Sunday, May 15, 2005

رواية إحتضان السراب – الجزء السابع


عدة أشهر وأنا في جحيم. وكأن روحي مثل الزبدة التي تسيح مع أشعة الشمس، رويداً رويدا. حاولت، يعلم الله إني حاولت نسيان الأمر، ولكني لم أستطع. كيف، أيستطيع أي إنسان أن يقول لي كيف لي أن أنسى حبي بل المحور الذي يدور حوله حياتي

إنسى وإنساها، هذا ما كنت أسمعه من الجميع. كيف لي أن أنسى بعد أن رموها في ذراعه. هل فعلاً رموها أم هي التي رمت بنفسها في ذراعه

وإقتربت تلك الليلة التعسة شيئاً فشيئاً، وكلما زاد إقترابها، كلما أحسست باضمحلال روحي. آه لروحي من لها. فقد أشعلتها إبنة الخالة . وها هي روحي تحترق خلال هذه الأشهر القليلة ببطء وكتبت إيمان بحبر رمادها وثيقة زواجها

لا لن أحضر، ها قد قلتها

لقد كنت أتدرب بالأيام الماضية على مواجهة أبي وأمي، كنت أحس بالإثارة، إستعنت بغضبي لتعزيز شجاعتي للمواجهه، إلا أن سرعان ما خذلتني قوتي وشجاعتي

سوف يصطحبنا أخيك الساعة السابعة والنصف لنذهب معا، هذا كان رد أبي على ما قلته، لا أكثر ولا أقل

لم أنبت بكلمة بعدها

هيا يا خالد، يصيح أخي. كنت محتاراً أأذهب أم أمتنع

بالرغم من كل ما حصل، يحدثني أخي، هناك أصول يجب إتباعها. يجب أن تدوس على مشاعرك وتراعي أمك وأبيك. ماذا سيقول عنا الناس، لم يحسن أبا عبدالله تربية إبنه. أتريد أن تلوك الألسن بسيرتنا وتربية أهلنا لنا

كان السكون والهدوء يطغي على الغرفة، ورحل مصطحباً أبي معه إلى حفل الزفاف واستقبال الرجال مع وعدي له على أن ألحق بهم لاحقاً، لا أعتقد بأنه صدقني

إقترب أخي مني مبتهجاً بعض الشيء، لقد كان أبي محقاً، يحدثني. لقد قال بأن خالد سيلحق بنا، بل كان واثقاً من ذلك. لن تصدق إبتسامة زوج خالتي عندما رآنا، أنا وأبي، وكأنه كان متوقع عدم حضورنا

لم أطق الإنتظار أكثر فانطلقت مودعاً ومباركاً مرة أخرى وخرجت لألتقط نسائم الهواء لعلها تعيد لي توازني وتجمع شتات روحي بعد أن كدت أختنق بالداخل

لم أستطع النوم ليلتها غرقت بتفكيري الذي يكاد يفقدني صوابي. إلتمست النوم ولكنه يبدو علي حراماً تلك الليلة

لم أستطع إبعاد هذا الفكر عني. أتتركني من أجل هذا. من أجل هذا القميء. إنه لا شيء، نكرة. فتى فاشل يحتمي بأموال أبيه. تعساً للمال ما أقواه من إكسير يعيد الشباب للشيوخ، يجمل القبيح، ويرفع الوضيع. تباً للناس، أصبحوا عبيداً للدنيا وبدل أن يصبحوا أسياد أموالهم، باعوا أرواحهم بخساً

تباً لك يا إبنه الخاله، أتبيعيني من أجل المال. بعت نفسك بثمن بخس وأبوك وأمك النخاسان

كان بالأحرى أن أكون أنا العريس وهي عروسي أنا. كان لابد أن تكون الليلة ليلتي. بكيت ليلتها بكاءاً لم أبكه من قبل

إنتهى الجزء السابع

ويتبع في الجزء القادم

7 Comments:

Blogger بومريوم said...

خوش تصبوحه:)

تسلم ايدك

7:38 AM  
Blogger Bashar Naffa' said...

U r insisting, to make me CRY :(

ذكرتني بموال لأبو وديع ( جورج وسوف ):

أهلك ليش أهلك ليش غرّبوكي

ودوكي شمال و رجعوا غرّبوكي

قليلي مين ياللي غرّ أبوكي

بكتر المال تنسيتي الحباب

و كلّو ماشيييي ماشيييي

:) :)

9:37 AM  
Blogger nanonano said...

صباح الخير....لي الحين القصه تجنن

10:11 AM  
Blogger جنة الحواس said...

This is the best part till now ... very realistic ..

The feelings that u are talking abt burns u out .

10:25 AM  
Blogger esetch said...

بومريوم

صبحك الله بالخير وينك ما تزورنا

beeshooo
كانا بالهوى سوا


Nano
إنتظري للنهاية أبي رايك فعلا

broken
many peaple that i new went through this phase and same exact night

12:29 PM  
Blogger بومريوم said...

موجود كل يوم:)
بس بصمت

2:12 PM  
Blogger forzaq8 said...

اعذرنا استش ما نعلق
خلصت كل كلمات المدح و الاشاده

طالب كيلوين مدح من امازون و على وصول

1:49 PM  

Post a Comment

<< Home