Monday, May 09, 2005

رواية إحتضان السراب – الجزء الثالث

كنت إبن الأخت المدلل لدى خالتي، أو بالأحرى القريب المدلل والقريب لقلبها. غالباً ما كانت تغمرني بالهدايا. لم أكن أتذكر عيد ميلادي سوى عندما كانت تزورنا محملة بهديتي وطبعاً كعكة عيد الميلاد التي لا تقل روعة من هديتها، كونها تعرف بأن لا أبي أو أمي ممن يحتفلون بأعياد الميلاد. أما بمناسبة تفوقي ونجاحي بالمدرسة، فحدث ولا حرج

أذكر أول هدية تلقيتها منها عندما كنت بالعاشرة من عمري على ما أظن وكانت عبارة عن ساعة وست إند. ذاك مينا سوداء، وزنجير أو صنقل بالعامية. كانت الأرقام متوفرة فيها كي أعرف الوقت دون الحاجة لحفظ أماكن الساعات، أي موقع الساعة الواحدة أو العاشرة وهكذا.

وتوالت الهدايا، وكنت أنتظر بفارغ الصبر العطلة الصيفية لإستلام هديتي منها، بل حتى كانت أول شخص أبلغه بتفوقي ونجاحي، طمحاً بالهدية، ولم تكن تخيب ظني أبداً

هذا طبعاً عدا هدية والدي التي لم تتغير على الإطلاق إلا بعد دخولي الثانوية حين أصبح يعطيني هديتي مبلغاً من المال. أما في صغري، فكانت عبارة عن دراجة هوائية، كل سنة. ولم أكن أستغرب لأنه وبنهاية العطلة الصيفية، كانت الدراجة قد أصبحت قطعة من الخردة لسوء الإستعمال

في عام 1977 تخرجت من الثانوية العامة بتقدير أهلني لدخول جامعة الكويت. وهدية والدي تغيرت هذة المرة، فاشترى لي سيارة تويوتا كورولا جديدة برتقالية اللون. أما هدية خالتي فقد كانت بحق مميزة. ساعة رولكس تبهر الناظرين لازلت أضعها على يدي ليومنا هذا

لحقت بي في الجامعة، بتخصص محاسبة في كلية التجارة وعلوم سياسية.

وشتان ما بين سيارتي وسيارتها. لقد إشترى لها والدها سيارة مرسيدس بنـز. وبعد فترة تم تركيب جهاز هاتف بسيارتها، في الوقت الذي كان معظمنا يركب هوائي الإرسال فقط لزوم المظاهر. لقد كانت حديث الجامعة بجمالها ومظاهر الثراء البادئ عليها

أحاسيسي ومشاعري كانت تتلاطم في هذه الفترة، وبدأت أشعر بأن الفجوة بيني وبين إبنة خالتي بدأت تتفاقم. وكان إحساسي بأنها بدأت تتغير. فما عادت تلك الفتاة التي أعرفها. أذكر بأن في إحدى المرات وأثناء زيارتها لنا، قد قالت لأختي، بأنها لا تهتم بالشهادة ونوعها، بل هي تريد الحصول على أي شهادة فقط للحصول عليها. لا أنكر بأن ذلك أقلقني، خوفاً عليها مما هو قد يكون قادم لها

إنتهى الجزء الثالث

ويتبع في الجزء القادم

4 Comments:

Blogger جنة الحواس said...

Allah yaster :/

-----------------------
Thanks Esetch for pubslishing the parts on a daily basis .. Plz do this till the end .. As if we are watching a T.V series .

8:23 AM  
Blogger bo_ghazi said...

S.H
والله رواياتك أحلى من المسلسلات الرمضانية اللي بطلت أشوفها من أوائل التسعينات... يعطيك العافية و ناطرين البقية

9:09 AM  
Blogger nanonano said...

أشوا....كأنه البنت ما تستاهل أحد يحتر عليها...الحين ارتحت..لأني ما أواطن شعور الدقره

9:28 AM  
Blogger esTeKaNa said...

خوش قصة مستوحاة من الواقع جنه واحد يسولف..يعطيك العافية:)

9:34 PM  

Post a Comment

<< Home