Sunday, February 06, 2005

إغتيال (21)


الزمان: 25 يوليو 1990
المكان: القصر الرئاسي – بغداد – العراق.

تحيي السفيرة الأميريكية في العراق، إيبريل غلاسبي، الرئيس العراقي صدام حسين بحضور وزير خارجيته طارق عزيز، وبعد البروتوكولات الرسمية، يبدأ الرئيس العراقي حديثه مباشرة.

"لقد إستدعيتك اليوم للتحدث وبشكل مسهب عن العلاقات العراقية الأميريكية، وحول تحسينها وتطويرها وبالأخص بعد رسالة الرئيس بوش، وكما تعلمين فالعلاقات العراقية الأميريكية على بدأت عام 1984 ، أي بعد سنتين من الحرب، ......." يكمل الرئيس العراقي الحديث وبشكل مطول كعادته، حيث يستمر في شرح مفصل لتاريخ العراق مع بريطانيا والولايات المتحدة الأميريكية، وكيف حدث الصدع والإنشقاق في العلاقات مرة أخرى بعد فضيحة مبادلة الأسلحة بالرهائن والتي تعرف باسم إيران غيت.

ويكمل حديثه عن بعض الجهات في الولايات المتحدة التي تحرض ضد العراق والتي تعمل على فرض عقوبات إقتصادية ضد العراق وهي التي الآن تحرض دول الخليج ضدها أيضاً.

تستمع السفيرة وتحاول جاهدة التركيز على النقاط المهمة.

يستمر الرئيس العراقي بشرح سياسة النفط العراقية وعن محاولات الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة تحطيم الإقتصاد العراقي واستغلال الكويت حالة الحرب لسرقة نفط وأراضي العراق. ويبين بأن تصريحات سكرتير الخارجية الأميريكي، ديك شيني، بالدفاع عن الكويت، لا تساعد على الإطلاق وإن كان الأمر إستعراض للعضلات.

وأخيراً يصرح بأن حل المشاكل ما بين الكويت والإمارات يجب أن يتم ضمن إطار حل عربي عبر المباحثات المباشرة.

"سيدي الرئيس، أنا أشكرك لمقابلتي، وإنه لمن دواعي سرور أي دبلوماسي أن يقابل رئيس الدولة. نحن في الولايات المتحدة نسعى لإقامة علاقات طيبة مع العراق. والرئيس بوش، في رسالته لسيادتكم، قد أفصح عن هذا الأمر، ولدي تعليمات مباشرة من الرئيس للوصول إلى أفضل العلاقات مع العراق" ترد عليه السفيرة غلاسبي.

"ولكن إعلامكم غير محايد، ويتحين الفرص لتشويه صورة العراق" يرد الرئيس العراقي.

"نعم سيدي الرئيس، وللأسف هذا الإعلام موجود في الولايات المتحدة. لقد شاهدت البرنامج الإخباري الذي قدمته دايان سوير على محطة الأيه بي سي. لقد كان رخيصاً وغير عادل. وأنا سعيدة بضم صوتك لصوتنا نحن الدبلوماسييون الذين يقفون ضد الإعلام الرخيص".

يتحدث الرئيس العراقي عن أسعار النفط.

"نحن لا نريد سعر مرتفع لبرميل النفط. دعيني أذكُر بأنني قد ألهمت طارق عزيز بفكرة مقال كتبها بالسبعينات والذي إنتقد فية سياسة الأسعار المرتفعه" يهز طارق عزيز رأسه مؤكداً، "لقد كان أول مقال عربي ضد هذه السياسة".

"سياستنا في الأوبك هي ضد الإرتفاع المفاجئ في اسعار النفط" يشارك طارق عزيز الحديث.

"لقد أصبح سعر برميل النفط يساوي 12 دولاراً وهذا يضر بإقتصادنا، أما سعر 25 دولار للبرميل فهو سعر يناسب الجميع" يكمل صدام حسين.

"نحن نقدر وضعكم ومحاولتكم لرفع أسعار النفط لإعمار وطنكم، السبب الرئيسي لمشاكلكم مع الكويت. ولكننا نرى بأن العراق قد حشد عدد كبير من القوات على الحدود بالقرب من الكويت، عادةً نحن لا نكترث بتحركات القوات ولكنها إن كانت ضد الكويت فهذا شيء آخر، فهو مثير للقلق بعض الشيء. لذا فقد تم توجيهي لسؤالك: لم كل هذه القوات التي تم حشدها بالقرب من الحدود الكويتية؟" تسأل السفيرة.

"لقد حاولنا كل الجهود للوصول إلى حل الكويت، سيكون هناك إجتماع بعد يومين معهم، إنني سأعطي المفاوضات هذه الفرصة الأخيرة، فإن رَأَينا تجاوباً منهم، فعندئذ لن يحصل شيء، ولكن إن فشلنا للتوصل لحل مقبول، فمن الطبيعي أن العراق لن يقبل الموت" يسرد صدام حسين.

"ما الحل المقبول لكم؟" تسأل السفيرة.

"لو بإستطاعتنا الحصول على شط العرب، وهو هدفنا في الحرب مع إيران، فسوف نقدم تنازلات. ولكن إذا أضطررنا للإختيار ما بين شط العرب والعراق ككل، فإننا سنتخلى عن شط العرب في مصلحة الحفاظ على العراق ككل. .......، فما رأي الولايات المتحدة بذلك؟" يسال الرئيس العراقي بدوره.

"كما ذكرت إننا نقدر جهودكم الجبارة في إعادة بناء العراق بعد الحرب ، ولكننا لا رأي لدينا حول النزاعات العربية العربية، مثل نزاعكم الحدودي مع الكويت" ترد السفيرة غلاسبي، إننا نأمل أن تحلوا مشاكلكم مع الكويتيين سلمياً بوساطة السيد الشاذلي القليبي، أو الرئيس المصري حسني مبارك. كل ما نأمله أن تحل هذه المشاكل سريعاً".

يكمل الرئيس العراقي حديثه مع السفيرة الأميريكية أيبريل غلاسبي.

بنهاية اللقاء، لقد أصبحت الخلاصة واضحة أمامه.


إنتهى الجزء الحادي والعشرون
ويتبع في الجزء القادم

2 Comments:

Blogger forzaq8 said...

its scary how close of what you write is to the truth
or how truthfull it looks

you writing a book on this ?

8:05 PM  
Blogger esetch said...

A small one, maybe, i don't know, hope so.

7:04 PM  

Post a Comment

<< Home