Saturday, May 14, 2005

رواية إحتضان السراب – الجزء السادس


نعم كانت تعلم ومنذ عدة أيام. يجاوبني أخي بعد سؤالي له. فخالتي أخبرتها عندما زارتهم أمي وطلبت يد إبنتها لك

كنتم كلكم تعلمون بالأمر إلا أنا

وها قد عرفت فأنظر ماذا عملت، يالها من ردة فعل. تركت أمك في حالة يرثى لها من البكاء، وأختك بالكاد تستطيع النطق خوفاً وقلقاً عليك. وها هي الساعة تقارب الثانية عشر وأنت لم تعد للمنزل. لقد إضطررت بأخذ زوجتي لمنزلنا وتركها هناك فلم أرد تركها لوحدها بشقتنا لأبحث عنك، فحمداً لله بأني أعرف مكان خلوتك

ولكن كل ذلك لا يهمني الآن. أبلغت بك الجرأة، لا بل الوقاحة بأن ترفع صوتك على أمنا

أنا لا أتذكر شيئاً من هذا القبيل. لا أعرف ماذا قلت

ثم ما هذا الذي قلته لي عن ذهابك لمنزل خالتي. ألم تستح. دع عنك هذا، أكنت تريد أن تشمت الناس بنا وتسبب بمشكلة بين عائلتينا. وليكن ما كان، إبنة خالتك إختارت غيرك. ما حصل قد حصل، يبدو أنها لم تكن من نصيبك من البداية. أو كنت تظن بأن خالتك كانت سترضى بتزويجك إياها. خالتي تعيش في عالم نحن لسنا جزء منه يا أخي العزيز

كان بالإمكان أن تكون من نصيبي، لو ضغطت أمي على خالتي أكثر، رددت عليه

أمك ما كانت لتضغط على أحد من إخوانها، فأنت تعرفها، فما بالك بخالتك. كرامتها فوق كل شيء. كان الأجدر بخالتنا أن تقدر أمنا ومجيئها لطلب يد إبنتها، ولكنها لم تفعل. إنتهى الأمر. إنه أمر دبر بليل

لا أفهم، ماذا تعني بأمر دبر بليل

لا عليك الآن، هيا بنا للمنزل وستفهمك أمك

ضللت طوال الطريق أحاول تفسير ما ذكره أخي لي ولم أجد تفسيراً، بل لعلي لم أفهم مقصده حتى وضحته أمي لي تلك الليلة، ويا لها من ليلة لا تنسى

يا بني أوتحسب بأنك لست بعزيز علي. ما من أم إلا وتتمنى الأفضل لأبنائها. وتتمنى لهم السعادة حتى ولو على حسابها، ولكن، تسكت أمي عن الكلام فقد أرهقها البكاء، ثم تعود وتكمل

أنا لم أعد أعرف خالتك. فكإنها تعيش حاله من الذهول وعدم التصديق بسبب ثراء زوجها. أحس في بعض، لا بل الكثير من الأحيان، أنها تتمنى بأن لا تكون قريبتنا، وكأنها تخجل من معرفتنا. وهي للأسف أورثت ذلك لأبنائها

أخذت تحكم على الناس بالمظاهر. لن تصدق الكلام الذي أسمعه والعتب من أصدقاءنا وأقاربنا بهذا الموضوع، ولكن ما بيدي حيلة، سوى إيقافها عندما تذكر ذلك أمامي. دائمة الإنتقاد لغيرها. تنتقد ملابسهم وعيشتهم، وكأن المفروض عليهم أن يعيشوا عيشتها، عيشة البذخ والثراء واللامبالاة لمشاعر الآخرين. لكم أصبحت محرجة بسبب ذلك

لقد قالت لي بأن صديق زوجها طلب يد إيمان لأبنه وقد وافق زوجها، دون معرفة منها أو سابق إنذار لها. لقد وصلت بها الجرأة لتكذب علي أنا وفي وجهي، أنا، أختها الكبرى. منذ متى كان زوجها يتخذ قراراً ولو تافهاً دون أن يكون لها الرأي الأول والأخير فيه، أو يجرؤ على ذلك، لحولت حياته لجحيم

لا يا بني، أم الشاب صديقتها مثل ما والده صديق زوج خالتك. إنه إتفاق مسبق بينهما، علاوة على ثراء والد الشاب

ولكن خالتي ليست بحاجة لأموال الآخرين، فأموال زوجها يكفيها

لا يعيب دمج الثروات والمصالح المشتركة والتفاخر بالنسب الثري. ولكن والأهم بالنسبة لي، كلمة إيمان نفسها لي. لم أكن أتصور بأن إيمان تفكر بهذه الطريقة، ولكنني قلت لك في بداية حديثي، خالتك قد أورثت فكر الثراء لأبنائها

ماذا تعنين، ماذا قالت لك

سكتت أمي لبرهه وكأنها تشفق علي مما سأسمعه منها

قالت لي بأن خالد لن يستطيع أن يعيشني بنفس الحياة والعيشة والرفاهيه التي أعيشها الآن في بيت أبي

إنتهى الجزء السادس

ويتبع في الجزء القادم

6 Comments:

Blogger Bashar Naffa' said...

Keep it Up !

9:23 AM  
Blogger Shurouq said...

جواز إيمان من عتريس باطل باطل باطل

11:53 AM  
Blogger جنة الحواس said...

زين ان ايمان قصت الحق من نفسها .. عشان ما تشوف روحها عليه باجر


بس مادري ليش احس انها راح اتطلق و ترد له

Waiting in suspense

12:59 PM  
Blogger shosho said...

elsara7a - the girl has a point.

11:29 PM  
Blogger J Daily said...

ترى انا قلبي رجيج اشوي وأبجي ):

ليش ما تكتب قصص ؟ اقصد نسخ وبيع ,,, يمكن اتصير مشهور وجذي واشياء وحركات (:

شكراً للمساحه
ودمتم سالمين ... (:

4:12 AM  
Blogger esetch said...

Broken

hemmm, well lets wait and see (read) 8-)

shosho

You think so

يعقووبوو

على إيدك، تعرف أي ناشر

أبي فلوس أبي فلوس

7:25 AM  

Post a Comment

<< Home