Wednesday, October 26, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثالث والعشرون



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



في ملهى سولاريس الليلي بمدينة موسكو

فتيات الإستعراض بدأن بتأدية فقرتهم الراقصة على مسرح النادي الذي كان المكان مكتظاً. إلا أن مجمعة من الحاضرين في القاعة المخصصة لكبار الزوار كانوا مهتمين بأعمالهم الخاصة وهذا النادي أشبه بأندية الملاهي الكوبية أيام حكم باتيستا

"وماذا عن حصيلة هذا الشهر من تسويق العملات؟" يسأل الرجل الجالس على صدر المنضدة بعد أن وضع السيجار الضخم من فمه وإستبدله بقدح الفودكا

"هذا ملخص لحصيلة أرباح الشهر الفائت يا سيدي. يناوله بوبوف ملفاً يحتوي على مجموعة من الأوراق تشكل تقريراً لا يختلف بمظهره عن أية معاملة لإدارة الأعمال

يتفحص الرجل البيانات بدقة قبل أن يهز رأسه بالموافقة على دقة ما سلم إليه

"حسنا!" يتناول السيجار مرة أخرى، "كانت هذه أخر مجموعة من البيانات التي إطلع عليها هذه الليلة" كعادته في متابعة إدارة الملخصات الخاصة بسير العمل، فهو يطلب من مرافقيه التوجه لحانة الملهى و يتركوه مع بوبوف و حارسه الخاص لوحدهم، بينما ينتشر باقي أفراد الحماية الشخصية داخل أركان الملهى و أعينهم لا تترك أية تصرف من أي كان دون ملاحظة. وكما جرت العادة فإن بوبوف يزوده بالبيانات المتعلقة بعمليات المنظمة المختلفة كالتهريب وعمليات الإتجار بالمواد المخدرة و البغاء المنظم، بالإضافة للعمليات الأخرى كغسيل الأموال أوعمليات تسويق العملة كما يحلوا لهم تسميتها

"العمليات في إزدهار ياسيدي وأتوقع بأن أرباحنا لهذا العام ستكون الأكبر في تاريخ المنظمة" يحدثه بوبوف بإحترام شديد

يهز رئيسه رأسه ويطلق الدخان من سيجاره الضخم، "وماذا عن العملية في فيينا؟" يبادره بالسؤال

"العملية تسير على ما يرام هناك، و أيضا في الأماكن الأخرى المتعلقة بالخطة. و قريبا ستصل العملية لذروتها حسب ما أتفق عليه" يرد بوبوف

"جيد جداً! فأرباحنا الصافية من هذه العملية تعادل شطراً كبيراً مما نجنيه من أعمالنا المختلفة حول العالم، حتى بعد أن ندفع بسخاء لعملائنا المختلفين وممن جندوهم من أجل تحقيق النجاح للعملية" يتناول بعض الشراب من قدحه ثم يضيف ضاحكا، "والفضل في هذا كله لأصدقائنا في الغرب و جهودهم التي أدت إلى إنهاء الحرب الباردة، الأمر الذي خلف النخبة من عملاء الإستخبارات والإسبتزنا دون عمل يذكر من طرفنا وأطراف من دولهم. ألا تعشق النظام التجاري الحر يا بوبوف؟" يسأله والضحك مستمر

لو كنا لا نزال نعيش تحت النظام الشيوعي، لكنت وإياك نقف بالطوابير لساعات من أجل أن نحصل على المحارم الورقية، يفكر بوبوف مع نفسه

"قل لي، متى سنحصل على الدفعة القادمة من أتعابنا مقابل العملية؟" يسأله رئيسه

"سأسافر الأسبوع القادم لمقابلة طرف العلاقة و التفاهم معه بشأن هذا الموضوع. لا أعتقد أن هناك أية مشاكل بهذا الخصوص، فالعملية قد شارفت على النهاية وقد أدينا المهمة حسب ما طلب منا، و ليس من مصلحتهم التأخر بالدفع والإخلال بما اتفقنا عليه" يرد بوبوف

"حسنا، الجناح الخاص بعملياتنا ببرج العرب في دبي سيكون جاهزاً له الإسبوع القادم، مع كل ما يتطلبه هو من وسائل ترفيهية! والآن، أطلب من باقي الأصدقاء وعلى الأخص الفتيات معاودة مجالستنا . سأبقى معكم قليلا قبل أن أنصرف مع أنستازيا، و كالعادة لكم أن تقضوا ما شئتم من الوقت هنا حتى الصباح" يحدثه


+++++

وفي الأثناء، في مكان آخر في فيينا

"ماذا لديك للمقايضة من أجل كلمات السر هذه؟" يأتيه السؤال عبر برنامج المحادثة

يقوم بتمزيق الأوراق من حول إصبع الشوكولاته و تناول قضمة كبيرة منها يزدردها بسرعة، ثم يبلل أطراف أصابعه بلسانه ويمسح بقايا الكراميل حول فمه قبل أن يلعقها بنهامة، ويتجرع بعض من مشروب الكولا قبل أن يبدأ بالطباعة

"ما رأيك بمجمعة لصور فتاة عدد يونيو من النسخة البرازيلية لمجلة الفتى اللعوب؟ إنها فاتنة جداً وصورها لن تكون متوفرة عبر الإنترنت قبل شهر مايو" يأتيه الرد سريعاً

"لا بد أنك تمزح! أنت تطلب كلمات السر لشركة برامج كبرى كالتي أعرضها عليك مقابل مجموعة من الصور؟ و لكن إسمع، سأرسل لك ما تريد مقابل كلمة السر التي إستخدمتها للدخول إلى كمبيوتر المجلة حيث وجدت الصور" يرد

يتناول سوميرييه البدين القضمة الأخيرة من إصبع الشوكولاته قبل أن يجيبه بالطباعة على لوحة المفاتيح

"لك ما أردت، وكالعادة فإن ما نتبادله معا لا نشرك به أحد سوانا يا صديقي" يحدثه

"لا داعي لتذكيري بأخلاقيات الهاكرز يا صاحبي. والأن سأرسل لك الملف الرقمي الذي يحتوي على بيانات الدخول" يقوم سوميرييه بتوجيه ملفاً مشابهاً يحتوي على ما وعد به زميله على الطرف الآخر من برنامج المحادثة

الوقت متأخر الآن، ولكنه سيقضي بعض الوقت في محاولة للدخول إلى دائرة بيانات شركة البرمجيات التي حصل عليها للتو. كالعادة يتوجب عليه إتباع أساليب ملتوية للتسرب من خلال مواقع أخري تم إختراقها كي يتعذر على الطرف الآخر تتبع خطواته

شقة سوميرييه صغيرة ضيقة يسكنها بمفرده ولا تحتوي إلا على الأثاث الرث البسيط. إلا أنه لا يبخل بتوفير الأفضل من أجهزة الكمبيوتر المتراصة على الطاولات المساندة للحوائط الثلاثة بغرفة المعيشة

يوجه إهتمامه للجهاز الذي خصصه لمتابعة العمليات في شبكات مختبرات الوكالة. في هذا الوقت المتأخر لا توجد أنشطة تذكر هناك، إلا أن طبعه الفضولي دائما يدفعه لمعرفة من إستخدم إمكانيات الشبكة هذا المساء. يتذكر أنه قد صرف اليوم عنوانين للبريد الإليكتروني لزميلين جدد إنضما لمختبرات الوكالة

هل بدأ أي منهما بإستخدام بريده الإلكتروني؟ يتسائل مع نفسه قبل أن يتحقق في التدقيق في محتويات حساباتهم الرقمية. يتذكر الإثنين معاً، أولهم رجل من إحدى البلاد العربية يبدوا أنه أخرق. أما الثانية فهي تلك الشقراء الجميلة. يتلذذ سوميرييه و هو يتصور إندرا في مخيلته

هذه الفتاة أخطأت الميدان، فقد كان الأجدر بها أن تكون من فتيات مجلة الفتى اللعوب، يحدث نفسه قبل أن يمد يده لتناول إصبعا آخر من الشوكولاته

"والآن لنرى، ما تم إنجازه على شبكة مختبرات الوكالة" يحدث سومرييه نفسه بصوت مسموع بينما تلعب أصابعه الدبقة على لوحة المفاتيح


إنتهى الجزء الثالث والعشرون
ويتبع في الجزء القادم

3 Comments:

Blogger q80_demon said...

هههههه! حلوه مجلة الفتى اللعوب، لا و النسخه البرازيليه بعد! بس الحقيقة لاعت كبدي من وصف سومريه :-((
بس واللييين، شكلهم المافيا الروس داشيين بالموضوع! على قولة عادل إمام : "دي العملية وسعت أوي بأه"! عاد هذول ما يغشمرون ويمكن راس حصان بالسرير شويه عليهم :-/

8:34 PM  
Blogger forzaq8 said...

ههه شكله اخرق

كل الاجانب يظنونه هكذا
مادرى ليش

12:14 AM  
Blogger esetch said...

demon

المصيبة في المافيا الروسية إنهم في يوم من الأيام كانوا ( اغلبهم) من الجنود النظاميين

يعني محترفين مو بتوع شوارع


forza

هئ هئ هئ

يمكن لأنه فعلاً أخرق

8:29 AM  

Post a Comment

<< Home