Sunday, October 23, 2005

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الثاني والعشرون



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية



"آلو" يجيب سامي

"مرحباً سامي، أنا إندرا" تحييه وقد تعرف عليها سامي من صوتها

"مرحباً إندرا، كيف حالك؟ هل كل شيء على ما يرام؟" يسألها وقد إستغرب من مكالمتها

"أنا آسفة، أرجو ألا أكون قد إتصلت في وقت غير ملائم؟" يستشعر سامي نبرة الإحراج من صوتها

"كلا ألبته. أنا الآن أتريض في شوارع المدينة" يرد عليها

" كنت أفكر بأحجية السيد إينزيو، هل وجدت الحل يا ترى؟" تسأله

"كلا فأنا لم أفكر بالأحجية حتى الآن. تبدين متحمسة للحل" يرد سامي

" في الحقيقة كنت أحاول حلها إلا أنني قد وصلت لطريق مسدود وضقت ذرعاً بالأحجية" تضحك

يحس سامي بأن الأحجية ليست السبب الحقيقي لإتصالها به، "على الرغم من البرودة، فالجو جميل للغاية في الخارج، ولقد مررت بعدة أماكن مشوقة في المدينة، لكم كنت أتمنى أن تكوني معي" يحاول إستدراجها

"نعم، وأنا أتمنى ذلك" ترد عليه

ويتابع سامي محادثتها

+++++

وفي الأثناء

يرشف رشفة من كأس الجعة البافارية الباردة بينما الأضواء تخفت ويتم تسليط الضوء الكاشف القوي على المسرح. تبدأ الموسيقى بالصدح بموسيقى رعاة البقر أشبه ما تكون بموسيقى مسلسل بونانزا التلفزيوني

يلتفت الجميع ويعلو التصفيق والتصفير بينما تدخل الفتاتان بلباس رعاة البقر أحمر اللون وقبعة رعاة حمراء، وكل منهما يمسك بمسدسين فضيين مقلدين وتطلقان النار في تقليد للغرب الأميريكي الموحش

تبدأ الفتاتان باللعب مع الجمهور الذي بدأ حماسه بالإرتفاع وتستمران بخلع قطع الملابس القطعة تلو الأخرى بطريقة تمثيلية مثيرة تثيران بها حماس جمهور الصالة

"لقد كنت أحسبك من محبي هذا الفاصل يا صديقي" يحدثة الساقي من خلف البار

"صحيح ولكن يبدو لي بأن هذه الليلة، الجمهور المتحمس أحب الفاصل و ... والفتاتان أكثر" يرد عليه بعد أن ألقى نظرة سريعة على المسرح بينما يرشف من كأس الجعة

"ما بك؟ يبدو لي بأنك لست على عادتك اليومية؟" يسأله الساقي

"لا، لا شيء ولكني منتظر صديق" يرد عليه

"صديقك المعتاد؟" يسأله الساقي، وكم تمنى أنه لم يسأل بعد أن رمقه برمقه مرعبة كمن يقول له لا تتدخل فيما لا يعنيك

لقد تعود على طباعه، وكان عليه ألا يسأل. فهو كتوم وخصوصاً في الشهرين الأخيرين عندما بدأ بقابلة ذلك الشخص المخيف. يا ترى ما الأمر الذي يجمعهما؟ هل هما مثليان. لا، لا يمكن للمثليان أن يلتقيا بمكان كهذا، فالأندية الخاصة بهم منتشرة. لا شأن لي بذلك على أي حال، علي إلا أخسر زبائني وخصوصاً من على شاكلته، الزبون الدائم والسخي

يرن الهاتف بالقرب من الساقي

"نادي كازانوفا للتعري" يرد الساقي، "حسناً" يكمل

وبعد لحظات، "إنه لك" يناوله الساقي الهاتف

"أنا بانتظارك الآن على الطاولة المعتادة، وكفاك ثرثرة مع الساقي" يأتيه الصوت من الهاتف

يتقدم بخطوات بطيئة نحو الرجل الجالس على الطاولة المعزولة. أو يعتقد بأنه بهذا يعزل نفسه؟ يتساءل لنفسه، ألا يظن بأنه يجلب الأنظار نحوه. ولكن لا، فهو شخص محترف. المكان المختار يكشف الصالة برمتها فهو بذلك يستطيع كشف الأخطار بسابق إنذار ولن تكون هناك مفاجآت غير مستساغة

"لقد تأخرت الليلة" يسأل الشخص الذي لا يجيبه

"هيا إجلس لدينا عمل لننهيه" يحدثه بصيغة الأمر فيمتثل بينما يفرك رأسه الخالية من الشعر

"أنت متسرع هذه الليلة، ألا تعجبك الفتاتان؟" يسأل الضيف و هو يشير للمنصة

"لست من المغرمين بالسيليكون" يرد عليه، "نعم، إنها ضحية جراح رخيص، فآثار العملية التجميلية واضحة" يشرح

يمد الرجل يده إلى جيب معطفه ليخرج نسخة هذه الليلة من صحيفة الكوريور ويلقيها على الطاولة ، يتناول ويفتحها ليجد بوسطها المغلفات المعتاده ذات الألوان المتعددة، كل منها يخص شخص. يضع الصحيفة ومحتوياتها في جيب معطفه

"هناك في الحقيقة موضوع أود أن أحدثك عنه. فواحد منهم قد لمح لي مرة أخرى بشأن المبلغ الذي يتقاضاه. إنه يطلب المزيد" يحدثه

"أي منهم؟" يجيبه الضيف بجفاف وهو يحرك ناظريه للمسرح

"الأحمر" يقولها بسرعة وهو يفرك رأسه

"له الحق أن يطلب، وأنا لي الحق في أن أرفض. إن هذه المسألة مفروغ منها" يرد عليه دون تباطؤ

"وماذا عن تهديده السابق بأنه سيفضح العملية إن لم نستجب لطلبه ..." يقاطعه بفضاضة

"ومن هو ليهدد؟ وماذا بإستطاعته أن يفعل؟؟ دع عنك هذا الهراء يا صديقي. إن حاول هو أو غيره أن يعرض عمليتنا لأية صعاب، فأنا مستعد للرد عليه شخصياً وبفصاحتي المعهودة. إنتبه فقط لمهمتك ولا تعره هو أو غيره أي شأن. والآن دعني لأركز، فإن جينا على وشك أن تبدأ فقرتها" يحدثه الصيف بثقة

تعتلي المنصة فتاة ترتدي زياً أوروبياً تقليدياً مع بداية الموسيقى

"إنها صغيرة وجميلة، و على الرغم من صغر، ....، مؤهلاتها، فهما طبيعيان يا صديقي!" يختم الضيف كلامه بينما يرتشف كأس الفودكا برشفة واحدة


إنتهى الجزء الثاني والعشرون
ويتبع في الجزء القادم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home