عبدالملك عبدالقوي
السلام عليكم
وعليكم السلام، ترد عليه موظفة الإستقبال بابتسامة إختفت تلقائياً بعد أن دخل وجلب البرودة معه فجأة فأحست بقشعريرة سرت في جسدها
كان الوقت قريب من إنتهاء وقت العمل
نعم؟ تسأله بشيء من البرود الممزوج بالرهبة وكأنها كرهت تواجده المفاجئ.
أنا هنا لمقابلة السيد خالد عبدالدايم
هل لديك موعد معه
أنا لا أزور أحداً دون موعد، يرد عليها بثقه دون غرور
ترمقه بنظرة التهكم، تفضل إستريح ريثما أجري الإتصالات الضرورية. تتصل موظفة الإستقبال وتتحدث
يجلس على الأريكة التي تبدو مريحة للغاية. إنها فعلاً مريحة للغاية. يمد يده لأخذ إحدى المطبوعات.
عفواً هللا كررت إسمك الكريم
أنا لم أذكر إسمي لأكرره، يذكر داخل نفسه. عبدالملك عبدالقوي
يا له من غسم غريب، تضحك داخل نفسها. تعود مرة أخرى للحديث على الهاتف
هذه المجلة لا تحمل أي أخبار، بل صور أناس بالمجتمع واحتفالاتهم من أعراس وأعياد الميلاد وما شابه ذلك. يحدثه أحد الزوار الآخرين الجالسين بجواره القريب
لتمضية الوقت ليس إلا، يرد عليه
أتصدق لقد كنت متواجداً في هذا العرس
هه. لم يعلم عما يتحدث عنه
العرس. ويؤشر الرجل على الصفحة المفتوحة بين يديه. لقد كنت أحد المدعوين
لقد كنت أحدق في هذه الصورة، ويريه الصور
ما بها؟ مستغرباً الرجل
لا شيء سوى أنني كنت على موعد مع هذا الرجل. ويؤشر بصبعه على أحد الأشخاص بالصورة
ولكن هذا الرجل قد توفى
نعم أنا على علم بذلك
يرحمه الله لقد كان رجلاً طيباً
وبينما الحديث يأخذ مجراه، يأتيهم الصوت، عفواً، وإذا بموظفة الإستقبال تحدثه، أستاذي العزيز يبدو بأنه لا يوجد موعد لك مع السيد خالد، أمتأكد أنت؟ تسأله
نعم، يرد بكل هدوء
تتحدث بالهاتف وتر مرة أخرى، أنا آسفة ولكن إسمك ليس وارداً بدفتر مواعيد السيد خالد
أنا مستعد أن أنتظر ولكن موعدي يحل بعد دقائق معدودة تقريباً هللا أخبرتيهم بذلك. الموظفة في حيرة من أمرها
أنا مثلك منتظر من وقت طويل ولم يحن موعدي.يحدثه الرجل، أتعرف... إنني قد رأيتك من قبل في مكان ما
لا أظن. وحتى وإن حصل ذلك، فإنك ستنساني، هذه من طبيعة شخصيتي. يبتسم. لم يفهم الرجل ما يعنيه
في الأثناء يدخل زوار آخرين وتبدأ الموظفة بالإنشغال بهم. يقف ويتوجه بهدوء نحو إحدى المكاتب. يفتح الباء الذي يبدو مشغولاً وبحدة في نقاش مع آخرين. يتقدم نحوه دون أن يشعر به أحد ويضع يده على أحدهم بالمكتب
عظم الله أجرك، عظم الله أجرك، ... يرددها بينما يسلم على أهل الفقيد
يأخذ مكانه في المجلس بكل هدوء
صبحك الله بالخير، يحييه أحدهم. يرد التحية بأجمل منها كما جرت العادة في مجالس مشابهه. يسمع حديث أحدهم عن كيفية وفاة الفقيد
أبداً كان في إحدى الإجتماعات، وفجأة سقط من دون سابق إنذار ... يأته أصواتهم
أتعرفه؟ يسأل أحد أصحاب العزاء الرجل الذي بجانبه. لا، يأتيه الرد، يبدو مألوفاً على أي حال
أحسن الله عزاءكم
أحسن الله عزاءكم، يسلم ويخرج مسرعاً وكأنه يلحق الرجل الذي خرج
أصوات وهرج ومرج بالخارج
لا إله إلا الله، يأتي للعزاء ولم يعرف بأن أوانه قد أزف
يمشي بكل هدوء دون أن يلحظه أحد لزيارة أحدهم
وعليكم السلام، ترد عليه موظفة الإستقبال بابتسامة إختفت تلقائياً بعد أن دخل وجلب البرودة معه فجأة فأحست بقشعريرة سرت في جسدها
كان الوقت قريب من إنتهاء وقت العمل
نعم؟ تسأله بشيء من البرود الممزوج بالرهبة وكأنها كرهت تواجده المفاجئ.
أنا هنا لمقابلة السيد خالد عبدالدايم
هل لديك موعد معه
أنا لا أزور أحداً دون موعد، يرد عليها بثقه دون غرور
ترمقه بنظرة التهكم، تفضل إستريح ريثما أجري الإتصالات الضرورية. تتصل موظفة الإستقبال وتتحدث
يجلس على الأريكة التي تبدو مريحة للغاية. إنها فعلاً مريحة للغاية. يمد يده لأخذ إحدى المطبوعات.
عفواً هللا كررت إسمك الكريم
أنا لم أذكر إسمي لأكرره، يذكر داخل نفسه. عبدالملك عبدالقوي
يا له من غسم غريب، تضحك داخل نفسها. تعود مرة أخرى للحديث على الهاتف
هذه المجلة لا تحمل أي أخبار، بل صور أناس بالمجتمع واحتفالاتهم من أعراس وأعياد الميلاد وما شابه ذلك. يحدثه أحد الزوار الآخرين الجالسين بجواره القريب
لتمضية الوقت ليس إلا، يرد عليه
أتصدق لقد كنت متواجداً في هذا العرس
هه. لم يعلم عما يتحدث عنه
العرس. ويؤشر الرجل على الصفحة المفتوحة بين يديه. لقد كنت أحد المدعوين
لقد كنت أحدق في هذه الصورة، ويريه الصور
ما بها؟ مستغرباً الرجل
لا شيء سوى أنني كنت على موعد مع هذا الرجل. ويؤشر بصبعه على أحد الأشخاص بالصورة
ولكن هذا الرجل قد توفى
نعم أنا على علم بذلك
يرحمه الله لقد كان رجلاً طيباً
وبينما الحديث يأخذ مجراه، يأتيهم الصوت، عفواً، وإذا بموظفة الإستقبال تحدثه، أستاذي العزيز يبدو بأنه لا يوجد موعد لك مع السيد خالد، أمتأكد أنت؟ تسأله
نعم، يرد بكل هدوء
تتحدث بالهاتف وتر مرة أخرى، أنا آسفة ولكن إسمك ليس وارداً بدفتر مواعيد السيد خالد
أنا مستعد أن أنتظر ولكن موعدي يحل بعد دقائق معدودة تقريباً هللا أخبرتيهم بذلك. الموظفة في حيرة من أمرها
أنا مثلك منتظر من وقت طويل ولم يحن موعدي.يحدثه الرجل، أتعرف... إنني قد رأيتك من قبل في مكان ما
لا أظن. وحتى وإن حصل ذلك، فإنك ستنساني، هذه من طبيعة شخصيتي. يبتسم. لم يفهم الرجل ما يعنيه
في الأثناء يدخل زوار آخرين وتبدأ الموظفة بالإنشغال بهم. يقف ويتوجه بهدوء نحو إحدى المكاتب. يفتح الباء الذي يبدو مشغولاً وبحدة في نقاش مع آخرين. يتقدم نحوه دون أن يشعر به أحد ويضع يده على أحدهم بالمكتب
عظم الله أجرك، عظم الله أجرك، ... يرددها بينما يسلم على أهل الفقيد
يأخذ مكانه في المجلس بكل هدوء
صبحك الله بالخير، يحييه أحدهم. يرد التحية بأجمل منها كما جرت العادة في مجالس مشابهه. يسمع حديث أحدهم عن كيفية وفاة الفقيد
أبداً كان في إحدى الإجتماعات، وفجأة سقط من دون سابق إنذار ... يأته أصواتهم
أتعرفه؟ يسأل أحد أصحاب العزاء الرجل الذي بجانبه. لا، يأتيه الرد، يبدو مألوفاً على أي حال
أحسن الله عزاءكم
أحسن الله عزاءكم، يسلم ويخرج مسرعاً وكأنه يلحق الرجل الذي خرج
أصوات وهرج ومرج بالخارج
لا إله إلا الله، يأتي للعزاء ولم يعرف بأن أوانه قد أزف
يمشي بكل هدوء دون أن يلحظه أحد لزيارة أحدهم
Labels: Story
12 Comments:
Esetch
ما أدعي إني فهمت القصة تماما. بس اللي فهمته، أو شبه فهمته وايد حلو
وايد وايد يعني، مو شوية :)
يسلم كيبوردك
سطر 3
كان الوقت قريب : قريبا
سطر 15
غسم : اسم
23
وتر : وترد?
30
آخرين: آخرون
هم 30
إحدى المكاتب: أحد
31
يفتح الباء: الباب?
and it still doesn't make sense :/
37
إحدى الاجتماعات: أحد الاجتماعات
وترى مو عادتي أصلح خارج إطار العمل، بس لأني حبيت اللي كتبته
حمد الله على السلامة
--------
هذى أفكار من آخر مرة زرت المقبرة لدفن شخص عزيز
لما تمشى بالسيارة رايح مكان الدفن
و تشوف اللوحات اللى مكتوب عليها التواريخ
من 85 الى 86
من 90 الى 2001
و تمر عليهم بثواني...
عمر ناس اجيال
كانهم ما كانوا على الدنيا...
لما توصل القبر..و تشوف القبور المفتوحة..
ناطرة
كل قبر يعرف صاحبة
شى يخرع و يخليك تفكر
بو مريوم القبور المفتوحة والموت يخلونك تفكر صح، بس مو بالضرورة بأشياء تخوف
يعني القناعة بأن الموت هو النهاية المحتومة يخلينا إلى حد ما مرتاحين.. كل مشاكلنا تصغر يم الموت.. وكل مسؤولياتنا تخف.. والحياة تصير وايد أحلي ولونها يبقى بمبي :)
يمكن يكون الموت صديق
Death might turn out to be a good and very very patient listener :)
Esetch
قاري رواية الطريق - نجيب محفوظ؟
شروق
آنه سعيد بأن القصة القصيرة جداً إعجبتك
وشكراً على التصحيحات، يمكن أقدر أحط مليون عذر للأخطاء الطباعية
ولكن بصراحة مالي عذر، المفترض أن أكون أكثر دقة
شكراً لك مرة أخرى
أما بخصوص نجيب محفوظ، في الوقت إللي بديت أقرأ له قاموا ومنعوا رواياته بالكويت
وبعدها سافرت للدراسة فانقطعت عن الأدب العربي وتعرفت على الأدب الأمريكي، الأكشن
بومريوم
أولاً الله يسلمك من كل شر
ثانياً كل إللي شفته ما يقارن لما تنزل عزيز بالقبر وتنزل وياه
الله لا يراويك تحس القبر كابس على صدرك ولأيام
esetch
عظم الله أجوركم
راح أستعير جملة شروق, بعد إذنها طبعا, وأقول بالرغم من إني ما فهمت معنى الرواية القصيرة, بس هي ذكرتني بأشياء ثانية
أعتقد بأن الكل يفهم إللي يقراه بنظرته وبطريقة تختلف عن الآخرين
كتابتك هالمرة فيها حزن عميق, تماما كموضوع قديم جدا لك كنت كتبته عن أمك الله يرحمها
الحين خليت عيوني آنا اللي تدمع
وحمدلله على سلامتك ورجوعك للتدوين
لمياء
أفا إلحين آنه كبر بالعمر بس إنتي وشروق في ريعان الشباب
الفكرة كلها عن ملك الموت (عزرائيل) أو الموت بحد ذاته وآنه متأكد بإنكم عارفين هالجزئية بس هل ممكن إن إحنا نتوقع الموت، طبعاً آنه كنت أبي أفصل القصة بشكل أكبر ولكنها قصيرة بالعموم الفكرة لما الواحد يقول للموت آنه شايفك من قبل == شفت الموت بعيني
وطبعاً خلي عنك الفكرة السطحية الأساسية من ناحية إن الموت يدركنا بأي وقت ومهما كنا شفتي إسم الشخص، خالد عبدالدايم، لا أحد خالد وأحد دايم
سووري طولتها وهي قصة قصيرة
8-))
العزيز إس إتش
هل تقصد بكلامك تجربة شخصية حدثت لك؟
I mean, are you talking about a near death experience?
وبعدين من قال إنك كبير بالعمر؟
إنت كبير باخلاقك وبعقلك
كذا مرة اوصيك واقول لك لاتقعد بانصاص هالليالي تطالعللي إنجمار بيرجمان، بس ماكو فايدة :-( وإلا يمكن هالمرة قلبت على التوايلايت زوون؟ اتذكر وايد حلقات من هالطقة، باول سيزن اكو حلقة عازف البوق - من بطولة حبيبك جاك كلاغمان - وحلقة بائع الالعاب
الموت حق !
الشي الوحيد الي يوخف فيه اهوا الناس الي بيذكرون الميت
صج كسره قلب ما تتشافى
الله يصبرك و يزيد ايمانك و يفرح قلبك
nice ..:)
قصة جميله
الناس ممكن تختلف
في كل التصوارات و الانطباعات
الا اني لاحظت انه في اتفاق شبه موحد
بين تصورنا لهيئة و سلوك و برود ملك الموت
قصة حميله
وموعد
لا اتمناه ان يحين
لي او لمن احب
Post a Comment
<< Home