Wednesday, February 02, 2005

إغتيال (14)


الزمان: أواخر شهر فبراير – اليوم التالي
المكان: 112 طريق ملفورد - منطقة بيزواتر إحدى ضواحي لندن

"يظن الكثير بأن العراق لا يطل على البحر. وهذا الإعتقاد الشائع خاطئ. العراق يا سادة كما تعلمون لديه ساحل طويل لايقل عن 30 كيلومتر على الخليج الفارسي يبدأ من مصب شط العرب وينتهي بمنطقة سفوان الحدودية مع الكويت. أترون هذا الشريط الساحلي؟" يشير آرشي بإصبعه ممسكا بعدسة مكبرة.

"ولكن هذا الساحل يعاني من مشكلة، أنة غير عميق كفاية لعبور ناقلات النفط المتوسطة الحجم ، فدع عنك الناقلات العملاقة. وهذه عقدة العراقيين". يكمل آرشي، "أنظرا إلى هاتين الجزيرتين، إنهما كويتيتان، الصغيرة هي جزيرة وربة، والأخرى بوبيان. لقد حاول العراقييو مراراً وبكل الطرق، إقناع الكويتيين بالتنازل عن الجزيرتين أو عن الصغيرة على الأقل، لإنشاء ميناء لتصدير النفط العراقي عليها. أتعرفون ما معنى هذا؟" يسأل آرشي ولكن دون إنتظار الرد يكمل، "معناه الإستغناء عن خدمات الأتراك والأردنيين والأنابيب التي تعبر عبر أراضيهما والتالي عدم دفع الرسوم التي يدفعها العراق لهما الآن.ولكن دون جدوى، فلم يتزحزح الكويتييون عن موقفهم الرافض للبيع.

الكويتيون كانوا أذكياء ونافذي البصيرة فيما يتعلق بأرضهم. فدستورهم يمنعهم من التنازل عن أي شبر من أراضيهم، ولقد أصر أميرهم آنذاك، الشيخ عبدالله السالم الصباح، على إضافة فقرة بخصوص هذا الأمر في دستور البلاد.

ولكن العراقييون لم يستسلموا بدورهم، فطلبوا من الكويتيين أن يؤجروهم الجزيرة، فلم يكن لدى الكويتيين قانون يمنع ذلك، الاّ أن الكويتيين كانوا لهم بالمرصاد، فاشترطوا على العراقيين ترسيم الحدود نهائياً بينهم، ولكن العراقيين ماطلوا أو بالأحرى أجلوا الموضوع إلى أجل غير مسمى.

على فكرة هل تعلمان بأن الشيخ عبدالله الصباح كان قد منح لقب فارس الإمبراطورية البريطانية؟!!!" يرى آرشي علامات التعجب على وجهيهما ويهز رأسه للتأكيد وهو سعيد بمفاجأتهما، ويكمل.

"والآن، لا بد لنا أن نوجه العراقيين للبدء بتحرشات حدودية وبعض التمارين العسكرية بالقرب من الحدود الكويتية ولا مانع من دخول بعض الآليات العسكرية العراقية الأراضي الكويتية بعذر الخطأ، وهي لن تكون أول أو آخر مرة، وهذا كله سيلقي بالرعب في قلوب الكويتيين، وفي النهاية سنقبل بإحتلال مؤقت للجزيرة الصغيرة، فهي خالية من الحياة المدنية على كل حال ولا يسكنها سوى الطيور.

وأثناء النزاع ستتدخل حكومة صاحبة الجلالة وبسرعة طبعاً، لتصف بجانب الكويتيين ونقيم معسكر مؤقت، وفي الواجهة العالمية، سيواجه كل من الكويتيين والعراقيين بعضهما البعض في المحافل الدولية والإقليمية، وأياً كانت النهاية، نكون نحن قد بلغنا هدفنا الأساسي، ولن ينسى الكويتيون صنيعنا ومساعدتنا لهم". ينهي آرشي حديثه.

يترك حديث لآرشي إنطباعاً أيجابياً لدى غريغ وآندرو.

آه أيها العجوز، يحدث غريغ نفسه، ما تزال تحتفظ بقدراتك الإستثنائية. يا لها من خطة سهلة وواقعية،هل ستنجح يا ترى؟ أعتقد ستنجح. آمل أن تنجح.

"حسناً، ما المطلوب الآن يا آرشي؟" يسأله غريغ.
"علينا وقف بعض الصادرات إلى العراق بحجة إمكانية إستخدامها عسكرياً وبطريقة ممنوعة دولياً. ثانياً علينا التنسيق مع البي بي سي لبث هذه الأخبار والبدء بحملة إعلامية كما ناقشنا الأمر من قبل. ... أريد غوردن أن يأتي بالأخبار من الأردن بسرعة يا غريغ".


إنتهى الجزء الرابع عشر
ويتبع في الجزء القادم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home