Saturday, May 21, 2005

رواية إحتضان السراب – الجزء الثاني عشر


الدكتور خالد، يأتيني الصوت. أسمعها لأول مرة، كانت غريبة على أذني، ولكن لها صدى جميل، لا أستطيع إنكار ذلك

كنت للتو قد إنتهيت من مناقشة الإطروحة، وتم إبلاغي بالنتيجة، المتوقعة. كنت سعيداً، ولكم تمنيت وجود أسرتي في هذه اللحظة لمشاركتي فرحتي. لم أعد أطيق الإنتظار لمحادثة أهلي وإبلاغهم. ولكن الأهم كم كنت أتمنى أن أبلغها هي. لتشاطرني فرحتي

تقدم نحوي يمد يده وحدثني. دعني أكون أول شخص يهنئك على نجاحك، ودعني أعرفك بنفسي

لم أصدق لوهلة ما قد سمعته

نحاول جاهدين إستقطاب نخب من القانونيين في مختلف المجالات للعمل معنا في مؤسستنا. لقد وضعنا أعيننا عليك منذ فترة ليست بقصيرة. لقد تم مدحك وتوصيتك لنا من قبل عدة أشخاص ذو رؤية ثاقبة، ولا أخفي عليك، أطروحتك مثيرة للإهتمام. نحن بحاجة لمن يطبقها عملياً، فمن أفضل من صاحب الأطروحة والفكرة، يحدثني

تحدثنا عن الكثير من المواضيع بعد ليلتين من اللقاء الأول. عشاء عمل، كما يسمونه. بدا واضحاً وصريحاً. أعجبني ذلك

العالم يتغير وبوتيرة سريعة. السوفييت، وبعد مغامرتهم الفاشلة بأفغانستان، أدركوا بأنهم قد هزموا. دعني أقول لك يا دكتور، ولمعلوماتك الخاصة، القادم الجديد للكرملين، ذو توجه ليبرالي، أتصدق، ليبرالي يحكم الإتحاد السوفييتي. لدينا إحساس بأنه سيكون آخر سكرتير للحزب الشيوعي، ونحن لدينا إعتقاد أيضاً، بسبب علاقاتنا الواسعة مع دوائر سياسية في مختلف دول العالم، بأن التسعينيات من هذا القرن سيشهد تحولاً عالمي نحو الفكر الوطني بدل القومي، الأمر الذي سيولد خلافات بين الجيران لابد لها أن تحل قانونياً

نحن كمؤسسة قانونية دولية، تمتد على مدن عدة في الولايات المتحدة وأوروبا، ولديها أكثر من ثلاثمائة قانوني بمختلف المجالات، نريد أن نكون الأوائل كؤسسة دولية مختصة بحل النـزاعات القانونية وتسهيل الإشكالات الدولية. سرعان ما سيكون هناك حاجة لقوانين ومحامين مطلعين ومختصين بالقانون الدولي في شأن النـزاعات الدولية، وأنت من الرواد في هذا المجال الآن. دعني أكون صريحاً معك، إنني مخول بالعرض عليك للعمل معنا. نحن نريد أن نعزز مؤسستنا القانونية بك. سيكون مكان عملك أساساً بالعاصمة واشنطن، في مقر المؤسسة الرئيسي، ولكن سيكون لك تنقلات بطبيعة الحال

لا أعلم ماذا أصابني، ولكن كان لدي رغبة قوية بقبول العرض بالحال. ما باليد حيلة. فها هي قد عادت لزوجها بعد مناورات خالتي ووعودها بمد يد المساعدة المالية لهما. فكان لابد الإبتعاد. لا كنت أريد الإبتعاد أكثر فأكثر. يا إلهي، إن كانت تلك رغبتي الحقيقية، فماذا عساي أن أقول لأهلي، ماذا عساي أن أقول لنفسي، ها أنا أبتعد عنها مرة أخرى

إنتهى الجزء الثاني عشر

ويتبع في الجزء القادم

3 Comments:

Blogger nanonano said...

اللي ما أحبّه في خالد ...أن كل قراراته ردود أفعال حق تصرفات أيمان

8:44 AM  
Blogger esetch said...

نانو شنسوي فيه

الولد منجبر، إللي نحبة عيه البخت لا يجيبه

12:02 PM  
Blogger Bashar Naffa' said...

احب طريقة ربطك للقصة بالواقع التاريخي الحاصل بتلك الفترة

12:52 PM  

Post a Comment

<< Home