رواية إحتضان السراب – الجزء الأول
لم يريد البشرأن يقعوا بالحب؟ هل هو بيدهم، في أول الأمر، أم أن شعور ما يعتريهم فسموه حباً. وهذا الحب طالما هو مستمر، فهو شعور رائع. غريب هذا الأمر لطالما ظل معي منذ نعومة أظفاري. ذاك الشعور.
كان أبي رجلاً بسيطاً. موظفاً في وزارة الأشغال. بصراحة هذا كل ما كنت أعرفه عن عمله، عدا كونه أحد المسؤولين. كان دائما يصطحابنا معه أيام العطلة المدرسية الصيفية إلى مقر عمله. كم كنت أحب ذلك، نلهو أنا وأخي الأكبر عبدالله وأختي شريفه بين الآليات في مقر الوزارة، عدا معاملتنا معاملة الأمراء من قبل العاملين هناك والذين غالبيتهم كانوا من الفلسطينيين
كان هو الرجل الذي يحب الآخرين صداقته ومعرفته.كان أبي رجلاً محباً معطاءاً. أحبنا من كل قلبه مع حزمه وصرامته ألا أني لا أذكر يوما أن رفع يده علينا، كان يترك الأمر هذا لأمي
أما أمي فقد كانت كأي إمرأة من ذاك الزمان. تعليم محدود وانتظار الزواج بالطريقة التقليدية وما أسرع ما زوجها جدي لأبي دون إستشارتها. لعله من حسن حظي أنا وأخوتي. وكحال أغلب الأمهات في ذاك الزمان، كانت أمي مثال الطيبة والعطف والحزم والشدة في آن واحد. ولعلنا، أنا وأخوتي كنا نحتاج تلك التركيبة من العواطف
لم تكن حياتي كقصص الروايات الحالمة. الحياة السعيدة والمرح والفرح ولا شيء يشوبها. لا، إلا أني لم أعرف التعاسة أيظاً في بيتنا في نفس الوقت ولا الحياة البائسة، حياتنا على بساطتها فقد كانت طيبة وهانئة
كنا نسكن في الرميثية. حينا أو بمسمى آخر فريجنا، الذي كان مملكتنا، لم نر أروع منه. أو هذا ما كنا نعتقده على الأقل ويظنه كل شخص عن حيه. جيراننا في الحي هم أصدقاءنا في المدرسة. لا نصدق متى يدق جرس المدرسة معلناً نهاية اليوم الدراسي لننطلق للعب كرة القدم والألعاب الشعبية التي إندثرت واختفت الآن من الأحياء الكويتية. كانت كل شيء في حياتنا ونحن نكبر
المكصي، وحي الميد، وبوق العلم، خروف المسلسل، والعنبر، والتيل، وفي مرحلة ما، العكوس، كانت حياتنا آنذاك، واستبدلت تلك الألعاب بالغيم بوي والأتاري وغيرها من الألعاب الإلكترونية في هذا الزمان.
كان أبوها رجل أعمال. ورث بعض العقار من أبية في ريعان شبابه وكانت الضربة عندما قامت الحكومة بتثمين الأراضي التي يمتلكها. إلا أنه لم يقف عند هذا الحد، فإستطاع بذكاء وحكمة أن ينمي ميراثه عبر إستثمارات مدروسة. وأصبحت ثروته متنامية لدرجة تجعله أن يعيش هو وذريته عيشة كريمة دون حاجة. كان كريماً بلا حدود. وفر اسباب الراحة لنفسة ولأسرته. رغباتهم تنفذ دون تردد. شاهدوا الدنيا بأكملها من سفراتهم السنوية. منزلهم في عبدالله السالم، كأنه أحد قصور ألف ليلة. إذا بحثت عن شيء، فعلى الأرجح ستجده عندهم
أما أمها فقد تقدم لها الكثيرين. إلا أنها قد إختارت زوجها بعناية وبعقلها على الأرجح. لم يفرض عليها أبيها أحد بعكس أختها الأكبر التي لم تستشار بزواجها. كانت تحب الرفاهية ولا تقتنع بالقليل. ساعدها ثروة زوجها على تحقيق ما ترغب به. صارمه في معاملتها لأبنائها. هي ملكة منزلها بكل ما تحمل الكلمة من معنى وبلا منازع. طلباتها أوامر، سواء لزوجها أو أبنائها أو باقي المستخدمين بالمنزل. لا يجرؤ أحد أن يعارضها. وهي تحب ذلك
أما هي فلم أر أجمل منها. إنها إبنة أبيها المدللة. كلما إسترجعت ذكرياتي للوراء لأبحث عن اللحظة التي غابت بها عني، لم أستطع. لم أستطع، كون تلك اللحظة لم تكن موجودة أبداً
هي أسمها أيمان محمد، أما أنا، فأنا خالد عبد الرزاق إبن خالتها.
إنتهى الجزء الأول
ويتبع في الجزء القادم
7 Comments:
بدايه رائعخ اس اتش
قلتها من قبل بس لازم اقولها مره ثانيه
اكثر شى يعجبنى بكتاباتك اهتمامك بالتفاصيل الصغيره
تسلم
It's as if you are writing my own story – down to the MOPW details. Except in my case we are not blood relatives.
i think i'm going to fall in love with this story
S.H:
لو تسمح لي عندي تنبيه صغير و أنا وايد محرجه بس
أيظاً
تنكتب أيضا
لا للطبقية
:)
يالله عاد علقتنا
بومريوم ممكن توضح أكثر
قصدك الألعاب الشعبية القديمة
ِAR
This work is fiction, but so happy there is a real life story similar.
Nano
Wait and see
أوافقك هي أيضاً بس من العجلة لا أكثر والغريبة كنت ملاحظ الخطأ بس تعاسة الغبار هاليومين تكسل الواحد
شكراً على الملاحضة
;-))
Shurouq
تصدقين عاد القصة كلها بفكري وهي مو طويلة على فكرة بس الجو كئيب يتعبني نفسياً مالي خلق أكتب
بس إن شاء الله ما راح أطول أو أعلق أحد
Very interesting introduction ... Waiting 4 the rest :)
Post a Comment
<< Home