رواية فسيفساء – الجزء السادس

الزمان : الأثنين – 11 / يناير / 2005 – الساعة الحادية عشر مساءاً

المكان : شقة بومريوم الخاصة

يحدق بومريوم بشاشة الحاسب الآلي باندهاش وحيرة. يطول سكوته. كيت تنتظره ولا تريد قطع حبل أفكاره ولكنها لم تستطع

"تي جيه، ما هذا بحق الجحيم" تسأله كيت وهي غير مدركه لما تراه

لقد طرأت الفكرة لبومريوم بعد رؤيته للتصميم.

التصميم يحتوي على تداخلات للغة العربية بخط كوفي قديم، وفي الجهة الأخري، الأبجدية الإنجليزية تمثل لغة الإتش تي إم إل. وهي لغة برمجة مواقع وصفحات الإنترنت. ولقد تبين له بعد تذكر أفكاره وهو يعمل على التصميم وبعض التدقيق أيضاً، بأنه قد وضع عدة عناوين لمواقع وهمية عشوائياً. فخطرت له فكرة، على الرغم من بساطتها أو سخافتها، إلا أنها قد تكون واقعية، بأن المطلوبين قد يكونوا إستغلوا تصميمه والعناوين العشوائية فيه ليكون المرجع لهم على الإنترنت. وبهذا يكون الكتيب مرجع للمواقع فلا داعي لحفظ العناوين. وبهذا يسهل الأمر على غير المتمرسين.

إلا أن ما يراه الآن يبدو غريباً. لا يوجد كلمات أو أحرف بل أرقام ولا شيء .

يحاول بومريوم بموقع آخر من التصميم. يزداد إندهاشه، فهذا الموقع يحتوي على أحرف وأرقام إلا أنها غير مفهومه ولا تعني شيئاً. ولكن شيئاً فشيئاً، تختفي حيرته، فقد عرف الآن المغزى.

بدون أي شك، إنها شيفرة لزوار الموقع العارفين بالسر.

ولكن أي نوع من الشيفرات وماذا تعني. تعود حيرة بومريوم مرة أخرى.

"تي جيه، هللا كلمتني. ...، ما هذا الذي على الشاشة" تسأله ورغبة المعرفة تشتعل بصدرها

"آسف يا عزيزتي. لقد إستحوذ علي الإندهاش. إنه نوع ما من الشيفرات" يرد بومريوم، ويشرح لها الأمر ببعض الإطالة

"هل ستتصل بالمقدم خالد؟" تسأله كيت

"ليس قبل أن أتأكد من الأمر" يرد ، "لكني سأحتاج لمساعده من الأصدقاء لذلك"

"ومن هم" تسأله، "أأعرفهم"

"لا ، ولا حتى أنا أعرفهم شخصياً"

تحدق به كيت والإستغراب باد عليها، يبتسم بومريوم ويقول لها "دعيني أشرح لك"

يبدأ بومريوم بشرح عالم المدونات لكيت، وكيف بدأ بتكوين أصدقاء لم يرهم ولن يراهم على الأرجح

"لكن الأمر سيكون دقيقاً، فلا أريد أن أكشف الأمر للكثير من المدونين. لذا سأستخدم البريد الإلكتروني لمراسلتهم من هم ببالي أولاً، وبعد حصولي على موافقتهم للمساعدة، سنبدأ باستخدام إحدى أنظمة المحادثة لتبادل الحوار والأفكار" يحدثها بومريوم، "فلأبدأ بالحال"

يبدأ بومريوم بتجميع أفكاره ويختصر القصة لهم طالبا منهم المساعدة في نفس الوقت وسرعة الرد لخطورة الوضع. موضحا بنفس اللحظة طرق الإتصال وساعاتها الأساسية

"الوقت يسرقنا، آمل بأن الجميع يقرؤون بريدهم الإلكتروني بانتظام وبالأخص بهذا الوقت" يحدث كيت

"لا تشغل تفكيرك يا عزيزي، هيا لنعد قهوة طازجة معاً" تطلب منه. إنها تعرفه الآن جيداً، لا يرد أي دعوة لإحتساء القهوة

إنتهى الجزء السادس

ويتبع في الجزء القادم