Saturday, February 05, 2005

إغتيال (17)


الزمان: منتصف شهر أبريل 1990
المكان: 112 طريق ملفورد - منطقة بيزواتر إحدى ضواحي لندن

"لقد حوّلنا المبلغ يا غوردن، آمل أن يكون يستحقه" يخبره غريغ.
"بالطبع إنه لا يستحقه ولكن ما باليد حيلة. سيأتي يومه عاجلاً أم آجلاً ولكن ليس الآن" يرد غوردن،

"صديقنا بدأ بالتغريد بمجرد تأكده من التحويل وإتمام العملية. ولقد أتضح لي بأنه قد حدّث الملك من البداية، وكل ما حدث في كامبردج كان مجرد عرض مسرحي على الطريقة الأردنية، لإستلام المبلغ لا أكثر ولا أقل. كم أنا حانق عليه".

"على العموم، إتضح أن الملك كان قلقاً جداً من بعد إنتهاء الحرب، وقد تلقف التقارير من سفيرنا وصديقنا بلهفة. مستشاروه الذين إلتقاهم نصحوه وبقوة بتبني خطة سمحان، أي خطتنا. الإتجاه جنوباً نحو الكويت. لقد سمع سمحان أحد مستشاريه يقول للملك، لتنزل المصائب على رأس الكويتيين أو غيرهم بدلاً من الأردن".

"وماذا عن رحلاته المكوكية السرية ما بين بغداد وصنعاء؟ ولماذا إنقطع عن الذهاب للقاهرة؟" يسأل آرشي.

"أتعرف، لقد سألته نفس السؤال تقريباً. فكان رده إن الملك في أول زيارة سرية لبغداد أراد جس نبض الرئيس العراقي حول الموضوع برمته وموقفه من الأردن والكويت. وقد كان رد فعل الرئيس العراقي إيجابياً حول الأردن ومدى تقديره لمواقف الأردن طوال سنوات الحرب.

أما بخصوص الكويتيين وباقي دول الخليج، فقد صب جام غضبه عليهم، وكيف لم يقدروا تضحيات العراق ولولاه لكانت دولهم الآن مقاطعات إيرانية، وقد نال الكويتيون نصيب الأسد من غضبه وكيف لم يقدروا التضحيات بإعطاء العراق جزيرة لا يحتاجونها في المقام الأول، وهم في الأصل إحدى مقاطعات العراق، بل هم يساومونه على الحدود والمال الذي أقرضوه.

لقد طلب الرئيس العراقي من الملك مساعدته في كسب تأييد الدول العربية لمطالب العراق والإلتقاء سراً ببعض القادة العرب، ولكن إسمعوا لهذه المفاجأة، فقد صرح الرئيس العراقي بأنه مستعد لإستخدام لغة الحوار مع الكويتيين، ولكن إذا لم يفهم الكويتيون هذه اللغة، فهناك لغة أخرى سيعرفها الكويتيون، وهي أكثر إقناعاً.

"وبعدها، قام الملك بزيارة مصر واليمن، الأعضاء الآخرون فيما يسمى مجلس التعاون العربي، وقد أبدى اليمنيون حماساً في تبني وجهة نظر العراق، ولكن المصريون كان ردهم فاتراً لذا تم إستثنائهم من الزيارات اللاحقة" ينهي غوردن حديثه.

"ما رأيك يا آرشي؟" يسأله غريغ.

"لا أعلم عدد الزيارات السرية أكبر من مجرد طلب تأييد ألا تظنون؟ حتماً يا غوردن، هناك شيء خفي، أما أن سمحان لا يقول لنا كل الحقيقة، أو الملك يخفي شيئاً أكبر ولا نعلمه" يجيب آرشي.

"غوردن عليك أن تُعِد شركاً لصاحبك لنعرف إن كان يقول كل الحقيقة أم لا" يصرح غريغ.

"على العموم، لقد بدأ الملك بتطبيق ما نريد، الا أنني سأكون صادقاً معكم، أحس بأن الملك يعد خطته الخاصه به، .......، لطالما أخذت حذري منه، فهو من هؤلاء الأشخاص الذين لا تستخف بهم أبداً" يوضح آرشي.

يرن هاتف غرفة الإجتماعات، ويجيب آندرو "نعم، نعم يا آنسة ستو، ....، شكراً".

"البي بي سي يغطي خبر توقيف الصادرات إلى العراق" يقوم آندرو من مكانه ويشغل التلفزيون. يشاهد الجميع تقرير سايمون روزنثال المصور.

يسعد الجميع بالتقرير، وعلى الأخص النهاية عندما يعد سايمون المشاهدين بمتابعة الموضوع وكشف برنامج العراق العسكري الخاص بأسلحة الدمار الشامل.

"يا سادة" يحدثهم آرشي " هذه كانت نقطة الاعودة، الآن نحن ملتزمون بالكامل للمشروع".


إنتهى الجزء السابع عشر
ويتبع في الجزء القادم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home