إغتيال (6)
الزمان: الأثنين التالي
المكان: 112 طريق ملفورد - منطقة بيزواتر إحدى ضواحي لندن
"غريغ" يحدثة آرشي، " قبل أن نبدأ سوف نحتاج للإتصال بالأردنيين".
"يمكننا تدبير ذلك عبر الخارجية، فعلاقتنا معهم طيبة" يتحدث آندرو.
"كلا، نهائيا، إذا دخلت الخارجية الأردنية على الخط معنا، فثق بأن العملية ستفضح بل هي منتهية قبل أن تبدأ، نحتاج إتصال إستخباراتي أولاً لتمهيد الطريق، نحتاج إلى تعاون أحد الإستخباراتيين الأردنييين ممن يمتلكون الحظوة عند الملك حسين، فهو سيكون أحد اللاعبين الرئيسيين في مشروعنا" يشرح آرشي.
"دعني أقوم ببعض الإتصالات لتنسيق الموافقات من الرئاسة والإستخبارات، أعتقد أن الرجل المناسب لنا من الإم آي 6 سيكون غوردن أتكنسون"، يحدثهم غريغ، "أنت تعرف غوردن أليس كذلك يا آرشي" يهز آرشي رأسه موافقا غريغ، يخرج غريغ للإتصال.
وفي الأثناء يرفع آرشي سماعة الهاتف ويضغط رقم السيدة ميغنز " السيدة ميغنز،...، أوه أنا آسف الآنسة فوستر لقد حسبتك السيدة ميغنز، آه إنكم جميعا تستحقون إجازة"،يمرح معها، "أرجو توفير المعلومات التالية، الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي لفسطينيي الأردن، الوضع الإقتصادي للعراق للسنوات الخمس الأخيرة، الصادرات البريطانية للعراق، المشتريات العراقية الحالية مصحوبة بتقارير الإستخبارات البريطانية عنها،التقارير السنوية لمنظمة الأقطار المصدرة للبترول – ألأوبك، آخر تقريرين فقط ، أحدث التقارير العسكرية لوضعية الجيش العراقي والأردني والكويتي، هذا فقط ، سأخبرك إن إحتجت المزيد .. شكراً ".
بعد فترة يعود غريغ ويبدأ آرشي الحديث " المهمة الأساسية التي إجتمعنا من أجلها هي عودة بريطانيا اإلى منطقة الخليج عبر الكويت وذلك بإثارة قلاقل للكويتيين بطريقة ما تجعلهم يلجأون لنا طلباً للمساعدة، وخطتي تعتمد على تاريخ الكويت مع جيرانها بالأخص العراق. بُعَيدَ إستقلال الكويت من التاج البريطاني، قام ديكتاتور العراق آنذاك بتجديد المطالب العراقية القديمة بالكويت وضرورة إنضمامها لها. والعراقيون لطالما إدعوا بأن الكويت كانت جزء من قضاء البصرة العثماني وبالتالى إتباع الكويت للعراق. وهذه المطالب قديمة قِدم قيام العراق كدولة حديثة. وقد قمنا في وقتها بإرسل قوات حماية للكويت حسب إتفاقية التعاون العسكري التي كانت جزء من إتفاق الإستقلال. الفكرة تكمن في إعادة خلق الأحداث بطريقة مشابهه تقريباً، العراق يهدد الكويت، يطلب الكويتيون مساعدتنا أو نعرضها عليهم .. لا فرق، الكويتيون ممتنون لنا لمساعدتهم، تعاون شامل على أصعدة كثيرة، الكل سعيد ، ما عدا العراقيين طبعاً".
ينتظر آرشي كي يستوعبوا الفكرة.
"الفكرة لا بأس بها ، لها إمكانيات" ينظر إليه غريغ.
"الفكرة لا بأس بها ، لها إمكانيات !!!!! " يردد آرشي باستغراب "إنها عبقرية يا عزيزي غريغ، لطالما كان الفزع والخوف من محفزات كثير من الأحداث، ودعني أقول لك، جيران العراق كانوا وأصبحوا الآن أكثر فزعاً بعد إتفاقية وقف إطلاق النار مع إيران".
"أنا آسف ،..، ما دور الأردنيين في هذا المشروع؟". يسأل آندرو.
"دور مهم جداً، هذا المشروع يتضمن عدة جهات دولية منها ، الأردنيين، الفلسطينيين، دول الخليج العربية، الأسرائيليين، وبعض المنظمات الدولية، وبالطبع الكويت والعراق، ونحنبطبيعة الحال نحرك الدمى يا عزيزي". يرد آرشي.
"آه غريغ كدت أنسى ، نريد تأمين خبير نفطي لديه معرفة شاملة بعمليات النفط العالمية وأسواقها وكذلك بعمليات الأوبك" يزيد آرشي.
"دعوني أكمل إتصالاتي مع داوننغ ستريت" يخرج غريغ من الغرفة.
" آرشي" يحدثه آندرو "يبدو لي أن الأمر معقد أكثر مما تصورت" ينظر إلى آرشي بشي من الرهبة التي لا يستطيع إخفائها.
"لم يقل أحداً بأن الأمر سيكون نزهه". يرد آرشي.
"أعلم ذلك ولكن يا إلهي، عناصر دولية عدة ومعهم الأسرائيليين، ...، آرشي هل بإمكاننا النجاح؟".
"لا بد من عمل المستحيل لحمل العراقيين على إنجاز المهمة، ولكن وبشكل عام المسألة برمتها تعتمد على الوقت المتوفر لنا وعدم حدوث مفاجآت عظيمة، ما عدا ذلك فمع التخطيط السليم فبإمكاننا النجاح أنا واثق من ذلك" يطمئنه آرشي.
يتنهد آندرو "كلي أمل أن أحتفظ بوظيفتي بعد إنتهاء هذا الأمر".
"آندي إذا نجحنا ففكر بأثاث مكتبك الجديد لأنك ستترقى، أما إذا كنت تؤمن بفشلة، فيجدر بك أن تبدأ بطباعة سيرتك الذاتية من الآن" يضحك آرشي ويضحك آندرو ضحكة مقتبضة.
يطول غياب غريغ بعض الشيء.
"يا سادة" يعود غريغ، "نحن على ما يرام لدينا الموافقة على الخطوط الأساسية للمشروع كما وضعتها يا آرشي ، ونحن على موعد مع غوردن غداً الساعة العاشرة صباحاً".
إنتهى الجزء السادس
ويتبع في الجزء القادم
0 Comments:
Post a Comment
<< Home