Sunday, December 02, 2007

عبدالملك عبدالقوي

السلام عليكم

وعليكم السلام، ترد عليه موظفة الإستقبال بابتسامة إختفت تلقائياً بعد أن دخل وجلب البرودة معه فجأة فأحست بقشعريرة سرت في جسدها

كان الوقت قريب من إنتهاء وقت العمل

نعم؟ تسأله بشيء من البرود الممزوج بالرهبة وكأنها كرهت تواجده المفاجئ.

أنا هنا لمقابلة السيد خالد عبدالدايم

هل لديك موعد معه

أنا لا أزور أحداً دون موعد، يرد عليها بثقه دون غرور

ترمقه بنظرة التهكم، تفضل إستريح ريثما أجري الإتصالات الضرورية. تتصل موظفة الإستقبال وتتحدث

يجلس على الأريكة التي تبدو مريحة للغاية. إنها فعلاً مريحة للغاية. يمد يده لأخذ إحدى المطبوعات.

عفواً هللا كررت إسمك الكريم

أنا لم أذكر إسمي لأكرره، يذكر داخل نفسه. عبدالملك عبدالقوي

يا له من غسم غريب، تضحك داخل نفسها. تعود مرة أخرى للحديث على الهاتف

هذه المجلة لا تحمل أي أخبار، بل صور أناس بالمجتمع واحتفالاتهم من أعراس وأعياد الميلاد وما شابه ذلك. يحدثه أحد الزوار الآخرين الجالسين بجواره القريب

لتمضية الوقت ليس إلا، يرد عليه

أتصدق لقد كنت متواجداً في هذا العرس

هه. لم يعلم عما يتحدث عنه

العرس. ويؤشر الرجل على الصفحة المفتوحة بين يديه. لقد كنت أحد المدعوين

لقد كنت أحدق في هذه الصورة، ويريه الصور

ما بها؟ مستغرباً الرجل

لا شيء سوى أنني كنت على موعد مع هذا الرجل. ويؤشر بصبعه على أحد الأشخاص بالصورة

ولكن هذا الرجل قد توفى

نعم أنا على علم بذلك

يرحمه الله لقد كان رجلاً طيباً

وبينما الحديث يأخذ مجراه، يأتيهم الصوت، عفواً، وإذا بموظفة الإستقبال تحدثه، أستاذي العزيز يبدو بأنه لا يوجد موعد لك مع السيد خالد، أمتأكد أنت؟ تسأله

نعم، يرد بكل هدوء

تتحدث بالهاتف وتر مرة أخرى، أنا آسفة ولكن إسمك ليس وارداً بدفتر مواعيد السيد خالد

أنا مستعد أن أنتظر ولكن موعدي يحل بعد دقائق معدودة تقريباً هللا أخبرتيهم بذلك. الموظفة في حيرة من أمرها

أنا مثلك منتظر من وقت طويل ولم يحن موعدي.يحدثه الرجل، أتعرف... إنني قد رأيتك من قبل في مكان ما

لا أظن. وحتى وإن حصل ذلك، فإنك ستنساني، هذه من طبيعة شخصيتي. يبتسم. لم يفهم الرجل ما يعنيه

في الأثناء يدخل زوار آخرين وتبدأ الموظفة بالإنشغال بهم. يقف ويتوجه بهدوء نحو إحدى المكاتب. يفتح الباء الذي يبدو مشغولاً وبحدة في نقاش مع آخرين. يتقدم نحوه دون أن يشعر به أحد ويضع يده على أحدهم بالمكتب

عظم الله أجرك، عظم الله أجرك، ... يرددها بينما يسلم على أهل الفقيد

يأخذ مكانه في المجلس بكل هدوء

صبحك الله بالخير، يحييه أحدهم. يرد التحية بأجمل منها كما جرت العادة في مجالس مشابهه. يسمع حديث أحدهم عن كيفية وفاة الفقيد

أبداً كان في إحدى الإجتماعات، وفجأة سقط من دون سابق إنذار ... يأته أصواتهم

أتعرفه؟ يسأل أحد أصحاب العزاء الرجل الذي بجانبه. لا، يأتيه الرد، يبدو مألوفاً على أي حال

أحسن الله عزاءكم
أحسن الله عزاءكم، يسلم ويخرج مسرعاً وكأنه يلحق الرجل الذي خرج

أصوات وهرج ومرج بالخارج

لا إله إلا الله، يأتي للعزاء ولم يعرف بأن أوانه قد أزف

يمشي بكل هدوء دون أن يلحظه أحد لزيارة أحدهم

Labels: