Thursday, May 19, 2005

رواية إحتضان السراب – الجزء الحادي عشر


كنت جالساً في حدائق كامبريدج البوتانية، مكاني المفضل، أتناول البطاطا المطبوخة التي إشتريتها للتو من وسط المدينة من ذاك البائع الذي أصبح يعرفني، بل أكاد أقول بأنه قد أصبح صديقي. لم يبق سوى أيام لمناقشة إطروحة الدكتوراة. هذا المكان مثالي لتصفية الذهن. الجمال والهدوء يحيطان بي. الطقس جميل وصافي، وهو يوم نادر في مثل هذا الوقت من السنة، ولكن هيهات أن يصفى البال. فقبل أيام إتصلت أختي شريفة، كعادتها لتنقل لي الأخبار. وكالعادة، لا خبر جيد سوى أخبار مزعجة

ماذا كنت تريدني أن أفعل. تحدثني أختي، أبعد كل ما حدث أتريد خالتي التعاطف منا. لقد غضبت أمي لما قلته لها. بالله أخبرني، هل ما قلته خطأ. جل ما قلته بتلك اللحظة لخالتي هو ، الآن عرفت ما عنته إيمان بأن خالد لن يعيشها الحياة والعيشة التي كانت تعيشها في بيت أبوها. يبدو بأنكما، أعني خالتي وزوجها، كنتم تضربون إيمان وإخوتها بالمنزل. وها هو زوجها يفعل ما كنتما تفعلانه. فإيمان كانت تعرف بأن خالد لن يرفع يده عليها، فغضبت خالتي، وغضبت أمي لغضبها

يالك من شريرة، قلتها لها. فضحكت شريفة وردت، كنت أريد أن أسقيها من نفس الكأس الذي سقته منه. بالله عليك، لم فعلت ذلك يا شريفة. لم يكن هناك داعي لهذا الكلام، رددت عليها

كنت أريد في هذه الأوقات أن أعيد بناء الجسور بيننا، ولم أرد ما يعكر صفو ذلك

لقد أصبحت أيمان فجأة صديقتي الحميمة، تذكر لي كل شيء، أصدقاً أم كذباً، لا أعلم، تذكر أختي لي. فقد أخبرتني بكل شيء، وأشياء لم نكن نعلمها من قبل. بدءاً بتلك الأمسية عندما زارتهم أمي لتطلب يدها

لقد ذكرت إيمان بأن خالتي كان لديها شعور قوي بأن أمي سرعان ما ستفتح الموضوع معها، أي موضوع زواجي من إبنتها، فعملت بسرعة على إحباط الفكرة ونشر مؤامرتها بترغيب أم طليقها بها كزوجة لإبنها. فكثرت الزيارات المتبادلة، عدا الإلحاء على أبيها لتمهيد الطريق لأبيه

وفي جبهة أخرى ما إنفكت تذكر محاسن الفتى، آن ذاك، لها. والترغيب فيه في ناظريها. بل وعمدت بذكاء على بث المال في طريقها لتعيش حالة من البذخ تعرف بأنني لن أستطيع توفيرها لها مستقبلاً، لذا قالت ما قالت تلك الليلة لأمي، بتوجيه من خالتي بالطبع

قد أكذب على نفسي إن قلت بأن الأمر لم يعد يهمني. حديث أختي أجج نيران عواطفي. كنت على يقين بأنها كانت ترغب بي، أو هكذا ظننت، ولكن هم من غصبها ورماها بذاك الإتجاه

ولكن كلما إعتقدت بأني أصبحت قريباً منها، تحدث أمور تبعدني أكثر وأكثر ممن أحب

إنتهى الجزء الحادي عشر

ويتبع في الجزء القادم

2 Comments:

Blogger S H E B A K said...

لقد أسمتعت حقا ... فقد جلست معك فى هذة الحديقة و شاركتك البطاطا المطبوخة و لم يعكر صفو الجلسة سوى تذكرك لهذة المكالمة ...:-)

12:56 PM  
Blogger esetch said...

عماد

مرحبا بك في بلوغي المتواضع

هل قرأت الروايات الأخرى، آمل أن تعجبك

10:52 AM  

Post a Comment

<< Home