رواية إحتضان السراب – الجزء الرابع عشر قبل الأخير
عودتي للكويت كانت ممزوجة بالسعادة والخوف. سعادة العودة لوطن أحتل وأهل وأحباء وأبناء وطن منهم من شرد، ومنهم من رابط لآخر لحظة، ومنهم ما يزال في عداد المفقودين ولا أثر لهم، ومنهم من، من قتل ونكل به. سحقاً للمجرمين من أبناء الرافدين. ولكن الخوف كان شخصي أكثر. فها أنا أعود للمواجع والآلام مرة أخرى. أكنت بحاجة لذلك أم أنني أردت ذلك فعلاً. آه يا معللتي. وكأنك تجذبيني إليك جذباً
إنكببت على عملي محاولاً الإثبات لنفسي أولاً، على مقدرتي إنجاز المهمة التي أنيطت بي. وإثبات قدراتي لرؤسائي بالعمل على جدارتي، وقد أثبت ذلك فعلاً، الأمر الذي دفعهم لترقيتي وتسميتي شريك مبتدئ بالمؤسسة القانونية. يا لها من قفزة مهنية كبيرة ومالية أكبر. مالية أكبر، ما أسعدني بذلك. بل ما أتعسني. فعندما كنت بحاجه لهذا المال عندئذ، لم أكن أمتلكه، وها هي الأموال تكدس لا أعلم ما أعمل بها
ولكن إنشغالي أولاً وأخيراً كان لإشغال تفكيري عنها وعن الآلام التي تعتريني بين الفينة والأخرى
إذن إلى متى، تسألني أمي
أماه لقد قلت لك لا أريد الزواج، هذا الأمر قد حسمته منذ زمن بعيد ولا أريد الخوض به. ولكن هي لا تتركني بهذه السهولة، بل إستعانت بأختي هذه المرة
أفضل بنات العائلات يتم خطبتهن يا بني، وبالكاد الآن أستطيع إقناع أمهاتهن بك نظراً لسنك
جميل فأنا أكبر من سن الزواج، لذا لا داعي له، أرد عليها
أيها الدكتور المتعلم، هذا ليس بمنطق. تساندها أختي شريفة. من هم في سنك أصبحوا آباء للعديد من الأبناء ، بل أبناءهم على وشك الإنتساب للجامعة
أتقصدين أبناءها. أجبت. لا أدري لماذا ذكرتها، ولكن عاجلاً أم آجلاً كان لابد للموضوع أن يظهر
حسناً، نعم أبناؤها. ترد شريفة ببعض العصبية. أنك تعيش على وهم لن يتحقق. فإستيقظ من أحلامك يا أخي
إنها أحلامي أنا. أنا. رددت بكل ما أوتيت من قوة. ماذا تريدون مني. نعم ما أردت غيرها. إنها حياتي أنا وأنتم تحاولون إدارتها لي وكأني طفل. فكفاكم والتخطيط لحياتي. لم أطلم منكم ذلك. وهذا الحماس الذي تبدونه الآن لتزويجي، ليتكم أبديتموه من قبل، وقبل أن تتلاشى أحلامي وتنكسر على صخرة الحقيقة. الحقيقة التي حاولت كلكم جاهدين إنكارها. إننا كنا وما زلنا لا شيء بالنسبة لخالتنا. وأنتي يا أمي، لطالما كنت تدافعين عن أخوتك وكأنهم منـزهون عن الخطأ. لقد قلتها لك من قبل وها أنا أعيدها لك مرة أخرى، كنت تستطيعين أن تفرضي على خالتي إرادتك ولكنك لم تفعلي. آه يا أمي، لِـمَ لم تفعلي آنذلك. لكانت حياتي أفضل مما هي عليه الآن. لقد فات أوان كل شيء الآن
وفجأة راودني شعور مفاجئ سلب انفاسي. يا للآلام، فسقطت مع صراخ أمي وأختي
إنتهى الجزء الرابع عشر
ويتبع في الجزء القادم
4 Comments:
S.H:
الله يهداك بكيتني من الصبح...أحس أنعصرت
plz make it unexpected end,,
keep it up
انت قاعد تحرنى ابصراحه
تفاهات تنعرض بالتلفزيون و هالجواهر مو معطينها ويه
نانو
سووري، بس لازم إشوية نكد بين الحين والآخر، بس هم حقك علي
أبو البيش
إنت إيش متوقع
فورزا
أنت وينك يالحبيب، وي مسد يو والله
على فكرة التفاهات صارت جزء من تراثنا التلفزيوني، عيب لا يمكن حرام يغيرونها
8-))
Post a Comment
<< Home