Wednesday, February 02, 2005

إغتيال (13)



الزمان: أواخر شهر فبراير – اليوم التالي
المكان: 112 طريق ملفورد - منطقة بيزواتر إحدى ضواحي لندن

يبدأ آرشي بتوضيح فكرته، " بعد مفاجئة الملك حسين، فإنني أخشى أن مشروعنا سيفشل ما لم نبدأ بالضغط على العراقيين الآن وقبل فوات الأوان، وهذا الضغط سيكون عبر مواجهه بين العراق وإسرائيل".
يقاطعه غريغ " آرشي بحق السماء، نحن نريد العودة إلى الشرق الأوسط مجدداً ولكن ليس عبر الأنقاض".
يحرك آرشي رأسه نافياً ذلك، "ليس الأمر كما تظن يا عزيزي غريغ. لن تكون هناك مواجهات عسكرية بين العراق وإسرائيل. الأمر برمته سيكون عبارة عن حرب إعلامية وسنحرص على ذلك، ...ستكون محمومة بعض الشيء ليس إلا.

سنثير موضوع المحارق النازية ,إبادة اليهود. سنذكر بأننا قد أوقفنا شحن بعض البضائع المتوجهه للعراق والتي يمكن إستخدامها عسكرياً، منها الأنابيب ذات التحمل العالي، التي قد يستخدمها العراق لصنع مدفع عملاق لضرب إسرائيل أو لتصنيع صواريخ بعيدة المدى والتي قد يصل مداها إلى تل أبيب، كصاروخي الحسين والعباس، المطورين من صواريخ سكود.
أوتذكرون خبر مقتل الخبير الكندي، الدكتور جيرار بوول في بلجيكا، والذي كان متخصصا في علم المقذوفات، سنذكر ذلك في حملتنا الإعلامية، مع تضارب التقارير حول أسباب مقتله ومن هم وراء إغتياله، الإستخبارات العراقية، لكي لا يفضح سرهم، أم الإستخبارات الإسرائيلية ، الموساد، لمنعه من تصنيع المدفع. سنقوم بحملة إعلامية واسعة نركز فيها على كل ذلك بالإضافة إلى الرئيس العراقي وحملته ضد إسرائيل.

وسرعان ما ستنضم المؤسسات الإعلامية العالمية بأنواعها في هذا السيرك الإعلامي وعلى الأخص الإعلام الأميريكي، وكلنا يعرف يا سادة من له النفوذ الأكبر على الآلة الإعلامية الأميريكية.

بذلك نكون قد ضربنا عدة عصافير بحجر واحد.

سيطمئن الملك بعض الشيء ويظن بأن التحركات العراقية العسكرية المستقبلية لن تكون ضده بل هي للعرض فقط وموجهه لغيره، وبذلك نكون قد أزِلنا أي حرج في المستقبل من تزويده بمعلومات زائفه ومغلوطه . وإضافة لذلك، سيؤكد الأمر صداقة حكومة صاحبة الجلالة له بعد تزويدة بأنباء ومعلومات إستخبارية قد تمسه ولو ظاهرياً.

وإني أجزم بأن العراقيين إبّان الحملة الأعلامية ضدهم سيتصدون للإتهامات بشراسة من باب الدفاع عن أنفسهم على الأقل. وبناءاً على هذه الحمله الإعلامية، فإن العراق بإعتقادي سيستغل الفرصة لتقييم مكانته وشعبية الرئيس العراقي بين العرب وعلى الأخص الفلسطينيين في مواجهته لإسرائيل، وهم بالطبع سيساندونه.

وفي أثناء ذلك وبتحريض من الملك سيتجه الرئيس العراقي نحو الكويت في حركة يفاجئ بها العالم بأسره، ضامناً تأييد الفلسطينيين له لموقفه من إسرائيل. والسؤال الذي سيوجه للفلسطينيين عندئذ هو كيف تؤيدون إحتلال الغير وأنتم تدّعون بإحتلال أراضيكم؟. إن سار الأمر كما نرغب يا سادة، فإن الإسرائيليين سيكونون ممتنين لنا، وهذا عصفور آخر نصطاده بنفس الحجر."، ينهي آرشي كلامه.

"ولكن يا آرشي، كيف ستكون مغامرة العراقيين مع الكويت؟ نحن لا نريد مغامرة طائشة من مغامرات الرئيس العراقي، وهو بارع في مثل هذا النوع من المغامرات"، يسأله غريغ.

"لذلك أنا أعتمد على الملك حسين، فهو الوحيد القادر على تحرك صدام حسين من خلف الكواليس دون أن يشعر صدام بذلك. أنا ما زلت متوتراً بعض الشيء من جولات الملك السرية، يجب أن نعلم الحقيقة عن ذلك وبسرعة. غريغ، على غوردن بذل المزيد من الجهد" يرد آرشي.

"ربما كان الأمر جزء من تعاونهم الإقليمي. ألم يؤسسوا قبل أشهر ما يسمى جامعة التعاون أو ما شابهة ذلك، الأربع دول ذاتها، العراق والأردن ومصر واليمن؟" يوضح غريغ.

"أتقصد مجلس التعاون العربي؟، لا، لا أعتقد بأن الأمر مرتبط به، لم السرية إذاً؟" يرد آرشي.
"لا أعلم ربما يجب علينا إنتظار صديق غوردن الأردني لمعرفة الأمر" يصرح غريغ.
"لهذا أريده أن يبذل أقصى طاقته وبسرعه" يرد آرشي ويكمل، "والآن،إني بحاجة خريطة العراق والكويت لأشرح بالتفصيل الفكرة التي بذهني لكما".

يبحث آندرو بين الخرائط ويجد المطلوب. يلتف الكل حول الطاولة ويركزون على الخريطة، ويبدأ آرشي بالشرح.


إنتهى الجزء الثالث عشر
ويتبع في الجزء القادم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home