مسلسل رمضاني – رجال من الزمن الصعب – الحلقة الثالثة
حصرياً على تلفزيون الكويت، القناة الأولى، يومياً الساعة 16:00 مساءً، ويعاد بثه الساعة 00:30 بعد منتصف الليل
جميع الأحداث والشخصيات بالمسلسل لا تمت بالواقع بصلة. أي تشابه هو محض الصدفة. أو يمكن، المؤلف متعمد بذكر أحداث وشخصيات حقيقية، الله العالم، المهم هذا ما يقال عادةً
تتراقص الفتيات مع الشباب على أنغام الأغاني بينما تدور الكؤوس المملوءة بالشراب فيما بينهم. يدخل سالم وبرفقته عبدالرزاق فيتوقف الجميع لتحيته بصوت عالي وكأنها مفاجأة له
"أهلاً عبدالرزاق، الحمد لله على السلامة ومبروك التخرج" يحييه أحد الشباب
يقوم سالم بتعريفه على بقية الحضور
وتبدأ الموسيقى مرة أخرى ويستمر الرقص واللهو
"من تلك؟" يسأل عبدالرزاق صديقه سالم
"آه، هذه جميلة الجميلات، دينا" يرد سالم
"كم هي جميلة" يحدق عبدالرزاق بها ولا يرغب برفع عينيه عنها
"وهي غالية جداً" يرد سالم وهو يعرف مسبقاً أن لا شيء يقف في طريق عبدالرزاق طالما أراد شيئاً "ولكن لا شيء يغلى على عبدالرزاق المغنم" يكمل
"نعم، لا شيء يغلى على عبدالرزاق المغنم. ولكن هل هي مرتبطة بأحد؟" يسأل عبدالرزاق
"لا ... " يجيبه سالم ويقطع عليهما الحديث رنين هاتف سالم ويجيب بعد رؤية إسم المتصل، "أهلاً حمني" يستخدم إسم الدلع لعبدالرحمن، إبن عم عبدالرزاق. "لا نحن بالشاليه وكل الأحباب مجتمعين حتى عبدالرزاق، ...، نلقاك" يستمر الحديث بينهما لدقائق ثم يغلق سالم الخط
"هذا إبن عمك" يحدثه سالم، "يريد أن يزورنا هنا" يكمل
"أرجو ألا يفضحنا" يقولها عبدالرزاق وبعض القلق ظاهر عليه
"لا عليك، هو زبون دائم معنا، وعلى فكرة عينه على دينا" يحاول سالم إثارته
"قل له بأنه تأخر، وعبدالرزاق قد وصل" ينهض عبدالرزاق ويتجه نحو دينا التي على ما يبدو كانت تنتظره
تهدأ الموسيقى ويخف الزوار، فمنهم من رحل، ومنهم من أنطلق للشاطئ أو ركوب البانشي، ومنهم من إنطلق للمخادع
"لقد رحل بصحبة دينا" يحدثه سالم، "أنا آسف ولكن كما تعرف ..." يسكت سالم
"لا عليك، الناس أحرار في إختيارهم" يرد عبدالرحمن بهدوء
في صباح اليوم التالي
تدخل السكرتيرة على بوعبدالرزاق ومعها البريد اليومي وأوراق للإعتماد
"هل وصل عبدالرزاق؟" يسأل بوعبدالرزاق
"لا يا سيدي" ترد وتلاحظ الضيق على وجهه
يقوم بوعبدالرزاق بمراجعة البريد والتوقيع على بعض الأوراق، "هللا طلبتي لي المنزل" يطلب من السكرتيره
"بأمرك" تخرج حاملة الأوراق وبعد دقائق يرن هاتفه لتبلغه بأن المنزل على الخط
"آلو" يحدث بوعبدالرزاق زوجته بدريه، ويأتي صوت زوجته على الطرف الآخر من الخط
"بالله عليك ماذا تريد من الصباح الباكر؟" تسأله وهي تتثاوب
"الساعة الآن التاسعة والنصف وتقولين من الصباح الباكر" يحدثها
"وهل طلبت المنزل لتحدثني بهذا الأمر الآن" ترد عليه
"إبنك لم يحضر للعمل إلى الآن، هللا أفقتيه من نومه وطلبت منه الحضور للشركة. المدراء يجب أن يكونوا على رأس أعمالهم من الساعة الثامنةوالآن الساعة تقترب من العاشرة وسيادته لم يشرفنا بعد" يحدثها بإنزعاج
"أوووه، ما أزعجك يا سعود. أهذا وقت عتاب وملامة، سيأتي للشركة، عاجلاً أم آجلاً. سأذهب لأوقظه من نومه، مع السلامة الآن" وتغلق الخط
"سيد سعود" يأتي صوت السكرتيرة على الإنتركم، "إجتماع الإدارة بعد دقائق في غرفة الإجتماعات" تنتطر رده
"حسنا، أبلغيهم بأني قادم" يرد عليها
وفي لبمنزل، تقوم بدرية متثاقلة من فراشها، وتتذمر من إيقاضها مبكراً وتنادي على الخادمة. "أفيقي بابا عبدالرزاق من النوم ليذهب إلى العمل" تطلب منها
"سيدتي، بابا عبدالرزاق لم ينم بفراشه البارحه" ترد الخادمه
"ماذا" ترد بدرية وتندفع دافعه بالخادمة جانباً متوجهه نحو جناح نوم عبدالرزاق. تفتح الباب وتنادي عليه ولكن لا يأتي أي جواب. بسرعه تندفع نحو الهاتف وتحاول طلب رقم هاتفه النقال، إلا أنها لم تحفظه إلى الأن فتسأل الخادمة بعصبية عن إبنتها نادية ومكان وجودها
تندفع بدرية إلى الطابق السفلي لترى نادية تأكل طعام الإفطار فتسألها بعصبية عن رقم هاتف عبدالرزاق
"أمي ماذا حصل" ترد وهي قلقة
"أعطني الرقم فحسب" تصرخ بدرية بوجه إبنتها
تطلب بدرية الرقم بعصبية. وبعد عدة رنات يأتي الصوت متثاقلاً من الطرف الآخر
"آآآآآآلووووو" يرد عبدالرزاق
"عبدالرزاق أين أن بالله عليك" تصرخ بدرية
"أميييي، ماذا حصل" يسألها
"أين أنت" تسأله
"أنا بالشاليه مع أصدقائي. لقد أخبرت أبي البارحة" يرد عليها
"ولكن لم تقل بأنك ستبيت عندهم. يا إلهي لا أستطيع الوقوف على رجلي من الرعب. حسبت بأن مكروها قد حصل لا سمح الله" تحدثه
"هوني عليك يا أمي، ماذا جرى؟" يسألها
تسكت لإلتقاط أنفاسها "إياك أن تعيد مثل هذا العمل مرة أخرى. الآن، لقد إتصل أبيك ويسأل عن عدم ذهابك للشركة" يحدثه
"أووووه يا أمي، لم يمض على عودتي إسبوع، ويريد أبي أن أبدأ العمل في الحال. ألا أستحق أجازة" يرد عبدالرزاق
"حسناً، حسنأً سأخبره بأنك في طريقك إليه" ترد أمه وتغلق الخط
"ستكذبين على أبي" تسألها نادية
"أسكتي أنت. ألا ترين حالة الرعب التي وضعني بها أخوك" تقولها وتصعد إلى غرفتها
في غرفة الإجتماعات
"لا يا بوعبداللطيف، آخر شحنة ستصل الإسبوع القادم، وبعدها نكون قد وفينا كافة إلتزاماتنا نحو العقد الحالي" يرد مدير العمليات بالشركة
"ماذا عن عقد الجيش البريطاني في البصرة؟" يسأل بوعبدالرزاق
"من خلال علاقاتنا معهم، أعطونا بعض التطمينات بأنهم قد وضعوا بعض المواصفات والشروط التي ستنطبق على عطائنا، ولكن" يسكت مدير المبيعات لبرهة
"ولكن ماذا؟" يسأله بوعبدالرزاق
"يريدون زيادة بالعمولة هذه المرة" يرد مدير المبيعات
"كم النسبة؟" يسأل بوعبداللطيف
"اربعة عشر بالمئة" يأتيه الجواب
يظهر بعض الضيق على وجوه الحضور. "ما رأي المالية؟" يوجه بوعبداللطيف السؤال لإبنه عبداللطيف، مدير المالية
"ما زالت النسبة في حدود المقبول. طالما هي أقل من الستة عشر بالمئة فلا بأس" يرد عبداللطيف
"هل سنوزعها نحن، أم سيتولون جانبهم ونتولى جانبنا كالعادة؟" يسأل بوعبدالرزاق
"هم لم يذكروا شيئاً بهذا الخصوص. أظن ستكون الأمر كالعادة ولكني سأسأل" يرد مدير المبيعات
"نعم إسألهم، فلا نريد مفاجآت" يحدثه بوعبداللطيف
"هل هناك بند آخر للنقاش؟" يسأل بوعبد الرزاق
"نعم، مبنى الشركة في المنطقة الحرة، بالشويخ، لقد إنتهينا من التشطيبات النهائية وسيكون جاهزاً للتسليم بعد شهرين بأقصى حد، أما باقي المباني في البلوكات الأخرى فستنتهي بعد فترة وجيزة. الآن، أما زلنا على خطتنا الأساسية من الإنتقال إلى هناك بعد الإستلام بشهر؟" يسأل بوعبداللطيف أخوه
"لا أرى أي شيء يمنعنا من ذلك" يرد بوعبدالرزاق
"حسناً إذاً، علينا التجهيز من الآن وطلب الأثاث والكماليات الأخرى" يحدثه بوعبداللطيف
"توكل على الله ولنسرع بالعمل ولننتهي منه" يرد بوعبدالرزاق
"على فكرة، أين عبدالرزاق، لقد ظننت بأنه سينضم لنا من اليوم" يسأله بوعبداللطيف
"هذا ما ظننته أنا أيضاً، ولكن يبدو بأنه إحترف حياة اللامبالاة ودلع أمه له" يرد
يحس بوعبداللطيف ببعض حسرة أخيه فيحاول قول شيء ولكنه يمتنع حرصاً على مشاعر أخيه "لا عليك، دعه لفترة، فلقد وصل للتو من الخارج ويحتاج لبعض الوقت للراحة" يحاول بوعبداللطيف التخفيف من أخيه
في مكان آخر، وفي جامعة الكويت بالشويخ بالتحديد، تمشي نادية مع صديقتها إلهام بين أروقة الكلية
"يا ربي ماذا أفعل؟" تحدث نادية صديقتها
"هوني عليك الغائب عذره معه" ترد إلهام
"أحاول، ومنذ الصباح الإتصال به، ولا يرد هاتفه. دائما الجهاز مغلق أو خارج نطاق التغطية" تحدثها نادية
"هذا دائماً الحال معه، فما الجديد" تضحك إلهام، "ها هو هناك" تؤشر بيدها
بمجر قدومه وبعد التحيات، تتركهم إلهام ليأخذوا راحتهم.
"أين كنت؟ لم أتوقف من طلب هاتفك، ودائماً، الجهاز مغلق أو خارج نطاق التغطية " تحدثه
"سيارتي لم تشتغل. حصل لها عطل. وهاتفي أغلقته. لا أريده أن يكون مقطوع من الخدمة بسبب المكالمات. لا مال لدي لدفع الفواتير" يرد وليد
"ولم لم تطلب مني لأسدد فاتورة هاتفك، فالبارحة سددت فواتيري" يحدثه
"أنا لا أعيش عالة على أحد، فما بالك بإمرأة" يرد ببعض البرود
"أأنا أحد يا وليد. أنت تعرف مدى حبي لك" ترد نادية
"وما فائدة الحب يا نادية والفارق بيني وبينك مثل ما تعرفين. إبنة المغنم وإبن الحافي، قصة سندريلا ولكن معكوسة" يرد وليد
"أنا لا يهمني كل هذا" ترد نادية
"نادية" يأتيها الصوت قوياً من خلفها، صوت عبدالرحمن إبن عمها مساعد
إلى اللقاء مع الحلقة القادمة
مع تحيات المؤلف إستش
والمخرج بومريوم