Sunday, May 22, 2005

رواية إحتضان السراب – الجزء الثالث عشر


لم أكن في يوم من الأيام أتوقع الموقع الذي أنا فيه. جل همي وإمنياتي كان أن أصبح وكيل نيابة أو محامي أدير مكتب محاماة. أما الآن، فأنا عضو، ليس بكبير ولكن، مهم في مؤسسة قانونية دولية كبرى، تتولى المرافعات والإدارة القانونية لنـزاعات بين الدول

وفي ذاك اليوم حصل ما هز كياني وافقدني الثقة بكل شيء. كانت الصدمة أكبر مما أحتمل. حالة الخوف أفقدتني صوابي. خوفي على أمي وأبي وأخوتي والعائلة بأكملها، وخوفي عليها

كان ذاك اليوم الثاني من أغسطس 1990 ، يوم قامت جحافل الجيش العراقي بإجتياح الكويت، واحتلاله

آخر مكالمة لي معهم كانت صبيحة يوم الخميس بتوقيت الكويت قبل أن ينقطع الإتصال الدولي. وبعدها يوماً بعد يوم، أصبحت الأخبار المزعجة تتوارد. طلبت منهم الخروج، وكان الأحرى بي أن أعرف أبي. رفض فكرة الخروج رفضاً باتاً. ومع إمتناع أبي، فإني أمي كانت سترفض بلا شك. وها هي الأسرة بأكملها ترفض. كان موقفاً صلباً من جانب أبي أحييه عليه، ولكن لم يمحو خوفي وخصوصاً مع مرور الأيام وورود الأخبار

شعرت بعدها بحالة لم أعهدها من التعب والإرهاق والآلام. اللعنة على هذا المجرم المدعو صدام حسين. أراد الطبيب المعالج إجراء المزيد من الفحوصات، إلا أن حالتي النفسية لم تكن تساندني لحظتها. أردت العودة سريعاً لمتابعة الأخبار لعل وعسى تحل هذه المصيبة عنا خلال أيام

الأيام إمتدت لشهور طويلة

تلقيت مكالمة داخلية من مكتب رئيسي بالعمل، أو لنقل أحد مؤسسي المؤسسة القانونية التي أعمل بها يريد، يدعوني للغداء. كنت مندهشاً أول الأمر. فنادراً ما يلتقي الرؤساء مع مرؤوسيهم على الغداء. لقد اقلقني الأمر

بعد البروتوكول الترحيبي والمجاملات والسؤال عن الأهل بداخل الكويت وإن كنت قد سمعت أية أخبار عنهم. شرحت له ما أعرفه بحكم عملي بعد الظهيرة مع السفارة الكويتية ومنظمة مواطنون من أجل كويت حرة التي تدعمها الحكومة الكويتية في المنفي، لإستقطاب الدعم في الولايات المتحدة لتحرير الكويت والعمل ضد الحملات العراقية الإعلامية

كل هذا جميل ولكن لايهم. رد على ما قلته له. آسف سيدي فلم أفهم ما تعنيه، رددت عليه

فأخذ يسرد. دكتور خالد، سأكشف معلومات على جانب كبير من الأهمية، وإني لمتأكد بأنك ستحتفظ بها ولو مؤقتاً، لأنها لاحقا ستصبح مادة للعامة. ولكن لنحتفظ بها لأنفسنا الآن. إن حكومة الولايات المتحدة مصممة على إخراج القوات العراقية من الكويت، سواء بالطرق السلمية ، التي لا أظنها ولا الكثيرين يعتقدون بأنها ستنجح، والطريقة الأخرى هي باستخدام القوة

قريباً جداً سيمرر قرار من الأمم المتحدة يطالب العراق بالإنسحاب الكامل من الأراضي الكويتية وعودة الشرعية لها، وإلا سيتم إستخدام القوة لتنفيذ ذلك

لم يعلم رئيسي بالنشوة التي إعترتني في تلك اللحظة من هذه الأخبار المفرحة. وأخيراً سيأتي الفرج. ولكن سرعان ما إستولت علي الوساوس مرة أخرى خوفاً على الجميع. ولكني حافظت على رباط جأشي

وأكمل، لقد أبلغت الخارجية الأميريكية السفارة الكويتية بذلك لتوصله بدورها للحكومة الكويتية بالطائف، وهذا ما أردت أن أراك بشأنه. لقد إتصلت بنا السفارة الكويتية طالبة منا التعاقد معها لأعداد الملف الكامل لمطالبات الحكومة الكويتية والتعويضات جراء الغزو والإحتلال. وهذا يشمل كل ما يخطر على البال. سنكوّن إتحاد قانوني مع مؤسسات عالمية أخرى ولكننا سنكون رأس الحربة

الآن، أنك أفضل الأصول التي نمتلكها في المؤسسة بخصوص المنازعات الدولية وكونك كويتياً، يسهل الأمر أكثر. سيكون حماسك أكبر. نريد أن ننشيء مكتباً خاصاً بهذا الشأن ترأسه أنت. سنـزودك بكافة إحتياجاتك، ولابد أن تكون على أهبة الإستعداد لدخول الكويت بعد تحريرها لتكمل ما ستبدأه هنا مباشرة، فما قولك

ما عساه كان ينتظر مني، وأي رد يتوقع غير موافق، ولحظتها جاءت إبنة خالتي بفكري

إنتهى الجزء الثالث عشر

ويتبع في الجزء القادم

5 Comments:

Blogger nanonano said...

الله يا أنت كسرت فينا كسره مو عاديه....بس خوش كسره

8:55 AM  
Blogger esetch said...

8-)

نانو ما توقعتي ها

11:56 AM  
Blogger Bashar Naffa' said...

as i predict, and mentioned in the previous post, that u have a strong ability to connect between the story & the surrounding historical events

good job

4:43 PM  
Blogger Shurouq said...

صج الجزء الثالث عشر.. نحس وغزو

5:10 PM  
Blogger J Daily said...

انا مابي أقول تعليقي (:

6:46 PM  

Post a Comment

<< Home