رواية فسيفساء – الجزء الخامس عشر والأخير
الزمان : الثلاثاء – 8 / فبراير / 2005 – الساعة الثامنة صباحاًً
المكان : مطار الكويت الدولي
تنتهي كيت من إجراءات حجز المقعد وتحمل حقيبتها متوجهه نحو مقهى ستاربكس في صالة المسافرين
تطلب قهوة اللاتية. تسرح بتفكيرها في أمور عدة. بكل شيء ولا شيء. ولقاء البارحة الأخير مع بومريوم. يا إلهي ما أصابني البارحة. تحدث نفسها. لقد كانت دموعي تنهمر من حرقة الفراق.
وبينها هي في أحلام يقظتها، يأتيها الصوت، " المعذرة، هل هذا المقعد مأخوذ"
"يا إلهي، تي جيه" ترد بفرح شديد
"هل تفاجأتي؟ أظننتي بأني سأفوت وداعك؟" يبتسم لها بومريوم
"لقد إعتقدت بأن البارحة كانت ليلة الوداع. لم أتصور بأنك ستحضر بعد أن قلت بأنك ستكون مشغولاً بالعمل" ترد عليه
"لقد أردت أن أعمل لك مفاجأة" يقول لها، "هل نجحت" يسالها
تهز رأسها مبتسمة
"هذه لك" يهديها بومريوم علبة كبيرة وثقيلة بعض الشيء
"ما هذا؟ أأستطيع فتحها؟" تطلب كيت
"ليس الآن، وأنت عل متن الطائرة ربما" يرد بومريوم
"أنت مفسد البهجة" تضحك كيت
"على فكرة، لقد إتصل بي المقدم خالد محمود، أتذكرينه" يسألها وتهز رأسها موافقه "يقول بأنهم قد قبضوا على أشخاص في الأحداث الأخيرة، ومن التحقيقات تبين أن أحدهم من أطلق النار علينا تلك الليلة"
تنتبه كيت أكثر، "وماذا ايضاً" تسأله
"يا لسخريات القدر، يبدو بان حبي للقهوة قد أوقع بنا"
"ماذا تعني؟" تسأله كيت
"إتضح لهم من التحقيقات بأن الهجوم علينا كان محض صدفة" يرد بومريوم، ويكمل "لقد شاهدونا بالصدفة بالمقهى تلك الليلة وظلوا يتابعوننا، حتى حصل ما حصل"
"ألم أقل لك بان شرب القهوة مضر بصحتك" تضحك كيت
يعلن جهاز المناداة عن قيام الرحلة رقم 112 . رحلة كيت
وأمام بوابة الدخول تحتضن كيت بومريوم ثم تقبله قبلة تطول بعض الشيء.
تتجه الكثير من العيون نحوهم. فمن نظرات إستهجان وأخرى إعجاب وغيرها من الإستغراب. لكن الأمر لا يهم
"كما إتفقنا، دعني أرتب أموري، وسنرى أين ستقودنا الأقدار" تحدثه كيت
"طبيعي أنها لن تقودنا نحو ستاربكس الفحاحيل" يرد عليها مبتسماً
تنطلق كيت نحو المدخل ملوحة بيدها تودعه
في الطائرة وأثناء الرحلة، تتذكر هديته لها، فتقف وتجلبها من الخزانة المعلقة فوق رأسها
يصحب الهدية بطاقة تبدأ كيت بقراءتها
دعيني أتنفس أعباق أنسامك العذبة
تلك الهائمة من فاه المحبة
دعيني أمتع ناظري بجمالك كل يوم
حبك اشعل رغباتي بأن تتجدد حياتي من جديد
أعطيني يديك، واحتضني روحي
لعلي أستقبلها وأعيش من جديد
إصرخي باسمي الخلود ، فخسرانها لن يعود
يالها من كلمات عذبة، كلمات حب بين عاشقين. ولكنا في حقيقة الأمر كلمات إخناتون للرب آتون، وبفضل سرمديتها إستخدمها المحبون للتعبير عن عشقهم لمحبيهم
تفتح العلبة بسرعة الطفل الملهوف على هديتة وفجأة، تضحك كيت ملأ شدقيها ويسمع من بالطائرة ضحكها
تتجه أنظار الركاب من حولها باستغراب نحوها وعيونهم تمتلأ بالفضول، يسرع أحد المضيفين نحوها للإستفسار أو من باب الفضول، فإذا به يشاهد لوحة ببرواز.
تصميم يغلب عليه اللون الأزرق عليه شعار الأمم المتحدة وبعض الكتابات العربية وأخرى تبدو غريبة مع أنها أحرف لاتينية ويتوسط التصميم، شكل إسلامي.
إنتــهــــى