رواية فسيفساء – الجزء الخامس

الزمان : الأثنين – 11 / يناير / 2005 – الساعة السادسة مساءاً
المكان : شقة بومريوم الخاصة

"لم لا نأخذ كرايمر وندور في شوارع الكويت" تطلب منه كيت
يمتلك بومريوم سيارة دودج شارجر كلاسيكية موديل 1968 يسميها كرايمر تيمنا بالشخصية التلفزيونية المفضلة لديه، كرايمر، في المسلسل الأميريكي ساينفيلد

"لا لدي فكرة أفضل. هل جربت القهوة الأريتيرية؟" يسالها بومريوم
" القهوة الأريتيرية؟ وما ذاك؟" تسأله

"سوف تحبينها. قهوة ذو طقوس جميلة ومثيرة" يرد بومريوم. في الأيام وبينما هي تتعرف عليه، تعلمت كيت بأن بومريوم مغرم بشرب القهوة ويأخذ شربها على محمل الجد.

يتصل بومريوم برقم. "آلو، أبوعبيدة، كيف الحال" يحدث بومريوم الطرف الآخر. يتبادلان الحديث لبعض الوقت

"بوعبيدة، بودي أن أشرب القهوة عندك" يطلب بومريوم
"يا أهلا وسهلا" يأتية الجواب
"ولكن معي ضيوف"
"كل ما زاد الأحباب، كل ما الحزن خاب. ضيوفك هم ضيوفنا" يرد بوعبيدة، مدرس الكهرباء بأحدى المدارس المتوسطة بالكويت

في المساء ينطلق بومريوم بصحبة كيت إلى الفروانية، لمنزل بوعبيدة

قهوة مثيرة وثقيلة جداً. لم تتعود كيت على مذاق مماثل من قبل. تسمى الجبنة كما سمعتها. تعد بإناء من فخار وبعد شربها يضاف الماء الساخن لنفس الإناء. يتم شرب نفس القهوة ثلاث مرات. تلك هي الطقوس.

يا إلهي، تقول كيت لنفسها، جئت لزيارة أختي، فإذا بي أتعرف على شاب رائع أخذ يجول بي في عوالم لم أحلم يوماً بأني سأكتشفها. آه طبعاً لا يجب أن أنسى أمن الدولة والإرهاب.

في طريق العودة، يخيم السكون عليهما وهما يتجولان بهدوء في شوارع الكويت. لا أحد يتحدث للآخر. يبدو بأنه مشغول الفكر بأمر ما. لا بد أنه متعلق بالزيارة المفاجئة لأمن الدولة.

"تي جيه" تقطع حبل تفكيره
"نعم"
"بماذا تفكر؟" تسأله
"بأمر اليوم" يجيبها
"ألم تقل بأن الأمر لا يعنيك"
"لا ليس الأمر كذلك، ما أثارني هو كتيب المعرض وسبب تواجده مع ذاك المطلوب. إنه أمر محير، بل هو مثير للإهتمام"

"آسفه لم أفهم ما تعنيه" ترد كيت
"ما سبب طي حافة تلك الصفحة؟ ما أهميتها؟ بل هل تلك الصفحة ذات أهمية في أول الأمر؟ هل الأمر متعلق بالتصميم؟ كل هذه الأسئلة تجول بخاطري ولا أعرف الإجابة. أكره أن أكون عاجزاً هكذا"

"إنك تفكر بالموضوع كثيراً. ....، لا أستطيع لومك، ...، لا أريد أن أكون مكانك" ترد كيت بتعاطف

"عزيزتي، هللا جلبتي نسخة من الكتيب من الخلف" يطلب منها. يتصفح الكتيب حتى يصل للصفحة المطلوبة.

"عليك أن تكون حذرا. لا يجب القيادة وأنت تقرأ" تطلب منه ركن السيارة على الخط السريع، فيفعل

يمعن النظر بالتصميم، لا شيء. لا يوجد شيء. إنه تصميم إعتيادي، على الرغم من جماله، برأيه، إلا أنه ليس مميزاً. ليس إلى حد أن يثير إهتمام المطلوبين أمنياً. ويركز اكثر

"يا عزيزي، دعك من الأمر. أنت فعلا تفكر بالأمر كثيراً" تحدثه كيت

وفجأة يتفتح أمامه أفق آخر. "يا إلهي، أمعقول أن يكون الأمر بهذه البساطة؟ لا مستحيل" يتحدث بصوت مرتفع

"تي جيه، ما الأمر" تسأله

" لقد طرأ شيء ببالي، علينا العودة للمنزل بأقصى سرعة" يرد بومريوم


إنتهى الجزء الخامس
ويتبع في الجزء القادم