Sunday, February 13, 2005

رواية فاصلة منقطة – الجزء الأول



الزمان : الأربعاء – 10 / أبريل / 1996 – الساعة التاسعة صباحاً
المكان : قاعة الإجتماعات – مبنى المالية – الهيئة العامة للأبحاث والدراسات العلمية

"إللي تطلبونه هذا غير واقعي موليَه ، وما راح يكون ضمن الخطة المالية للسنه اليايه" يحدثهم سليمان فهد ، أبو بشار ، مدير إدارة المالية، في بداية اللقاء مازحاً .

عادةً ما تكون إجتماعات الميزانية على قدر كبير من الأهمية ، فمن خلالها تحدد ميزانية الوحدات التنظيمية في أي مؤسسة للسنة المالية القادمة . وعلية تبذل الإدارات المعنية كل ما بوسعها للخروج بأكبر قدر من الأموال المرصود كي لا تحبس في الزوايا الضيقة بسبب عدم وجود الميزانية الكافية قبل إنتهاء السنة المالية .
لذا غالبا ما يترأس وفد الوحدة التنظيمية أعلى شخص درجة ومكانة في السلم الوظيفي ، أي مدير الإدارة .

"أوكي صلاح "يخاطبه أحمد خلف ، أبو طلال، مدير إدارة نظم المعلومات ، " ليش ما تشرح لنا المتطلبات وبعدين نشوف إذا الأخوان والخوات عندهم أي إستفسار" .

يبدأ صلاح بالشرح ببطىء في محاولة لتبسيط الأمور التقنية قدر الإمكان حسب الأتفاق المسبق مع رؤسائه. " إحنا كنا من أوائل المؤسسات على مستوى الدولة إللي ربطت واستخدمت الأنترنت . ومثل ما تعرفون يا جماعه ، الأنترنت إبتدا عندنا بالكويت أواخر سنة 1993 .إحنا شبكنا في أول فبراير 1994 ، بعد أشهر قليلة.

الزيادة في الميزانية لبند الأنترنت مرتبطة بزيادة الباندويدث ، بمعنى زيادة السرعة .
وهذي الزيادة لها أسباب منها إزدياد أعداد المستخدمين واللي بلغ حوالي 733 مستخدم وكذلك لإرتباطنا مع مؤسسات علمية خارج الكويت ببروتوكولات تعاون وتبادل المعلومات إللي قاعدين ننجزها بواسطة الإنترنت . وطبعا هالمؤسسات العلمية تتوقع التبادل بواسطة سرعات عالية ولابد إنّا نوفرها. هذا غير إرتباطنا كمؤسسة بقواعد للمعلومات دولية في أوروبا وأمريكا إللي بدورها ينطبق عليها ما ذكرته توَّه .

وطبعا مع الشبك بالإنترنت ، إطلعت لنا مشاكل إحنا نحل إللي نقدر عليه ولكن إحنا خايفين من الياي بصراحه . بالسابق شبكة الحاسب الآلي كانت معزوله عن العالم الخارجي ولكن مع الإنترنت ، صرنا جزء من هالعالم وبالتالي مشاكل هالعالم جزء من مشاكلنا مثل الفيروسات والأهم إحنا ألحين قد نكون معرضين للهاكرز و......."

"شنو الهاكرز هذا ؟ " يسأله أبو بشار مقاطعاً .

ولليه تعال فهِّم ألحين ، يفكر صلاح لنفسه في محاوله لتجميع أفكاره مجدداً. " الهاكرز أو الهاكر بالأحرى ، أُهو شخص يحاول الدخول إلى شبكات المؤسسات ، مثل شبكة الهيئة ، أي يخترقها ، بغرض سرقة معلومات أو أموال مثلاً إذا كانت المؤسسة مالية مثل البنوك. بعضهم يسوون هالشي للوناسة من غير أي هدف ، بس عشان يبينون قدراتهم وذكائهم . ولكن هناك منهم يعيشون على هالعمليات ، يطلعون من وراها فلوس ويبيعون المعلومات إللي يبوقونها .

علشان إحنا ناخذ إحتياطنا ، وطبعاً هذا محتاج لأموال ، طلبنا للسنه اليايه بعض الأجهزة والبرامج إللي راح تساعدنا من باب الإحتياط .

إحنا محتاجين لأجهزة فايروول ، وهي عبارة عن حائط صد أو ....." تتم مقاطعته .

" حائط صد ، حشى مباراة كرة قدم " يمازحه عبدالرحمن عبدالله ، أبو فهد ، رئيس قسم الميزانية بالإدارة المالية ويضحك الجميع .

عَدْ ما بقى إلا هالغثيث ، يبتسم صلاح محاولاً المجاملة ، النكات البايخة ، ما أدري أدزلة فايروس يعفسله جهازه وأخليه يبچي شوي ، يكمل "مثل ما قلت حائط صد أو بوابة أمنِيِّة رئيسية ما بين شبكتنا والإنترنت . تسمح بدخول المعلومات المصرح لها والعكس ، إللي مو مصرح له بالدخول ، يمنع ، بكل بساطه .

بالإضافة إحنا راح نحتاج لأجهزة اللُّود بالانسينغ . وهذي مهمتها توصيل أي عدد من الأجهزة على رقم إنترنت واحد ، آي بي ، والتالي هالأجهزة تتصرف كجهاز واحد ، ... ، معاي" .

يهز الجميع رؤوسهم في إشارة لعدم فهمهم مبتغاه .

"أوكي ، تخيلوا معاي جهاز سيرفر ، خادم ، للمعلومات له رقم آي بي واحد فريد من نوعه في العالم وعلى الإنترنت، مثل البطاقة المدنية بالكويت، ما كو رقمين مثل بعض .

هذا الجهاز يحتوي على معلومات كثيرة تخص المؤسسة وعليها طلب . حلو . في وقت ما هالجهاز ما راح يقدر يوفي من كثر الدوس عليه ، طيب ، المؤسسة إهني تقوم تحط جهاز سيرفر مشابه للأول يحتوي على نفس المعلومات بس الآي بي راح يختلف في هالحاله . وطبعا العملية هذي تستمر ، جهار ثالث ورابع وعاشر وهلمجرا .

علشان اللي يدور عالمعلومات لا يتذكر كل هالأرقام ، المؤسسة تقوم تاخذ رقم آي بي واحد وتحطه على جهاز اللُّود بالانسينغ . وبعدين تشبك كل الأجهزة الخادمة ، السيرفرات ، على هالجهاز . الآن أي واحد يبي المعلومات يوصل لجهاز اللُّود بالانسينغ بواسطة الآي بي الأولاني ، فيقوم الجهاز بتحويله على أي جهاز خادم ما عليه دوس وايد.

طبعاً العملية مو بس تخفيف ضغط ، لا وتساعد أمنياً ، كون طالب المعلومات ما يعرف من جهته بأي جهاز شَبَك ، رقم واحد وإلا عشر ، ما راح يعرف . إذا ما تعرف أي جهاز تخترق ، أشلون راح تخترقه .

مع كل هذا إحنا ودنا نطبق نظام البرايفيت آي بي ، أي أرقام الإنترنت الخاصة أيضاً . حالياً إحنا نملك كلاس بي كامل لأرقام الإنترنت ، ونستخدمها كما هي . هذا شي خطير يا جماعة . إحنا لابد أن نطبق آر إف سي 1918 ، أي تقرير الإنترنت الخاص بتطبيق أرقام الإنترنت الخاصه . وبالتالي أي محاولة إختراق راح تكون صعبة ، كون أن أجهزة الهيئة داخلياً راح تتغير أرقامها لما تطلع بره أو للإنترنت ، بالتالي صعب معرفة الأرقام الحقيقية . وللإختراق إنت بحاجة للأرقام الحقيقية . في الوقت الحالي إحنا هدف سهل للهاكرز .

وطبعاً مابي أذكر إن كل هالطلبات محتاجة لبنية تحتية جديدة من الكيبلات وعمالة متمرسة ، ....... " ينتهي صلاح من التوضيح .

"آمل إنكم أخذتوا فكرة ولو بسيطه عن المتطلبات ، وإذا أحد عنده إستفسار إحنا حاضرين للتوضيح زيادة" يحدثهم أبو طلال .

لا يوجد رد ، كالعادة خوفا ً من الأحراج بعدم الفهامية للموضوع .

"بو طلال" يحدثه عبدالرحمن عبدالله ، "إحنا متفهمين لإحتياجاتكم ولإحتياجات غيركم ، بس المشكلة ما تغيرت ، إهي إهي مثل كل سنه . إذا شلنا بند الرواتب والحوافز ومعاهم المصاريف التشغيلية ، ما راح يبقى عندكم غير إميه وأربع وثلاثين ألف دينار . نصهم رايح لعقد الأنترنت . النص الباقي ما راح يكفي بند العمالة إللي طالبينها . طيب إشلون ؟؟

كلام بو بشار أول الحديث ، وإن كان غشمرة ، لكنه صحيح . لازم تعيدون ترتيب أولوياتكم ".
"بو فهد" يرد عليه بوطلال ، "الإدارة العليا وعدتنا بتحويل ميزانية الإنترنت إلى بند مالي خاص هذي خدمة لكل الهيئة ، لأن مو معقول إحنا ندفع من ميزانيتنا للإنترنت وكل الهيئة تستخدمة على حسابنا ".

"يا بوطلال" يقاطعه بو فهد "هذا الكلام إلى هاللحظه ما تم تنفيذه . ما عندنا أمر رسمي لتنفيذ إللي قلته. إللي وعدك ما أفتكر راح يقدر يوفي مع أحترامي . الهيئة على الحديده وماكو ميزانية تعزيزية من وزارة المالية. أعتقد إنكم لازم تشتغلون على هالواقع ".

يستمر النقاش لإيجاد حل ولكن دون فائدة . ينفض الإجتماع بعد ساعتين ونصف من بدايته .

إنتهى الجزء الأول
ويتبع في الجزء القادم





3 Comments:

Blogger بومريوم said...

SH
بدايه حلوه:)

بانتظار الجزء الثانى

2:20 PM  
Blogger forzaq8 said...

ماشاء الله عليك
ماشاء الله عليك
ماشاء الله عليك

الصراحه ، انا مره سمعت حديث مشابه لهذا
نفس المصطلحات الاداريه و نفس المصطلحات الفنيه

انت صج تكتب هذا ام هذا حصل حقيقه و تعيد سرده؟

ماشاء الله عليك

5:46 PM  
Blogger esetch said...

Forzaq8

القصة بأساسها حقيقية ولكن طبعا زايد إشوية بهارات لزوم الدراما

9:52 AM  

Post a Comment

<< Home