باعتقادي الكل يعرف عن سلسلة "للأغبياء" وهي سلسلة الكتب والشهيرة بلونها الأصفر والتي تكون بمسميات مختلفة ومواضيع مختلفة. أحداث وطننا في الشهر الماضي قد تقودنا للإعتقاد بأننا بحاجة لشراء نسخة مفصلة لنا إن وجدت، تحت مسمى حب الكويت للأغبياء وتوزيع هذه النسخ علينا نحن الكويتيين سنة وشيعة ومسيحيين أيضاً.
رجاء لكل من يقرأ ليتجرد من كل عاطفة دينية أو مذهبية وليفهم مغزى ما سأكتبه. بل إنني سأكتب المغزى حتى لا يفهم كلامي خطأ. هذا بوست في حب الكويت وحب الكويتيين بكل أطيافهم.
بادئ ذي بدء، أنا بعيد في كتاباتي عن السياسة إلا ما ندر ولكن هناك بعض الأمور التي تفرض عليك التعبير عن الرأي. أنا شخصياً مع الحرية المطلقة بالتصرف وبالتعبير عن الرأي وفق المسؤولية، وإنني ضد القوانين أيأً كانت التي تحد من هذه الحرية تحت أي مسمى أو ذريعة أو عذر. مع التأكيد بأن الإحترام وتقدير الطرف الآخر ينبع من الداخل، داخل الشخص نفسه وأتمنى أن كل إنسان عندما يقدم على عمل ما سواء بفعل أو قول أن يضع هذا الأمر أمام عينيه وأحث نفسي على هذا قبل الجميع. قد أختلف معك ولكني أدافع عن حرية تعبيرك لإيماني بحرية التعبير وأملاً أن تكون عضيدي في الشيء نفسه.
الآن دعوني أعبر عن رأيي بخصوص الأحداث التي جرفتنا من مكان وانتهى بنا الأمر في مكان آخر موحش.
باعتقادي الشخصي فإن تأبين عماد مغنية في الكويت كان خطأ ومرفوض وبغض النظر عن الأسبابة، فما لنا ومال عماد مغنية في هذا البلد، أهو شهيد أم لا؟ وهذا الخطأ يتحمله طرفين أساسيين، الأول المؤبنون أنفسهم وذلك لعدة أسباب منها عدم أخذ رد الفعل بالحسبان من جانب كبير جداً من الشعب وإهمال مشاعر أسر الشهداء وأسباب أخرى وبمعنى آخر كان هناك سوء تقدير. والطرف الثاني والأهم، الحكومة متمثلة بوزارة الداخلية. فالوزارة كانت على علم بالأمر وكان حرياً بها تنفيذ ما كانت تقوم به بالنسبة للإجتماعات المشابهة وهي منعها – مع تحفظي على المنع من ناحية المبدأ ولكن بما أن القانون يسمح للوزارة بذلك فكان عليها أن تعمل به وأداً للفتنة والتي قامت.
ومما زاد المشكلة التراشق الإعلامي ودخول أطراف لتأجيج الموقف وتصفية الحسابات القديمة سواء مع طرف المؤبنين أو مؤيديهم والتكتلات المساندة لهم أو طرف المعارضين مع دخول الطرف الإعلامي بالمساندة. وأظن بأن موقف كتاب جريدة الوطن الكرام مثال على ذلك.
ما حصل أذهلني من ناحية تفجر الموقف بهذه الصورة والإستغراب من كل هذا الإحتقان الذي كان مخفياً. وكذلك خلط الأوراق والغمز واللمز والعنتريات وأنا لا أوجه اللوم لجهة معينة بل ما نراه وسمعناه يؤكد حقيقة إختلاط الحابل بالنابل. فمن قضية تأبين إلى مسألة ولاءات والتشكيك بالولاء للوطن إلى موضوع عقائد ومذاهب ووصل الأمر إلى قلب نظام الحكم والله أعلم ما سنعرفه خلال الأيام المقبلة.
حجج المؤبنين قد لا تكون مقبولة ولكن مفهومة. ولكن هل مطلوب من الدولة من أنها تضع كل مطلوب دولي وتحدد موقفها منه. حسناً لنقبل بالمطلوبين لديها على الأقل. ولكن كلنا يعلم بأن الدولة لم تصل لتلك المرحلة من الشفافية. وفي قضية الجابرية على سبيل المثال الكل يعلم بأن صفقة ما قد تم إبرامها ولم تكن الحكومة متوقعة تدحرج كرة الثلج في هذا الموضوع بهذه السرعة.
على العموم فأن الأمر وصل للنيابة. بين مؤيد أو معارض للإسلوب الذي تم التعاطي به في هذه المسالة بكل جوانبها، لنتفق بأن نترك القانون يأخذ مجراه.
أعزائي إختلافنا لا يجب أن يوصلنا لحالة العداء بل الأمر المفترض به أن يكون صحياً. أعزائي بالأمس القريب ووسط الصخب غيب الموت رمزاً مهماً للكويت وهو المغفور له بإذن الله الدكتور أحمد الربعي. وتاريخ أحمد الربعي يختلف عليه الناس. فمنهم من يراه المناضل والأكاديمي والسياسي والوزير وهناك من يراه ببساطة إرهابي حتى وفي الكويت. وقد تلقت الكويت بوفاته تعزيات من عدة دول شقيقه إلا أن أحد الدول الشقيقة – على حد علمي، إمتنعت ولم تذكره لا بخير ولا بشر لإعتقادي بأنهم يرونه النقيض لما يراه معظمنا. ببساطة هناك إختلاف بوجهات النظر.
أما عن الوطنية فلي رأي. فأنا لا أسمح لنفسي لأزايد عليك في وطنيتك وفي نفس الوقت أتمنى ألا تزايد علي في وطنيتي. كلنا نحب أوطاننا. قد نتفق بالطريقة وقد نختلف ولكن هل ندع إختلافنا يوصانا لطريق الصدام. أعزائي لا يوجد كتاب واحد يعلمنا الوطنية فهذا الكتاب وإن وجد فهو غير مكتمل حتى الآن. بل صفحاته تزيد يوماً بعد يوم. كلنا يتعلم وطنيته على طريقته الخاصة. ونحن مطالبون بأخذ ما ثبت صحته لنا جميعاً وإضافته للكتاب. نحن كلنا كويتيين وبكل أطيافنا، مسلمين ومسيحيين، سنه وشيعة، سلف أو أخوان. لبرالييين أو علمانيين أو إسلاميين. وحتى المثليين (وليس الشاذين) هم كويتيون. لنتقبل الجميع مع إختلافاتهم ولنؤكد حقيقة واحد بأننا كلنا نحب الكويت، حتى وإن كل على طريقته.
=====
الكاتب خليل حيدر من كتاب الوطن المميزين. وهو خبير في الجماعات الإسلامية كتاباته أولآ رزينه وثانياً غنية أتمنى من الجميع قراءة مقال اليوم.
Labels: Kuwait, الكويت، حب الوطن