Saturday, October 01, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء السابع عشر



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية


في غرفة المتدربين

"هل إنتهينا من العمل اليوم؟" تسأل إندرا بينما تخلع ثياب العمل التي كانت ترتديها فوق ملابسها

"لا أعلم. لقد سمعت السيدة زايلر تقول بأنها ستستمر معنا إلى أن نتقن العمل" يرد سامي

"يا إلهي لكم كان العمل اليوم مجهداً" تحدثه إندرا وبالفعل فإن العمل الحقلي غالباً ما يكون مجهداً

تتجه إندرا نحو المغسلة وتبدأ بغسل يديها من الأتربه التي علقت بها من جراء أخذ العينات الترابية طوال النهار

"أذاهب أنت للكافيتيريا مباشرةً؟" تلتفت لسامي وتوجه له الحديث

يجيبها بالإيجاب

"حسناً، هل لك أن تحجز لي مقعداً معك" تطلب منه

"ألن تأتي معي؟" يسألها

"أود تدخين سيجارة قبل تناول الطعام" ترد وتتناول معطفها مرة أخرى وتهم بالخروج

ينظر إليها سامي وهي تخرج من الباب الرئيسي. يراقبها وهي تشعل سيجارتها وتأخذ منها نفسا طويلاً

يقوم سامي متثاقلاً من مكانه ليعلق ثيابه قبل أن يذهب للإغتسال إستعداداً للغداء

+++++

إنتهى كيم من تناول وجبة الغداء سريعاً على غير عادته، فغالباً ما تكون إستراحة الغداء وقتاً للراحة والإستمتاع والحديث مع الزملاء

يتوجه كيم إلى مكتب إينـزيو ليسلمه بعض الأوراق، ويطرق الباب

"أدخل" يأتيه الصوت من الداخل
يفتح كيم الباب فيجد إينـزيو أمام شاشة الكمبيوتر وهو يتصفح الإنترنت، وأمامه كأسا يحتسي منه

"هل النبيذ جيد؟" يسأله كيم مبتسماً

"نعم. هل أسكب لك كأساً؟" يسأله إينـزيو

"لا شكراً، ما زال الوقت مبكراً لي. فأنا أرغب بالإحتفاظ برأسي في حالة صافية لبقية اليوم " يرد كيم

"أنت لا تعلم ما الذي يفوتك يا كيم، إنه نبيذ إيطالي جيد وليس من تلك العبوات الرخيصة التي تباع بالكافيتيريا" يحدثه إينزيو مبتسماً

"تفضل" يمد كيم يده مناولاً إينـزيو بعض الأوراق

"هل هذه هي النتائج؟" يسأله إينـزيو

"نعم، ...، وستجدها مثيرة للغاية" يرد كيم بينما يشير له إينـزيو بالجلوس

يتفحص كيم غرفة إينـزيو الصغيرة والتي تحوي العديد من الألغاز والأحاجي التي يحب إبراز مهارته بها أمام زائرييه

بينما يتصفح إينزيو الأوراق التي سلمها له كيم، يركز كيم إهتمامه بشاشه الكمبيوتر التي كانت تحتوي على صفحة لم يستطع تبيانها، فقد كانت تحتوي صورا لمناظر طبيعيه أخاذه

"هممم، ....، هذه النتائج مثيرة للغاية، قد تدل على أمر. هل إطلع أحد عليها" يسأله إينزيو والجدية بانية عليه

"فقط يولا" يرد كيم

"ينبغي أن نسأل غابرييلا لرفعه لإدارة الوكالة، ألا توافقني يا كيم؟" يسأله إينزيو

"يجب إلا نتسرع، ما زال هذا التقرير الأولي" لا يبدو كيم متحمساً للحديث بخصوص التقرير الأولي الذي قام بتسليمه للتو، فقد أخذ بمطالعه إحدى الكاتلوجات التي كانت على الطاوله أمامه. كان كاتلوجاً فاخراً جداً لسيارة الفيراري

"يا إلهي، يا للجمال. أن الصور وحدها كفيلة بأن أتجه الآن لوكيل السيارة وأطلب منه تجربة إحداها، أعتقد أن مجرد جلوسي بمقعد إحدى هذه الجميلات سيعيدني لعنفوان شبابي" يعلق كيم

"بالطبع يا عزيزي، أنت تعلم إننا معشر الإيطاليين من أكثر البشر ممن يقدرون الجمال في كل شيء، الطعام والشراب - يحتسي بعض النبيذ - كما نقدر الجمال بالعمارة، و ... السيارات، وقطعاً يجب أن لا ننسى النساء" يضحك بخبث

من يسمعه يعتقد أنه يرافق صوفيا لورين او كلوديا كارديناللي بأيامهما أو حتى الفاتنة مونيكا بلوتشي، يفكر كيم وهو يتصفح الكاتلوج

"حسناً، لنحصل على قراءات إضافية أخرى قبل إبلاغ غابرييلا، ويجب أن نقوم بمرادفة هذه النتائج مع نتائج الغاما من ميريك" يحدثه إينزيو

ينظر كيم بإعجاب إلى آخر الصور في الكاتالوج، إحدى هذه التحف الأرخص تكلفة تعادل إجمالي راتبه من الوكالة لعدة سنوات قادمة. إن حصلت على إحدى هذه المركبات الفاخرة، فسوف أضعها بغرفه النوم ولن أسمح لأحد بأن يمسها يبتسم كيم وهو يلقي بالكاتالوج جانباً

"نعم، إننا بصدد فحص عدد آخر من العينات للتأكد، وستكون جاهزة الإسبوع المقبل" يرد كيم

"حسناً إذاً، إن عملك يسير على ما يرام يا كيم، أين يولا بالمناسبة؟" يسأله إينزيو

"إنه بالكافيتيريا مع الزملاء الجدد، إنهم متعبون بعد قضائهم يوماً مرهقاً بالتدرب على أخذ العينات" يرد كيم
"آه حسناً، سأقابله لاحقاً لأخذ جدول المتابعة في التدريب الخاص بهم. ينبغي لي الإستعداد، ...، شكرا ياكيم" يرد إينزيو

يخرج كيم ويعاود إينزيو تصفح الإنترنت. يا لها من إقطاعية جميلة. إن لم أحصل عليها، فعلى الأقل واحدة مشابهة وبنفس المكان. لا مكان يضاهي تسكاني، يحدث نفسه


إنتهى الجزء السابع عشر
ويتبع في الجزء القادم



0 Comments:

Post a Comment

<< Home