Wednesday, January 19, 2005

إغتيال (4


الزمان: اليوم التالي للمكالمة الهاتفية بين آرشي وغريغ.
المكان: منطقة بيزواتر إحدى ضواحي لندن – الساعة التاسعة صباحاً تقريباً.

طرق خفيف على الباب، يفتح غريغ الباب ويستقبل آرشي بإبتسامة.
يبتسم آرشي بالمقابل ويقول له مباشرة "حسناً يا غريغ ماذا لديك؟".
غريغ وبكل حماس "دعني أعرفك على باقي أعضاء الفريق أولاً" يطلب منهم غريغ التجمع للقاء آرشي.

" آرشي" يحدثه غريغ "أنت تعرف السيدة ميغنز، ودورها المعتاد في الأرشيف" يحييها آرشي ويضمها. السيدة ميغنز لها تاريخ طويل مع آرشي. "لقد مضى وقت طويل يا سيدة ميغنز".
"نعم وقت طويل" تجيبه "كيف هي أحوالك آرشي؟" . "بخير".
يكمل غريغ "هذة الآنسة جانيت فوستر مساعدتها" ، "كيفن بيترسون وغاري سيمز هما الشت غنز" ، " أهذا تأثير الأميريكيون عليك يا غريغ؟" يسأله آرشي. الشت غن ترجع لأيام رعاة البقر والغرب الأميريكي عندما يرافق أحد الرجال عربة المسافرين والبريد للحماية حاملاً سلاح الشت غن.
"إنهما هنا للحماية، أنت تعلم، بروتوكول" يكمل غريغ، "روبرت تويغ وبراين رايت هما بومتي الليل" يعني غريغ بذلك أنهما المراقبان الليليان ومأموري الإتصال الليلي . في حالة وجود طارئ يقومان بالإتصال بأعضاء المشروع.
"ولدينا السكرتارية هناك" تلوح إمرأتان من جانب باب غرفة السكرتارية، "مارغريت ستو وأنجيلا وايت". "في حالة حاجتنا لأعضاء جدد في أي موقع، سنستدعي من نراه مناسبا للإنضمام إلينا".

"هلاّ بدأنا" يشير غريغ إلى إحدى الغرف ويصطحب آرشي وآندرو معه، بينما يتجه الباقي إلى مراكزهم لمتابعة العمل.

الغرفة عباره عن غرفة إجتماعات كبيرة تم تغطية جميع النوافذ التي بها حرصا على السرية، تحتوي علي أجهزة تبدو حديثة ومتنوعة من آلات مكتبية وإتصالات معقدة وفاكسات وتلكس وأخرى مرتنطة بوكالات الأنباء وأجهزة مكتبية أخرى. يطيل آرشي النظر إليها.

"كالأيام الخوالي، ها آرشي" يداعبه غريغ. ويجلسون.

" آرشي" يحدثة غريغ، "أنت أعلم منا جميعاً بوضعنا في المنطة العربية. بعد حرب يوم كيبور" ، يستخدم غريغ المسمي الإسرائيلي لحرب 1973 بين إسرائيل من جهه ومصر وسوريا وباقي الدول العربية من جهه أخرى، "ضعف وضعنا بقوة وقل دورنا وإرتفع الدور الأميريكي بالمقابل" يهز آرشي رأسه موافقاً. "لدينا دول الخليج الفارسي العربية الاّ أن علاقتنا معهم من الهشاشة بحيث أن أياً من جنون اللامعقول ، وهو طبيعي في الشرق الأوسط، يمكن أن يدمره. الأميريكيون بدخولهم مياه الخليج أثناء حرب العراق وإيران، سيكون لهم اليد الطولى في هذه الدول عاجلاً أو آجلاً، شئنا أم أبينا، هذا ما لم نعمل سريعاً لوقفهم" يكمل، " آرشي ... نريد العودة وبقوة، والكويت هي البوابة الأنسب لذلك، على الأقل هم أعطونا العذرطبقاً لموقفهم الأخير". "نريد إتفاقيات أمنية وسياسية وإقتصادية معهم قبل أن يدركهم الأميريكيون فتضيع الفرصة وإلى الأبد".
"ألإمبريالية من جديد؟" يسأل آرشي ممازحاً.

"لا يا آرشي" يجيب آندرو، "لا ،ودع عنك ما قلته في لقائنا السابق، فقد كنت حانقاً لا أكثر، الآّ أن الحقيقة أننا لا نريد ترك الأمور للأميريكيين، في دول الخليج عموماً والكويت خصوصا، الكويتيون الأنسب لنا بحكم العلاقات التاريخية بيننا وبينهم". " نريد أن نلقي الذعر في قلوبهم قليلاً ليس الآّ، الأمر الذي سيدعوهم للإتصال بنا وطلب المساعدة" يكمل، "وحتى إن لم يدعونا فإننا سوف نفرض أنفسنا عليهم ونعرض خدماتنا". يضحك.
"ما الذي يدعوك للإعتقاد بأنهم سيلجئون لنا وليس للأميريكيين؟" يسأله آرشي.
"هذا ما إجتمعنا لأجله، أليس كذلك؟" يرد آندرو.

"حسناً يا سادة ، هلاّ بدأنا العمل". يحدثهم غريغ. "هذه المعلومات المبدئية التي بحوزتنا، إليكما بلائحة المعلومات، بإمكاننا يا آرشي توفير المزيد حسب إحتياجنا ... لهذا إستعنا بالسيدة ميغنز". يوزع غريغ عليهما اللائحة.

يبدأ الجميع بالقراءة وتدوين الملاحظات، وبعد مضي بعض الوقت، يرفع آرشي رأسه من الملفات ويسأل عن الرقم الداخلي للسيدة ميغنز ثم يحدثهم "لديكم الكثير من النواقص"، يرفع آرشي سماعة الهاتف ويضغط الأرقام، "السيدة ميغنز،...، أرجو تجميع عل المعلومات عن الآتي"، غريغ وآندرو ينظران لبعضهما البعض، ويكمل آرشي "علاقة الكويت بجيرانها، أعني كلهم، السعودية والعراق وإيران، المعارضة الكويتية الداخلية والأولوية للمعارضة البرلمانية وما يسمى بتجمعات الأثنين [دواوين] مع الإهتمام برموز المعارضة، الإعتداء على موكب أمير الكويت، الشيعة في الكويت، التفجيرات في منتصف الثمانينات وإرتباط لشيعة بها، العلاقات الكويتية الفلسطينية، المجموعات الفلسطينية الراديكالية، بأسرع ما يمكن إذا سمحت". يتبادل غريغ وآندرو النظرات.

" آرشي الفلسطينيون منطقة خطرة جداً ولن تستسيغ الرئاسة تورطهم بالأمر" ينظر إليه غريغ.
"عزيزي غريغ، في ظل عدم وجود إتجاه محدد للأحداث، علينا سبر أغوار كل الأحتمالات التي نستطيع التفكير بها، ...، دعونا نجمع المعلومات أولاً ثم نتناقش وننظر ونرى ما سنخرج به ونوافق عليه في النهاية".
"حسناً هذا عدل، ولكن سأقولها بكل صراحه، سيكوم من الصعب إن لم يكن مستحيلاً إقناع الرئاسة بتورط الفلسطينيين". يجيبه غريغ.
"لم يكن الأمر بتلك الصعوبة في الأردن" يذكره آرشي بأحداث أيلول الأسود في الأردن بين الحكومة الأردنية ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية. يبتسم غريغ ويدع الأمر يمضي.

تمضي الساعات وبدا لإرهاق ظاهراً، أكواب الشاي والقهوة لم تعد تملأ من تكرار شربها.
........
وتمضي الأيام بطيئة ولا يختلف الروتين، شاي وقهوة، غداء وعشاء، قراة، الكثير من القراءة، تبادل أفكار عديمة الجدوى، لا تقدم في المشروع.
........

يتمشى آرشي في حديقة الهايد بارك. يفكر، آه يا للروعة، يا له من ظهر يوم جميل. أنه أحد الأيام النادرة في هذا الوقت من السنة ومن المصادفة أن يكون هذا اليوم يوم أحد. يجلس آرشي بالقرب من بحيرة السيربنتين، ويطعم الطيور بعضاً من الخبز الجاف، ويتذكر طيور البجع في حديقة الساينت جيمس.

يمضي اليوم بطيئاً ويكمل آرشي تريضه ويقترب من ركن المتحدثين. يعلو النقاش والصراخ، يا لها من حرية زائفة، يبتسم، كل المواضيع مهمة وكلها تافهة، يا للتعاسة.

"الرئاسة البريطانية .... تريد بيع بريطانيا للأغنياء، سيصل بنا الأمر إلى حروب داخلية، ..."، يصيح أحد المتحدثين ببعض المستمعين، ويتشاجرون معه.
في موضع آخر، "...، إتقوا الرب، المسيح منقذنا، لقد جلب لنا السعادة، وها نحن نتركها، ..."، آه معتوه آخر.
"...، ما يحصل في العراق من فظائع لا تمكن وصفها، ..." يتشاجر معه بعض المستمعين، لا بد أنهم عرب. ينتظر قليلاً، يطيل الإنتظار، يفكر وفجأة يمشي بعيداً وهو يصفر أغنية ميموري والإبتسامة لا تفارق وجهه.


إنتهى الجزء الرابع
ويتبع في الجزء القادم

4 Comments:

Blogger Anti_Reason said...

Dear “esetch”:
Dick Curtis, Rowan Atkinson and Dan Brown called, they said it was something important :-)

1:11 AM  
Blogger esetch said...

Anti_Reason
Sooner or later they will have some kind of role 8-)

12:11 PM  
Blogger بومريوم said...

esetch

عيدك مبارك و كل عام و انت بخير

5:26 PM  
Blogger esetch said...

Kuwaiti_Man
وإنت بصحة وسلامة ويعود عليك بخير
أما بخصوص القصة فهي ما اسميه خيال واقعي، حقائق ممزوجة بخيال لدرجة الواقعية وإمكانية الحدوث، إذا تابعت مشكوراً للنهاية عطني رايك وخلنا نتحاور عن حقيقتها وخيالها ويكون لي الشرف

1:57 PM  

Post a Comment

<< Home