Wednesday, April 19, 2006

رواية الدانوب الأحمر – الجزء الأربعون



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية

"السلام عليكم آغاي علي" يأتيه الصوت بلكنه إيرانية

"وعليكم السلام،،،، مصطفى" يرد عليه علي يونسي وهو يمط كلمتي السلام عليكم بالطريقة الفارسية

"الأمور على مايرام سيدي، لقد دفعت للسيد الغامدي الدفعة الدورية المطلوبة حسب الإتفاق المسبق. والبضاعة يتم تصنيعها حسب الجدول في جبل علي" ويعني بأنه تم تحويل الدفعة إلى الحساب البنكي المتفق عليه مع السيد بوبوف والإتفاق مستمر حسب الأصول في فيينا. يحدث مصطفى طاهري رئيسه علي يونسي بشيفرة بسيطة متفق عليها كون الإتصال مكشوف وغير مشفر

"أحسنت سيد مصطفى أنتظر عودتك" يرد عليه رئيسه

"غداً سأكون في طهرانً" يرد مصطفى

"جميل جداً سألقاك في موعدنا وفي نفس المكان كي تحدثني بالتفاصيل" يحدثه علي يونسي، ويغلق الإتصال بينهما

يجلس علي يونسي وحيداً على الكرسي في الحديقة ويفكر بالأحداث السابقة واللاحقة المتوقعه

المسألة كلها عبارة عن عملية غطس بالمياه. من له القدرة القصوى على حبس أنفاسه بشكل أطول يفوز. الرئاسة الحالية للجمهورية كان لها إسلوب عمل وهو كسب الأوروبيين. وهذا الإسلوب أثبت فشله

قريباً سينتخب الشعب الرئيس الجديد. هذا الرئيس يجب أن يأخذ الجميع لأبعاد أخرى بعيدة عليه تشتيت تركيز العالم ولو قليلاً. يشتري لنا الوقت، فقط قليلاً من الوقت هو ما نحتاجه

+++++

"صباح الخير سيد ويراب" يأتيه الصوت من خلفه

يلتفت بول ويراب الذي كان جالسا على مكتبه أمام النافذة للخلف ليواجه سامي وإندرا

"آآآه ، مرحباً بمتدربينا الجدد" ينظر لساعته

"جيد جداً، لقد جئتما باكراً. كما هو متفق، سأطلعكم اليوم على جهاز الكشف الجسدي المتكامل للكشف عن النظائر الإشعاعية. سنقضي نصف اليوم أولاً بالحديث عن الأجهزة وما تتطلبه من إستعدادات، ثم سنذهب لعملية الكشف الفعلية

بعد الغداء سأعاود الجلوس معكم لمناقشة نتائج الفحص. لذا سنقضي طوال اليوم معاً" يضيف ضاحكا قبل أن ينهض من مكانه

"تفضلا بالجلوس حتى أعود لكم، سأقدم لزملائكم بعض المواد المتعلقة ببرامجهم التدريبية، سيقتضي مني ذلك بعض الدقائق" يتركهم بول فيشير سامي لإندرا بأن تجلس عل الكرسي الأقرب لمكتب بول بينما يختار الكرسي المجاور للباب

مقابلهم مباشرة كانت منصة لشاشة عرض. يلتفت سامي للمنضدة الصغيرة التي تفصل بين كرسيه وبين كرسي إندرا، كانت تعلوها آلة للعرض من تلك المستخدمة للإتصال بالكمبيوتر، كانت مغطاة بغلافها النايلوني

"يبدو أننا سنشاهد عرضاً علي الشاشة" متحدثاً مع إندرا

"أرجو أن يكون عرضاً سينمائياً مشوقاً" تجيبه ضاحكة

يعاود بول الدخول للمكتب

"حسناً، الزملاء سيكونون على ما يرام، أما بالنسبة لكما فكل شيء تم ترتيبه مسبقاً، كل ما علي هو توصيل الكمبيوتر بجهاز العرض هذا" يكمل حديثه بعد أن يرفع الغطاء النايلوني عن جهاز العرض

+++++

"مرحباً!" يحيييه القادم بإتجاهه بإبتسامة عريضة فيهز رأسه بالتحية وهو يتجاوزه بالسير عبر الممر

يا للسخرية، يقول في نفسه وهو يتذكر ما فعله مع هذا الشخص الذي حياه تواً، دون أن يكون للأخير أية دراية عن فعلته صبيحة هذا اليوم عندما قام بإقتحام جهاز الكمبيوتر الخاص به وذلك بعد أن إستخدم معلومات الدخول عبر مذكرات ذلك الأحمق الآخر ... يكتم الضحكة التي واتته

المهم، فلقد قام بنسخ محتويات جهاز الكمبيوتر بالكامل على القرص الصلب المحمول، والذي لا يتعدي حجمه حجم علبة السجائر. يتذكر وأصابعه تداعب أداة القرص الصلب داخل جيب معطفه، كيف تم تعليمه على التعامل القرص الصلب. لديه خاصية قوية وهي قدرته على التعامل مع الأجهزة الحديثة

لقد نفذ الأمر الذي أوكل إليه بنجاح ولم يقتض الأمر وقتا طويلاً، فقد إنتهى كل شيء قبل أن يأتي الموظفون إلى المختبرات

كيف سيستخدمون المعلومات التي خزنها هذا الجشع على جهاز الكمبيوتر الخاص به، يتسائل مع نفسه. إنهم يخططون لتهديده أو للإقتصاص منه بشكل ما. كل ما عليهم هو تهديده بفضح أمره، الأمر الذي سيجعل ذلك التعس يفكر كثيراً قبل أن يهددهم بكشف ما إقترفه هو بنفسه. سيسكت على مضض ويكتفي بما قد تم دفعه إليه

لا أعتقد أن الأمر يعنيني كثيراً، فحصتي من العملية مضمونة. يفكر مع نفسه وهو متوجهاً إلي مقر عمله اليوم. الوقت سيمضي بطيئاً، لذلك أتى بمجموعة من الطوابع التي إشتراها مؤخراً ليقوم بمعاينتها وتصنيفها

+++++

"حسناً، هيا بنا نبدأ" يحدثهم بول


إنتهى الجزء الأربعون
ويتبع في الجزء القادم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home