Sunday, February 06, 2005

إغتيال (20)


الزمان: 24 يوليو 1990
المكان: 112 طريق ملفورد - منطقة بيزواتر إحدى ضواحي لندن

الأصوات تتعالى من حدة النقاش في غرفة الأجتماعات. التقارير ما زالت تصل تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والتي يمكن تفسيرها بعده طرق.

"أبَعدَ كل هذه التقارير أما زالوا يعتقدون بأن الآوان لم يحن بعد !!!، أنا لا أعرف ما الذي لم يستوعبوه؟ دعني أقرأ لك" يحدث آرشي غريغ بعد إجتماعه برئيسة الوزراء مارغريت تاتشر.

"في السادس والعشرون من الشهر الماضي، قام سعدون حمادي، عضو مجلس قيادة الثورة بزيارة الكويت لمناقشة أمور نفطية ولا يصل مع الكويتيين إلى نتيجة. وكأن العراقيين كانوا منتظرين ذلك. في الثاني من هذا الشهر، الأقمار الإصطناعية تلتقط بوضوح الحشود العراقية، ما يقارب الثلاثون ألف جندي عراقي، بالقرب من الحدود الكويتية. ثلاثون ألف جندي عراقي، يا غريغ، ثلاثون ألف.

وتبدأ المعركة السياسية التمهيدية للحرب بخطاب من وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، للشاذلي القليبي، أمين عام الجامعة العربية، يتهم فيها الكويت والإمارات بالعدوان الإقتصادي على العراق. بل ويزيد، بأن الكويتيون سرقوا النفط العراقي أثناء إنشغاله بحربه مع إيران واعتدوا بل إستولوا على أراضي عراقية. هل رأيت التكتيك الجديد يا آرشي؟ كلها أعذار لبدء الحرب.

ويستمر مسلسل الهجوم العراقي على الكويتيين، فيطالبونهم برد حقل الرميلة النفطي، ودفع ما مقداره مليارين ونصف المليار كتعويض للعراق وإلا سيلجأون لإستخدام القوة. أي صراحة أكثر من هذا.

عزيزي غريغ إن لم تسرع رئيسة الوزراء فإن الأميريكيون سيسرعون، ألم تسمع بتصريح سكرتير وزارة الدفاع الأميريكي، ديك شيني، عندما أعلن بأن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية الكويت.

بحق السماء يا غريغ، على رئيسة الوزراء إتخاذ الخطوة النهائية الآن. ليس غدا أو بعد غد، بل الآن" ينهي آرشي حديثه وينتظر جواباً من غريغ.

يطلق غريغ زفيراً كالمُرغم على أداء عمل لا يحبه.

"آرشي،.......، رئيسة الوزراء تظن بأن القيام بخطوتنا النهائية الآن سيضر بمصالحنا ومصلحة الكويتيين أيضاً.
هم لم يطلبوا المساعدة رسمياً حتى الآن، وإن طلبوها الآن فسوف يستعدون عليهم كل العرب وأنت تعلم ذلك.
رئيسة الوزراء ترى بأن الوقت غير مناسب حتى هذه اللحظة، لا أكثر ولا أقل" يشرح غريغ.

"الكويتيون لن يطلبوا المساعدة رسمياً وأنت تعلم ذلك. علينا إقناعهم بل إرغامهم على قبولها، ألم تكن هذه خطتنا من البداية؟" يرد آرشي.

"نعم، ولكن، ...، الظروف تغيرت، فالأوضاع أكثر تعقيداً الآن. لقد قلتها بنفسك يا آرشي، الملك حسين طوّر خطتنا لتناسبه، وكثيرين غيره دخلوا ضمن الخطة بمن فيهم الأميريكيين، كلٌ يريد حصته" يرد غريغ، ... وفجأة يرن هاتف غرفة الإجتماعات، ويرد آندرو،
"آه نعم يا سيدة وايت، ...... ، حسناً سأذهب بالحال"، يغلق الهاتف ويحدثهم، "علي الذهاب للخارجية في الحال، أمر مستعجل" يتركهم وحيدين.

وبعد خروج آندرو.

"حمداً لله، في الوقت المناسب" يقول غريغ.
"ماذا؟ !!! ماذا تقصد؟" يسأله آرشي.
"لقد طلبت من الخارجية الإتصال بآندرو وطلبه للذهاب هناك على وجه السرعه ليخلى لنا الجو. لقد صدقت الرئيسة عندما قالت إن ما سأقوله لك بحضور آندرو لن ينطلي عليك.

إسمع يا آرشي، لقد بدأ هذا المشروع عندما كانت الظروف مواتية للرئيسة. أما الآن فقد خرجت المتاعب من صوب وحدب. وعلى الأخص ما يفعله مايكل هازلتين بتحديها لرئاسة الحزب والإطاحة بها. علاوة على المشاريع الإستثمارية الداخلية والخصخصة.

والآن، ... هل أنت مستعد لهذا، ... ، لقد دخل الأميريكيون على الخط، ولا تسألني كيف، ربما بطلب من السعوديين،أو بطلب منها شخصياً وخصوصاً بعد لقائي بها وشرح وجهة نظرك بخصوص حرب العراق الشاملة على الكويتيين. أعتقد أنها قد وصلت لقناعة بأنها ومع مشاكلها الحالية لن تستطيع التركيز على المشروع ومشاكلهوفي النهاية سيكون من الصعب علينا حماية الكويتيين دون مساندة أميريكية، هذا رأيي، ولكني أعتقد بأنه الأرجح".

سكوت بعض الشيء، ويكمل غريغ،

"حقيقةً لا أعلم كيف حدث هذا، ولكنهم معنا أو بالأحرى نحن معهم الآن. لقد إستلموا زمام الأمور وهم سيديرون المشروع من الآن وصاعداً. لقد عبّرت رئيسة الوزراء عن أسفها الشديد لذلك، ....، وأنا أيضاً آسف يا آرشي" يشرح غريغ.

يطغي السكون لفتره من الزمن. آرشي وغريغ صامتان. وأخيراً، يخرج آرشي من الغرفة دون أي كلمة.

إنتهى الجزءالعشرون
ويتبع في الجزء القادم

1 Comments:

Blogger Anti_Reason said...

I remember that day when the news of the Iraqi pileup along the borders first became known. I wasn’t in the country, and even if I were it would have been difficult to know what was happening for sure when the official media referred to the incident as “merely summer clouds between the two neighborly brotherly peaceful nations”.

Now in those days communications were not as efficient as today – it basically meant placing a call to Kuwait, only to be told nothing was wrong and everything was OK! So, I dropped by a friend’s house, and he fetched a short wave radio, which we used to track Radio Kuwait. What came out? I don’t know how many of you remembers: “Sabah el-Khair” (“Good Morning”), which was introduced by Asma’a Dabbous . The opening of the program featured that wacky and funny music composed by Ennio Morricone for the film “My Name is Nobody”.

So, we laughed and thought: “oh, its nothing – as long as they’re playing music back home, the situation must be OK!”

One week later, all that changed …

6:31 PM  

Post a Comment

<< Home