختك سعاد خير مثال" ترد بدرية
"حسناً، حسناً، ولكن لتكف ريم عن إزعاجي هكذا. أريد بعض الراحة خلال الأيام القادمة. يجب أن يكون تركيزي على السوق. كأن شيء مهم سيحدث إلا أن الجميع لا يعرف ما الأمر" يرد
"وماذا يقول خالك؟" ترد بدرية
"حتى خالي لا يعلم، ولكنه يوافقني على إحساسي" يرد عبدالرزاق
تقوم بدرية من مكانها وتنادي على الخادمة
"حضري الغداء بسرعة، ونادي على نادية لتنـزل"
"ماما، لقد خرجت نادية قبل مجيئك" ترد الخادمة
"خرجت؟ وأين ذهبت ألم تقل؟" تسألها بدرية
"لا يا ماما، ولكنها خرجت وبيدها حقيبة سفر" ترد الخادمة
"ماذاااااا؟" تصرخ بدرية وتندفع يلحقها عبدالرزاق إلى غرفة نادية
في غرفة نادية، تلاحظ بدرية إختفاء ملابس نادية من الدولاب وإذا بها تجد ورقة بخط نادية تقرأها بسرعة
"يا إلهى لم يحدث لي كل هذا؟ ماذا عملت لأستحق هذا العذاب؟" تنتحب بدرية
يقرأ عبدالرزاق ما كتبته نادية
"إليكم جميعاً ...
لقد بعتموني جميعاً وبثمن بخس إرضاءاً وحرصاً على أخي عبدالرزاق. هذا الأخ الذي لم تأخذه الرحمة ولا الشفقة بي فشوه روحي قبل جسدي
وها أنا أعلنها لكم جميعاً، قراراً واتخذته. سوف أتزوج ممن أحب. إشتراني بعد أن بعتموني وسوف أرحل معه إلى الخارج لإستكمال دراستنا
نادية"
"سوق أقتلها" يندفع عبدالرزاق من الغرفة وهو يحاول الإتصال بنادية
"عبدالرزاق، عبدالرزاق، إنتظر" تصيح خلفه بدرية في محاولة تهدئته
إلى اللقاء مع الحلقة القادمة
مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم