رواية فاصلة منقطة – الجزء الثاني
الزمان : الثلاثاء – 2 / يوليو / 1996 – الساعة الواحدة صباحاً بعد منتصف الليل
المكان : غرفة في منزل في مكان ما بالكويت
دخان السجائر ورائحتها يملآن الغرفة ، بالكاد يستطيع أي شخص فتح عينيه ، وخصوصا مع الظلام فيما عدا الضوء الصادر من الشاشات الذي ينعكس على الدخان المحلق، بل المعلق في الهواء والذي يعطي شعور بالرومانسية. هو لا يهتم بذلك بل هو معتاد على هذا الوضع. رومانسيته هي مع الحاسبات التي يمتلكها والكلمات التي تعرض على الشاشات والتي لا يفهمها إلا القليل وكأنها كلمات من حبيب يهمسها في أذنية.
"أوكي، عدينا من المرحلة الأولى" يحدث نفسه كعادته. لطالما كان إنطوائياً لا يحب الإختلاط مع الغير. ولكنها إزدادت مع تعلقه بهذا الجهاز العجيب الذي يسمى بالحاسب الشخصي. إنها معشوقته الأبدية. بل هن عشيقاته يغيرهن حسب المزاج. لكل جهاز إسم أنثوي، ولطالما تحدث أليهن بشاعرية قلما توجد. "الحين لابد أن نسوي عدد من أكاونت اليوزرز". سيحاول خلق حسابات لمستخدمين وهميين. "إذا طاحوا على واحد يكون عندنا بديل ، مو جذي دلول" محادثا جهازه المسمى دلال.
"بس كم أكاونت نسوي؟" يسأل ويبحث عن حجر النرد الأحمر الذي عادة لا يفارقه.
يرمي الحجر فيستقر على الرقم خمسة. يحرك كتفيه ويثني شفتيه لا مبالياً "خمسه، .. خمسه".
يبدأ أولاً بتغيير موقعه على الحاسب إلى المضيف، موقع كلمات السر، سلاش إتسي سلاش باسوورد. بعد الأنتهاء من خلق الحسابات، يضيف كلمات السر للحسابات في سلاش إتسي سلاش شادوو، آه كلمته المفضلة. هو يعرف نظام المضيف الذي إخترقه. إنه نظام يونكس-لاينكس. هذا النظام بدأ يشتهر في الآونه الأخيرة. إنه من غير ثمن. يستطيع أي شخص من تنزيله من الإنترنت وتحميله بسهولة. يحتوي على عدة أدلة أو دايركتوريز ولكن أشهرها دليل الإي تي سي ، أو كما هو مشهور بين مستخدمي بل مدمني إستخدام النظام ومحبيه، إتسي، الذي عادة ما يحتوي على البرامج الأمرية المهمة.
يكمل العمل الذي يأخذ منه الكثير من الوقت، فَيَصِل إلى تغيير حالة بعض الملفات من رييد أونلي، أي القراءة فقط، إلى رييد رايت آند إكسيكيوت، إلى القراءة والكتابة والتنفيذ مستخدما أمر الشينج مود وبهذا يكون قد بسط سيطرته الكلية على هذه الملفات.
يبدأ بالتجوال بين أدلة الجهاز المضيف مندهشاً من قلة الإحترازات الأمنية للجهاز وللشبكة بشكل عام.
"منهو قاعد يدير هالجهاز وهالمكان؟" يصرخ مستغربا سهولة إختراقه والتجوال فيه، "باباي ، ولا ميكي ماوس؟ ... والله باباي أحسن منهم".
يبدأ في خلق ملفات البروفايل للحسابات ويضع فيها الأوامر الضرورية كي لا يعيد طباعتها وتنفيذها كل مره يعود فيها.
يغير يعض التفاصيل الصغيرة في الملف لينكس آرسي دوت تكست فيخلق لنفسه بووكمارك لحفظ عناوين الإنترنت التي سيزورها عبر الجهاز وكذلك يضيف البريد الإلكتروني المزيف الخاص به، ليبعث لنفسه المعلومات التي قد يحتاجها دون أن ينكشف.
وأخيراً يغيير الملف دوت لوغ آوت ويضع بعض أوامر الإلغاء لتمسح الملفات المؤقته التي يخلقها النظام بعد دخوله الغير شرعي.
وأخيراً ينتهي " إنتو في البداية كسرتوا خاطري ولكن ألحين ، من كثر ماني معصب، آنه راح أبهدلكم، إنتو ما تستاهلون الرحمة، راح ألعب فيكم لعب وآنه مغمض".
ويكمل بالإنجليزية "يس آ يام أ كريمينال ، ماي كرايم إز كيورياسيتي .... آيام أ هاكر آند ذس إز ماي مانيفستو، يو ماي ستوب ذس إنديفيدجوال، بات يو كانوت ستوب أص آوول، أفتر آوول ويآر آوول أ لايك" يسرد الفقرات الأخيرة من بيان الهاكرز الشهير.
إنتهى الجزء الثاني
ويتبع في الجزء القادم
1 Comments:
S H
وصف عجيب...رجعنى ايام الانترنت الاولى...
..الكيبورد المليان بقع قهوه و حروق زقاير...اليونكس...
ايام ممتعه
Post a Comment
<< Home