Sunday, April 16, 2006

رواية الدانوب الأحمر – الجزء التاسع والثلاثون



هذه الرواية خيالية. جميع الشخصيات فيها من وحي خيال الكاتب ولكنها قد تحتوي على شخصيات حقيقية تم إدخالها بالرواية من أجل الحبكة الدرامية

"صباح الخير" يبادرهما يولا بالتحية. "هناك أحجية جديدة تنتظرك يا سامي، لقد وضعها إينـزيو للتو" يكمل

يتجه سامي تصحبه إندرا مباشرة نحو اللوحة لقراءة أحجية إنزيو الجديدة

"يبدو بأن لغز اليوم يعود لزمن الغرب الأمريكي"، تعلق إندرا بتهكم بعد أن بدأت بالقراءة

يصل منقب للمعادن لأحد المدن ببداية شهر مايو، فيبحث عن مكان للسكن. بتلك الأثناء كان لا يمتلك الكثير من النقود، إلا أن بحوزته بعض المعادن النفيسة

يتفق مع صاحب السكن بأن يدفع له الأجرة حالما يتوفر لديه المال آخر الشهر، ولكن بالوقت الحاضر سيسلمه يوميا قطعة من الفضة على سبيل التأمين على أن يسترد القطع جميعها حالماً يسدد قيمة الأجرة

كان بحوزته قضيباً من الفضة يبلغ طولة ٣١ بوصة، فعرض على المؤجر أن يعطيه بوصة من قضيب الفضة كل يوم، فوافق الأخير

نظراً لأن أيفاءه بالإتفاق المبرم يستلزم عليه قطع القضيب ونشره إلى قطع صغيرة، وهو أمر مضني ويترتب عليه خسارة بعض برادة الفضة التي ستتبدد، فقد إتفق مع صاحب السكن على أن تكون القطع غير متماثلة

ففي اليوم الأول سيسلم صاحب السكن قطعة طولها بوصة واحدة، بينما في اليوم التالي بدلاً من أن يسلمه قطعة ذات طول مماثل سيسلمه قطعة طولها بوصتين، ويسترد منه القطعة الأولى، وهلم جرا خلال الأيام التالية ستتم مقايضة القطع بطريقة توفي بعملية الدفع

"ما هي الطريقة التي يتحتم على المنقب إتباعها والتي تفي بالغرض وبنفس الوقت تكون عمليات قص القضيب هي الأقل؟" هذا هو سؤال إينـزيو

"ماذا ترى يا سامي؟" تسأله إندرا

يهز سامي رأسه يمنة ويسرة كمن يفكر بشيء وهو عارف للحل ومحدثاً بعض الحركات بشفتيه ، "هذه الأحجية ليست بالصعبة، ولكنها تتطلب بعض التحليل الرياضي" يرد

"أتعني إنك عرفت الحل؟" يسأله يولا. "إني آمل ذلك من صميم قلبي. إن كنت قد عرفته فأرجو منك تسجيله قبل أن يسبقك ذلك الأمريكي المتعجرف" يكمل يولا

"سأدون الحل بعد الغداء" يغمز ليولا مبتسماً ثم ينظر لإندرا، "أعتقد أن نشاطنا اليوم سيكون متعلق بنا نحن، فقد وعدنا بول بأن يقوم بقياس المحتوى الإشعاعي داخل أجسامنا" يحدثها

"آه، نعم. ستقومان اليوم بإستخدام جهاز الكشف الجسدي المتكامل. ستكون تجربة فريدة لكلاكما. هي تجربة فريدة لأي شخص على أي حال. أأنتما جاهزين للإستحمام؟" يرد يولا مبتسماً

+++++

في ناحية أخرى من العالم

يترجل من سيارة الأجرة بعد أن يدفع الأجرة للسائق ويدخل لمجمع التسوق. لم يكن المكان مزدحماً بعد، يقضي بعض الوقت في النظر لنوافذ المحلات. أثناء سيرة كان يعاود السير للخلف بعشوائية متظاهراً بإعادة النظر للبضائع وكأن شيئاً قد فاته النظر إليه، إنه يعاود التأكد من أن أحد لايراقبه

ينـظر لساعته، ثم يتجه لركن المصاعد والسلالم. يتأكد من خلو المكان ثم يأخذ الدرج للقبو، حيث مواقف السيارات

المواقف السفلى بهذا الوقت تخلو من الناس، وتحتوي على عدد قليل من السيارات. إحدي السيارات كانت تقف بعيداً بإحدى الزوايا، كانت عبارة عن فان قديم
يتجه لها وهو يعاود النظر للتأكد من خلو المكان وما أن يصبح على مسافة خطوة من السيارة ينزلق الباب الجانبي مفتوحاٍ فيقفز داخل السيارة، ويقفل الباب خلفه بسرعة، ليشغل السائق المحرك وتنطلق السيارة إلى المخرج

يتبادل التحية مع الوجوه المعتادة داخل السيارة والتي تخلو من نوافذ جانبية. تنطلق السيارة في شوارع المدينة. يعاود تذكير نفسة بكمية التقدم السريع التي تطرأ على هذه المدينة كلما قام بزيارتها

سرعان ما تصل السيارة إلى وجهتها، أحد المواقف العمومية. يأخذ السائق تذكرة الدخول وينطلق نحو الطابق السفلي. المكان يماثل الموقف السابق ويكاد يخلو من المارة والسيارات. تتوقف السيارة بموقف يجاور أحد الزوايا ويخرج السائق من السيارة ويقفلها، ثم يتوجه لأحد المصاعد وهو يرقب المكان

يتوقف عند المصاعد وهو يضع يداه داخل معطفه الذي يخفي ما يحتويه من عتاد خطر. الموقف الآن يخلو من المارة، بإسثناء رجل يقف بعيداً. ينظر السائق اليه ثم يخرج يداه من معطفه ويرفع يده اليمنى ليدعك خده الأيسر، فيقوم الرجل بالإلتفات على يساره قبل أن يعاود مواجهة السائق، ثم يخرج جهاز الهاتف النقال ويقوم بمحادثة سريعة

سرعان ما تصل سيارة جيب ذات نوافذ مظللة كانت تقف في الطابق العلوي للمواقف، فتتوقف على مقربة من سيارة الفان. وبعد فترة قصيرة يفتح الباب الجانبي ليترجل بوبوف من الفان متوجهاً للسيارة الأخرى، فيفتح له الباب الخلفي فيدخل السيارة ليجلس على يسار الراكب، مصطفى طاهري

"نلتقي مرة أخرى يا صديقي" يبدأ بوبوف بالحديث. "أرجو أن تكون مستمتعاً بوقتك في دبي؟" يسأله

يهز مصطفى رأسه بلا مبالاة قبل أن يبدأ بالحديث

"لندخل في صلب الموضوع. ما هي التطورات في الخطة؟" يسأله مصطفى

"كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة يا صديقي، والأمور تسير على ما يرام" يرد بوبوف

"هل من مشاكل؟" يحدثه

"لا شيء لا نستطيع معالجته بأنفسنا وفي الوقت المناسب" يرد بوبوف بتأكيد لترك الإنطباع المثالي

"ما معنى ذلك؟" يسأله مصطفى بجفاء وبشيء من الريبة

"أقصد الأطراف المعنيين بالعملية، لقد أوشكنا على الإنتهاء من كل ما إتفقنا عليه وسرعان ما سنكون في حل منهم و ..." يكمل بوبوف

"لا شأن لي بذلك ولا يهمني ما ستفعلة معهم، لا شيء يهمني سوى المحافظة على سرية إتفاقنا ونجاح مهمتنا" يقاطعه مصطفى

"لا تقلق يا صديقي، فلقد دفعنا لهم بسخاء لم يكونوا يحلموا به، وليس من مصلحة أي منهم البوح بما قاموا به. وحتى إن بلغ بأي منهم الغباء ليكشف جانبه بالعملية، فإن ردنا عليه سيكون حاسماً وسريعاً" يرد بوبوف

"هذا الأمر متروك لك، والآن أعلمني بآخر ما تم تنفيذه" يطلب منه مصطفى

يلخص بوبوف له تطور العملية، "وكالعادة فإن الملخص الكامل بالعملية قد بعث لكم كوثيقة مشفرة عبر الإنترنيت، و بهذا نكون قد إستوفينا ما إتفقنا عليه. سرعان ما سيعلن عن النتائج التي توصل إليها المختبر، وستتناقله وسائل الإعلام، وسيكون لكم ما أردتم" وبذلك يختم بوبوف حديثه

يطلق مصطفى زفير متثاقل ، "ما نحتاجه هو الوقت، وإحراج الجانب الآخر" ويرد عليه

"عدوكم أو كما تسمونه بالشيطان الأكبر هو عدونا يا صديقي" يرد عليه بوبوف ضاحكاً

ينظر إليه مصطفى وهو يفكر، هذا الوغد يتلاعب بالأكاذيب، إنه يدين بالفضل للغرب الذي أتم له مايريد، فلولا نجاح المعسكر الأمريكي في تحطيم الإمبراطورية السوفيتية لكان هذا التعس لايزال يرزح تحت سطوة المطرقة والمنجل، بدل أن يكون هنا ليطالب بما قد أتى من أجله

"حسناً، أعتقد أن هذا يستوفي الشروط، وعلى ذلك فسأطلب تحويل الدفعة المالية المتفق عليها" يرد مصطفى


يخرج الهاتف النقال ويجري محادثة سريعة، "هل الإرسال جيد هنا؟" يسأل بوبوف

"نعم لقد تأكد فريقي من ذلك" يرد مصطفى، وما أن ينهي المكالمة حتى يلتفت لبوبوف، "ستصل الدفعة للحساب المعتاد خلال دقائق" يحدثه

يخرج بوبوف هاتفه النقال ليجري مكالمة بدوره والتي تاخذ منه دقائق لا أكثر. يغلق الهاتف ليواجه مصطفى مبتسماً، "بهذا سيكون كل شيء جاهزاً للأيام المقبلة، وبعدها سيكون هناك متسع من الوقت لكم لتطوير برنامجكم دون أن يجرؤ الأمريكيون أن يثيروا الغرب والعالم عليكم. عليك أن تكون مرتاحاً يا صديقي، عليك أن تسعد بنفسك هنا خاصة وأنك بعيدا عن رؤسائك وتطفلهم عليك وأن تقضي أوقاتاً ممتعة ..." يحدثه بوبوف ضاحكاً

أيحاول هذا القذر إغوائي بالمنكرات والشذوذ؟ يفكر مصطفى وهو يلعن الأحوال التي أوجبت عليه التعامل مع أمثال هذا الكافر الحقير. قبل أن يفكر في شيء يرد فيه على بوبوف إنطلق الهاتف المحمول للأخير

يتحدث بوبوف سريعا قبل أن يغلق الهاتف، ويلتفت ليحدث مصطفى مبتسماً، " يا صديقي، لقد أبلغني المسؤول عن المحاسبة بالمنظمة أن المبلغ قد وصل فعلاً إلى الحساب ببنكنا في جزر الكايمان. أنتم أفضل من تعاملت معه على الإطلاق" يمد يده لمصافحة مصطفى الذي أعطاه يده بدوره بدون حماس

"حظاً موفقاً يا صديقي، كل شيء سيكون على ما يرام" يقول بوبوف وهو ينزل النافذة قليلاً لينظر للخارج، حيث يومئ له من بالفان أن الأمور على مايرام. يفتح الباب ويخرج متجهاً للفان، وتنطلق سيارة مصطفى مغادرة المكان


إنتهى الجزء التاسع والثلاثون
ويتبع في الجزء القادم

2 Comments:

Blogger PerseusQ8 said...

1+2+4+8+16

9:18 AM  
Blogger esetch said...

Perseusq8

Welcome to my blog

8-)

12:10 PM  

Post a Comment

<< Home