Saturday, June 03, 2006

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الرابع والأربعون



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية

"يبدو أننا سنكون لوحدنا"، يبدأ يولا بالحديث وفي الأثناء يضع جانباً علبة كرتونية أنيقة بها بعض حاجياته

"وماذا عن الآخرين، ألن ينضموا لنا؟" يسأله سامي

"لا، ربما في فترات متفاوته سينضم لنا كيم وبعض الزملاء، ...، حسناً يا سامي، من اليوم سنقوم بالكشف عن النظائر المشعة عن طريق عمليات الفصل الكيميائي للعناصر المطلوبة. بعض العناصر سنقيس كمياتها بعد القيام بعملية طلاء كهربائي للعناصر على أقراص فضية، وأخرى نكشف عنها بإستخدام كاشف البيتا بعد ترسيب بلوراتها المتناهية الصغر على مرشحات دقيقة" يشرح يولا

يومئ سامي بالموافقة، ويتخيل بأن عمل إندرا سيكون مكثفا مع بول ويرب بوحدة الغاما

"سنبدأ بالكشف عن نظائر اليورانيوم في عينة ترابية، هذه النظائر نشطة بإطلاق جسيمات الألفا
أولاً، يجب علينا تسخين العينة بشدة في فرن غني بالأكسجين لتدمير المحتوى العضوي بداخل التربة. ثم نضيف للعينة بعد أن تبرد ونقيس كمية منها تعادل الخمسة غرامات ويجب تحديد وزنها بدقة كمية من محلول قياسي لنظير اليورانيوم-٢٣٢

يرد سامي والذي كان متشوقا للبدء بالعمل، "نعم، فبمعرفة نسبة القياس النهائية من مقدار اليورانيوم-٢٣٢ مع المقدار المضاف الآن من اليورانيوم-٢٣٢ يمكننا التوصل لنسب نظائر اليورانيوم الأخرى الموجودة بالعينة، ومن ثم يمكننا قياس محتوى العينة من نظائر اليورانيوم . هذا النظير مصطنع ولا يتوفر في الطبيعة لقصر مدة منتصف حياته ..." ولا يكمل

"أرى إنك قد أعددت واجبك جيداً لعملنا هذا اليوم. نعم، اليورانيوم-٢٣٢ نظير لا تزيد مدة منتصف حياته عن ٦٩ عاماً، وهذا لايقارن بأعمار نظائر اليورانيوم التي يهمنا الكشف عنها كاليورانيوم-٢٣٥ و ٢٣٨" يكمل يولا مبتسماً

"حسناً، الخطوة الأولى هي تحويل العينة من شكلها الصلب إلى محلول، وذلك يتم عن طريق إذابة العينة بمحلول حمضي قوي، لذلك علينا أن نكون مستعدين بإتداء القفازات والنظارات طوال القيام بالعمل المخبري" ويخرج قفازين والنظارات من العلبة التي جلبها ويلبسهما بينما الإستغراب يبدو بعض الشيء على سامي

"لا أحب أحداً أن يستخدم قفازاتي أو نظاراتي" يبتسم يولا ويبادره سامي بالإبتسامه وهو يعرف ما يعني

"سنبدأ بحمض الهيدروكلوريك أولاً لخلق كلوريدات من محتويات التربة. نمزج الحمض مع العينة داخل عبوات من التيفلون ونحكم إغلاقها قبل أن نضع العبوات داخل فرن الميكروويف المخصص لهذا الغرض ونسخن المزيج لمدة ١٥ دقيقة. بعد ذلك ندع العبوات تبرد قبل أن نضيف للمزيج والذي سيشابة العجينة حمض الهيدروفلوريك" يتوقف يولا عن الحديث ويوجه نظره لسامي

"أنت بالتأكيد تعي المخاطر المخاطر المرتبطة بهذا الحمض؟" يسأله يولا

"بالتأكيد" يجيبه سامي ، "فعلى الرغم من أن الحمض والذي تتكون جزيئاته من ذرة هيدروجين مرتبطة بذة فلور يعتبر من الأحماض الضعيفة الذوبان في الماء، وذلك لقوة إرتباط هاتين الذرتين ببعض مما يؤدي لفقر تفكك جزيئاته بالماء، إلا أن له قدرة عالية على تفتيت وإذابة المواد الصلبة ذات التركيب البلوري، ولذلك لا يخزن هذا الحمض بأوعية زجاجية" يكمل سامي

يهز يولا رأسه مؤكداً، "نعم، يخزن حمض الهيدروفلوريك في أوعية بلاستيكية، وأيضا نستخدم أوعية التيفلون المقاومة للأحماض والحرارة في تجاربنا" يتوقف قليلاً

"إلا أن تأثير الحمض لايتوقف عند المواد الصلبة ذات التشكيل البلوري، فالحمض يتلف المواد العضوية وهو عالي السمومية إذا تغلغل في الجسم. أتذكر أثناء دراستي في هنغاريا أحد أساتذتي وحظه التعس عندما إلتقط بيده العارية كأسا من التيفلون كان يحتوي على الحمض، وعلى الرغم من خبرته بهذا المجال فقد وضع سهواً إصبعة بداخل الكأس قبل أن ينتبه لما يحتويه. وعلى الرغم من محاولاته علاج اصبعة، إلا أنه بنهاية ذلك النهار فقد القلامتين العلويتين من ذلك الإصبع" يذكر يولا متذكراً تعابير الألم والحسرة على وجه أستاذه ويصمت لبرهة ليرى وقع القصة على سامي الذي كان يتابعة بإهتمام صامت

"إلا أننا سنكون حذرين، ولن نسهو ولو للحظة، أليس كذلك يا سامي؟" يسأل يولا ويهز سامي رأسة بالإيجاب

"حسناً، نسبة تركيز حمض الهيدروفلوريك الذس سنستخدمه هي 42% وإضافة الحمض على الخليط الناتج سيعمل على طرد ذرات الكلور، إلا أننا سنكرر العملية مرارا على دفعات مع التسخين حتى نصل لرواسب صلبة نذيبها بمحلول قليل التركيز نسبيا من حمض النيتريك وبذلك نكون قد أتممنا تحويل العينة إلى محلول، ومن ثمة نبدأ بالعمل على الفصل الكيميائي لمحتوياته" يسهب يولا بحديثه


إنتهى الجزء الرابع والأربعون
ويتبع في الجزء القادم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home